ألالاخ

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
(بالتحويل من أتكانا)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ألالاخ

ألالاخ (تل العطشانة اليوم) هي عاصمة مملكة موكيش في العصر البرونزي (3300- 1200 ق.م) والعصر الحديدي (1200- 539 ق.م) تقع عند مجرى نهر العاصي الأسفل قرب مدينة أنطاكية في منطقة سهل العمق تم التعرف عليها من خلال تمثال الملك إِدريميّ الذي حكم ثلاثين عامًا تقريبًا (نحو سنة 1500 ق.م) وأمر بتدوين سيرة حياته الذاتية على تمثاله الذي عثر عليه محطمًا عام 1939 م في معبد مدينة ألالاخ حيث يبدو الملك رجلًا طاعنًا في السن متربعًا على عرشه.

الموقع

تقع ألالاخ في الناحية الجنوبية من سهل “الهمگ” (العمق) من لواء الإسكندرونة،[1] عند إلتقاء مجرى نهر أفرين مع نهر العاصي، ويطل موقعها على سهل الهمگ ووادي نهر أفرين والعاصي معآ. حيث نهر أفرين يلامس التلة التي يتربع عليها المدينة مباشرة وذلك من الجنوب، والعاصي لا يبعد عنها سوى كيلومترين كأقصى حد. وإلى الشمال من المدينة، يجري النهر الأسود الذي يلتقي مع أحد فروع نهر أفرين، وثم يلتقون مع الفرع الثاني لنهر أفرين المندمج مع العاصي قبل الدخول جميعآ كنهر واحد لمدينة أنطاكيا.[2]

يتميز تل عطشانة بشكله البيضاوي غير المنتظم، وتبلغ أبعاده ٣٠٠ ×٧٥٠ م، ويتجه إلى جهة الشمال الغربي والجنوب الشرقي، على حين يبلغ ارتفاعه إلى حوالي تسعة أمتار في الجهة الغربية منه ، ومن ثم ينخفض تدريجيًا باتجاه السهل، علمًا بأن ارتفاع التل ليس دقيقًا تمامًا نظرًا للانجرافات التي حصلت من جراء الأمطار والرياح والزراعة فيه على مر العصور.[3]

التاريخ.

تأسست مدينة ألالاخ على يد الخوريين أسلاف الميتانيين والحثيين والشعب الكردي الحالي في الألف الرابع (4000) قبل الميلاد، وقدم الخوريين من منطقة الشهباء وجبل ليلون وبنوا المدينة ومع الوقت تحولت إلى مملكة على يد ملك مدينة “حلب” والذي كان يسمى “أبائيل”، ضمن إطار الدولة الخورية -الميتانية، الذي قام بمنح “ألالاخ” لأخيه ياريم – ليم والد “إدريمي” كنوع من التعويض. إن ملوك مملكة “يمخاذ” ضموا إليهم مدينة آلالاخ وجعلوها مقرهم الملكي، وجلبوا إليها الكثيرمن الفنون والنماذج الفخارية الجديدة، وبنى الملك “ياريم- ليم” قصرآ له في مدينة آلالاخ، لكن بعد وفاة الملك “إيبوخ” لم يبني أحد قصرآ له في هذه المدينة التي هي “ألالاخ”[2]

كانت ألالاخ في أغلب أوقاتها تابعة للمملكة الميتانية التي ضمت مناطق كبيرة من أرض الخوريين وفي بعض المراحل كانت تابعة لمملكة يمحاض والتي كانت مدينة حلب الحالية مركزها في إطار الدولة الميتانية. وفي أوقات لاحقة حلب كانت تابعة لها بعد أن أُبعد عنها ملكها “ياريم- ليم” وجلس في الألاخ لدى حاكمها إدريمي.[2]

كان السكان في ألالاخ خليطاً من شعوب شمالية وشرقية، منذ بداية عصر البرونز، والشيء المثير في هذه الفترة الزمنية من تاريخ آلالاخ هو استمرار صناعة الأواني الفخارية فيها، وخاصة الأواني المطلية منها. وأمّا في سوية البناء الرابعة عشرة فعثر على وعاء من الفخار يستعمل عادة في الطقوس الدينية، وعثر في السويّة السابعة على رُقم كتبت بالخط المسماري، كما عثر على القصر الملكي والمعبد وباب المدينة. وعثر على عدد من الرُقم في كل من القصر والمعبد وزودتنا بمعلومات دقيقة حول الفترة التاريخية التي تعود إلى: حمورابي، ياريم ليم، نقيمد، إيبوخ. ويعود تاريخ الرُقم المذكورة إلى حكم ياريم ليم في حلب المعاصر لحمورابي – ملك بابل.[1]

وقد كان لأمر الملك إِدريمي بتدوين سيرة حياته الذاتية على تمثاله الذي عثر عليه محطمًا عام 1939 م في معبد مدينة ألالاخ، أهمية كبيرة فمن الكتابة الأكادية التي تشغل معظم واجهة التمثال الأمامية وتتألف من 104 سطر. وهي أول سيرة ذاتية لملك في تاريخ الشرق القديم يتحدث فيها عن حياته بالتفصيل. يكمن استخلاص أنه حكم بلاد موكيش وكان معاصرًا للملك الحوري - الميتاني باراتارنا (Parattarna) وللملك بيليا (Pillya) ملك دولة كيزواتنا (Kizzuwatna) الواقعة في جنوب غربي الأناضول. وفي هذه المدة كان الصراع على أشده بين الدولتين المتنافستين الميتانية والحثية.

عندما أطيح بالملك والد إِدريمي إِثر ثورة قامت عليه هرب إِدريمي مع الأسرة المالكة إِلى أخواله في إيمار (مسكنة حاليا)، ومن هناك اتجه بمفرده إِلى الساحل السوري، ونزل لاجئًا عند قبائل الخابيرو (عبيرو)، وبقي هناك سبع سنوات. بعد ذلك عاد إِلى شمال غربي سورية، واستقر في مقاطعة موكيش بالقرب من جبل الأقرع.

ومن عاصمته ألالاخ استطاع إِدريمي أن يبسط نفوذه على منطقة واسعة تمتد من الساحل السوري إِلى حلب، ومن كيزواتنا إِلى أوغاريت بالقرب من اللاذقية، إِضافة إِلى سهل الغاب. ثم يتحدث إِدريمي في سيرته الذاتية عن إِنجازاته بعد الحملة، وهي تجديد القصر الملكي وتنظيم العلاقات بين البدو وإِصلاح الحصون الدفاعية ووضع ترتيبات جديدة تخص الأعياد والشعائر الدينية التي كلف ابنه أدد نيراري (Adad- Nirari) مهمة تنفيذها. والغريب في الأمر أن وثائق الطبقة الرابعة من ألالاخ لا تذكر أدد نيراري خلفًا لوالده وإِنما تذكر اسم ابن آخر يدعى نيقم إبا (Niqm epa) الذي استعمل خاتم والده إِلى جانب خاتم الأسرة المالكة.

ومما لا شك فيه أن الحاكم أو الملك “إِدريمي” الذي حكم مدينة ألالاخ حوالي (30) عامآ، لعب دورآ كبيرآ ومهمآ في تاريخ المدينة والمنطقة المحيطة بها وسكانها، وفترة حكمه شهدت العديد من الصراعات بين الدولة الميتانية، والعائلة الملكية الحاكمة، إضافة إلى الصراعات الداخلية بين أفراد العائلة الحاكمة، والصراع بين الدولة الحثية الصاعدة والطامحة لتوسيع نفوذها والدولة الميتانية، التي كانت ألالاخ جزءً من كيانها

ولولا التدوين الذي يوجد علي واجهة تمثاله، وإكتشاف هذا الموقع الأثري المهم من قبل العالم البريطاني “ليوناردو ووللي” خلال أعوام (1936- 1949م)، لما عرفنا شيئ عن هذه المينة وتاريخها، والكثير من التفاصيل عن تلك الحقبة التاريخية المهمة.[2]

التنقيبات الأثرية.

قادت أعمال التنقيب التي بدأها البريطاني (بالإنجليزية: Sir Charles Leonard Woolley)‏ في العام 1935 م إلى تحديد أربعة عشرة سوية أثرية( ليس ثمة اجماع علي هذا العدد)، تبدأ بالعصر الحجري النحاسي (3400- 3100 ق.م) لتصل إلى بدايات العصر الحديدي (1200- 539 ق.م)، وقد ألف البريطاني وولي كتاباً في ذلك أسماه " ألالاخ ...مملكة منسية"، وقد تضمنت النتائج معلومات غزيرة عن إمبراطوريات قديمة كانت قائمة، مثل سومر وبابل ومصر، والإمبراطورية الحثية الرابطة في «بوغاز كوي» من الأناضول وعن نفوذها الواسع، والحوريتين، وعن مملكة الميتانيين، وعن التطور الكبير للفن الكريتي، وعن مساهمة مملكة آلالاخ الفعّالة في جزيرة قبرص في عصر البرونز.[1]

كما أمدنا اكتشاف تمثال الملك إِدريميّ الذي حكم ثلاثين عامًا تقريبًا (نحو سنة 1500 ق.م) بمعلومات وفيرة، ومنذ العام 2003 م تتابع بعثة أثرية من جامعة شيكاغو لأعمال التنقيب ، كما تضم المدينة العديد من البقايا الأثرية: كالقصور والمعابد والمنازل الخاصة والتحصينات.[4]

وعن السويات الأثرية في ألالاخ ومدي أهميتها في الكشف عن تاريخ المدينة نشير إلي أن تاريخ السوية الرابعة الأثرية في آلالاخ يبدأ قبل عام 1450 ق.م. ووجدت في القصر الملكي نصوص تاريخية، إلى جانب تمثال الملك «ايدريمي» نقش عليه تاريخ حياته، وكشف عن القصر الملكي كاملاً ومحفوظاً بشكل جيد، وبقايا المعبد، ومساحة واسعة من القلعة، وباب مدينة آلالاخ، والأبنية المجاورة، ومجموعة من البيوت الخاصة، وأكثر من أربعين قبراً حوت أواني فخارية، وعلاوة على الرُقم المذكورة قدّم القصر كمية مدهشة من الأواني الخزفية، وأشياء عاجية ومعدنية.

يبدو أن الحال في سويتي البناء الثالثة والثانية كانت هادئة ومزدهرة، والبيوت الخاصة كانت واسعة وجيدة البناء، وللعديد منها ساحة، وأمّا حجرات دورات المياه والأرض المفروشة بالأسمنت والمطابخ ذات المواقد فكانت معروفة، بينما باقي الغرف لم تكن معروفة، وإلا لماذا خصصت. واعتبرت بداية القرن الرابع عشر قبل الميلاد هي نهاية عصر سوية البناء الأولى، ويؤيد ذلك الفخار المستورد من الخارج. كانت آلالاخ تتمتع بالازدهار وبيوتها كبيرة وواسعة في هذه المرحلة، وجرى تشييد أحسنها وأجملها في هذا العصر، وبقيت مأهولة بالسكان خلال النصف الثاني منه، وكان سكانها يهتمون بصيانتها وترميمها، وأن الصناعات المحلية كانت في كامل طاقتها الإنتاجية، وقد عثر في أحد الدكاكين على سبائك ذهبية، وقرط صغير للأذن.[1]

وفي نهاية هذه السوية اجتاحت شعوب البحر مدينة «بوغاز كوي» في الأناضول، واتجهت نحو الجنوب، فاجتاحت سوريا كالسيل العارم، وكان مع هؤلاء الغزاة أطفالهم ونساؤهم محمولة على عربات ذات دولابين تجرها الثيران، ويرافقهم أسطول بحري على امتداد الساحل السوري، كانوا يجتاحون المدن التي أخذت تتساقط واحدة بعد الأخرى، وأخذت أفواجهم تزداد بانضمام من بقي حياً من سكان المدن التي حرقوها إليهم، ثم سقطت كركميش وحلب، وأمّا أطلال الحرائق التي التهمت أكبر بيوتات المدن، فتؤكد أن آلالاخ تقاسمت مع جيرانها الآخرين الأقوى منها الدمار والفناء الذي وقع في عام 1194 ق.م.

وأصبحت آلالاخ ذكرى طواها الزمن ودخلت عالم النسيان، وعندما قامت محاولة جادة لإقامة مدينة جديدة، كانت آلالاخ قد هجرت نهائياً، وتمّ تشييد مستعمرة جديدة على تل جديد من عهد ما قبل التاريخ، اسمه «تل طعينات» يقع اليوم على بعد كيلومتر واحد من آلالاخ، التي انتهى تاريخها عندما غزتها شعوب البحر في عام 1194 ق.م.[1]

نتائج عمليات التنقيب في ألالاخ.[3]

أسفرت عمليات التنقيب في مدينة ألالاخ عن العديد من الكنوز الأثرية والتاريخية ، والتي شملت القصور والمعابد والبيوت والأسوار والتحصينات والأختام .. وغيرها.

القصور في ألالاخ.

بدأت بوادر وملامح القصر في ألالاخ تظهر عند الوصول للسوية الرابعة عشر(XIV) وحينها اقتصر "وولي" على التنقيب في منطقة القصر على مربع واحد، حيث ظهرت لديه ثلاث غرف، بحيث كانت الغرفة الشرقية مستطيلة الشكل، وكان يلاصقها غرفتان مربعتا الشكل. أما جدران القصر فقد وجدت محفوظة حتى ارتفاع ١,٤٠ م، وكان القصر متشابهًا لحد ما مع معبد السوية XIII في ألالاخ.

كما كشف "وولي" في منطقة مساحتها (22 ) × (13 ) م عن القصر وعن غرف للسكن متوضعة على ثلاث طبقات، حيث تغيرت طريقة البناء في كل من الطبقات الثلاث للسوية الثانية عشر وميز "وولي" غرف السكن التابعة لقصر هذه السوية، و فقد أورد "وولي" وجود صف من الأعمدة بنيت من القوالب الطينية، وكان لكشف هذه الأعمدة الطينية أهمية خاصة نظرًا لاعتبارها استمرارًا للهندسة المعمارية المحلية، ويمكننا أن نجد ما يماثل هذه الهندسة في بلاد ما بين النهرين في فترة السلالات الباكرة التي كانت توضع عند مدخل القصر.

إن سوية البناء الثانية عشر(12) للقصر هي مثال واضح لتحديد فترة محددة من تاريخ ألالاخ، وخاصة خلال فترة حكم الملك "ياريم ليم".

وقد تألف القصر المذكور من كتلة طولانية ممتدة من الشمال إلى الجنوب الشرقي بطول ٩٠ م، وعرض ٣٠ م. وقد قدّر "وولي" الارتفاع الحقيقي لجدران القصر بحدود ٣,٥٠ م، أما مادة البناء في القصر فكانت حجارة ذات قطع كبير مربع إضافة إلى استخدام الخشب والآجر المشوي.

أما قصر تيلمان هيوك بالقرب من أنطاكية والذي يرقي إلي عصر البرونز الوسيط فهو بناء صغير، يمتد من الشرق إلى الغرب بطول ٣٥ م، ومن الشمال إلى الجنوب بطول ٤٠ م، والأجزاء التي نستطيع تبينها منه: وحدتان متلاصقتانلا ارتباط بينهما، وربما شكلتا طورين مختلفين.

أما عن قصر السوية الخامسة والسادسة فقد قام هذا القصر على قمة السور الاصطناعي، ونرى أن عمارة هاتين السويتين غير مطابقة أو مشابهة لعمارة السويات السابقة، و تبدأ الملامح المعمارية في القصر من السوية الخامسة وتنتهي مع نهاية السوية السادسة ، وهي ملامح توحي بعمارة ضعيفة وهشة ، وقد أضيف للقصر في السوية الخامسة بعض الاضافات علي قصر السوية السادسة حيث يتحدث عنها وولي كوحدة معمارية متكاملة، أما القصر فيتألف من تسع غرف مبنية على صف واحد، وتسع غرف أخرى مبنية على الجانب الآخر للفناء.

وعن قصر السوية الرابعة (4) غف قدم لنا هذا القصر الكثير من المعلومات من خلال المحفوظات المكتشفة فيه، والتي تعود لفترة الملك نيقميبا وابنه ايليم ايليما، وللقصر مسقط متكامل يمتد على مساحة 55 × 35 م ، وهو يختلف عن قصر السويتين السادسة والخامسة فمسقطه واضح وفراغاته لها شكل منتظم؛ مربع أو مستطيل. ويتشابه قصر السوية الرابعة مع مسقط قصر السوية السابعة في ألالاخ من حيث وجود قسمين فيه، ففي قصر السوية الرابعة نجدهما باتجاه الشرق والغرب والاتصال بينهما واضح.

المعابد في ألالاخ.

يعتبر التنقيب في السوية الأقدم لمعابد ألالاخ صعبًا جدًا من الناحية التقنية، فقد عانى "وولى" كثيرًا ليصل للسوية الأقدم بسبب وجود الماء، ولهذا فإنه لم يستطع الحصول على نتائج واضحة لعمارة المعبد، وذلك بالنظر لانهدام بعض الأجزاء بسبب المياه. ولكن أكبر ما كان في معبد السوية (XVI) وقد كشف فيه عن الساحة الرئيسة التي بلغت أبعادها 6 × 18م ، وكانت أرضها مرصوفة بمربعات من الفخار، كما كانت تحيط بهذه الساحة جدران من الأجرالمطلي، وقد بني المعبد فوق مصطبة جهزت قبل بناء المعبد بفترة ليست طويلة. أما هذا المعبد كان قد دمر بسبب حريق وقع فيه، ويمكننا أن نحدد هذه الفترة في أواخر القرن التاسع عشر.وكذلك الحال بالنسبة لمعبد السوية ( XV) فقد انشأ قوق معبد السوية (XVI ) واستمر استخدام المصطبة في الجهة الشمالية الغربية منه، ولكن مع بعض الترميمات، وكان قد تم الكشف فقط عن الساحة الرئيسة منه، وبشكل عام فهو غير واضح العمارة، وذلك بسبب ضيق المسافة المنقبة التي اقتصرت على مربع واحد فيه.أما في السوية XIV

فقد عثر على المعبد الذي كان أعيد بناؤه مرة أخرى، حيث بدا أنه يتألف من غرفتين وفناء، لكن جدرانه لم تكن واضحة، أما باحته الأمامية

فكان يحيط بها سور مزين بأفاريز.

البيوت الخاصة في ألالاخ

كشف "وولي" في سبر أجراه لمنطقة مساحتها 22 × 13م عن أبنية سكنية ، وعلى ثلاث طبقات ضمن السويةXII والملاحظ تغير طريقة البناء في كل طبقة.وعلى الرغم من صغر المنطقة التي نقبها "وولي" في منطقة البيوت الخاصة، فقد تبين أن هذه البيوت تغطي مساحة طولها ٢٠٠ م، وعرضها ٧٠ م، وذلك في الجزء الشمالي الشرقي من سور المدينة، وكان اختيار "وولي" لهذه المنطقة بسبب وقوعها على الطريق الشرقي المتجه إلى حلب، والطريق الغربي المتجه إلى أنطاكية. لم يكن التنقيب الذي أجراه "وولي" من أجل الكشف عن المنازل الخاصة فقط، بل كان يهدف للوصول إلى جزء من القصر الملكي.

الأسوار

يزداد سور مدينة ألالاخ سماكة باطراد وذلك كلما تم الوصول إلى الطبقات الأقدم فيه. أما المواد المستخدمة في بناء السور فهي خليط من اللبن ومخلفات الفخار، التي تساعد بعض الأحيان في تأريخ السور. إن أقدم تأريخ معروف للسور الخارجي للمدينة من خلال الفخار المستخدم يعود للسويةXII فالسور الخارجي ذو ارتفاع ليس شاهقًا، وأيضًا لا يأخذ شكلاً دائريًا حول المدينة؛ بل حسب الضرورة والاحتياجات، ثم يشتد الانحدار ويبلغ السور ارتفاع ٨ م تقريبًا، ولم يستطع "وولي" تمييز كل أجزاء الأسوار، بل قام ببعض الأسبار التي أوضحت أن القصر الملكي شك ّ ل جزءًا من سور المدينة المتجه إلى الجنوب الشرقي.

التحصينات

استطاع "وولي" من خلال الأسبار المتفرقة التي قام بها العثور على ملامح لأبنية دفاعية وتحصينات. فقد عثر في السوية VII على أساس لجدار يتجه نحو الجنوب وحتى واجهة برج البوابة.لقد جددت تحصينات السويتينV, VI لأربع مرات،( ١) وتم ذلك بهدف تدعيم السور من الداخل ببعض اللبن؛ وكانت الغرف الداخلية محفوظة بشكل جيد، والملفت للانتباه أن إحدى تلك الغرف كانت قد احتوت على مجموعة من الأشخاص البالغينوالأطفال مدفونين إضافة إلى مخزن للحبوب، وهذا يشير إلى الإقامة الجبرية في هذه التحصينات واستحالة مغادرتها، كما أنه يعني أن التحصينات كانت معزولة عن بقية الأبنية لغاية أمنية. كشف خلال التنقيب الذي قام به "وولي" غرب قصر الملك "نيقميبا"، عن جدران ذات طابع واحد، إذ كان الحصن يملؤ مساحة تمتد حتى نهاية الطرف الشمالي الغربي من المدينة، وكان الحصن الذي كشف عنه خالٍ من الأبواب، ولم يعطنا أية فكرة عن كيفية المرور بين الغرف التي كشف عنها، وكانت ثلاث غرف واقعة في الزاوية الجنوبية من القصر مليئة بجرار فخارية غرزت في الأرض، وهي بمثابة مخازن للحبوب من أجل الجنود.

الأختام.

عثر في ألالاخ علي العديد من الاختام الاسطوانية، والي يعود أعلبها إلي السويتين الرابعة والسابغة، وللأختام أهمية كبري لما تقدمه من معلومات وتفاصيل وشواهد لحقب وحضارات تاريخية مختلفة. ونذكر من بين الأختام التي تم العثور عليها في ألالاخ : قي السوية XI تم العثور علي ختم واحد بيضوي الشكل عليه رسومات من الجانبين ولا يحتوي علي أية كتابة، وفي السوية الثامنة حمل أحد الأختام المكتشفة بها شكل الضفيرة المؤبفة من اربع جذائل والجزء العلوي كان لرجل في حالة صراع مع أسد، وختم آخر من نفس السوية يحمل كتابة مسمارية كتب عليها " ياريم ليم الأول ، وحمورابي الأول" أي اسماء أول حكام يمحاض ، وفي السوية السابعة تم العثور علي عدة أختام في منطقة القصر إحداها يحمل كتابة تقول: " اميتاكو (ابن ياريم ليم الثاني) ملك ألالاخ"، أما السوية الخامسة والسادسة فقد عثر من خلالها علي ختم واحد عليه رسومات ولا توجد عليه أية كتابة، وفي السوية الرابعة تم العثور علي أكثر من ختم ككتب علي الجهة اليسري من احداها "ادريمي".

مراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج خرتش، فيصل (12 ديسمبر 2016). "«آلالاخ».. مملكة منسيّة ومكانة رفيعة". www.albayan.ae. اطلع عليه بتاريخ 2023-09-03.
  2. ^ أ ب ت ث "تاريخ وحضارة مملكة ألالاخ الميتانية – الكردية – دراسة تاريخية – الحلقة الثانية- بيار روباري – صوت كوردستان". 26 يناير 2022. اطلع عليه بتاريخ 2023-09-03.
  3. ^ أ ب عمار عبدالرحمن (2007م). مملكة ألالاخ - دراسة سياسية أقتصادية اجتماعية. دمشق. ص. 18–60.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  4. ^ "ألالاخ | Archiqoo". archiqoo.com. اطلع عليه بتاريخ 2023-09-03.