عرض مصدر معركة عمورية

{{عن|3=معركة عمورية (توضيح)}}
{{عن|معركة عمورية التي قادها المعتصم بالله|معركة عمورية التي قادها [[مسلمة بن عبد الملك]] عام [[89 هـ]]/[[708|708 م]]|معركة عمورية (89 هـ)}}
{{معلومات نزاع عسكري
| اسم_النزاع = فتح عمورية
| جزء_من = [[الحروب الإسلامية البيزنطية]]
| صورة = 
| تعليق = 
| تاريخ = [[223 هـ]] - [[838]]م
| مكان = [[عمورية]]
| نتيجة = انهزام القوات البيزنطية
| خصم1 = {{الدولة العباسية}}
| خصم2 = {{قائمة بسيطة}}
* [[ملف:Byzantine imperial flag, 14th century, square.svg|20بك]] [[الإمبراطورية البيزنطية|الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة]]
{{انتهى}}
| قائد1 = [[المعتصم بالله]] وتحت إمرته 
*[[أفشين|الأفشين]]
*[[أشناس التركي]]
| قائد2 = [[ثيوفيلوس|توفيل بن ميخائيل]] وتحت إمرته
*[[مناطس]]
| قوة1 = 80,000<ref name="Treadgold297">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Treadgold|1988|p=297}}.</ref>
| قوة2 = 30,000<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Treadgold|1988|pp=414–415}}.</ref>
| خسائر1 = غير معروف
| خسائر2 = 30,000-70,000
}}
{{صندوق حملة الحروب الإسلامية البيزنطية}}
'''معركة عمورية''' كانت بين [[الدولة العباسية|الخلافة العباسية]] و[[الإمبراطورية البيزنطية]] في [[رمضان]] من عام [[223 هـ]] الموافق [[أغسطس|لأغسطس]] من عام [[838|838م]] . كانت هذه المعركة من أهم المعارك الإسلامية البيزنطية، وكان الجيش العباسي يُقَاد شخصيًا من قبل الخليفة [[المعتصم بالله]] الذي حكم فيما بين ([[218 هـ]] - [[227 هـ]]) الموافق ([[833|833 م]] – [[842|842 م]]) و كذلك كان الجيش البيزنطي بقيادة [[ثيوفيلوس|توفيل بن ميخائيل]] سليل [[قائمة الأباطرة البيزنطيين|الأسرة العمورية]] وثاني أباطرتها.

== خلفية تاريخية ==
في عام [[214 هـ]] الموافق لـ [[829|829 م]] اعتلى الشاب [[ثيوفيلوس|توفيل بن ميخائيل]] عرش [[الإمبراطورية البيزنطية]]، كانت الحروب بين [[مسلم|المسلمين]] [[بيزنطة|والبيزنطيين]] ممتدة على مدى قرنين من الزمن على فترات متقطعة. عُقدت هدنة دامت 20 عاماً بسبب الفتنة التي حصلت في عهد [[الدولة العباسية|الخلافة العباسية]] بين [[محمد الأمين|الأمين]] و[[عبد الله المأمون|المأمون]] وبسبب أن [[الإمبراطورية البيزنطية]] كانت أيضًا منهكة بسبب الحروب السابقة.

كان توفيل طموحًا ومؤمنًا [[حرب الأيقونات البيزنطية|بعقيدة حظر الإيقونات]] التي تحرم تصوير شخصيات [[المسيحية|النصرانية]] وتمجيدها، ودعّم حكومته وسياسته الدينية بقوة جيشه.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Treadgold|1988|pp=272–280}}</ref> كانت [[الدولة العباسية|الخلافة العباسية]] آنذاك فقد تعاني من خطر يهددها وهو خطر [[بابك الخرمي]]، ففي عهد [[عبد الله المأمون|المأمون]] كاد [[خرمية|الخرمية]] بقيادة [[بابك]] أنْ يودوا بالخلافة الإسلامية العباسية، وحاول [[عبد الله المأمون|المأمون]] أن يقضي عليها؛ فأرسل الحملات لكنه تُوفي دون أن يُحقق أي نجاح، وانتقلت مهمة القضاء على هذه الفتنة إلى الخليفة [[المعتصم بالله]] ونجح في إخمادها، وكان [[بابك]] قد اتصل ب[[ثيوفيلوس|توفيل]] يطلب منه مهاجمة الخلافة الإسلامية العباسية التي انشغلت بقتالهم، وكان مما قاله له: {{اقتباس مضمن|"إنَّ المعتصم لم يُبْقِ على بابه أحدٌ، فإنْ أردت الخروج إليه فليس في وجهك أحدٌ يمنعك"}}.

واستجاب ملك الروم [[ثيوفيلوس|توفيل بن ميخائيل]] لاستغاثة [[بابك]]، وجهَّز جيشًا يزيد قوامه على 100 ألف جندي، وسار به إلى الثغور، فهاجم المدن والقرى يقتل ويأسر ويمثِّل، وكانت مدينة [[ملطية|ملطيَّة]] من المدن التي خرَّبها الملك [[ثيوفيلوس|توفيل]]، حيث قتل الكثير من أهلها، وأسر نساءها المسلمات، حتى إنَّ عددهن بلغ 1000 امرأة.<ref name="موقع قصة الإسلام لراغب سرجاني">[[قصة الإسلام (موقع)|موقع قصة الإسلام لراغب سرجاني]]</ref>

كان توفيل في معاركه هذه قد استعان بأشتات [[خرمية|الخرمية]] وبقائدهم الذي كان اسمه '''نصر''' الذي تنصر وعُمّد واختار لنفسه اسم ثيوفوبس، وكان عدد [[خرمية|الخرمية]] في جيش [[ثيوفيلوس|توفيل]] ما يقارب من 14 ألف جندي.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Treadgold|1988|pp=280–283}}.</ref>

== السبب ==
[[ملف:Theophilus follis.jpg|تصغير|280px|يسار|alt=Image of bronze coin, a standing crowned man holding a ''labarum'' and a ''globus cruciger'' on the obverse, with a Greek-Latin inscription on the reverse|'''[[فلس (توضيح)|فلس]]''' من نوع جديد سكب وصنع احتفالاُ بانتصارات [[ثيوفيلوس|توفيل بن ميخائيل]] ضد [[عرب|العرب]] [[مسلم|المسلمين]] عام [[220 هـ|220هـ]] الموافق [[835]]م في ثغري [[زبطرة]] و[[ملطية]]، في وجه الفلس رسمت صورت توفيل وهو يرتدي ''التوفا'' (لباس الملوك) وفي الوجه الآخر نُقش [[ثيوفيلوس|توفيل]] أنت القاهر.]]
كان السبب الرئيسي هو رد كرامة امرأة عربية تدعى '''شراة العلوية'''.<ref name="test">[[معجم البلدان|معجم البلدان لياقوت الحموي]]</ref> حسب المصادر العربية وبسبب هجوم الإمبراطور [[بيزنطة|البيزنطي]] [[ثيوفيلوس]] الذي يسمى في المصادر العربية '''توفيل بن ميخائيل''' الذي حكم فيما بين ([[214 هـ|214هـ]] - [[227 هـ|227هـ]]) الموافق([[829|829 م]] -[[842|842 م]]) على ثغري [[ملطية]] (في تركيا حاليًا) [[إسبرطة (تركيا)|وزبطرة]] في العام السابق للمعركة وقيامه بتخريبهما وأسر الكثير من النساء، فساء هذا المعتصم وقرر الأخذ بالثأر.<ref name="تاريخ الرسل و الملوك للطبري">[[تاريخ الطبري|تاريخ الرسل و الملوك للطبري]]</ref>

== أهمية عمورية ==
{{مفصلة|عمورية}}
عمورية كانت أهم مدن [[الإمبراطورية البيزنطية]] وهي في غرب [[الأناضول|آسيا الصغرى]] ([[الأناضول]] حديثًا) وعمورية كانت مكان نشأة السلالة العمورية حكمت ([[205 هـ|205هـ]] - [[253 هـ|253هـ]]) الموافق لـ([[820|820م]] – [[867]]م) التي كان منها إمبراطور الروم [[ثيوفيلوس|توفيل بن ميخائيل]]، وتروي المصادر العربية أن [[المعتصم بالله|المعتصم]] جمع قادته وسألهم فقال: «أي بلاد [[رومان (توضيح)|الروم]] أمنع وأحصن؟ فقيل: عمورية، لم يعرض لها أحد من [[مسلم|المسلمين]] منذ كان [[الإسلام]]، وهي عين [[المسيحية|النصرانية]] وبنكها؛ وهي أشرف عندهم من [[القسطنطينية]]».

== المسير للمعركة ==
[[ملف:Byzantine-Arab wars, 837-838.svg|تصغير|يسار|280px|خريطة توضح مسير القوات البيزنطية والعباسية خلال سنوات الحرب.]]

سار المعتصم إلى [[عمورية]] في جحافل كثيرة عديدة، وبعث أحد قواده ولقبه [[أفشين|الأفشين]] واسمه [[الأفشين حيدر بن كاوس|حيدر بن كاوس]] إلى موضع يسمى [[سروج (تركيا)|سروج]] في جنوب [[تركيا]] حاليا، وأعد عدته وجمع جنوده، واختار الأمراء المعروفين بالحرب، فانتهى في سيره إلى [[نهر ليمونلو|نهر اللامس]] وهو قريب من [[طرسوس]]، وذلك في [[رجب]] من عام [[223 هـ]] الموافق ل[[مايو]] من عام [[838|838 م]].

== جيش الخلافة الإسلامية وتقسيمه ==
عند [[سروج (تركيا)|سروج]] قسم [[المعتصم بالله|المعتصم]] جيشه إلى فرقتين:
* الأولى بقيادة [[أفشين|الأفشين]]، ووجهتها [[أنقرة]].
* وسار هو بالفرقة الثانية.
* بعث المعتصم [[أشناس التركي|أشناس]] بقسم من الفرقة التي يقودها إلى [[أنقرة]] ولكن من طريقٍ آخر، وسار هو في إثره، على أن يلتقي الجميع عند أنقرة.

== معركة أنزن أو دزمون ==
وقعت [[معركة أنزن]] أو دزمون في [[25 شعبان]] عام [[223 هـ]] الموافق [[22 يوليو]] [[838|838 م]] <ref name="مولد تلقائيا2">[موقع قصة الإسلام لراغب سرجاني]</ref> ، بين [[أفشين|الأفشين]] و[[ثيوفيلوس|توفيل بن ميخائيل]] وهزم فيها الجيش البيزنطي وهرب توفيل إلى [[القسطنطينية]].

وصلت أنباء الانتصار للمعتصم فواصل السير حتى التقت جميع أقسام الجيش عند [[أنقرة]] فدخلوها وكان أهلها قد هربوا منها بعدما سمعوا بهزيمة ملكهم [[ثيوفيلوس|توفيل]]، و تقوّى [[المعتصم بالله|المعتصم]] بما فيها من زاد ومتاع.

== السير إلى عمورية ==
واصل سيره جنوبًا إلى [[عمورية]] ووصلت طلائع الجيش بقيادة [[أشناس التركي|أشناس]] في يوم الخميس [[5 رمضان]] [[223 هـ]] الموافق [[1 أغسطس]] [[838|838 م]] ووصل [[المعتصم بالله|المعتصم]] بعدها بيوم.<ref name="البداية والنهاية لابن كثير">[[البداية والنهاية|البداية والنهاية لابن كثير]]</ref> في هذه الأثناء وصلت شائعات إلى [[القسطنطينية]] بأن [[ثيوفيلوس|توفيل]] قُتل، فعندما رجع إلى [[القسطنطينية]] وجد نفسه أمام ثورة فانشغل بها ولم يستطع مساعدة عمورية لكنه أرسل [[المعتصم بالله|للمعتصم]] يعتذر له عما حصل [[ملطية|لملطية]]، ويبين أن ما حصل كان خلاف أوامره ويعده بأن يعيد الأسرى ويبني المدينة من جديد لكن [[المعتصم بالله|المعتصم]] رفض هذا العرض، ولم يكتفي بذلك بل أسر الرسول وجعله يرى عملية الحصار بأم عينه.<ref name="مولد تلقائيا2"/><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bury|1912|pp=266–267}}; {{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Rekaya|1977|p=64}}; {{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Vasiliev|1935|p=160}}.</ref>

== حصار عمورية ==

دام حصار [[عمورية]] 11 يومًا فقط وكان في هذا الحصن ثغرات ساهمت في دخوله'''،''' '''وهذا ملخص لما ورد في كتب التاريخ الإسلامي''' [[الكامل في التاريخ|الكامل]] [[ابن الأثير الجزري|لابن الأثير]] و[[البداية والنهاية]] ل[[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]] و[[تاريخ الطبري|تاريخ الرسل و الملوك]] [[محمد بن جرير الطبري|للطبري]].

=== تقسيم الجيش ===
قسّم [[المعتصم بالله|المعتصم]] الأبراج على قادة جيشه فعين لكل قائد برجا معينًا.

=== اكتشاف ثغرة في بناء الحصن ===
كان هناك أحد [[أسير|الأسرى]] المسلمين كان قد [[المسيحية|تنصر]] وتزوج منهم، لكن لما رأى المعتصم والجيش الإسلامي رجع إلى [[الإسلام]] وخرج إلى [[خليفة|الخليفة]] فأسلم وأعلمه بمكان في السور كان قد هدمه السيل وبني بناء ضعيفا بلا أساس، فنصب [[المعتصم بالله|المعتصم]] [[منجنيق|المجانيق]] حول [[عمورية]] فكان أول موضع انهدم من سورها ذلك الموضع الذي دلهم عليه ذلك الأسير، حاول أهل [[عمورية]] سد هذا الثغر بالخشب الغليظ القوي لكن قوة [[منجنيق|المجانيق]] و كثرة الرمي هدمت السور فيما بعد.

=== طلب النجدة من توفيل ===
كتب [[مناطس]] نائب البلد إلى [[ثيوفيلوس|توفيل]] يعلمه بشدة الحصار عليه ويطلب منه النجدة، وبعث ذلك مع رسولين، لكن تمكن الجيش الإسلامي منهما وأسرهما، وكان في هذه الرسالة معلومة مهمة، وهي نية مناطس الخروج فجأة على الجيش [[العباسي (توضيح)|العباسي]] ومقاتلتهم.

=== المعتصم يأخذ احتياطاته ===
أمر [[المعتصم بالله|المعتصم]] عند ذلك بتجديد الحرس والاحتياط من خروج أهل [[عمورية]] بغتة وزاد المعتصم في المجانيق [[ضبر (آلة حرب)|والدبابات]] وغير ذلك من آلات الحرب.

=== استخدام جلود الأغنام لتسوية الخندق ===
كان [[المعتصم بالله|المعتصم]] قد غنم عدد كبير من [[غنم (جنس)|الأغنام]] قبل حصار [[عمورية]] وكان هناك خندق عميق محيط بعمورية فقرر المعتصم أن يفرق الأغنام بين الجنود وأن يأكل كل رجل رأسا ويجيء بملء جلده ترابا فيطرحه في الخندق، ففعل الناس ذلك فتساوى الخندق بوجه الأرض من كثرة ما طرح فيه من جلود الأغنام، ثم أمر بالتراب فوضع فوق ذلك حتى صار طريقا ممهدا، وأمر [[ضبر (آلة حرب)|بالدبابات]] أن توضع فوقه.

=== سقوط السور ===
وبينما الناس في الجسر المردوم، سقط السور الضعيف، لكن كان ضيقًا ولم يكن ما هدم يسع الخيل والرجال إذا دخلوا.
وقوي الحصار وقد وكَّلَ مناطس بكل برج من '''أبراج السور الأربعة والأربعين''' أميرا يحفظه، فضعف ذلك الأمير الذي هدمت ناحيته من السور عن مقاومة ما يلقاه من الحصار، فذهب إلى مناطس فسأله النجدة فامتنع من مساعدته بحجة انشغال الآخرين بمراقبة الأسوار الأخرى، فلما يئس منهم خرج إلى [[المعتصم بالله|المعتصم]] ليجتمع به.

=== الدخول لعمورية ===
ودخل [[المعتصم بالله|المعتصم]] وجنده مدينة عمورية في ([[17 رمضان]] [[223 هـ]] - [[12 أغسطس]] [[838|838 م]])، وتكاثر [[مسلم|المسلمون]] في المدينة وهم يكبرون ويهللون، وتفرَّقت [[رومان (توضيح)|الروم]] عن أماكنها، فجعل [[مسلم|المسلمون]] يقتلونهم في كل مكان، ولم يبقَ في المدينة موضعٌ محصَّنٌ سوى المكان الذي يجلس فيه نائبها مناطس، وهو حصن منيع، فركب المعتصم فرسه، وجاء حتى وقف بحذاء الحصن، فناداه المنادي: ويحك يا مناطس! هذا أمير المؤمنين واقف تجاهك. فقالوا: ليس بمناطس ههنا مرتين. فرجع الخليفة ونصب السلالم على الحصن، وطلعت الرسل إليه، وقالوا له: ويحك! انزل على حكم أمير المسلمين. فتمنَّع، ثم نزل متقلدًا سيفه، فوضع السيف في عنقه، ثمَّ جيء به حتى أُوقف بين يدي المعتصم، فضربه بالسوط على رأسه، ثمَّ أمر به يمشي إلى مضرب الخليفة مهانًا.
=== حرب الكنيسة ===
حُشر أهل [[عمورية]] في [[كنيسة]] لهم هائلة ففتحها الجيش الإسلامي قسرا وقتلوا من فيها بعد ان رفضوا التسليم ورفضوا الاستسلام وأحرقوا عليهم باب الكنيسة فاحترقت ومات جميع من كان فيها.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bury|1912|pp=271–272}}; {{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Kazhdan|1991|pp=79, 800–801}}.</ref>{{sfn|PmbZ|loc=Konstantinos (#3932)}}{{sfn|PmbZ|loc=Bassoes (#982)}}

=== القبض على مناطس ===
تمكن الجيش الإسلامي من القبض على مناطس، وسيق أسيرا للمعتصم
=== الغنائم ===
أخذ [[مسلم|المسلمون]] من [[عمورية]] أموالًا لا تحد وسبيٌ كثير، وأمر المعتصم بإحراق ما بقي من ذلك، وبإحراق ما هنالك من [[منجنيق|المجانيق]] والدبابات وآلات الحرب لكي لا يتقوى بها [[بيزنطة|البيزنطيون]] مرة أخرى، ثم انصرف المعتصم راجعًا إلى ناحية [[طرسوس]] وكان مكث في عمورية بعد سقوطها 25 يومًا وكان بين تلك الغنائم أبواب حديدية ضخمة للمدينة، نقلها [[المعتصم بالله|المعتصم]] في البداية إلى [[سامراء]]، حيث تم تثبيتها على مدخل قصره، ومن هناك نقلت إلى [[الرقة]] حتى أمر [[سيف الدولة الحمداني]] بنقلها إلى [[باب قنسرين]] أحد أبواب عاصمته [[حلب]] عام	[[353 هـ]] الموافق [[964|964 م]] .<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Meinecke|1995|pp=411, 412}}.</ref>

== إشارات المصادر الغربية ==
* أغلب السبي والأسارى رجعوا لأهلهم بعد حملة تبادل أسرى في عام [[226 هـ]] الموافق [[841|841 م]] المثير أن المصادر الإسلامية لم تُشر لهذه الصفقة على الإطلاق.
* تزعم المصادر الغربية أن ما يقارب من 42 شخص من كبار أهل [[عمورية]] قيدوا ل[[سامراء]] عاصمة [[الدولة العباسية|الخلافة العباسية]] آنذاك (أنشأها المعتصم وجعلها عاصمة للخلافة) وأُعدموا بعد سنوات لرفضهم اعتناق [[الإسلام]] وأصبحت تعرف عندهم [[شهداء عمورية الـ42|بقصة شهداء عمورية الـ42]]، ولم تُشر لذلك المصادر العربية على الإطلاق.

== ما بعد المعركة ==
{{مفصلة|السيف أصدق أنباء}}
[[ملف:Byzantine emissaries to the Caliph.jpg|تصغير|يسار|رسمة توضح مقدم السفير البيزنطي للمعتصم.]]
{{مربع اقتباس
| width     = 350px
| align     = right
| bgcolor   = #E0FFFF
| title     = 
| quote     ='''
{{أبيات|عرض=102|شاعر = [[أبو تمام]]
|بحر = البحر البسيط
|
'''السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ'''\\'''في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ'''
'''بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ في'''\\'''مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ'''
'''والعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَة'''\\'''بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافي السَّبْعَة ِ الشُّهُبِ'''
'''أَيْنَ الروايَة ُ بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا'''\\'''صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ'''
'''تخرُّصاً وأحاديثاً ملفَّقة'''\\'''لَيْسَتْ بِنَبْعٍ إِذَا عُدَّتْ ولاغَرَبِ'''
'''عجائباً زعموا الأيَّامَ مُجْفلة'''\\'''عَنْهُنَّ في صَفَرِ الأَصْفَار أَوْ رَجَبِ'''
'''وخَوَّفُوا الناسَ مِنْ دَهْيَاءَ مُظْلِمَة'''\\'''إذا بدا الكوكبُ الغربيُّ ذو الذَّنبِ'''
'''وصيَّروا الأبرجَ العُلْيا مُرتَّبة'''\\'''مَا كَانَ مُنْقَلِباً أَوْ غيْرَ مُنْقَلِبِ'''
'''يقضون بالأمر عنها وهي غافلة'''\\'''ما دار في فلك منها وفي قُطُبِ'''
'''لو بيَّنت قطّ أمراً قبل موقعه'''\\'''لم تُخْفِ ماحلَّ بالأوثان والصلُبِ'''
'''فَتْحُ الفُتوحِ تَعَالَى أَنْ يُحيطَ بِهِ'''\\'''نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْرٌ مِنَ الخُطَبِ'''
'''فتحٌ تفتَّحُ أبوابُ السَّماءِ لهُ'''\\'''وتبرزُ الأرضُ في أثوابها القُشُبِ'''
'''يَا يَوْمَ وَقْعَة عَمُّوريَّة انْصَرَفَتْ'''\\'''منكَ المُنى حُفَّلاً معسولة َ الحلبِ'''
'''أبقيْتَ جدَّ بني الإسلامِ في صعدٍ'''\\'''والمُشْرِكينَ ودَارَ الشرْكِ في صَبَبِ'''}}
| source    = قصيدة [[أبو تمام]] '''بمناسبة فتح [[عمورية]]''' .<ref>{{ديوان أبو تمام}}.</ref>
}}
* [[ثيوفيلوس|توفيل]] مرض مرضا شديدا بعد هذه الهزيمة وعلى الرغم من أنه تحسن بعد ذلك إلا أن صحته تدهورت حتى توفي بعد ذلك بثلاث سنوات، المؤرخون البيزنطيون عزوا وفاته قبل أن يبلغ الثلاثين إلى حزنه الشديد على سقوط [[عمورية]] مسقط رأسه.<ref name="EHW3">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Kiapidou|2003}}, [http://asiaminor.ehw.gr/forms/fLemmaBodyExtended.aspx?lemmaid=7898&boithimata_State=&kefalaia_State=#chapter_6 Chapter 3]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20181012134729/http://asiaminor.ehw.gr/forms/fLemmaBodyExtended.aspx?lemmaid=7898&boithimata_State=&kefalaia_State= |date=12 أكتوبر 2018}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Treadgold|1988|pp=304, 415}}.</ref>
* سقوط [[عمورية]] ألهم الكثير من الأدباء البيزنطيين فنُسجت الكثير من القصص والأغاني كأغنية عمورية ([[اللغة الإغريقية|بالإغريقية]]:Ἄσμα τοῦ Ἀρμούρη).<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Christophilopoulou|1993|pp=248–249}}.</ref>
* نظم [[أبو تمام]] قصيدته الشهيرة وهي ظاهرة في (الإطار الأيمن).
* بُنيت [[أنقرة]] من جديد وكذلك [[عمورية]] بعد هذه المعركة لكنها لم تسترد بريقها السابق.
* تُشير بعض المصادر أن [[المعتصم بالله|المعتصم]] كان قد عزم على التوجه إلى [[القسطنطينية]] لكن ثورة ابن أخيه [[العباس بن المأمون]] عليه جعلته يتراجع عن هذه الخطوة.
* أرسل [[ثيوفيلوس|توفيل بن ميخائيل]] رسوله الثاني إلى [[المعتصم بالله|المعتصم]] حاملا الهدايا وخطاب اعتذار، وعرض من توفيل للمعتصم بتقديم 20,000 باوند بيزنطي حوالي 6,500 كيلوغرام من الذهب وإطلاق سراح جميع [[عرب|العرب]] المحتجزين لدى [[بيزنطة|البيزنطيين]] مقابل استرداد عمورية. رفض المعتصم الفدية، وقال إن الحملة وحدها قد كلفته أكثر من 100,000 باوند بيزنطي أو 32500 كليلوغرام ذهب وهو ما يعادل '''ثمانية ملايين''' دينار عباسي.

== الآثار بعد المعركة على الإمبراطورية البيزنطية ==
[[ملف:Emperor Theophilos Chronicle of John Skylitzes.jpg|تصغير|حاشية الإمبراطور [[ثيوفيلوس]] ، يخففون عنه بعد تدمير المدينة التي كانت مهد سلالته.]]
* كان هذا الانتصار [[الدولة العباسية|للخلافة العباسية]] ذا ثقل على نفس [[ثيوفيلوس|توفيل]] لا سيما وأن عائلته ومسقط رأسه (حسب بعض المصادر) في [[عمورية]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bury|1912|pp=262–263}}; {{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Kazhdan|1991|pp=79, 1428, 2066}}; {{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Whittow|1996|p=153}}.</ref>
* كان لهذه المعركة تأثير واضح في الأدب البيزنطي.
* لم يحصل انهيار تام للإمبراطورية البيزنطية فقد استعادت عافيتها بعد ذلك بسنوات [[ابن كثير الدمشقي|فابن كثير]] أورد أنه في حوادث عام [[249 هـ]] الموافق [[863|863 م]] (''أي بعد 26 سنة من معركة عمورية'') الآتي: {{اقتباس مضمن|"في يوم الجمعة للنصف من [[رجب]]، التقى جمع من [[مسلم|المسلمين]] وخلق من [[رومان (توضيح)|الروم]]، بالقرب من [[ملطية]]، فاقتتلوا قتالا شديدا، قتل من الفريقين خلق كثير ، وقتل أمير المسلمين [[عمر الأقطع|عمر بن عبيد الله بن الأقطع]]، وقتل معه ألفا رجل من [[مسلم|المسلمين]] ، وكذلك قتل [[علي بن يحيى الأرمني]]، وكان أميرا في طائفة من المسلمين أيضا ، فإنا لله وإنا إليه راجعون . وقد كان هذان الأميران من أكبر أنصار [[الإسلام]]"}}".<ref name="مولد تلقائيا1">[البداية والنهاية لابن كثير]</ref>
* على الصعيد الديني حصلت بعض التغييرات تجاه [[تحطيم الأيقونات|تحطم الأيقونات]] فقد كانوا يعتقدون أنهم بسبب تحطيمها كانوا يجب أن ينالوا توفيق [[الله]] لكنهم مُنوا بهذه الهزيمة فرجعوا لما كانوا عليه.

== مؤلفات عن المعركة ==

* معركة عمورية، تأليف الدكتور [[صالح الأشتر]].

== المراجع ==
{{مراجع|33em}}

== المصادر ==
{{بداية المراجع|colwidth=30em}}
* {{استشهاد بكتاب | الأخير=Arberry | الأول=A. J. | مؤلف-وصلة=Arthur John Arberry | عنوان=Arabic Poetry: A Primer for Students | ناشر=Cambridge University Press | سنة=1965 | مكان=Cambridge | lccn=65-11206 | مسار= http://books.google.com/books?id=Nw84AAAAIAAJ |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20160723040435/https://books.google.com/books?id=Nw84AAAAIAAJ|تاريخ أرشيف=2016-07-23}}
* {{استشهاد بكتاب | الأخير=Bury | الأول=John Bagnell | مؤلف-وصلة=J. B. Bury | عنوان=A History of the Eastern Roman Empire from the Fall of Irene to the Accession of Basil I (A.D. 802–867) | مكان=London | ناشر=Macmillan and Company | سنة=1912 | مسار= http://www.archive.org/details/ahistoryeastern00burygoog |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220625213440/https://archive.org/details/ahistoryeastern00burygoog|تاريخ أرشيف=2022-06-25}}
* {{استشهاد بموسوعة | الأخير=Canard | الأول=M. | مؤلف-وصلة=Marius Canard | الفصل='Ammūriya | موسوعة=The Encyclopedia of Islam, New Edition, Volume I: A–B | ناشر=Brill Academic Publishers | مكان=Leiden and New York | صفحة=449 | سنة=1986 | isbn=90-04-08114-3 }}
* {{استشهاد بكتاب | الأخير=Christophilopoulou | الأول=Aikaterine |آخرون=Translated from Greek by Timothy Cullen | عنوان=Byzantine History, Volume II, from 610 to 867 | مكان=Amsterdam | ناشر=A.M. Hakkert | سنة=1993 | الرقم المعياري = 978-90-256-1044-9 | مسار= http://books.google.com/books?id=YQ5DYgEACAAJ |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20160520041733/https://books.google.com/books?id=YQ5DYgEACAAJ|تاريخ أرشيف=2016-05-20}}
* {{استشهاد بكتاب | الأخير=Haldon | الأول=John F. | عنوان=Warfare, State and Society in the Byzantine World, 565–1204 | مكان=London | ناشر=University College London Press | سنة=1999 | الرقم المعياري=1-85728-494-1 | مسار= http://books.google.com/books?id=OVyjQgAACAAJ |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200527193118/http://books.google.com/books?id=OVyjQgAACAAJ/|تاريخ أرشيف=2020-05-27}}
* {{استشهاد بكتاب | محرر-الأخير=Henning | محرر-الأول=Joachim | عنوان=Post-Roman Towns, Trade and Settlement in Europe and Byzantium, Vol. 2: Byzantium, Pliska, and the Balkans | الفصل=''Amorium'' in the Byzantine Dark Ages (seventh to ninth centuries) | الأول=Eric A. | الأخير=Ivison | مكان=Berlin and New York | ناشر=Walter de Gruyter | سنة=2007 | الرقم المعياري=978-3-11-018358-0 | مسار= http://books.google.com/books?id=3oCI8BVxcB8C&pg=PA25#v=onepage&q&f=false | صفحات=25–59 |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20160610161123/https://books.google.com/books?id=3oCI8BVxcB8C&pg=PA25|تاريخ أرشيف=2016-06-10}}
* {{استشهاد بكتاب | محرر-الأخير=Kazhdan | محرر-الأول=Alexander P. | محرر-وصلة=Alexander Kazhdan | عنوان=[[قاموس أكسفورد لبيزنطة]] | مكان=New York and Oxford | ناشر=Oxford University Press | سنة=1991 | الرقم المعياري=0-19-504652-8 }}
* {{استشهاد ويب | الأخير=Kiapidou | الأول=Irini-Sofia | عنوان=Campaign of the Arabs in Asia Minor, 838 | عمل=Encyclopedia of the Hellenic World, Asia Minor | مكان=Athens | ناشر=Foundation of the Hellenic World | تاريخ=28 April 2003 | مسار= http://www.ehw.gr/l.aspx?id=7898 |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20160324065047/http://www.ehw.gr/l.aspx?id=7898|تاريخ أرشيف=2016-03-24}}
* {{استشهاد بموسوعة | الفصل =al-Raqqa | الأول = M. | الأخير = Meinecke | مؤلف-وصلة = | موسوعة = The Encyclopedia of Islam, New Edition, Volume VIII: Ned–Sam | ناشر = BRILL | مكان = Leiden and New York | سنة = 1995 | isbn = 90-04-09834-8 | صفحات = 410–414 }}
* {{استشهاد بدورية محكمة| الأخير=Rekaya | الأول=M. | عنوان=Mise au point sur Théophobe et l'alliance de Babek avec Théophile (833/834-839/840) | صحيفة=Byzantion | مكان=Brussels | المجلد=44 | سنة=1977 | صفحات=43–67 | لغة=French | issn=0378-2506 }}
* {{استشهاد بكتاب | الأخير=Treadgold | الأول=Warren T. | مؤلف-وصلة=Warren Treadgold | عنوان=The Byzantine Revival, 780–842 | مكان=Stanford | ناشر=Stanford University Press | سنة=1988 | الرقم المعياري=0-8047-1462-2 | مسار= http://books.google.com/books?id=3TysAAAAIAAJ |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20190416235248/https://books.google.com/books?id=3TysAAAAIAAJ|تاريخ أرشيف=2019-04-16}}
* {{استشهاد بكتاب | الأخير=Vasiliev | الأول=A. A. | مؤلف-وصلة=Alexander Vasiliev (historian) | آخرون=French ed.: [[هنري غريغوار]]، [[كانار]] | عنوان=Byzance et les Arabes, Tome I: La Dynastie d'Amorium (820–867) | سنة=1935 | مكان=Brussels | ناشر=Éditions de l'Institut de Philologie et d'Histoire Orientales | لغة=French | صفحات=195–198 | مسار= http://books.google.com/books?id=jlTPAAAAMAAJ |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191225082818/https://books.google.com/books?id=jlTPAAAAMAAJ|تاريخ أرشيف=2019-12-25}}
* {{استشهاد بكتاب | الأخير=Whittow | الأول=Mark | عنوان=The Making of Byzantium, 600–1025 | مكان=Berkeley and Los Angeles | ناشر=University of California Press | سنة=1996 | الرقم المعياري=0-520-20496-4 | مسار= http://books.google.com/books?id=bFh-ASmKksYC |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200527193119/http://books.google.com/books?id=bFh-ASmKksYC/|تاريخ أرشيف=2020-05-27}}
{{نهاية المراجع}}

== رابط خارجي لمشروع حفريات في عمورية باللغة الإنجليزية ==
* [http://www.amoriumexcavations.org/index.htm The Amorium Excavations Project – 25 Years of Archaeology: 1987-2012]
{{شريط بوابات|الإسلام|الإمبراطورية البيزنطية|الحرب}}
{{تصنيف كومنز|Sack of Amorium}}

[[تصنيف:838]]
[[تصنيف:العبودية في الدولة العباسية]]
[[تصنيف:الدولة العباسية في القرن 9]]
[[تصنيف:تاريخ محافظة أفيون قره حصار]]
[[تصنيف:تجارة العبيد]]
[[تصنيف:حصارات الإمبراطورية البيزنطية]]
[[تصنيف:حصارات الحروب العربية البيزنطية]]
[[تصنيف:حصارات الدولة العباسية]]
[[تصنيف:الإمبراطورية البيزنطية في عقد 830]]
[[تصنيف:الدولة العباسية في عقد 830]]
[[تصنيف:عمورية]]
[[تصنيف:مذابح القرن 9]]
[[تصنيف:مذابح في الإمبراطورية البيزنطية]]
[[تصنيف:معارك في الأناضول القروسطية]]
[[تصنيف:نزاعات في عقد 830]]
[[تصنيف:نهب]]