تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
قسطنطين الحادي عشر
قسطنطين الحادي عشر | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
إمبراطور الإمبراطورية البيزنطية | |||||||
فترة الحكم | 1449 – 1453 | ||||||
|
|||||||
معلومات شخصية | |||||||
تاريخ الميلاد | 1404 | ||||||
الأب | مانويل الثاني | ||||||
الأم | هيلينا دراجس | ||||||
تعديل مصدري - تعديل |
قسطنطين الحادي عشر باليولوج (1404-1453) كان آخر إمبراطور بيزنطي، حكم من 1449م حتى وفاته سنة 1453م.[1] في عهده سقطت القسطنطينية على أيدي المسلمين العثمانيين الذين فتحوا المدينة في 29 مايو 1453م وقضوا نهائياً على الإمبراطورية البيزنطية. [2]
مولده ونشأته
وُلد قسطنطين الحادي عشر بمدينة القسطنطينية وهو الابن الثامن من عشرة أطفال للإمبراطور مانويل الثاني من زوجته الصربية هيلينا دراجس، وقضى طفولته في القسطنطينية في كنف والده الإمبراطور.[3]
ديسپوت المورة
في أكتوبر 1443 م تولّى قسطنطين حُكم ديسپوتية المورة، وقد حكم المورة أثناء إقامته بقلعة مدينة ميستراس الحصينة والتي عمل على ترميمها وتقوية تحصيناتها ودفاعاتها.
وفي صيف 1444م هاجم قسطنطين دوقية أثينا اللاتينية واستولى على ثيبس وأثينا وأجبر دوقها الفلورنسي نيريو على دفع الجزية.
وضع العثمانيون حدا لتوسع إمارة المورة، ففي خريف سنة 1446 م هاجم العثمانيون المورة ب 50 ألف جندي.
ركّز العثمانيون مدفعيتهم صوب أسوار وتحصينات الهيكسميليون ودمروها تماما حتى صارت ركاما، ونجا قسطنطين وأخاه طوماس بصعوبة، واستعدّ السلطان مراد الثاني لاجتياح المورة وضمها إلى الدولة العثمانية إلا أن حلول الشتاء والطقس السيئ حالا دون تنفيذ مشروعه، وبذلك نجت إمارة المورة من الاجتياح العثماني وتقوضت طموحاتها في التوسع.[4]
زوجتيه
تزوج قسطنطين الحادي عشر مرتين ولم ينجب من كلتا الزيجتين:
- المرة الأولى في 1 يوليو 1428م من مادلينا توكو التي توفيت في نوفمبر 1429م.
- فتزوج بعدها من كاترينا جاتيلوسيا.
حكمه
عندما توفي شقيقه الإمبراطور يوحنا الثامن باليولوج في 31 أكتوبر 1448م، دبَّ النزاع بين قسطنطين وشقيقه ديمتريوس باليولوج على وراثة العرش. فقامت الإمبراطورة هيلينا والدة الأميرين والوصية على العرش بمطالبة السلطان العثماني مراد الثاني بالتحكيم بين ولديها الأميرين فاختار السلطان قسطنطين لتولي العرش، فتوج بعدها قسطنطين إمبراطورًا وأقيم حفل التنصيب في ميستراس وكانت سابقة أن يتم تتويج الإمبراطور خارج القسطنطينية ودون مثول بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية.
على الرغم من الصعوبات الداخلية والخارجية خلال فترة حكمه كإمبراطور، والتي بلغت ذروتها في حصار القسطنطينية ثم سقوطها في يد العثمانيين، إلا أن استبساله في الدفاع عن عاصمته التليدة جعلت كل المصادر التاريخية المعاصرة له تذكره باحترام شديد.
حصار القسطنطينية
في سنة 1451م توفي السلطان مراد وخلفه ولده السلطان محمد الثاني على العرش، وفي عهده ساءت العلاقات بين الدولة العثمانية وبيزنطة، فقرر السلطان محمد الثاني حسم الأمر عسكريا وبدأ في حشد جيوشه لفتح القسطنطينية.
وفي شتاء 1452م أكمل السلطان محمد بناء قلعة روملي حصار على الجانب الأوروبي من مضيق البوسفور تمهيدا لحصار المدينة.
وفي تلك الأثناء، استنجد قسطنطين بالغرب المسيحي للدفاع عن عاصمته وأكّد على التزامه بمبدأ الوحدة بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية وقد وصلته بالفعل فرق قليلة من المرتزقة من شمال إيطاليا وبعض المدن الأوربية الأخرى، إلا أن مشاركة أوروبا المسيحية في واجب الدفاع عن القسطنطينية كان لا يضارع على الإطلاق جيش العثمانيين المتفوق عددا وعدة في تلك المعركة، وخاصة بعد الانتصارات العثمانية القريبة في معركة ڤارنا 1444م ثم معركة كوسوڤو (قوصوه) الثانية 1448م اللتان كانتا رادعاً ثقيلاً للدول الصليبية امتد أثره لعقود، مما منع الدول الأوروپية عن إرسال أي مساعدة عسكرية كبيرة إلى البيزنطيين خلال الحصار العثماني للقسطنطينية وفتحها عام 1453م.[5][6][7]
استنجد قسطنطين بشقيقيه ديسپوتا المورة ولكن باءت محاولته بالفشل نتيجة تهديد العثمانيين لهم. وفي شتاء سنة 1453م بدأ الحصار العثماني لمدينة القسطنطينية.
سقوط القسطنطينية
بعد وصول الجيوش العثمانية أمام أسوار القسطنطينية، أرسل السلطان رسولا إلى الإمبراطور يعرض عليه تسليم المدينة بالأمان وفي المقابل يترك له حكم مدينة ميستراس إلا أن المفاوضات باءت بالفشل بسبب رفض الإمبراطور مقترح السلطان وأبى إلا الدفاع عن عاصمته، وقاد بنفسه عملية الدفاع عن أسوار المدينة وبث الحماس وروح الوحدة بين الجنود اليونانيين والجنود الجنويين، والبنادقة.
وفي 29 مايو 1453م سقطت القسطنطينية وعبثاً حاول الإمبراطور أن يجمع شتات جيشه المنهزم فتجمع حوله نفرُ قليلُ من جنوده المخلصين ويقال أنه نزع رداءه الملكي الأرجواني وهجم وجنوده على الجيوش العثمانية، وادّعى بعض المسيحيين أن مَلَكاً من السماء قد أنقذ الإمبراطور من الموت وأنه سيعود يوما ليحرر مملكته.
أدى سقوط القسطنطينية إلى مغادرة سلمية لعدد كبيرٍ من عُلماء وفلاسفة المدينة البيزنطيين، من رومٍ وغيرهم، إلى الدويلات والإمارات والممالك الأوروپيَّة المُجاورة، قبل ضرب الحصار على عاصمتهم وبعد أن فُكَّ عنها، وأغلب هؤلاء حطَّت به الرِحال في إيطاليا حيثُ لعبوا دورًا في إحياء العلوم والمعارف المُختلفة هُناك، مما جعل تلك البِلاد رائدة عصر النهضة الأوروپيَّة.[9]
يقول الباحث جمال الدين فالح الكيلاني: «يكاد يجمع المؤرخين أنه بفتح القسطنطينية تنتهي العصور الوسطى الأوروبية وندخل في العصور الحديثة حيث تنبهوا لأهمية تحول المدينة إلى إسلامية حيث شكّلت أكبر خطر على أوروپا طوال الفترة اللاحقة».[10]
مراجع
- ^ "قسطنطين الحادي عشر - يونيونبيديا، الشبكة الدلالية". ar.unionpedia.org. مؤرشف من الأصل في 2020-07-03. اطلع عليه بتاريخ 2020-07-03.
- ^ "قرأت لك.. سلطان بيزنطة قصة الإمبراطور قسطنطين الحادى عشر الخالدة". اليوم السابع. 16 يوليو 2019. مؤرشف من الأصل في 2019-07-17. اطلع عليه بتاريخ 2020-07-03.
- ^ "الامبراطور البيزنطي قسطنطين الحادي عشر". المرسال. مؤرشف من الأصل في 2020-06-08. اطلع عليه بتاريخ 2020-07-03.
- ^ "قسطنطين الحادي عشر.. الإمبراطور العائد ليحرر مملكته". Cairodar | كايرودار. 25 ديسمبر 2013. مؤرشف من الأصل في 2020-07-03. اطلع عليه بتاريخ 2020-07-03.
- ^ Imber، Colin (يوليو 2006). "Introduction" (PDF). The Crusade of Varna, 1443–45 (PDF). Aldershot, England; Burlington, VT: Ashgate Publishing. ص. 9–31. ISBN:978-0-7546-0144-9. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2007-06-28. اطلع عليه بتاريخ 2007-04-19.
- ^ Perjes، Geza (1999) [1989]. "Chapter I: Methodology". في Bela Kiraly؛ Peter Pastor (المحررون). The Fall of The Medieval Kingdom of Hungary: Mohacs 1526 - Buda 1541. ترجمة: Maria D. Fenyo. New York: دار نشر جامعة كولومبيا / Corvinus Library - Hungarian History. ISBN:978-0-88033-152-4. LCCN:88062290. مؤرشف من الأصل في 2007-04-21. اطلع عليه بتاريخ 2007-03-23.
- ^ Bain, Robert Nisbet (1911). Chisholm, Hugh (ed.). Encyclopædia Britannica (بEnglish) (11th ed.). Cambridge University Press. Vol. 28. p. 766. . In
- ^ Nicolle, Haldon & Turnbull 2007، صفحة 228.
- ^ البعلبكي، منير؛ جحا، شفيق؛ عُثمان، بهيج (نوڤمبر 1992م). المصوَّر في التاريخ. بيروت-لبنان: دار العلم للملايين. ج. الجزء السادس. ص. 124.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ=
(مساعدة) - ^ تاريخ الدولة العثمانية رجال وحوادث ، جمال الدين الكيلاني ، دار المصطفى القاهرة ، 2010، ص 142
انظر أيضًا
سبقه يوحنا الثامن باليولوج |
الأباطرة البيزنطيون
1448 - 1453 |
تبعه سقطت الإمبراطورية وأتخذ محمد الفاتح القسطنطينية عاصمة له |
في كومنز صور وملفات عن: قسطنطين الحادي عشر |
- أباطرة بيزنطيون
- أباطرة بيزنطيون في القرن 15
- أباطرة رومان قتلوا في معركة
- أشخاص من القسطنطينية
- أشخاص يونانيون في القرن 15
- بيزنطيون في حروب عثمانية بيزنطية
- حالات أشخاص مفقودين في أوروبا
- حالات أشخاص مفقودين في العقد 1450
- سلالة بالايولوغوس الحاكمة
- ضحايا قتل ذكور
- فتح القسطنطينية
- قديسون شعبيون
- قديسون في الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية
- كاثوليك شرقيون يونانيون
- ملوك أرثوذكس
- ملوك قتلوا في عمليات قتالية
- ملوك كاثوليك
- مواليد 1404
- مواليد 1405
- مواليد في القسطنطينية
- وفيات 1453
- وفيات في القسطنطينية
- وفيات متعلقة بالحرب