إنزال الحسيمة (
بالإسبانية:
Desembarco de Alhucemas)؛ هو عملية
إبرار بحري و جوي، قامت بها القوات العسكرية الإسبانية، بدعم فرنسي، في 8
شتنبر 1925، بساحل
الحسيمة، في
الريف، شمال المغرب، بهدف حسم
حرب الريف. يعتبر الإنزال الأول من نوعه في التاريخ العسكري، و تمت دراسته، لاحقا، خلال الإعداد
لإنزال نورماندي في
الحرب العالمية الثانية. أدت الهزيمة العسكرية الكبيرة للجيش الإسباني في
معركة أنوال، سنة
1921، أمام المقاومة الريفية بقيادة
عبد الكريم الخطابي، إلى استقلال مرحلي لأغلب مناطق الريف، و إعلان
جمهورية عاصمتها
أجدير. أثرت الهزيمة في العقيدة العسكرية الإسبانية، و عرفت في أدبياتها بالكارثة (
بالإسبانية:
Desastre de Annual). تسببت الهزيمة في خلق انقسام داخل الرأي العام الإسباني و الطبقة السياسية و قيادات الجيش حول اختياري القبول بالهزيمة و التخلي عن الريف أو معاودة محاولة السيطرة على منطقة الحماية. في
1923، قام الجنرال بريمو دي ريبيرا بانقلاب عسكري، و كانت من أولوياته إعادة الاعتبار للجيش الإسباني. في
أبريل 1925، هاجمت القوات الريفية منطقة بني زروال و فتحت بذلك جمهورية الريف جبهة جنوبية في منطقة الحماية الفرنسية، مما أدى خلق تحالف بين
إسبانيا و
فرنسا من أجل القضاء على المقاومة الريفية، و الذي كان مدعوما من طرف السلطان المغربي
يوسف، الذي كان متوجسا من المد الثوري
لجمهورية الريف.