اسم الاستفهام
في النحو العربي، اسم الاستفهام: هو اسمٌ يُؤتَى بِهِ لطَلَبِ إزالةِ الإبهامِ عن تساؤلٍ مَا. وقيل أَنَّّهُ: اسمٌ مُبهَمٌ نستخبرُ بهِ عن أََمرٍ مجهول. كقولنا: مَن سافر؟ فـمَن هُنا اسمُ استِفهام. وأما أداة الاستفهام فتَحتَمِلُ الأسماءَ والحروف، وعليه؛ فإِنَّ أدَواتِ الاستفهام تَحمِلُ معنىً أوسَعاً يشمل أَسماءَ الاستفهامِ وحروفَه. وحروف الاستفهام اثنان هُمَا: الهَمزَةُ َنحو: أَ تَأخَّرتَ عنِ الموعد؟ و هَل كقولنا: هَل كَتبتَ الواجِبَ؟ وأَمَّا الأسماء فهي: مَن ومَن ذا، وما وماذا، متى، وأَينَ، وكَيفَ، وكَم، وأَي، وأَنَّى وأَيَّان واستِعمالُهُما قَليلٌ في اللُّغَة.[1]
وأسماءُ الاستِفهامِ لها صَدارةُ الكَلَامِ في الجُملةِ العَرَبيَّةِ إذ أنها تأتي في أوَّلِ الكَلَام لا فِي آخِره ولا يَسبِقُها غَيرُ حرفِ الجرِّ مثل: عمَّ تسأَل؟ لِمَن تقرَأ؟ إلى مَتَى الجُلُوس؟ إلى أين المَصِير؟ أو المُضافِ نَحو: كِتابُ مَن هذا؟ وإذا دخل حرفُ الجرِّ على اسمِ الاستفهام مَا حُذِفَتْ مِنهُ الأَلِف مِثل: بِمَ تَكتُب؟ إِلامَ الخُلف؟ حتَّّاما المَسير؟ وفي التَّنزيلِ العَزيز: -{عَمَّ يَتَسَاْءَلُوْنَ}- [ النَّبَأ: الآيَة 1].[2]
استخدامات أسماء الاستفهام
- ⟨مَن ومَن ذا⟩← يُسْألُ بِهِما عنِ العاقِل، مِثال: ‹مَن الذي دَخَلَ إلى الغُرفة؟›، ‹مَن ذا الذي فَعَلَ هَذَاْ؟›.
- ⟨ما ومَاذا⟩← يُسْأَلُ بِهِما عن غيرِ العاقِل، مِثال: ‹ما الغَذاءُ اليَوم؟›، ‹مَاذا كَتَبْتَ؟›، كما يُسألُ بِهِما أيضاً عن حَقيقةِ الإِنسانِ والشَّئِ وصِفاتِهما، مِثال: ‹ما أنتَ؟ قُلتَ أنا طالبٌ›، ‹مَا القَمَرُ؟ قُلنا هو تابِعٌ للأََرض›.
- ⟨مَتَى⟩← يُسْأَلُ بِهِا عنِ الزَّمَن، وهو ظَرفُ زَمانٍ يُسْتَفهَمُ بِهِ عنِ الماضي والمُستَّقبَل، مثل: ‹مَتَى وَصَلتَ؟›، ‹مَتَى سوفَ تأتي العُطلة؟›، ‹مَتَى تُنهي عَمَلَك؟›.
- ⟨أَيْن⟩← ظَرفٌ يُستَّفهَمُ بِهِ عنِ المَكان، نَحو: ‹أَيْنَ أَخوك؟›، ‹إِلى أَيْنَ أنتَ ذاهِب؟›.
- ⟨كَيْف⟩← يُستَّفهَمُ بِهِ عَنْ حالَةِ الشَّئ، مِثل: ‹كَيْفَ حَاْلُك؟›، كَيْفَ وَجَدتَ الدَّرس؟›.
- ⟨كَم⟩← يُسأل بِهِاْ عَنِ العَدَد، مثل: ‹كَمْ كِتَاباً اشتَرَيْت؟›، ‹كَمْ عُمْرُك؟›.
- ⟨أَي⟩← اسمٌ مُعرَبٌ يُستَّفهَمُ بِهِ بِحسَبِ مَا يُضَافُ إِليهِ، فَتَكونُ للعاقِل، نَحو: ‹أَيُّكُمْ رَاْجَعَ الدَّرس؟›، ‹أَيُّكُمْ أحمَد؟›، ولِغيْرِ العاقِل، مِثل:‹أَيُّ سُؤالٍ استَشكَلَ عَليك؟›، ولِلزَّمَان، نَحو: ‹أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟›، ولِلمَكان، مِثل: ‹أَيُّ البِلَادِ هَذِه؟›، ولِلحال، نَحو:‹عَلَى أَيِّ حَالٍ أَصبَحتَ؟› ونَحوِه.[2]
إعراب أسماء الاستفهام[1]
- أَسْمَاءُ الاستِفهام مَبْنيَةٌ فِي مَحَلِّ رَفعٍ أو نَصبٍ أو جَرٍّ (بِحَسَبِ مَوقِعِها فِي الجُملَة) إِلَّا أَيْ فَهِيَ مُعرَبَةٌ بِالحَرَكَاتِ الثَلَاث.
- إِذا أرَدنا مَعرِفَةَ مَحَلِّ اسمِ الاستفهامِ مِن الإِعرابِ نُجِيْبُ عَلَى الجُملةِ الاستِفهاميَة، مِثل: مَتَى العُطلَة؟ فيكون الجواب العُطلَةُ غَدَاً (مَتَى تُقابِلُ غَدَاً فِي هذِهِ الجملةِ؛ إذن هِيَ خَبَر).
- قَد تَتَضَمَّنُ أَكثَرُ أَسْمَاءِ الاستفَهامِ مَعَاني الشَّرط فَتَجزِم عِندَئِذٍ فِعلَيْن، نَحو: مَن يُذاكِر يَنجَح، وتَلحَقُ بِـأَيْنَ وكَيْفَ «مَا» الزَّاْئِدَةُ للتَّوكيد مِثل: أَيْنَمَا تَتَّجِهِ أَتَّجِهْ وفي التَّنزيلِ العَزِيز: -{أَيْنَمَاْ تَكُوْنُوْاْ يُدْرِككُّمُ المَوْتُ}- [ النِّسَاْء: الآيَة 78]، و نَحو: كَيْفَمَا تَكُونوا يُوَلَّىْ عَلَيْكُم.
تَكُونُ كَمْ استِفهاميةً، مِثل: كَمْ كِتابَاً قَرأَتَ؟ وتَكُونُ خَبرِيَةً، نَحو: كَمْ مالٍ تَملِك؟ وإعرابهما حسَبَ مَوقِعِهِما فِي الجُملةِ.
أمثلة إعرابية
- مَا لَونُ سَيَّارتِك؟
مَا: اسمُ استفهامٍ مَبْنيٌ على السُّكونِ فِي مَحَلِّ رَفْعِ مُبتَدأ.
- أَيْنَ تَعيشُ يا صَديقي؟
أَيْن: اسمُ استِفهامٍ مَبْنيٌ على الفَتحِ فِي مَحَلِّ نَصبٍ على الظَّرفيةِ المَكَانِيَة (فِي مَحَلِّ نَصبِ ظَرفُ مَكان)، أو في مَحَلِّ نَصبِ مَفعولٍ فِيْه.
- أََيَّ وَقْتٍ تُسافِر؟
أََيّ: اسمُ استِفهامٍ لِتَعيينِ الزَّمَان مفعولٌ فيه مَنصوبٌ بالفتحَةٍ الظَّاهِرَة.