تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
الفصل في أيرلندا الشمالية
الفصل في أيرلندا الشمالية قضية قائمة في التاريخ السياسي والاجتماعي لأيرلندا الشمالية منذ زمن طويل. يَقسِم الفصل كتلتي التصويت الرئيسيتين في أيرلندا الشمالية - القوميين الأيرلنديين/الجمهوريين (خاصة الرومان الكاثوليك) والاتحاديين/الموالين (خاصة البروتستانت). غالبًا ما يُنظر إلى الفصل على أنه سبب «المشكلات» ونتيجة لها.
أدت مجموعة من الاختلافات السياسية والدينية والاجتماعية، إلى جانب خطر التوتر والعنف الطائفيَين، إلى العزل الذاتي على نحو واسع بين الطائفتين. يعيش الكاثوليك والبروتستانت حياتين مفصولتين إلى حد كبير، في حالة سماها البعض «أبارتايد مفروض ذاتيًا». [1]
التعليم
التعليم في أيرلندا الشمالية مفصول على نحو كبير. تضم معظم مدارس الدولة أغلبية بروتستانتية، ويرتاد معظم الأطفال الكاثوليك مدارس تديرها الكنيسة الكاثوليكية. بالإجمال، مازال 90% من الأطفال في أيرلندا الشمالية يذهبون إلى مدارس دينية مفصولة.[2] والنتيجة، كما يصف أحد المعلقين، أن «الغالبية العظمى من أطفال أولستر يَمضون في حياتهم بين الرابعة والثامنة عشر عامًا دون إجراء محادثة جادة واحدة مع فرد من أفراد العقيدة المنافسة».[3] يُنظر إلى التعليم المفصول بوصفه عاملًا رئيسيًا في الحفاظ على زواج الأقارب (الزواج ضمن المجموعة الواحدة).[4] سعت حركة التربية الاندماجية إلى عكس الاتجاه السائد من خلال إنشاء مدارس غير طائفية مثل مدرسة بورتاداون الاندماجية الابتدائية. ولكن ما زالت هذه المدارس الاستثناء الوحيد من الاتجاه العام الذي يتبع التعليم المفصول. أُنشئت المدارس الاندماجية في أيرلندا الشمالية من خلال الجهود الطوعية للآباء. لم تشارك الكنائس في تطوير التربية الاندماجية.[5] ولكن دعمت الكنيسة الكاثوليكية والطوائف البروتستانتية، إلى جانب مؤسسات الدولة، مشاريع المدارس العابرة اجتماعيًا مثل الرحلات الميدانية المشتركة والدروس التعليمية والمنتديات التي تسمح باجتماع الطلاب لمشاركة معتقداتهم وقيمهم وثقافاتهم.[6][7] جادل الأكاديمي جون إتش وايت بقوله إن «العاملَين الأهم في تعزيز الفصل بين البروتستانت برمتهم والكاثوليك برمتهم هما زواج الأقارب والتعليم المفصول». [8]
التوظيف
تاريخيًا، كان التوظيف في الاقتصاد الأيرلندي الشمالي مفصولًا بشكل كبير لصالح البروتستانت، خاصة في المستويات العليا من القطاع العام، وفي بعض قطاعات الاقتصاد المهمة آنذاك، مثل بناء السفن والهندسة الثقيلة، والمجالات المهمة استراتيجيًا كالشرطة.[9] لذا كانت الهجرة للبحث عن العمل أكثر انتشارًا بين السكان الكاثوليك. ونتيجة لذلك، تحولت التركيبة السكانية لأيرلندا الشمالية لصالح غلبة تعداد البروتستانت الذين واصلوا صعودهم ذا المظهر المنيع في أواخر الخمسينات.
وصف المشاركون في استبيان جرى في عام 1987 أن 80% من القوى العاملة التي شملها الاستبيان تشغلها أغلبية من طائفة واحدة؛ و20% منها تشغلها طائفة واحدة بشكل ساحق، بلغت فيها نسبة الموظفين من طائفة واحدة 95-100% (كاثوليك أو بروتستانت). وكان الفصل أقل في المنظمات الكبرى، وانخفض بمرور السنوات.[10]
قدمت الحكومة البريطانية قوانين ولوائح كثيرة منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي لحظر التمييز على أسس دينية، ومارست لجنة التوظيف العادل (اسمها الأصلي وكالة التوظيف العادل) صلاحيات قانونية للتحقيق في مزاعم الممارسات التمييزية للشركات والمنظمات في أيرلندا الشمالية. أثر الأمر على مستوى الفصل بشكل واسع. [11]
الزواج
بخلاف جمهورية أيرلندا ومعظم أجزاء بريطانيا العظمى، حيث الزاوج بين البروتستانت والكاثوليك ليس بغريب، من غير المألوف حدوث ذلك في أيرلندا الشمالية: من 1970 حتى التسعينيات، بلغت نسبة الزيجات العابرة اجتماعيًا 5% فقط. ظل هذا الرقم ثابتًا إلى حد كبير خلال المشاكل. ارتفع إلى ما بين 8 و12%، وفقًا لاستبيان لايف آند تايمز في أيرلندا الشمالية، في الأعوام 2003 و2004 و2005.[12][13][14] أصبحت المواقف إزاء الزواج الكاثوليكي البروتستانتي أكثر دعمًا في السنوات الأخيرة (خاصة بين أفراد الطبقة المتوسطة)[15] وكان الأصغر سنًا أكثر استعدادًا للزواج من شخص مختلف دينيًا مقارنةً بالأكبر سنًا. تخفي البيانات تباينًا إقليميًا مهمًا عبر أيرلندا الشمالية.[16]
المراجع
- ^ "Self-imposed Apartheid", by ماري أوهارا, published in الغارديان on Wednesday 14 April 2004. Accessed on Sunday, 22 July 2007. "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2020-05-15. اطلع عليه بتاريخ 2020-05-15.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link) - ^ Lord Baker of Dorking, Daily Hansard, 18 July 2006 : Column 1189 www.parliament.uk, retrieved 22 July 2007 نسخة محفوظة 2019-12-03 على موقع واي باك مشين.
- ^ "Stop this Drift into Educational Apartheid", by نيك كوهن. Published in الغارديان on Sunday 13 May 2007. Accessed on 22 July 2007. "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2020-05-15. اطلع عليه بتاريخ 2020-05-15.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link) - ^ Michael P. Hornsby-Smith, Roman Catholics in England: Studies in Social Structure since the Second World War. Cambridge University Press, 1987. (ردمك 0-521-30313-3)
- ^ "Churches and Christian Ethos in Integrated Schools", Macaulay,T 2009 نسخة محفوظة 2017-08-15 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
- ^ "Cross-community school project launched" (بBritish English). Archived from the original on 2019-12-20. Retrieved 2020-05-15.
- ^ http://www.ark.ac.uk/publications/updates/update55.pdf نسخة محفوظة 2012-07-03 على موقع واي باك مشين.
- ^ John Whyte (1990) Interpreting Northern Ireland, Oxford: Clarendon Press, p. 48
- ^ "Northern Ireland," Microsoft Encarta Online Encyclopedia 2007
- ^ Claire Mitchell, Religion, Identity And Politics in Northern Ireland: Boundaries of Belonging and Belief, p. 63. Ashgate Publishing, Ltd, 2006. (ردمك 0-7546-4155-4)
- ^ John Whyte, Interpreting Northern Ireland, p. 37. Clarendon Press, 1990. (ردمك 0-19-827848-9)
- ^ ARK, If married or living as married...Is your husband/wife/partner the same religion as you? 2005 نسخة محفوظة 4 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ ARK, If married or living as married...Is your husband/wife/partner the same religion as you? 2004 نسخة محفوظة 2016-03-03 على موقع واي باك مشين.
- ^ ARK, If married or living as married...Is your husband/wife/partner the same religion as you? 2003 نسخة محفوظة 2016-03-03 على موقع واي باك مشين.
- ^ Steinfeld، Jemimah (16 مايو 2014). "Northern Ireland quietly opens heart to mixed relationships". British Future; هافينغتون بوست. مؤرشف من الأصل في 2020-03-04. اطلع عليه بتاريخ 2015-04-14.
- ^ Valerie Morgan, Marie Smyth, Gillian Robinson and Grace Fraser (1996), Mixed Marriages in Northern Ireland, Coleraine: University of Ulster نسخة محفوظة 1 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.