دلمون

من أرابيكا، الموسوعة الحرة

هذه هي النسخة الحالية من هذه الصفحة، وقام بتعديلها عبد العزيز (نقاش | مساهمات) في 00:35، 5 أكتوبر 2023 (الرجوع عن تعديل معلق واحد من 51.36.105.175 إلى نسخة 64950107 من Aziz.A99.). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة.

(فرق) → نسخة أقدم | نسخة حالية (فرق) | نسخة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حضارة دلمون
أواخر الألفية الرابعة قبل الميلاد – 538 ق.م

عاصمة جزيرة تاروت
قلعة البحرين (مُرجح)
نظام الحكم ملكي
اللغة سامية
الديانة متعدد الآلهة
ملك
التاريخ
الفترة التاريخية تاريخ قديم
التأسيس أواخر الألفية الرابعة قبل الميلاد
الزوال 538 ق.م

اليوم جزء من  السعودية
 البحرين

دلمون هي حضارة قديمة قامت في جزيرة البحرين وشرق الجزيرة العربية في الألفية الثالثة قبل الميلاد، وعرفها السومريون بأرض الفردوس وأرض الخلود والحياة.[1][2][3] وقد أدرجت مقابر دلمون على لائحة التراث العالمي عام 2019 بقرار من لجنة التراث العالمي، التي عقدت اجتماعاتها في باكو عاصمة أذربيجان عام 2019.[4]

الموقع

حضارات النصف الثاني من الألفية الثالثة قبل الميلاد في منطقة شرق الأوسط الحالية.

كان مركزها قبل خمسة آلاف سنة تقريبا في جزر البحرين وجزيرة تاروت في القطيف؛ هي جنة دلمون والسبب في هذه التسمية أنها كانت تحوي مقبرة دلمون. وقد مثلت مركزا استراتيجيا مهما؛ فهي حلقة الوصل بين بلدان الشرق، الأوسط والأدنى؛ حيث كانت في الشمال حضارة بلاد ما بين النهرين (العراق)، وفي الشرق حضارة ميلوخا في وادي السند (الهند)، وفي مصر حضارة الفراعنة.

امتدت حضارة الدلمون على طول الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية؛ من الكويت عند جزيرة فيلكا، حتى حدود حضارة مجان في سلطنة عمان، وحضارة أم النار في إمارة أبوظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد عُرفت دلمون بهذا الاسم عبر التاريخ لأنها محاطة بالماء (مياه البحر) من كل ناحية.

أهم الآثار المكتشفة في البحرين عن حضارة دلمون

رأس ثور مصنوع من النحاس في حوالي عام (2000 قبل الميلاد)، اكتشفه علماء الآثار الدنماركيون تحت معبد باربار ، البحرين
نقش نذري لأور نانشي، ملك لكش : تقول إحدى النقوش: «كانت القوارب من أرض دلمون (البعيدة) تحمل الخشب (بالنسبة له)»، وهو أقدم سجل مكتوب معروف عن دلمون والاستيراد البضائع في بلاد ما بين النهرين
إيصال للملابس المرسلة بالقارب إلى دلمون في العام الأول من حكم إبي سين، حوالي عام 2028 قبل الميلاد. المتحف البريطاني BM 130462
أنقاض مستوطنة يُعتقد أنها من حضارة دلمون في سار.
  • مدن ومعابد قديمة؛ حيث عثر المنقبون تحت قلعة البحرين وحولها على مجموعة من المدن المحصنة، يعود تاريخ بناء أقدم مدينة فيها إلى حوالي سنة 2800 ق.م، وقد أحرقت هذه المدينة بعد خمسمائة سنة من إنشائها، وشيد مكانها المدينة الثانية التي أحيطت بسور عالٍ يصد عنها الغزاة القادمين من ناحية البحر. وبالإضافة إلى هذه المدن القديمة وجدت آثار معابد كثيرة؛ أهمها: معابد بار بار الثلاثة في قرية بار بار، ولم تبن هذه المعابد مرة واحدة، وإنما شيدت على التوالي، شأنها في ذلك شأن المدن التي عثر عليها تحت قلعة البحرين.
  • من الآثار القديمة لدلمون الكثير من الأواني الفخارية المتنوعة، وقد عثر عليها المنقبون مرصوفةً في القبور، كما عثروا أيضا على آنية نحاسية للاستخدام المنزلي، وكذلك عثروا على تماثيل كانت لها مكانة دينية في نظر أصحابها، وعلى أختام كانت تستخدم لإثبات الملكية، وللتوقيع على الاتفاقيات وعلى كثير من العقود، وقد عثر عليها في آنية فخارية.

مدافن دلمون: أكبر مقبرة تاريخية في العالم:

  • تضم جزيرة البحرين أكبر مقبرة تاريخية اكتشفت في العالم حتى الآن، والتي تُدعَى مقبرة عالي: وهي عبارة عن تلال تتكون من 21 جزءًا منتشرة على امتداد يصل إلى 20 كيلومتر، وتضم تلال مدينة حمد، تلال مدافن الجنبية، تلال مدافن عالي الشرقي، وتلال مدافن عالي الغربي، ويصل عددها إلى 11,774 تلة، فيما تتواجد بينها تلال ملكية.[5]
مدافن دلمون
خريطة توضح مواقع مدافن دلمون

مظاهر حضارة دلمون القديمة

ختم من دلمون مع الصيادين والماعز، حوالي أوائل الألفية الثانية قبل الميلاد.

نظام الحكم

كان نظام الحكم فيها ملكيا وراثيا، وتشير النصوص التي عثر عليها أنه لا بد أن يكون خادم الإله ملكا، ولكن مملكة دلمون كانت في معظم الأحيان تخضع لسيطرة حكام بلاد الرافدين، وتدفع الجزية لهم، ولقد هاجمها سرجون الأكادي وأحرق مدينتها الأولى وأخضعها لحكمه.

الحياة الدينية

بنى أهل دلمون المعابد المقدسة ومئات الآلاف من المدافن على مختلف الأشكال والأحجام؛ مما يدل على إيمانهم بعقيدة الخلود، ويدل على ذلك تشييد المقابر الضخمة، ووجود مخلفات مادية وجنائزية في القبور، بالإضافة إلى اكتشاف بعض المعابد التي عثر فيها على أقداح مخروطية الشكل؛ مثل تلك التي عرفت في العراق في العصر السومري، ومن أهم هذه المعابد ((معبد باربار)).

الزراعة

كانت دلمون بلدا زراعيا وافر المحاصيل؛ نظرا لوفرة المياه العذبة والأرض الخصبة، وكانت تشتهر بإنتاج التمر.

الصناعة

اشتهرت في دلمون صناعة الفخار الذي كان يتميز بأشكال ورسومات تختلف عن رسومات فخار الحضارات المجاورة، كما ازدهرت صناعة الأختام الدلمونية الدائرية، التي كانت تستعمل لإثبات الملكية، وصناعة التماثيل والأواني الخزفية والنحاسية.

التجارة

العمارة والفنون

تتجلى مظاهر العمارة في دلمون في:

  1. بناء المعابد فوق التلال كمعبد باربار.
  2. تشييد المقابر على شكل تلال صخرية وتتفاوت في ارتفاعها حسب المكانة الاجتماعية للميت.
  3. الأختام الدلمونية لإثبات الملكية.
  4. إتقان فن الرسم على جدران المعابد والمقابر والقطع الفخارية.

الفنون

أتقن الدلمونيون فنون الرسم على جدران المعابد والمقابر، وكذلك التصوير على القطع الفخارية.

الصيد

اشتهرت دلمون كذلك بصيد الأسماك واللؤلؤ؛ فقد عمل الكثير من سكانها في هذه المهنة منذ الأزل؛ تلك المهنة التي لاتزال قائمة حتى يومنا هذا.

الناس واللغة والدين

كان السكان ساميون مع وجود أموري. استخدموا الكتابة المسمارية السومرية،[6] وتحدثوا بلغة كانت إما لهجة أكدية قريبة منها أو متأثرة بها بشدة.[7][8] تم تسمية الإله الرئيسي لدلمون بإنزاك وكانت زوجته بانيبا.[9]

الأساطير

في الملحمة المبكرة إنمركر وملك أرتا السومرية، وصفت الأحداث المحورية، التي تركز على بناء الملك السومري إينمركر للزقورات في أوروك (الوركاء) وإريدو والتي تُسمّى اليوم تل أبو شهرين،[10] على أنَّها تتحدَّثُ عن فترة «ما قبل استيطان دلمون».

دلمون، التي توصف أحيانًا بأنها «المكان الذي تشرق فيه الشمس» و«أرض الأحياء»، هي مسرح لبعض نسخ أسطورة الخلق السومرية، وهي المكان الذي كان فيه بطل الطوفان السومري المُؤلَّه، أوتنابيشتيم (زيوسودرا) الذي اتخذته الآلهة ليعيش إلى الأبد. إن ترجمة ثوركيلد جاكوبسن لسفر التكوين يسميها «جبل دلمون» الذي وصفه بأنه «مكان قصيٌّ ونصف أسطوري».[11]

وصفت دلمون أيضًا في القصة الملحمية لإنكي وننهورساج على أنها الموقع الذي حدث فيه الخلق.[12][13] وتتحدث إينوما إيليش (أسطورة الخلق البابلية) اللاحقة عن موقع الخلق على أنه المكان الذي تم فيه خلط الماء المالح، والذي تجسد ليكون تيامات واختلط بالمياه العذبة أبزو. إنَّ كلمة البحرين تعني باللغة العربية «المياه المجتمعة»، حيث تختلط المياه العذبة لطبقة المياه الجوفية العربية بالمياه المالحة للخليج العربي. وعد إنكي لننهورساج، أم الأرض:

بالنسبة لدلمون، أرض قلب سيدتي، سوف أقوم بإنشاء مجاري مائية وأنهار وقنوات طويلة، حيث ستتدفق المياه لإرواء عطش جميع الكائنات وتوفير الثروة لكل تلك الأرواح.

كما كانت لنينليل، الإلهة السومرية للهواء والرياح الجنوبية، منزلًا في دلمون.

ومع ذلك، يُعتقد أيضًا أن كلكامش اضطر إلى المرور عبر جبل ماشو للوصول إلى دلمون في ملحمة جلجامش، والتي يتم تحديدها عادةً مع كل سلاسل لبنان الموازية، مع الفجوة الضيقة بين هذه الجبال التي تشكل النفق.[14]

الحكام المعروفين

فقط عدد قليل من حكام مملكة دلمون معروفون:[15]

  1. زيوسودرا (القرن السابع والعشرون قبل الميلاد)
  2. ريمون (1780 قبل الميلاد)
  3. ياغلي إيل بن ريمون
  4. سومو لول (سي 1650 قبل الميلاد)
  5. أوسيانانوري ، جد أوباليسو مردوخ (التواريخ الدقيقة غير معروفة)
  6. إيلي إيباشرا (معاصر مع بورنا بورياش الثاني وكوريغالزو الثاني)
  7. أوبرا (ج 710 قبل الميلاد)
  8. Hundaru الأول (سي 650 قبل الميلاد)
  9. قنا (حوالي 680 - 670 قبل الميلاد)
  10. Hundaru II (706–685 قبل الميلاد)

مراجع

  1. ^ "Dilmun and Its Gulf Neighbors". Harriet E. W. Crawford. 1998. ص. 9.
  2. ^ "Egypt's Making: The Origins of Ancient Egypt 5000–2000 BC". Michael Rice. 1991. ص. 229.
  3. ^ The UK Register, Science, Lost ancient civilisation's ruins lie beneath Gulf, By Lewis Page Science, December 9, 2010 نسخة محفوظة 07 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ تلال مدافن دلمون ثالث مواقع البحرين على قائمة التراث العالمي لليونيسكو - وكالة أنباء البحرين نسخة محفوظة 10 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ "هيئة البحرين للثقافة والآثار - مملكة البحرين | تصنيف تلال مدافن دلمون". culture.gov.bh. مؤرشف من الأصل في 2019-12-27. اطلع عليه بتاريخ 2021-08-04.
  6. ^ William H. Stiebing Jr (2016). Ancient Near Eastern History and Culture. ص. 217. ISBN:9781315511153. مؤرشف من الأصل في 2019-07-24.
  7. ^ Jean Jacques Glassner (28 أكتوبر 2013). "Dilmun, Magan and Meluhha". في Julian Reade (المحرر). The Indian Ocean In Antiquity. ص. 242. ISBN:9781136155314.
  8. ^ Serge Cleuziou (1996). "The emergence of oasis towns in eastern and southern Arabia". في G. Afanas'ev؛ S. Cleuziou؛ R. Lukacs؛ M. Tosi (المحررون). The prehistory of Asia and Oceania, Forlí: Colloquia of the XIII International congress of prehistoric and protohistoric sciences. ABACO Edizioni, Forlì. ج. 16. ص. 157. ISBN:978-88-86-71206-4.
  9. ^ Jean Jacques Glassner (28 أكتوبر 2013). "Dilmun, Magan and Meluhha". في Julian Reade (المحرر). The Indian Ocean In Antiquity. ص. 239. ISBN:9781136155314.
  10. ^ محمود فهمي درويش،دليل الجمهورية العراقية لسنة 1960،ص529
  11. ^ Thorkild Jacobsen (23 سبتمبر 1997). The Harps that once--: Sumerian poetry in translation. Yale University Press. ص. 150. ISBN:978-0-300-07278-5. اطلع عليه بتاريخ 2011-07-02.
  12. ^ Kramer، Samuel Noah (1961). Sumerian Mythology: A Study of Spiritual and Literary Achievement in the Third Millennium B.C.: Revised Edition. Philadelphia, Pennsylvania: University of Pennsylvania Press. ص. 54–59. ISBN:978-0-8122-1047-7. مؤرشف من الأصل في 2020-11-22. اطلع عليه بتاريخ 2017-05-21.
  13. ^ Kramer، Samuel Noah (1963). The Sumerians: Their History, Culture, and Character. Chicago, Illinois: University of Chicago Press. ص. 145–150. ISBN:978-0-226-45238-8. مؤرشف من الأصل في 2020-11-20.
  14. ^ P. T. H. Unwin؛ Tim Unwin (18 يونيو 1996). Wine and the Vine: An Historical Geography of Viticulture and the Wine Trade. Psychology Press. ص. 80–. ISBN:978-0-415-14416-2. اطلع عليه بتاريخ 2011-05-31.
  15. ^ Legrain، 1922؛ كاميرون ، 1936 ؛ تاريخ كامبردج لإيران. هينز ، 1972 ؛ تاريخ كامبريدج القديم. ماجد زاده ، 1991 ؛ ماجد زاده ، 1997.