ضريح محمد بن القاسم الثقفي
ضريح الفاتح محمد بن القاسم الثقفي قائد أحد جيوش الفتح ومشهور بكونه فاتح بلاد السند، كان والده القاسم الثقفي واليا على البصرة، يقع الضريح في مدينة النعمانية في محافظة واسط في العراق .[1][2] .
ضريح محمد بن القاسم
|
وفاته (استشهاده)
كان له نهاية أليمة، ذهب ضحية للحقد، فتختلق الأكاذيب ضده لتلطخ بسوادها المنكر صحيفة بيضاء، ويمضي الشهيد إلى ربه صابراً محتسباً، فلم يكن للبطل محمد بن القاسم الثقفي من ذنب لدى الخليفة سليمان بن عبد الملك إلا أنه ابن عم غريمه الحجاج بن يوسف الثقفي، فانتقم الخليفة سليمان من الحجاج الذي عزله من قبل عن الخلافة في شخص محمد بن القاسم.
ووصل محمد بن القاسم الثقفي إلى العراق، بعد أن ادعت ابنة داهر ملك السند الذي قتله محمد بن القاسم أن محمد راودها عن نفسها ونالها قسراً، فأرسله والي العراق صالح بن عبد الرحمن مقيداً بالسلاسل إلى سجن مدينة واسط، وهناك عذبه شهوراً بشتى أنواع التعذيب حتى مات البطل الفاتح في سنة 95هـ، فخرجت الجموع الحاشدة لتوديعه باكية حزينة ودفن في واسط ويقول مصطفى جواد أن ضريحه معروفا في النعمانية بواسط ويعرف بضريح محمد بن القاسم، وقد أكد ذلك مجموعة من رواد المؤرخين،[3] لم يكن العرب وحدهم يبكون على مصيره، بل أهل السند من المسلمين، وحتى البرهميين والبوذيين، كانون يذرفون الدموع الغزيرة، وصوَّره الهنود بالحصى على جدرانهم ليبقى شخصه ماثلاً للعيون، وجزعوا لفراقه جزعاً شديداً.[4]
مات محمد بن القاسم الثقفي ولم يبلغ الرابعة والعشرين من عمره بعد أن فتح الفتوح وقاد الجيوش وضم الباكستان العظيمة إلى رقعة الإسلام، فاستضاء بجهاده وبمن جاء بعده مائة مليون مسلم.
المؤرخون العراقيون
ولقد ذكر العلامة مصطفى جواد بحضور الدكتور حسين علي محفوظ والدكتور عبد العزيز الدوري، في دار المعلمين العالية، خلال مناقشته لموضوع أضرحة العراق قال الرجل مقتنعا: الغريب نحن العراقيون ننسب اعلامنا إلى غيرنا، في ظل روايات، متوفرة في العديد من المصادر وأن جل المصادر تؤكد أن ضريح محمد بن القاسم الثقفي يقع في النعمانية في واسط في العراق والذي يعرف بين العامة بقبر محمد بن القاسم العلوي، وذلك خوفا على ضياع معالم الضريح أيام الفتح الصفوي للبلاد.[5]
ومن المعلوم أن مصطفى جواد خط لنفسه منهجا معلوما وهو اعتماد المصادر القريبة لموضوع البحث: أي إذا كتب عن بغداد فيعتمد مؤرخا بغداديا وإذا كتب عن دمشق يعتمد مؤرخا دمشقيا وإذا كتب عن الشافعي يعتمد مؤرخا شافعيا.
وخلاصة تتبع الدكتور عبد القادر المعاضيدي لموضوع ضريح الفاتح الثقفي، أن الإمام محمد بن القاسم الثقفي دفن في أراضي النعمانية، من مدن واسط في العراق، ويعرف عند العامة بقبر محمد بن القاسم العلوي، وحرف لقبه خشية على هدم الضريح من قبل الاحتلال الصفوي للبلاد وهذه حالة معروفة في العراق وتحدث عنها طويلا عدد من المؤرخين، وهذا ما أكده الدكتور يوسف العش، والدكتور فاروق عمر فوزي والدكتور حمدان عبد المجيد الكبيسي والدكتور لبيد إبراهيم أحمد، والدكتور محمد حميد الله والدكتور جمال الدين الشيال وغيرهم من كبار المؤرخين.[6][7]
ضريحه
ومازال ضريحه شاخصا في مدينة النعمانية في محافظة واسط في العراق .[1][2]
صفحات لها صلة
روابط خارجية
- هنا: ضريح الفاتح محمد بن القاسم - فديو اليوم السابغ 3-4-2017.
المراجع
- ^ أ ب ضريح محمد بن القاسم الثقفي، عمار السنجري، البيان الاماراتية، التاريخ: 29 ديسمبر 2006
- ^ أ ب ابن شاكر، الوافي بالوفيات، ج15،ص 194
- ^ محمد بن قاسم الثقفي فاتح بلاد السند,محمود شيت خطاب,129
- ^ اصول التاريخ والادب، المجلد 19، المجمع العلمي العراقي سنة 1966
- ^ حوار مع مصطفى جواد في الإذاعة والتلفزيون العراق بغداد 1966
- ^ عبد القادر سلمان المعاضيدي، قبر الفاتح محمد بن القاسم الثقفي، بين الحقيقة والتاريخ والضياع، الشارقة، 2000
- ^ ما رأي الشيخ بمحمد بن القاسم العلوي؟ وأين يقع قبره؟ سلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية طيبة إلى سماحة الشيخ المجاهد ياسر الحبيب أعزه الله سؤال : ما رأي سماحة الشيخ ياسر الحبيب أعزه الله بشخصية ابي جعفر محمد بن القاسم بن علي الأصغر بن عمر الأشرف بن الامام زين العابدين وسيد الساجدين عليه السلام صاحب الثورة ضد المعتصم العباسي لعنه الله والذي يقع قبره في مدينة النعمانية في محافظة واسط والذي يعرف مرقده بمقام الامام المهدي عجل الله فرجه ويذكر في خبر المقام رواية ابي الجود النعماني ؟ ان كان ممدوحا فمن اعطاه الإذن بالثورة علما ان وقته حساسا جدا كان ؟ وان كان مذموما ما صحة خبر مقام الامام عجل الله فرجه عند قبره ؟ نرجوا الإيجابة والإطناب ان أمكن في المسألة جزيتم خيرا. القسم:رجال بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد الإمام الحسين وأصحابه صلوات الله عليهم ولعنة الله على قتلتهم وأعدائهم أجمعين. بمراجعة الشيخ أفاد أن هناك خلطا كبيرا ههنا، فالمسؤول عنه الذي ينتهي نسبه إلى عمر الأشرف ابن الإمام زين العابدين صلوات الله عليه هو محمد بن القاسم المعروف بالصوفي وصاحب الطالقان لأنه خرج هناك، ثم قُبض عليه وأُرسل إلى بغداد حيث ضُربت عنقه وصُلب بأمر من المعتصم العباسي لعنه الله، كما في (عمدة الطالب لابن عنبة ص306). وهو على أية حال لم يكن من الممدوحين ولم يؤذن له بالخروج، بل لم يكن منا، فهو من الزيدية، قد ادعى الإمامة وادُّعِيت له المهدوية. والمقبور في النعمانية ليس هذا؛ بل هو محمد بن القاسم الثقفي، المشهور بفاتح السند، وهو ابن عم الحجاج لعنه الله، وقد أُعيد إلى العراق تاليا وسُجن في النعمانية وعُذِّبَ حتى مات في عهد سليمان بن عبد الملك الأموي لعنه الله، فزمانه - إذن - متقدّم على زمان ذاك الصوفي المصلوب في بغداد أو المحبوس في سامراء المقدسة على قول آخر، وهما رجلان مختلفان في زمانين مختلفين ومكانين مختلفين. وأما محمد بن القاسم العلوي المذكور في (غيبة الطوسي ص259) والذي تشرف بلقاء مولانا صاحب الأمر صلوات الله عليه في مكة المكرمة؛ فرجل ثالث في زمان متأخر. والذي أوقع الاشتباه أن عامة الناس يسمون صاحب القبر الذي في النعمانية بمحمد بن القاسم العلوي، والحال أن النعمانية محل قبر الثقفي كما عرفت. ثم إن اسم صاحب الخبر الذي أشرتم إليه ليس أبا الجود؛ بل ابن أبي الجواد، كما ضُبط في (النجم الثاقب ج2 ص138). وهو شيخ يذكر لقاءه بصاحب الأمر صلوات الله عليه. وليس في خبره ذكر لمحمد بن القاسم أصلا، ولا لمجاورة الإمام عليه السلام لقبره ومقامه عنده. وعليه فلا يُعلم على وجه التحديد هل أن المقام المعروف في النعمانية هو نفسه هذا المقام المذكور في هذا الخبر أم لا؟ كما لا يُعلم على وجه التحديد لمن يكون القبر هناك، إذ لا يمكن القطع أنه للثقفي أو لغيره. والحاصل؛ أنه لم يثبت صلاح محمد بن القاسم المعروف بالصوفي ولا مقام صاحب الأمر صلوات الله عليه عند قبره، فقبره ليس في النعمانية أصلا. وفقكم الله لمراضيه.