تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
أرابيكا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/618
إيزيس هي معبودة رئيسية في الديانة المصرية القديمة والتي انتشرت عبادتها في العالم اليوناني الروماني. ذُكرت إيزيس لأول مرة في المملكة المصرية القديمة (2686-2181 ق.م) كإحدى الشخصيات الرئيسية في أسطورة أوزوريس، إذ قامت بإحياء زوجها الملك المعبود المذبوح أوزوريس، كما أنجبت وريثه حورس وقامت بحمايته. كان يُعتقد أن إيزيس ترشد الموتى إلى الحياة الآخرة كما ساعدت أوزوريس، وكانت تُعتبر الأم المعبودة للفرعون إذ كان يُشبّه بابنها حورس. تمثلت مساعدتها الأمومية في تعويذة الشفاء لمساعدة عامة الشعب. في الأصل لعبت إيزيس دورا صغيرا في الترانيم الملكية وفي شعائر وطقوس المعابد، إلا أنها كانت أكثر أهمية في طقوس الدفن وفي النصوص السحرية. غالبا ما كانت تُمثل في الفن كبشرية أنثى تلبس ما يشبه العرش على رأسها. أثناء المملكة الحديثة، أخذت السمات التي كانت تتمتع بها حتحور –المعبودة البارزة سابقا- إذ أصبحت إيزيس تُمثل وهي تلبس ملابس حتحور، وعلى رأسها قرص الشمس بين قرني بقرة، كما كانت تُمثل حتحور سابقا. في الألفية الأولى قبل الميلاد أصبح إيزيس وأوزوريس أكثر المعبودات المصرية عبادة، وامتصت إيزيس العديد من سمات المعبودات الأخرى. بدأ حكام مصر وحكام جيرانها جنوبا في النوبة بناء المعابد المكرسة خصيصا لإيزيس، كما كان معبدها في فيلة أحد أهم المراكز الدينية للمصريين والنوبيين على حد سواء. كانت قوى إيزيس السحرية أقوى من كل باقي المعبودات، كما كان يُقال أنها تحمي المملكة من أعدائها، لتحكم السماوات والعالم الطبيعي، ولتسيطر على القدر نفسه. في الفترة الهلنستية (323-30 ق.م) عندما حكم اليونانيون مصر، أصبحت إيزيس تُعبد بواسطة المصريين واليونانيين بالإضافة إلى معبود جديد اسمه سيرابيس. انتشرت عبادتهما في عالم البحر المتوسط الأوسع. أسبغ اليونانيون على إيزيس بعض السمات التي تميزت بها المعبودات اليونانية، مثل اختراع الزواج وحماية السفن في البحر، وحافظت على روابط قوية بين مصر والمعبودات المصرية الأخرى التي انتشرت في العصر الهلنستي مثل أوزوريس وهاربوكراتيس. مع امتصاص روما للثقافة الهلنستية في القرن الأول قبل الميلاد، أصبحت عبادة إيزيس جزءا من الديانة الرومانية. على الرغم من أن عبدتها كانوا جزءا صغيرا من الإمبراطورية الرومانية، إلا أنهم كانوا منتشرين في كل أرجائها. بدأ أتباعها في تطوير بعض المهرجانات مثل مهرجان "ممر إيزيس"، بالإضافة إلى بعض الاحتفالات الجديدة التي كانت تشبه ألغاز الأديان اليونانية الرومانية. قال بعض الأتباع أنها شملت كل قوى المعبودات الإناث في العالم. انتهت عبادة إيزيس مع انتشار المسيحية في القرنين الرابع والخامس ميلاديا. أثرت عبادتها في المعتقدات والممارسات المسيحية مثل تبجيل مريم، إلا أن دلائل هذا التأثير لا تزال مبهمة وعليها الكثير من الخلاف. استمرت إيزيس في الظهور في الثقافة الغربية خاصة في التعاليم الباطنية الغربية وفي الوثنية الجديدة غالبا كتشخيص للطبيعة أو الجانب الأنثوي من المعبودات.
مقالات مختارة أخرى: بورون – معركة كربلاء – بي-52 ستراتوفورتريس
ما هي المقالات المختارة؟ – بوابة مصر القديمة – بوابة علم الأساطير