تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
ساري العبد الله
عبدالله بن فاضل المزيد | |
---|---|
معلومات شخصية | |
مكان الميلاد | الشرقاط /العراق |
الوفاة | 1888 تقريبا حماة /سوريا |
أقرباء | قبيلة عنزة |
الحياة العملية | |
الفترة | الدولة العثمانية |
المهنة | شيخ |
بوابة الأدب | |
تعديل مصدري - تعديل |
لقب بساري العبد الله شاعر بدوي من قبيلة عنزة له سمعه عريضة في شبه الجزيرة العربية، والبادية العراقية - الشامية والجزيرة الفراتية.
سيرته
ساري وأسمه الحقيقي عبد الله بن الفاضل بن حمد بن الملحم بن رشيد بن مزيد بن شماس يرتفع نسبه إلى حسن بن مُنبه بن وهب العنزي، من مشايخ «الحسنة» إحدى قبائل ضنا مسلم من قبيلة عنزة وأمه «الشيخة نوف بنت الشيخ الحميدي بن هذال» من العمارات من عنزة،[1][2] جاء ذكره في وقائع 1879م من تاريخ القبائل[3][4][5][6][7][8]، الشاعر عبد الله الفاضل ولقب (بساري العبد الله)وذلك لسيره وحيدا يتنقل بين العرب وكان له مكانته بين عشيرته وله الاثر الكبير بالشعرالبدوي المعاصر ولقد اتخذ نوع (العتابة) التي تغطي مساحته الشعرية ولها طابع خاص بين العرب جميعا حيث كل من ذكر بيت من العتابة اوله (هلي) ينسب فورا إلى ساري العبد الله ولهذا الشعر اسلوبه الخاص ببادية العراق والشام كثيرا وان هذا الاسلوب قد طغى وغطى جميع الجزيرة الفراتية وهي تقريبا البقعة الجغرافية التي دارت فيها الأحداث[9]، (ساري) ولد وترعرع في منطقة (حضرة الفاضل) ببادية الشرقاط جنوب الموصل في العراق، وكانت والدته حاملا فيه خلال هجرة القبيلة من الجزيرة العربية، حيث كانت ديرتهم بين النخيب وعرعر[9][10][11][12]
معاناته مع مرض الجدري
لقد ابتلى بمرض الجدري وكان مرضا ً مخيفا ومستعصيا تلك الفترة الزمنية ومن عادات العرب إذا حصل مثل هذا المرض يامرون المريض بترك القبيلة ويتوجه إلى ارض الله حتى يتشافى من مرضه أو يموت.[13]
ولكن كونه شيخ قومه ومن نسل الكرام وله مكانته بين القبيلة فقد صعب الامر عليهم ان يامروا ساري العبد الله بالرحيل عنهم.... وكان الامر شديد وصعب جدا عليهم فقد قرروا ان يرحلوا ويتركوه طريح الفراش حتى لا يشعر بالعقوبة له فقد عاقبوا انفسهم بالرحيل عنه بدل من ان يرحل هو ولذلك كان اغلب شعره يمدح اهله... اينما سار ونزل واينما حط وارتحل فكلمة (هلي) ملازمة لجميع شعره ... وقد تركوا له زاد يكفي له وماء وفراش وخيمة وكلب الصيد تبعه الذي سماه (شير) وكلمة شير هي كلمة كردية بمعنى اسد.[14]
- هلك شالو على «مكحول» يا شير
- وخلولك عظام الحيد يا شير
- لون تبجي طول الدهر يا شير
- هلك شالوا على «حمص وحما»[15]
ذكر مواقع مكحول وحمص وحماة. إشارة مهمة. فمكحول جبل يقع في العراق ويقع شرق منطقة الخابور. أما حمص وحماة فتقعان غرب منطقة الحدث. المقصود بكلمة مكحول في البيت هي جبل مكحول فان ساري هنا يشارك شير (أسم كلبه الوفي) حيرته وجهله باتجاه سير أهله فقد يكونوا اتجهوا شرقا إلى مكحول، أو اتجهوا غربا إلى حمص وحماة، وقد يكون إنهم قرروا السفر للابتعاد عن المنطقة التي فيها ساري وليس في نيتهم الاتجاه إلى منطقة محددة ولذلك ذكروا أكثر من منطقة وفي اتجاهات متضادة.[8][14][16][17]
المحنة الثانية
وهكذا بقى يصارع المرض وحده حتى هيأ الله له جماعة من عشيرة صلبة التي كان لها الباع الطويل بمزاولة مهنة الطب وقد شفى من مرضه بفضل تلك الجماعة.. الا ان المرض ترك بصماته على وجه.... فطفق يبحث عن عمل ليعتاش به فأتجه إلى أحد كبار الجزيرة انذاك وكان يدعى (تمر باش) فاشتغل عنده يقدم لضيوفه القهوة وذات ليلة ومن سياق الحديث في إحدى مجالس الشيخ تمرباش وجه الشيخ كلمة نابية للشاعر عبد الله الفاضل تركت في نفسه اثرا كبيرا من الحزن والاسى الا انه رغم هذا كله لم يحقد على اهله.... فما ان هدأ الليل ونام القوم وعم السكون بالديار فاضت نفسه بالشعر...من العتابه يذكر فيها محاسن اهله وعشيرته... فأنتبه لذلك الشيخ تمرباش والح عليه بالسؤال عن اهله وعشيرته.... فأجاب إلى ذلك لكن الشيخ تمرباش اراد ان يمحص الامر فأرسل جماعة ليقتصوا اخبار اهله وعشيرته فوجدوهم كما وصفهم باشعاره فاعتذر منه الشيخ تمر باوش وأعزه وأكرمه وطلب منه البقاء عنده ضيفا عزيزا... فأعتذر منه ساري العبد الله لما في نفسه من الكبرياء والانفه وعلو الهمة.[18][19]
مع أهله
سمع بأخبار اهله وعشيرته فرحل يطلبهم وسكن بمنطقة قريبة منهم وكانوا قد نزلوا ببادية حمص وحماة في الشام، فلما وصلت اخباره إلى اهله وعشيرته وتيقنوا انه حي يرزق ارسلوا اليه جماعة من وجهاء القوم والعشيرة لغرض مصالحته والاعتذار منه وان يعود بينهم معززا مكرما... لكن... ابى ان يرجع معهم لعزة نفسه فلما يأسوا منه بالرجوع معهم إشارة احدهم ان يعرضوا عليه الظعن امامه عسى ان يحن ويرجع معهم فرحلت قبيلته ومرت من امامه بفرسانها وهم يلعبون على ظهور الخيل والإبل تتمايل بالهوادج ورأى زوجته ثريا بهودجها وقد ارخت لثامها... فهاجت نفسه بالذكريات وتذكر الطفولة والبادية والفتوة فقال هذا البيت ثم رحل معهم:
- ثريا تلوح والدنيا مسجبة *** مطر وظعون خلاني مسج به
- عجاج الظعن عنبر والمسج بي *** اخير من القرايا المعطنات.[20][21][22]
وفاته
تشير بعض المصادر إنه أستقر في بادية حماة منطقة إسرية وبنا بيتا كبيرا حتى وفاته سنة 1888 تقريبا.[23]
شعره
ان العتابة عن شاعرنا ساري العبد الله تعبير رائع وجذاب ومتماسك البناء تغلب عليه الشجاعة والكرم والفخر والحماسة والمديح، واغلب ابيات العتابه عنده تبدأ بمفردة هلي حتى ان هذه المفردة أصبحت سمة خاصة ميزت شعره عن باقي الشعراء، في هذا اللون البديع من الغناء البدوي، ان العتابة عن شاعرنا ساري العبد الله تعبير رائع وجذاب ومتماسك البناء ومن شعره:
- هلي عز النزيل وعز من گال
- ثقال الروز ماهم حجر منگال
- انچان الناس مي هظل من گل
- هلي نيسان طم العاليا
- هلي عز النزيل وعز منزال
- ودوم الهم على الدربين منزال
- عشوب الناس واهلي نبت من زل
- خضر ما يبسو بارح هوا
- هلي بالدار خلوني وشالوا
- وخلوني جعود بطن شالو
- على حدب الظهور اليوم شالو
- وحايل دونهم كور وسراب
- هلي بالدار خلوني رميماي
- مثل حيدن معگل برميماي
- يامحي العظام وهي رميماي
- توصلني على حي الاحباب
- هلي نزالت المشرع وهل ماي
- واهل خيل رمك سبگ وهل ماي
- تعالوا ياحمايلنا واهل ماي
- وشوفو حال من فارگ احباب
- هلي عوج المناسف مندل الهم
- ودرب الكرم سابج من دليلهم
- كروم الناس تشرب من دلالهم
- هلي بالكون عيين الطلاب
- هلي بالدار خلوني طريحاي
- الفرش ياجرح دلالي طري حي
- نحل جسمي بقى طاري حي
- تلج الروح بين ضلعي والحشا
- هلي لوشح قوت الناس عدنا
- كرام واليتيم يعيش عدنا
- عقب ما چنا ذرا للناس عدنا
- انتذرى بالذي مالو ذرا
- هلي يهل المحمس والبريجي
- ويقهوة غيرهم حنظل بريجي
- هلي مثل الزواعج والبريجي
- ارتمت منها الزلازل والاطواب
- هلي سمح الطرايج وشملوهن
- يعود الحور عالي وشملوهن
- هلي عوج المناسف وشملوهن
- حميس الظان بسنين الغلا
ومن جميل شعره:
- هلي يهل المراتب والدواوين
- وعلى قلوب العدى نصبو دواوين
- اسيل الدار وين أهل الدواوين
- قالت غدو ياحسرتي وسهيل غاب
- هلي رايات بالدنيا بيض الهم
- كرام ويمن الخايف بظلهم
- يتيه الغيهب المسما بظولهم
- هلي باشات عالشدو اطناب
- هلي الما لبسو خادم سملهم
- وبگلوب العدى بايت سم الهم
- ان چان اهلك نجم اهلي سما الهم
- وچثير من النجم علا وغاب[24][25]
قصته في الدراما
تدور أحداث القصة حول (ساري) أحد أبناء وجهاء قبيلته، يعيش قصة حب مع (ريما)، ابنة الرجل الذي بينه وبين والده خلاف قديم، يمرض بسبب رفض والد (ريما) الموافقة على زواجه منها، بحجة أنه قال فيها شعرًا غزليا يردده جميع سكان القبائل المجاورة، يمرض (ساري) بمرض قوي، ليكتشف الحكماء أنه مصاب بالجدري، فتقوم القبيلة بتطبيق الأعراف لديهم بتركه في الصحراء والرحيل إلى مكان آخر حتى لاتصيبهم العدوى من هذا المرض الخطير، ويجبرون والديه على الرحيل معهم عنوة، فيموتان من حسرتهما على ولدهما، وبعد أن تركوا (ساريا) وحيدًا في الصحراء يصارع الموت، تمر إحدى النساء الطيبات (أم جابر) المشهورة بالتنقل بين العشائر لطلب الرزق مع بعض صبيانها فيجدونه، فتقوم بمعالجته بما لديها من خبرة بمعالجة الأمراض حتى شفي من مرضه، ولكن المرض ترك آثارًا على وجهه، وعاش حياته متنقلا مع (أم جابر) بين العشائر، ويعمل بالرعي، إلى أن وصل لقبيلته، ويكتشف أشياء لم يكن يتوقعها.[26]
انظر
مصادر
- ^ جريدة الاتحاد يوم الأحد 30-07-1434هـ الموافق 09-06-2013م حوار مع الشيخ أورانس متعب محروت الهذال
- ^ ورد بمخطوطة حمد بن محمد بن لعبون المتوفى سنة 1260 هجرية ما نصه"أول ما ذكر لنا من أجدادنا حسين ابو علي وهو من بني وائل ثم من بني وهب من الحسنة ولوهب ولدان وهما منبه وعلي وهو جد ولد علي المعروفين اليوم ولمنبه ولدان وهما حسن جد الحسنة وصاعد جد المصاليخ ولصاعد ولدان وهما يعيش وقوعي........وقال وإما بنو وهب فيفترقون إلى شعبتين بنو منبه وهم الذين رؤسائهم آل مزيد رهط فاضل الملحم المعروف ومنهم قبيلة آل مدلج الحاضرة وهم الحسنة والمصاليخ ويحتوون على بطون وأفخاذ يجمعهم اسم المنابهة ." قصيدة النجيدي يصف بها مناخ ميقوع الذي قاده فاضل المزيد : قــــال الـنـجـيــدي فـــــي حـلــيــات الـنــبــا الـــــــذ مــــــــن در الــبـــكـــار الــرهـــايـــف الـــصـــاعــــدي ذرب كــــــــــلام يـــقــــولــــهنـ نـصـابــة الــلـــي زبـــنـــو كــــــل خـــايـــف وخــــــلاف ذا يـــاراكـــب فـــــــوق عـــوصــــا مــافــوقــهــا الأخـــرجـــهـــا والــســفــايـــف فــــوقــــة غــــــــلام لـــلـــعـــزال مــــضـــــرا يـبــي الـســرا وعـــن نـومــة الـلـيـل عـايــف أدل مــــن الـقـطــاة فـــــي لـيــلــة الــدجـــا رامــــــت ضــنــاهــا بــالــحــزوم الــصــلايــف ســلــم لــنـــا لاجــيـــت شـيــخــان وايـــــل كــبــارهـــم وصـــغـــارهـــم بـالــلــفــايــف ســـــــلــــــــم على ابن سمير وباروخ قلة باروخ زبن التالفــــــــــــــــــــــــــات التلايف الله لــــــــو تـــــدري بــــيـــوم جـــرالـــنـــا جــمـــوع كــثــيــر وغـالـبـتـهــا ردايــــــف ..؟ خــيــل الـمـعــادي يـــــوم تــشـــلا بـخـيـلـنـا تــشــلا بــهـــا كــمـــا الـســبــاع الـهــوايــف نيـخـنـا الـصـاعـديـات فــــي صـيـحــة لــهــن يـنــخــنــا عـــــــن عـــايــــزات الـكــشــايــف وعـجـنــا رقــــاب الـخـيــل لـعـيــون خــورنـــا صـــفــــوة رجـــــــال وافــيــيـــن الــكــلايـــف جــونـــا هـــــل الـبـلـقــا جــمـــوع يــجــرهــا شــيــخ يــبـــي يــوفـــي ديـــــان وحــلايـــف صـــواعــــد بــالــكـــون نـــهــــدي عــمــارنـــا حـبــس الـضـعـن والــهــوش دون الـعـطـايـف جــونــا عــلــي مـيـقــوع عـشـريــن بــيـــرق واقــفـــو يـــجـــرون الـــنـــدم والـحـســايــف ويلان وين انـتــم تـــرى الـيــوم يـومـكــم ولا مـــــــع الأجـــنــــاب نــنــهـــج عـــرايــــف حــدنــا وحــدونـــا عــلـــي شـــــان جــارنـــا وعـــيـــو عـلــيــنــا بـطــيــبــات الـمــصــايــف
- ^ ورد بالمجلد السادس من كتاب تاريخ العراق بين أحتلالين تأليف المحامي عباس بن محمد بن ثامر العزاوي في الصفحة 36 حوادث عام 1212 هـ- 1799 م قال" كانت عنزة منذ أمد يأتون للاكتيال ولما انحدروا هذه المرة ونزلوا مقاطعة الطهماسية التابعة للحلة وتطاولوا على عشائر العراق كما أنهم أغاروا على عشائر الدليم فانتهبوا منهم أموالاً كثيرة واضروا بهم، وكان أمل الحكومة أن توجه إليهم جيشاً تؤدبهم به ولكن صادف أن جاء شيخهم فاضل الملحم إلى بغداد فأكرمه الوزير وأظهر له اللطف والاحترام والبسه الخلعه ثم نبهه أن يعيد خلال ايام المنهوبات من الدليم وان يكفوا عن الاعمال المضرة بالأمن فتعهد الرئيس بذلك وعاد لمحله ثم أنقضت مدة المهلة ولم تظهر نتيجة ..... الخ ".
- ^ ورد بكتاب البدو لماكس فرايهيمرفوناوبنهايم وقد تحدث عن قبيلة عنزة فذكر"استولى ولد علي علي غرب منطقة خيبر حيث لا يزال قسم منهم يسكن هناك إلى اليوم، وإلي جوارهم على الأرجح الحسنة الذي تربطهم بهم صلة قرابة ."وقال : كانت الحسنةوالفدعان وولد علي أقدم القبائل التي بلغت الأراضي السورية ."
- ^ في عام 1293 هجريه جالت السائحة الانجليزية الليدي أن بلانت بين العشائر وكتبت : -( إن البيوت الشريفة في عشائر بادية الشام هي : -ابن ملحم أمير الحسنة – وابن جندل أمير السوالمة – وابن الطيار أمير ولد علي – وابن هذال أمير العمارات – وأبن سمير أمير ولد علي ......... الخ )
- ^ ورد بكتاب أنساب القبائل العربية للشيخ فرحان عبد العزيز المسلط مايلي" فقد أطلت عشائر الحسنة على مشارف الشام بعد أن غاروا على الجوف في طريقهم فدمروا عشيرة السرحان واجتازوا وادي السرحان وبلغوا مشارف عجلون وحوران وهناك نازعتهم العشائر القديمة (أهل الشام) فشقت الولد علي لنفسها طريقاً إلي الجولان واستقرت فيه، أما عشائر الحسنة فقد استأنفت زحفها وبلغت (ديرة الشنبل) على مشارف حمص وحماة
- ^ اعلام قبيلة عنزة : ساري العبدالله شاعر البادية : د.ابراهيم محمد الصقار، مجلة التضامن / 1988
- ^ أ ب ساري العبدالله شاعر البادية، فالح الكيلاني، مجلة الف باء، 1993
- ^ أ ب ساري العبدالله بين الحقيقة والاسطورة، الشيخ جلال الحنفي، مجلة التراث الشعبي 237
- ^ ساري العبدالله شاعر البادية، الدكتور فالح الكيلاني، مجلة الف باء، 1993
- ^ يؤكد الدكتور محمد عجاج جرجيس، سكنت الشاعر شمال العراق مستندا بذلك لكلمة (شير)* التي أطلقها على كلبه وهي كلمة كردية تعني الأسد ما يدل ان الشاعر كان يسكن محاذيا أو بالقريب من المناطق الكردية وكذلك مكحول اشارة واضحة لمنطقة مكحول في الموصل. *هلك شالوا على مكحول1 ياشير 2 وخلولك من عظام الحيل 3 ياشير 4 يلو تبجي بكل الدمع 5 ياشير 6 هلك شالوا على حمص وحماه 7
- ^ الشاعر ساري العبدالله، مجلة كلية الاداب بجامعة الموصل 1997
- ^ عمر صليبي، لواء الزور في العصر العثماني، مطبعة دار العلم، ص181.
- ^ أ ب ديوان العرب، محمد ناظم احمد، دار النهضة بغداد 2001
- ^ أنظر : ديوان ساري العبدالله، طبعة بغداد، مكتبة العاني 1977
- ^ العتابا ذاكرة الشعوب التي لا تشيخ خاص مجلة سيريانديز الباحث خضر مجر 364
- ^ نبذة قصيرةعن أسرة الملحم الشهيرة (حماة الشنبل وأسود النقعة) جمع وإعداد : الأستاذ نايف عبدالله الركابي، مجلة الفيصل 654
- ^ الشاعر ساري العبدالله، محمد سامي حميد، مجلة كلية الاداب بجامعة الموصل 1997
- ^ عبد القادر عياش، حكايا من وادي الفرات، منشورات اتحاد الكتاب العرب، ص 22.
- ^ بداء رحلة العودة وبدأ رحلة العودة متنقلاً من عشيرة الى عشيرة سائلاً عن أهله متصياً أخبارهم. وفيعلم طول الجهد الى نجع الحسنـة وقبل ان يدخل الحي وقف على مكان مرتفع وأجال النظر في البيوت المتراصة على امتداد السهل وكان المنظر ذا شجون بالنسبة الى عبدالله الفاضل فقد تعود أن يطل مثل هذه الاطلالة اما عائداً من غزوة منتصر اً فيها يطلق الأغاني خلف المكاسب والخيل تلعب بالفرسان وإما عائداً من الطلب في إثر غارة للأعداء واستعاد الابل منهم على مثل هذه الصورة كان يعود عبدالله الى النجع أما الآن فقد أختلف الامر كثيراً وعاد عبدالله لايحمل سيفاً ولايركب فرساً ولا تحيط به الفرسان من كل جانب لقد عاد وحيداً عارياً من السلاح بنعلين قديمين وثياب رثة وبربابة عتيقة تحت ابطه ووجه طمس الجدري معالمه واطفا بريقه لم يجد عبدالله صعوبة في معرفة بيوت الحي فبدت له وكأنه تركها لوقته فذاك بيت فلان وذا بيت فلان وذاك بيت أبيه فاضل المزيد يرتفع شامخاً وسط النجع استغرقت تلك الوقفة دقائق طويلة من وقت الشيخ الشاعرر استعاد فيها كل ذكريات الماضي منذ نشأته الأولى في هذه العشيرة وطفولته وشبابه وقيادته لها الى ان اصيب بالجدري فتركته في ديارها وارتحلت عنه وعذابه ومعاناته في مرضه وتنقله بين القبائل شاعراً مغموز النسب وما عاناه في هذه الرحلة الطويلة من جوع وتعب وحرمان فتفجر الحقد في صدره وقال في نفسهïپ¬بئس العشيرة أنت وبئس القوم قومي هؤلاء الذين باعوني بلاثمنا.وحدث نفسه: هل يكتفي بهذه النظرة عن بعد ويعود من حيث أتى ليواصل الرحلة من جديد ؟ أم يدخل وسط الحي فيرى الناس عن كثب وينظر إلى الوجوه التي طال اشتياقه أليها ؟ قرار صعباً كان القرار صعباً على القريب العائد إلى الأهل بعد طول غياب وتردد كثيراً قبل أن يخطو إلى الإمام وأخيرا تقدم ودخل الحي وكلما مرَ إمام بيت عرف أصحابه إلى أن توقف في النهاية أمام ربعة بيت أبيه فاضل المزيد فوجدها ملأى بالرجال الذين يعرفهم جيداً واحد واحداً وفي وسط المجلس حفرت حفرة كبيرة أوقدت فيها النار وصفت فيها دلال القهوة سمعنا الربابة ياشاعر ويقف عبدالله أمام الربعة ويلقي السلام على الرجال فيرد بعضهم السلام وبعضهم لايرد وارتفع صوت العبد قائلاً اجلس يا شاعر العرب ولكن أيجلس الشاعر الشيخ ولم يفسح أحد له في المجلس إنها المرة الأولى التي يدخل فيها عبدالله هذه الربعة ولا يقام له ويعتريه الغضب ويوشك أن يصرخ في الثوم قائلاً ويحكم لماذا لا تقومون؟ أنا شيخكم عبد الله ولكنه ابتلعها بصبر وألم حزين .ولو أنه يريد المقام في العشيرة ويريد أن يعرفوه لقالها ولكنه عقد العزم على التخلي عنهم كما تخلوا عنه، وهو يعلم أنه سيغادرهم بعد وقت قصير فجلس حيث كان واقفاً تحت شفا البيت وتوسد النثيلة ووضع ربابته إلى جانبه.وبعد استراحة قصيرة قال له أحد الحضور أسمعنا صوت ربابتك أيها الشاعر وردد عبد الله العبارة بينه وبين نفسه وكان وقعها عليه ثقيلاً فهو بالأمس القريب كان سيداً في هذا المجلس ينشده الشعراء ويأتي إليه ذو الحاجات ويتودد إليه كبار القوم وهو الآن دون ذلك بكثير انه الآن شاعر مجهول يطلب اليه أن يدخل السرور على قلوب الحاضرين بغنائه على ألحان ربابته ولم يرفض عبد الله الطلب فاستوى في جلسته متربعاً وأمسك القوس بيد والرباة بيد وأمر القوس على الوتر ولاعبت أنامله الوتر بمهارة ودقة فجاء لحنا جملاً عذباً شدّ إليه انتباه الحاضرين وأمسك من كان يتكلم عن الكلام واتجهت الأنظار نحو هذا الشاعر مشدوهة بعزفه الفريد الذي لم يسمعوا مثله منذ زمن طويل وهنا يسمع عبد الله صوت أبنته الصغيرة (درجة) في الطرف الآخر من البيت تنادي أمها فارتفع صوته معانقاً صوت الربابة وقال : سمعنا بالمجالس حس درجـا === لعين ال حجلها على الساق درجـا ولا من يقول يا مسكين درجا=== تقدم عـــــــــــالوسادة عن التراب خيّمت على المجلس سحابة خيّمت على المجلس سحابة من السكون والصمت العميق وبينما القوم على هذه الحال ينظرون مشدوهين إلى الشاعر وربابته وارتفع في الطرف الآخر من البيت زغرود امرأة جميل مزق السكون الذي خيّم على المجلس فقام أحد الرجال يسأل عن السبب الذي من أجله زغردت المرأة فأجابته أن هذه الشاعر هو الشيخ عبدالله الفاضل المزيد فاستل الرجل سيفه في وجهها وقال لها:عشقتي الشاعر ايتها الحمقاء فأقسمت بأنه الشيخ عبدالله الفاضل المزيد وأنها تتحمل النتائج اذا كانت كاذبة وساد الهرج والمرج في المجلس وتراكض بعض أهالي الحي القريبين من البيت الشيخ فاضل نحوه وكل يحاول أن يتعرفه على طريقته الخاصة:فهذا يرفع منديله وذاك يسأله أحقاً أنت عبدالله؟ وآخر يقترب منه ويفحص جيداً وجهة وعينه والحقيقة أن الجسم جسم عبدالله والصوت صوته واليدان يداه ولكن الوجه ليس وجهه ولا العينان عيناه وهنا تكلم الشاعر وقال لهم : اجلسوا في أماكنكم وأنا اقول لكم الحقيقة فا متثل القوم للأمر وأنتظم المجلس كما كان وانتظر الجميع بأعصاب مشدودة ماذا يقول الشاعر ؟ وتكلم الشاعر قال أنا عبدالله الفاضل المزيد ومصداق قولي أنني أعرفكم جميعاً فذاك فلان وذاك فلان وأنت فلان وسمّاهم كلهم بأسمائهم والمرأة التي زغردت هي زوجتي فلانة والطفلة التي أسمع صوتها في الركن الآخر من البيت عي ابنتي (درجـه) ولما لم يترك كلام الشاعر مجالا للشك في أنه حقاً عبدالله أندفع الرجال نحوه يقبلونه وعلت زغاريد النساء واجتمع اهل الحي صغاراً وكباراً فرحين ومهنئين بعودة شيخهم وفارسهم الذي طال غيابه وظنوه فارق الحياة وها هو الآن بينهم بلحمه ودمه شامخاً بقامته الفارعة وفي غمرة هذا الفرح والابتهاج يحمل عبدالله ربابته ويخرج من البيت معلناً أنه عقد عزم على عدم العيش معهم وأنه سيتخلّى عنهم كما تخلوا عنه ولكن شتان بين الحالين فهو الآن يرحل عنهم وهم أقوياء أصحاء في أهلهم وعشيرتهم وهم تخلوا عنه وهو ضعيف وحيد بين الموت والحياة وتمسك به الرجال من كل جانب يشدونه ويتوسلون اليع ليبقى بينهم وهو يدفعهم ويتفلت من بين أيديهم والنساء يمين خلفه وينادينه قائلات لا تتركنا يا عبد الله ولكن الكلام القوم وإلحاح نسائهم ورجالهم لم يمح ما خلفته المحنه في صدر عبدالله الفاضل ولم ينسه عذابه ومعاناته فأصم السمع عم كل ما يقال وشد نفسه من أيدي الرجال واندفع بخطوات سريعة خارجاً من الحي غير عابئ بما يسمع من توسلات وصحيات ولما عجز القوم عن صدّه عن عزيمته وقفوا ينظرون إليه حتى غاب عنهم في الأفق البعيد
- ^ * أحمد شوحان، ديوان ساري العبدالله (عبد الله الفاضل) وقصة حياته، منشورات دار التراث.
- ^ .التراث الشعبي عدد1 سنة 11/1980ص195.
- ^ (ساري العبدالله) شاعر العتابا العليل، مجيد عجاج جرجيس، ص 11
- ^ ساري العبدالله، د. أسامة الاخرس، مدونته الشخصيه على الشبكة .
- ^ شاعر اوبريت الجنادرية 25
- ^ مسلسل ساري. إخراج: علاء الدين كوكش (مخرج) تأليف: خالد حمدي (مؤلف)