عرض مصدر معاهدة فرساي

{{معلومات اتفاقية
|اسم         = معاهدة ڤرساي
|اسم طويل    = {{فرن|Traité de Versailles}}
|صورة        = Treaty of Versailles, English version.jpg
|تعليق       = النسخة الإنجليزية من المعاهدة
|توقيع       = [[28 يونيو|28 يونيُو]]/[[حزيران]]َ [[1919]]م
|المكان      = [[قاعة المرايا|قاعةُ المرايا]] في [[قصر فرساي|قصرِ ڤرساي]]، [[باريس|پاريس]]، [[فرنسا]]
|تاريخ النفاذ= 10 [[يناير]]/[[كانون الثاني]] [[1920]]م
|إيداع       = الحكومة الفرنسية
|للغة        = [[الفرنسية|الفرنسيَّةُ]]، و[[اللغة الإنجليزية|الإنجليزيَّة]]
}}
{{أحداث أدت إلى الحرب العالمية الثانية}}
'''معاهدةُ ڤرساي''' {{إنج|''Treaty of Versailles''}}، {{فرن|''Traité de Versailles''}}، {{ألمانية|''Versailler Vertrag''}} أو «صلح ڤرساي»، أو «معاهدةُ السلامِ بينَ الحلفاءِ والقوى المرتبطة وبينَ ألمانيا» بحسبِ الاسمِ الرسمي، هي [[معاهدة|المعاهدةُ]] التي أسدلتِ الستارَ من جانب [[قانون دولي|القانونِ الدوليِّ]] على أحداثِ [[الحرب العالمية الأولى]]. وُقِعَ عليها بعدَ [[مفاوضات]]ٍ شاقّةٍ وعسيرةٍ استمرَّت ستةَ أشهرٍ هي وقائعُ [[مؤتمر باريس للسلام 1919|مؤتمرِ باريسَ للسلامِ]] (دخلتِ الهدنةُ العامةُ مع ألمانيا حيز التنفيذ في الساعة الحادية عشرة من ضحى يوم 11 /11 /[[1918]]). وقَّعَ [[قوات الحلفاء (الحرب العالمية الأولى)|الحلفاءُ المنتصرونَ]] في [[الحرب العالمية الأولى|الحرب]] [[اتفاقية (توضيح)|اتفاقيَّاتٍ]] منفصلةً معَ دولِ المركزِ الخاسرةِ وهي [[القيصرية الألمانية|الرايخ الألمانيّ]]، و[[الإمبراطورية النمساوية المجرية|الإمبراطورية النمساوية-المجرية]]، و[[الدولة العثمانية]]، و[[بلغاريا|مملكةُ بلغاريا]].<ref>[//en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Preamble Treaty of Versailles Preamble] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190503035149/https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Preamble | تاريخ= 05 2 يناير 9 }}</ref> سُلمَتِ الصياغةُ النهائيةُ للنصّ الذي تمَّ الاتفاقُ عليهِ إلى الحكومةِ الألمانية في [[7 مايو]]/[[أيار]] 1919 للموافقةِ عليِهِ من قِبَلِها، وجرتْ مراسمُ التوقيعِ في [[28 يونيو]]/[[حزيران]] [[1919]]م. تضمّنَتِ المعاهدةُ الاعترافَ الألمانيَّ [[مسؤولية|بالمسؤوليةِ]] الكاملةِ عنِ [[حرب|الحرب]] ما أثارَ حنقاُ واسعاً داخلَ [[ألمانيا]] فقدِ اعتبرَ تنازلاً عن الكرامةِ الوطنيّةِ،<ref>[//en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Protocol Treaty of Versailles Signatures and Protocol] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190504064932/https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Protocol | تاريخ= 05 2 يناير 9 }}</ref> [[ألمانيا|فألمانيا]] وإنْ كانَ عليها نصيبُها من المسؤوليّةِ إلا أنَّه ليستِ المسؤوليّةُ كاملةً. لقدْ كانَ بنداً مثيراً لكثيرٍ منَ الجدلِ: «إقرارُ ألمانيا وحلفائِها بمسؤوليّتِهم عنِ التسببِ في جميع الخسائرِ والأضرارِ» التي وقعتْ أثناءَ الحربِ (تضمنتِ المعاهداتُ معَ دولِ المركزِ الأخرى موادَّ مماثلةً). أضحت هذهِ المادةُ (المادة 231) تُعرفُ باسمِ «'''[[شرط ذنب الحرب|بندِ ذنبِ الحربِ]]'''».

تمخّضتِ [[معاهدة|المعاهدة]] عن تأسيسِ [[عصبة الأمم]] التي أريدَ منها الحيلولةُ دونَ وقوعِ نزاعٍ [[سلاح|مسلّحٍ]] بينَ الدولِ كما حدثَ في [[الحرب العالمية الأولى]]، ونزعِ فتيلِ النزاعاتِ الدوليةِ قبلَ انفجارها. ألزمتِ [[معاهدة|المعاهدةُ]] [[ألمانيا]] بخسارةِ بعضٍ من أراضيها وتقديمِ تنازلاتٍ إقليميّةٍ واسعةٍ، وتقاسمتِ الدولُ المنتصرةُ الرئيسةُ [[استعمار|مستعمراتِها]] في [[إفريقيا]] و[[المحيط الهادئ|المحيط الهادي]]. وخسرتِ [[الدولة العثمانية]] -كذلك- أراضٍ شاسعةً في [[آسيا]] وانتهت نهائيّاً [[إمبراطورية|كإمبراطوريّةٍ]]، وتوزعت ممتلكاتُ [[الإمبراطورية النمساوية المجرية]] على عدةِ بلدانٍ في [[أوروبا الوسطى|وسطِ القارةِ]] [[أوروبا الشرقية|وشرقها]] وذلكَ بموجبِ معاهداتٍ لاحقةٍ لمعاهدةِ ڤرساي.

فيما يتعلقُ بالقيودِ العسكريَّةِ على [[جمهورية فايمار|ألمانيا]] فرضتِ [[معاهدة|المعاهدةُ]] ضوابطَ وقيوداً صارمةً جداً على الآلةِ العسكريةِ الألمانيةِ بغيةَ منعِ [[ألمان|الألمانِ]] من إشعالِ [[حرب]]ٍ ثانيةِِ، فنصّت على [[تجريد عسكري|تجريدِ]] [[جيش|الجيشِ]] الألمانيّ من السلاحِ الثقيلِ، وإلغاءِ نظامِ [[تجنيد إجباري|التجنيدِ الإلزاميِّ]] المعمولِ به، والاحتفاظِ بمئةِ ألفِ (100,000) جنديٍّ عاملٍ فقط.<ref>[//en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part_VII Treaty of Versailles/Part VII] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190308025028/https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part_VII | تاريخ= 03 2 يناير 9 }}</ref> بما فيه الالتزامِ بـخمسةَ عشرَ ألفَ (15,000) عنصرٍ عاملٍ (ما بين ضباطٍ وجنود) في [[البحرية الألمانية|البحريَّةِ]]، وعدمِ بناءِ [[طيران عسكري|قوّةٍ جويّةٍ]]، وتحديدِ [[سفينة|السفنِ]] الحربيَةِ بعددٍ محدودٍ، ومنعِها بتاتاً من بناءِ [[غواصة|غوّاصاتٍ]] حربيَّة.<ref>[//en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part_III Treaty of Versailles/Part III] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190308022900/https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part_III | تاريخ= 03 2 يناير 9 }}</ref> كما فُرِضَ عليها ألاّ يحقَّ البقاءُ في [[خدمة عسكرية|الخدمةِ العسكريةِ]] أقلَّ منْ اثنيْ عشرَ (12) عاماً للجنودِ وخمسةٍ وعشرينَ (25) عاماً [[ضابط|للضبّاطِ]] بحيثُ يغدو الجيشُ الألمانيُّ قائماً على الكفاءاتِ العسكريّةِ غيرِ الشابّة.<ref>[//en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part_XII Treaty of Versailles/Part XII] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190308023550/https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part_XII | تاريخ= 03 2 يناير 9 }}</ref>

ثمَّ جاءَ دفعُِ [[تعويضات الحرب العالمية الأولى|التعويضاتِ]] لبعضِ البلدانِ. حُدّدت هذهِ التعويضاتُ بمبلغِ تسعةٍ وستينَ ومئتيْ (269) مليارِ [[مارك ألماني|ماركٍ]] ألمانيٍّ ذهبيٍّ، ثمَّ خُفّضَ عدةَ مراتٍ فيما بعدُ، وبحسبِ [[خبير|خبراءٍ]] [[اقتصاد (علم)|اقتصاديّينَ]] فإنها -رغمَ التخفيضاتِ- بقيت مغالىً فيها.<ref>[//en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part_VIII Treaty of Versailles/Part VIII] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190308023957/https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part_VIII | تاريخ= 03 2 يناير 9 }}</ref> ونتجَ عن ذلكَ أنْ أثقلتِ الديونُ [[اقتصاد ألمانيا النازية|الاقتصادَ الألمانيَّ]] المنهَكَ بسببِ الحربِ وتبعاتِها مما رفعَ درجةَ الغضبِ والغليانِ الشعبيِّ، وأسهمَ في النهايةِ في اندلاعِ [[الحرب العالمية الثانية|الحربِ العالميّةِ الثانيةِ]].

كانَ [[اقتصاد|الاقتصاديُّ]] البريطانيُّ اللامعُ [[جون مينارد كينز]] ([[1883]]-[[1946]]م) -عضوُ الوفدِ البريطانيِّ إلى مؤتمرِ پاريسَ للسلامِ- بعيدَ النظرِ عندما وصفَ معاهدةَ ڤرسايَ بعبارتهِ الشهيرةِ: «'''سلامٌ قرطاجيٌّ'''» (إشارةً لمّاحةً منهُ إلى تدميرِ [[رومان (توضيح)|الرومان]] [[قرطاج]]ةَ كليّاً؛ لقد حققوا السلامَ، ولكن على أنقاضِ دولة)، واعتبرَ أن من شأنِها أنْ تدمرَ ألمانيا اقتصاديّاً، وأنها ذاتُ نتائجَ عكسيّةٍ. وقد بقيَ هذا الأمرُ موضوعَ أخذٍ وردٍّ دائمين من قبلِ المؤرخينَ والاقتصاديّينَ على حدٍّ سواء.

من ناحيةٍ أخرى رأت شخصياتٌ بارزةٌ من الحلفاءِ المعاهدةَ من وجهةِ نظرٍ أخرى، فقد انتقدها ماريشال فرنسا [[فرديناند فوش]] ([[1851]]-[[1929]]م) -القائدُ الأعلى لجيوش الحلفاءِ الذي وقَّعَ على [[هدنة|الهدنةِ]] مع الألمانِ- لأنها تُعامل ألمانيا بشكلٍ '''متساهلٍ للغاية'''، ووصفها بقولهِ: «هذا ليسَ سلاماً، إنّهُ فقط هدنةٌ لمدةِ عشرينَ عاماً»، ما اعتبرَ -فيما بعدُ- نبوءةً غيرَ مسبوقةٍ. ويُروى أنَّ صحافيّاً سألَ [[جورج كليمنصو|جورج كلمنصو]] رئيسَ الوزراءِ [[فرنسا|الفرنسي]] ([[1917]]-[[1920]]م) عن سببِ عدائِهِ للألمانِ -وقد اشتهرَ بتصلبهِ الشديدِ أثناءَ [[مفاوضات|المفاوضاتِ]]- وقالَ له: «هلْ ذهبتَ يوماً إلى ألمانيا ورأيتَ الألمانَ؟»، فأجابَ: «لا، ولكني خلالَ حياتي رأيتُ الألمانَ مرتينِ يأتونَ إلى فرنسا» (إشارةً منه إلى [[الحرب الفرنسية البروسية|الحربِ الفرنسيةِ-الپروسيةِ]] (70-[[1871]]م) عندما احتل الألمان باريس، و[[الحرب العالمية الأولى]])، وسواءً كانتِ الروايةُ صحيحةً أم صيغت على سبيلِ «المُضحك-المُبكي» فإنها تصورُ الروحَ والجِواءَ التي جرت فيها [[مفاوضات|المفاوضاتُ]] التي أدّت إلى معاهدةِ ڤرساي.<ref group="هامش">كان افتتاح مؤتمر باريس للسلام في يومٍ ذي دلالةٍ مميزةٍ (18 يناير/كانون الثاني 1919) وهو ذكرى تتويج فبلهلم الأول أول إمبراطورٍ لألمانيا الموحدة في فصر فرساي سنة 1871.</ref>

سمّيتِ [[معاهدة|المعاهدةُ]] بمعاهدةِ [[قصر فرساي|ڤرسايَ]] على اسمِ المكانِ الذي جرت فيه مراسمُ توقيعِها النهائي وهو [[قاعة المرايا|قاعةُ المرايا]] الشهيرةُ في قصر ڤرسايَ التاريخيِّ في [[ضاحية|ضواحي]] [[باريس]]، لكنَّ معظمَ [[مفاوضات|المفاوضاتِ]] جرت في باريسَ، وعُقدتِ اجتماعاتُ «[[الأربع الكبرى|الأربعةِ الكبارِ]]»؛ بريطانيا وفرنسا وإيطاليا والولاياتِ المتحدةِ بشكلٍ عامٍّ في مقر وزارةِ الخارجيةِ الفرنسيّةِ {{فرن|''Quai d'Orsay''}}.

== المساق التاريخي ==
{{مفصلة|آثار الحرب العالمية الأولى}}

{{اقتباس|'''''مجمل القول إن عام 1914 قد دشن عصر المذابح'''''|<br />إيريك هوبزباوم: عصر التطرفات، القرن العشرون الوجيز/ ص 68.}}

=== الهدنة ===
{{مفصلة|الجبهة الغربية (الحرب العالمية الأولى)#الهدنة{{!}}هدنة الحرب العالمية الأولى|جمهورية فايمار}}
[[ملف:Armisticetrain.jpg|تصغير|يسار|'''ماريشالُ فرنسا [[فرديناند فوش]]''' ''Foch'' الثاني من اليمينِ، صاحب المقولة الشهيرة «أفضل وسيلةٍ للدفاع هي الهجوم».<br />أُخذت هذهِ الصورةُ خارجَ مقطورةِ القطارِ التي شهدت توقيعَ [[هدنة|الهدنةِ]] في [[كومبيين]]-[[فرنسا]] بينَ الألمانِ والحلفاءِ، المقطورةُ عينُها التي أصرَّ [[أدولف هتلر|هتلرُ]] على توقيعِ الهدنةِ فيها مع فرنسا في العام [[1940]] ونقلها إلى برلين ثم أمر بتفجيرها قبيل انتحاره.]]

خريفَ العام [[1918]] شرعت دول المركز في الانهيار.{{Sfn|Beller |2007|p= 182-95}} بدأت معدلات الفرار داخل الجيش الألماني بالازدياد، وخفضتِ الضربات على المدنيين بشكلٍ كبير من الإنتاج الحربي.{{Sfn|Bessel |1993|p= 47–48}}{{Sfn|Hardach|1987|p= 183–84}} على الجبهة الغربية شنت قوات الحلفاء هجوم «مئة اليوم» وهزمت جيوش الغربِ الألمانيّةِ بشكلٍ حاسمٍ.{{Sfn|Simkins|2002|p= 71}} [[تمرد كيل|تمرد بحارة]] البحريةِ القيصريةِ الألمانيّةِ في [[كيل]] وسرعان ما تطور الأمر إلى اندلاعِ انتفاضاتٍ شعبيةٍ في ألمانيا ما أصبح يُعرف باسم [[الثورة الألمانية (1918–1919)|الثورة الألمانية (18–1919)]].{{Sfn|Tucker & Roberts|2005|p= 638}}{{sfn|Schmitt|1960|p= 101}} أُعلنتِ الجمهورية فيما القيصر في زيارةٍ إلى [[هولندا]]، وأرسل له المستشار (رئيس الوزارة) طالباً منه التنازل، وعندما منحته الحكومة الهولندية بحفزٍ من قريبته الملكة فلهلمينا اللجوء، كانت القيصرية قد أضحت من الماضي. حاولتِ الحكومة الألمانية التوصل إلى تسويةٍ سلميّةٍ على أساس نقاط ويلسونَ الأربع عشرة، وأكدت أنها ستوقع الهدنة على هذا الأساس. عفب المفاوضات وقع الطرفان في الساعة الخامسة فجراً هدنةً (بعد يومين من تنازل الفيصر) دخلت حيز التنفيذ في اليوم نفسه الساعة الحادية عشرة ضحَى يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني بينما القوات الألمانية لاتزال متمركزةً في [[فرنسا]] و[[بلجيكا]].{{sfn|Schmitt|1960|p= 102}}{{sfn|Weinberg|1994|p= 8}}{{sfn|Boyer et al.|2009|p= 526}}

شهدتِ الهدنة بعد انتهائها في (13 /12 /1918) ثلاثة تمديداتٍ حتى دخول معاهدة ڤرساي حيز التنفيذ؛ الأولى (13 /12 /1918 - 16 /1 /1919)، والثانية (16 /1 /1919 - 16 /2 /1919)، والثالثة (16 /2 /1919 - 10 /1 /1920). فرضتِ الهدنة إطلاق جميع الأسرى وعودة الجيش الألماني في الشرق إلى حدودِ ما قبل الحرب وتسليم معداتٍ حربيةٍ وإلغاء معاهدتَيْ [[معاهدة برست ليتوفسك|برست ليتوفسك]] [[معاهدة بوخارست (1918)|وبوخارست لعام 1918]]، كما اشترطت إجلاءً فورياً للقوات الألمانيةِ من [[بلجيكا]] و[[لوكسمبورغ|لوكسمبورچ]] والأراضي الفرنسية المحتلة في غضون خمسةَ عشرَ يوماً.{{sfn|Edmonds|1943|p= 1}} علاوةً على احتلال منطقة الراينلاند من قبل الحلفاء. أواخرَ العامِ [[1918]] دخلت قوات الحلفاءِ ألمانيا، وبدأتِ احتلالها، وأسست «مفوضية راينلاند العليا المتحالفة».{{sfn|Martel|1999|p= 18}}

=== الحصار ===
{{مفصلة|آثار الحرب العالمية الأولى#حصار ألمانيا{{!}}حصار ألمانيا}}

اعتمدت ألمانيا وبريطانيا على واردات المواد الغذائية والمواد الخام التي توجب شحن معظمها عبر الأطلسي. كان حصار ألمانيا (14-1919) عمليةً بحريةً قام بها الحلفاء لوقف توريد المواد الخام والمواد الغذائية لدول المركز. كانت عمليات بحريّةِ القيصريّةِ الألمانيّةِ مقتصرةً بشكلٍ أساسيٍّ على الخليج الألماني، واستخدمتِ المغيرين التجاريين [الإغارات على السفن التجارية] والحرب بواسطة الغواصات غير المقيدة [لأنها تستطيع تجاوز نطاق الحصار] لعمل حصارٍ مضاد. صرح المجلس الألماني للصحة العامة في ديسمبر/كانون الأول [[1918]] أن 763 ألف مدنيٍّ ألمانيٍّ ماتوا أثناء حصار الحلفاء، على أن دراسةً أكاديميّةً عامَ 1928 قدرت عدد الموتى بـ424 ألفاً.{{sfn|Grebler|1940|p= 78}}

دام الحصار ثمانية أشهرٍ بعد توقيع الهدنةِ في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1918، وفي العام 1919 جرى التحكم في واردات المواد الغذائية من قِبَلِ الحلفاء حتى وقعت ألمانيا معاهدة ڤرساي.{{sfn|Mowat|1968|p= 213}} في مارس/آذار 1919 أبلغ [[ونستون تشرشل]] -وزير شؤون الحرب والطيران- مجلسَ العموم أن الحصارَ المتواصل كان ناجحاً وأن «'''ألمانيا قريبة جداً من المجاعة'''».{{sfn|Fuller|1993|p=}} من يناير/كانون الأول 1919 إلى مارس/آذار 1919 رفضت ألمانيا مطالبَ الحلفاء بتسليم سفنها التجارية إلى موانئ الحلفاء لنقل الإمدادات الغذائية. اعتبر البعض أنه -بما أن الهدنة وقفٌ مؤقتٌ للحرب- فإن اندلاع القتال مرةً أخرى سيؤدي للاستيلاء على الأسطول الألماني.{{sfn|Marks|2013|p= 650}} أضحى الوضع يائساً شتاءَ العام 1919 حتى وافقت ألمانيا أخيراً على تسليم أسطولها التجاري في مارس/آذار، ثم سمح الحلفاء باستيراد مئتين وسبعين (270) ألف طنٍّ من المواد الغذائية.{{sfn|March|1919|Brussels agreement}}

جادل المراقبون -من ألمانٍ وغيرهم- بأن أشهر الحصار هذه كانتِ الأكثرَ رَهَقاً على المدنيين الألمان{{sfn|Paul|p= 145}} على الرغم من استمرار الخلاف حول مدى ومن هو المخطئ حقاً.{{sfn|Marks|2013|p= 651}}{{sfn|''Proceedings of the National Assembly''|1919|pp= 631–635}}{{sfn|Deutsche Allgemeine Zeitung|1919}}{{sfn|Roerkohl|1991|p= 348}}{{sfn|Rudloff|1998|p=184}} وفقاً للدكتور «ماكس روبنر» لقيَ مئة ألف مدنيٍّ ألمانيٍّ حتوفهم بسبب استمرار الحصار بعد الهدنة.{{sfn|Rubner|1919|p= 15}} كما أصدر عضو حزب العمال والناشط المناهض للحرب «روبرت سميلي» في المملكة المتحدة بياناً في يونيو/حزيرانَ 1919 يدين استمرار الحصار زاعماً أن مئة ألفِ مدنيٍّ ألمانيٍّ شهدوا نهاية حياتهم نتيجة ذلك.{{sfn|Common Sense (London)|5 July 1919|p=}}{{sfn|Bane|1942|p= 791}}

=== شروط السلام ===
{{مفصلة|مبادئ ويلسون الأربعة عشر|لجنة التحقيق}}
[[ملف:Council of Four of the Peace Conference. Mr. Lloyd George, Signor Orlando, M. Clemenceau, President Woodrow Wilson.... - NARA - 530791.tif|تصغير|'''زعماء الدول الأربع الكبرى في مؤتمر باريس للسلام'''. 27 مايو/أيار 1919.<br/>من اليسار إلى اليمين: ديفيد لويد جورج، فيتوريو أورلاندو، جورج كلمنصو، وُدرو ويلسون.]]

صوّت الكونجرس الأمريكي على إعلان الحرب على ألمانيا في السادس من أبريل/نيسان من العام [[1917]]،{{sfn|Link|1972|pp= 252–282}} وساهم الرئيس [[وودرو ويلسون]] في صياغة شروط السلام إلى حدٍّ كبيرٍ. كان يهدف إلى فصل الحرب عن الخلافات والطموحات القومية، وفي الثامن من يناير/كانون الثاني [[1918]] أصدر ويلسون [[مبادئ ويلسون الأربعة عشر|النقاطَ الأربعَ عشرةَ]]، حيث وُضعتِ الخطوط العريضة لسياسة «التجارة الحرة»، والاتفاقيات المفتوحة، والديمقراطية، وفي حين لم يُستخدم مصطلح «تقرير المصير» {{إنج|''self-determination''}} إلا أنه جرى افتراضه، كما دعتِ النقاط الأربعَ عشرةَ إلى إنهاءِ الحرب عن طريق التفاوض، ونزعِ السلاح الدولي، وانسحابِ دول المركز من الأراضي المحتلة، وإنشاءِ دولةٍ بولنديةٍ، وإعادةِ ترسيمِ الحدودِ في أوروپا على أسسٍ عرقيةٍ [أي قوميةٍ]، وتشكيل [[عصبة الأمم]]؛ هيئةٍ دوليةٍ لضمان الاستقلال السياسي وسلامة أراضي جميع الدول.{{sfn|Tucker|Roberts|2005|p= 429}} ودُعيَ إلى سلامٍ عادلٍ وديمقراطيٍّ غير قابلٍ للتسوية في موضوع ضمِّ الأراضي. استندتِ النقاطُ الأربعَ عشرةَ إلى البحث الاستقصائي حول الموضوعات التي من المحتمل أن تثار في مؤتمر السلام المتوقع، والذي أجراه فريق دُعي «[[لجنة التحقيق]]» برئاسة مستشار السياسة الخارجية للرئيس ويلسون «إدوارد إم هاوس».{{sfn|Cooper|2011|pp= 422–424}}

شُكلتْ لجنة التحقيق {{إنج|''The Inquiry''}} كمجموعةٍ بحثيةٍ في سبتمبر/أيلول من العام [[1917]]م من قبل الرئيس ويلسون لإعداد تصوراتٍ لمفاوضات السلام عقب [[الحرب العالمية الأولى|الحرب]]. تألفتِ المجموعة من خمسين ومئة (150) أكاديميٍّ برئاسة المستشار الرئاسي إدوارد هاوس، وإشراف الفيلسوف سيدني ميزس، ورئيس البحوث والتر ليبمان (استبدل به لاحقاً «آيسايا بومان»). اجتمعتِ اللجنة في [[مكتبة نيويورك العامة]]، ولكن اجتماعاتها نقلت فيما بعد إلى مكاتب «الجمعيّة الجغرافيّة الأمريكيّة» في [[نيويورك]] بعد انضمام بومان.{{sfn|Rogers|1964|pp= 260-462}}

انضم عشرون وواحد (21) من أعضاء لجنة التحقيق إلى «اللجنة الأمريكيّة الكبرى للتفاوض على السلام»، أو الوفد الأمريكي إلى [[مؤتمر باريس للسلام 1919|مؤتمر باريس للسلام]] الذي بدأ في 18 يناير/كانون الثاني من العام [[1919]]م.{{sfn|Rogers|1964|pp= 260-462}}

=== الجائحة ===
{{مفصلة|الإنفلونزا الإسبانية}}

نهايةَ العام [[1917]] وبدايةَ [[1918]] رُصد مرضٌ سريع العدوى للغاية سرعان ماتحول لما دُعي بـ«جائحة إنفلونزا 1918» {{إنج|''1918 Influenza Pandemic''}}، وقُدّر ضحاياه ما بين خمسين ومئة مليون
<ref name="cdc">[https://wwwnc.cdc.gov/eid/vol12no01/05-0979.htm Jeffery K. Taubenberger and David M. Morens. 1918 Influenza: the Mother of All Pandemics. CDC:history] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20110903014210/http://www.cdc.gov/ncidod/eid/vol12no01/05-0979.htm | تاريخ= 03 سبتمبر 2011}}</ref> موزعين على أربع موجاتٍ (بين فبراير/شباط 1918 ومارس/آذار 1920) كان أكثر من نصفهم بين 20-40 سنة، و99 ٪ منهم دون الخامسة والستين<ref name="c4">[http://www.channel4.com/news/articles/world/spanish%20flu%20facts/111285 Spanish flu facts. '''Channel 4 news'''. retrieved 1 May 2009] {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20100127100727/http://www.channel4.com/news/articles/world/spanish%20flu%20facts/111285 | تاريخ= 27 يناير 2010}}</ref>
<ref name="bbc">[http://news.bbc.co.uk/2/hi/health/4350050.stm The 'bird flu' that killed 40 million]. BBC News. October 19, 2005. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171107104411/http://news.bbc.co.uk/2/hi/health/4350050.stm | تاريخ= 07 نوفمبر 2017}}</ref> ما جعله أفتك وباءٍ في التاريخ،<ref group="هامش">من حيث الرقم المطلق لعدد الوفيات، أما نسبةً إلى عدد السكان فلربما كان الطاعون الأسود {{إنج|''The Black Death''}} ما بين (46-1350) الأكثر فتكاً في التاريخ حيث يعتقد أن ثلث سكان أوروپا قضَوا نحبهم بسببه، وثبتت أجور اليد العاملة (عن النقصان بسبب قلة الساكنة) إلى نهاية القرن الرابعَ عشر.</ref> وخفّض متوسط العمر المتوقع حول العالم (في الولايات المتحدة بـ12 عاماً لسنة 1918). حسبَ دراسةٍ عامَ [[2007]] للمجلات الطبية من تلك الفترة فإن [[فيروس|الڤيروس]] لم يكُ أشدَّ فتكاً من سلالات الإنفلونزا السابقة، لكن تبعاتِ الحرب من ضعف المناعة -بسبب التوتر النفسي والتعرض للغازات الكيميائية وسوء التغذية-، والمشافي والمخيمات الطبية المزدحمة، وحظائر الخنازير -التي تحول الڤيروس فيها منتقلاً من الطيور- لإطعام الجنود بالقرب من المعسكراتِ المكتظة أصلاً، وسوء النظافة الصحية جميعها متضافرةً عززت سرعة العدوى ومنها العدوى الجرثوميةِ الإضافيةِ التي أودتْ بمعظم الضحايا.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين= Brundage JF, Shanks GD| عنوان= What really happened during the 1918  influenza pandemic? The importance of bacterial secondary infections| صحيفة= The Journal of Infectious Diseases| المجلد= 196| العدد= 11| صفحات= 1717–1718; author reply 1718–1719 | تاريخ= ديسمبر 2007| pmid= 18008258|doi= 10.1086/522355}}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة | عدة مؤلفين= Morens DM, Fauci AS| عنوان=The 1918 influenza pandemic: Insights for the 21st century|صحيفة= The Journal  of Infectious Diseases| المجلد= 195| العدد= 7| صفحات= 1018–1028| تاريخ= أبريل 2007 |pmid= 17330793|doi=10.1086/511989}}</ref>

وتعتبر بعضُ المراجع الوباءَ أحدَ الأسبابِ في ترجيح كفةِ [[قوات الحلفاء (الحرب العالمية الأولى)|قواتِ الحلفاءِ]]، وعاملاً في نجاحهم في المناطق الوسطى وفوزهم في الحرب.<ref>Andrew Price-Smith, Contagion and Chaos, MIT Press, 2009.</ref> ذلك كله بينما كان السياسيون يتنافسون في إظهار براعاتهم الخطابية والجدلية بدلاً من التعجيل في إقرار السلام والاستقرار.

== المفاوضات ==

بدأت المحادثات بين الحلفاء لتأسيس موقفٍ تفاوضيٍّ مشتركٍ في 18 يناير/كانون الثاني 1919 في قاعة ''Salle de l'Horloge'' بوزارة الخارجية الفرنسية في باريس.{{sfn|Slavicek|2010|p= 37}} شارك في البداية سبعون مندوباً من عشرين وسبع (27) دولٍ في المفاوضات،{{sfn|Lentin|1985|p= 84}} واستبعدت روسيا بسبب توقيعها على اتفاق سلامٍ منفصلٍ ([[معاهدة برست ليتوفسك|معاهدة بريست ليتوفسك]])، وانسحابها المبكر من الحرب. علاوةً على ذلك استُبعد المفاوضون الألمان لحرمانهم من فرصة تقسيم الحلفاء دبلوماسياً.{{sfn|Weinberg|1994|p= 12}}

اجتمع «مجلس عشرةٍ» ''Council of Ten'' في البدء رسمياً لتقرير شروط السلام (تألف من مندوبَيْن عن كلٍّ من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وإيطاليا واليابان)، ثم استبدل به «مجلس الخمسة» الذي تشكل من وزراء خارجية هذه البلدان لمناقشة القضايا الفرعية. كوّن رئيس الوزراء الفرنسي [[جورج كليمنصو|جورج كلمنصو]]، ورئيس الوزراء الإيطالي [[فيتوريو إمانويلي أورلاندو|ڤيتوريو إيمانويل أورلاندو]]، ورئيس الوزراء البريطاني [[ديفيد لويد جورج|ديڤيد لويد جورج]]، ورئيس [[الولايات المتحدة]] [[وودرو ويلسون]] «الأربعة الكبار» (في وقتٍ ما أصبحوا «الثلاثة الكبار» بعد الانسحاب المؤقت لڤيتوريو أورلاندو). اجتمع هؤلاء الأربعة خمساً وأربعين ومئة (145) جلسةٍ مغلقةٍ لاتخاذ جميع القرارات الرئيسة، والتي صادق عليها المجلس بأكمله لاحقاً. حضرتِ القوى الصغرى «المؤتمر العام» الأسبوعي الذي ناقش القضايا في منتدىً عامٍّ، لكنها لم تتخذ قراراتٍ. شكل هؤلاء الأعضاء أكثر من خمسين لجنةً قدمت توصياتٍ مختلفةً أُدمج العديد منها في النص النهائي للمعاهدة.{{sfn|Slavicek|2010|pp= 40–1}}{{sfn|Venzon|1999|p= 439}}{{sfn|Lentin|2012|p= 22}}

=== الأهداف البريطانية ===
[[ملف:David Lloyd George.jpg|mini|hochkant|يسار|تصغير|[[ديفيد لويد جورج|ديڤيد لويد جورج]] {{إنج|''Lloyd George''}} آخرُ رئيسِ وزارةٍ بريطانيٍّ من «حزبِ الأحرار» (16-1922). وزير مالية في وزارة سلفه إسكويث. مؤيد عنيد لتيار [[صهيونية مسيحية|الصهيونية المسيحية]]. يعد عرّاب [[وعد بلفور|تصريح بلفور]] الذي أصدره وزير خارجيته باسم حكومته.]]

عانت بريطانيا من أعباءٍ ماليةٍ باهظةٍ مع دمارٍ ماديٍّ ضئيلٍ أثناء الحربِ،{{sfn|Thomson, David|1970|p= 605}} وكانَ الائتلاف البريطانيُّ زمنَ الحربِ قد أعيدَ انتخابُهُ نهايةَ العامِ [[1918]]م من خلال ما دعي [[قسيمة الائتلاف|بقسيمة الائتلافِ]] {{إنج|''Coupon election''}}، مع التأكيدِ على سياسةِ الضغطِ على الألمانِ «حتى آخر قطرة».{{sfn|Haigh, Christopher, ed.|1990}}{{sfn|Slavicek, Louise Chipley|2010|p= 43-44}} فضّلَ الرأيُ العامُّ البريطانيُّ «سلاماً عادلاً» من شأنهِ أنْ يُجبرَ [[ألمانيا]] على دفعِ تعويضاتٍ إضافةً إلى إجهاض قدرتها على تكرارِ عدوانِ الحربِ، وذلكَ بالرغمِ من أنَّ «الرأيَ العامَّ الليبراليَّ» كانَ أكثرَ ميلاً نحو فكرةِ «[[وودرو ويلسون|ويلسونَ]]» عن سلام المصالحة.{{sfn|Schmitt, Bernadotte|1960|p= 104 (1): 101–110}}<ref group="هامش">تخلتِ العائلة المالكة البريطانية عن لقبها الألماني "ساكس كوبورغ غوثا"، واتخذت بدلاَ منه لقب "عائلة ويندسور" منذ العام 1917.</ref>

عارضَ رئيسُ الوزارةِ البريطانيةِ [[ديفيد لويد جورج|لويد جورج]] فكرةَ الانتقامِ، وحاولَ التوفيقَ بينَ مطالبِ [[جورج كليمنصو|كلمنصو]] ونقاطِ ويلسونَ الأربعَ عشرةَ، لأنهُ سيتعينُ على [[أوروبا]] في النهايةِ التصالحُ معَ [[ألمانيا]].{{sfn|Brezina, Corona (2006),|Primary Sources of American Treaties}} أرادَ [[ديفيد لويد جورج|لويد جورج]] شروطاً للتعويضِ لاتشلُّ الاقتصادَ الألمانيَّ كي تبقى ألمانيا قوةً اقتصاديةً قابلةً للحياةِ وشريكاً تجارياً،{{sfn|Thomson, David|1970|p= 605}}{{sfn|Haigh, Christopher, ed.|1990}}{{sfn|Brezina, Corona (2006),|Primary Sources of American Treaties}} ثمَّ -ومن خلالِ المطالبةِ بإدراجِ معاشاتِ الحربِ البريطانيّةِ وتعويضاتِ الأراملِ ضمن [[تعويضات الحرب العالمية الأولى|التعويضاتِ الألمانيّةِ]]- ضمنَ أنَّ مبلغاً محترماً سيذهبُ إلى الخزينةِ البريطانية.{{sfn|Yearwood, Peter J. (2009),|Guarantee of Peace}}

كانَ [[ديفيد لويد جورج|لويد جورج]] يهدفُ إلى الحفاظِ على [[توازن القوى الأوربية|توازن ميزان القوى الأوروبي]]<ref group="هامش">وهوَ هدفٌ تقليديٌّ للسياسةِ البريطانيةِ في القارةِ.</ref> وذلكَ لإحباطِ أيِّ محاولةٍ فرنسيةٍ لترسيخِ [[فرنسا]] كقوةٍ أوروبيةٍ مهيمنةٍ، وبهذا المعنى فإن إحياءَ [[ألمانيا]] سيكونُ بمنزلةِ ثقلٍ موازنٍ ل[[فرنسا]] ورادعٍ لروسيا البلشفية. أرادَ لويد جورج أيضاً تحييدَ البحريةِ الألمانيةِ لإبقاءِ [[البحرية الملكية البريطانية|البحريّةِ الملكيّةِ البريطانيّةِ]] أكبرَ قوةٍ بحريةٍ في العالمِ، وتفكيكَ الإمبراطوريةِ الاستعماريةِ الألمانيةِ مع محاولةِ حيازةِ العديدِ من مستعمراتِها باسمِ نظامِ [[انتداب|الانتداب]] تحتَ مظلةِ [[عصبة الأمم]]، وهوَ النظامُ الذي عارضته دولُ [[دومينيون|الدومينيون]].{{sfn|Brezina, Corona (2006),|Primary Sources of American Treaties}}

=== الأهداف الفرنسية ===
[[ملف:Georges Clemenceau 1.jpg|mini|تصغير|يمين|hochkant|[[جورج كليمنصو|جورج بنجامين كلمنصو]] {{فرن|''Clemenceau''}} الملقبُ بالنمر، طبيب، وصحافي، ورئيسُ وزارةٍ مرتين (06-1909) و(17-1920) في [[الجمهورية الفرنسية الثالثة|الجمهوريةِ الفرنسيةِ الثالثة]].]]
[[ملف:Aerial view of ruins of Vaux, France, 1918, ca. 03-1918 - ca. 11-1918 - NARA - 512862.jpg|تصغير|يسار|صورة جوية لأنقاض بلدة "''Vaux-devant-Damloup''" -[[موز (إقليم فرنسي)|إقليم "موز"]] {{فرن|''Meuse''}}- شمال شرقي فرنسا (1918).]]

فقدت [[فرنسا]] نحوَ ثلاثمئةِ ألفٍ ومليونِ جنديٍّ كان ربعهم (25 ٪) من الرجالِ ممّن تراوحَت أعمارهم بينَ الثامنة عشرةَ والثلاثين عاماً، وأربعمئةِ ألفِ مدنيٍّ. كما تعرضت لخسائرَ ماديّةٍ أكثرَ من أي دولةٍ أخرى (دُمرتْ ما تدعى بالمنطقةِ الحمراءِ؛ وهيَ المنطقةُ الأكثرُ تصنيعاً ومصدرُ معظمِ الفحمِ وخامِ الحديدِ في الشمالِ الشرقيِّ، وفي الأيامِ الأخيرةِ من الحربِ كانت المناجمُ قد غُمرت بالفيضاناتِ، كما دُمرتِ السككُ الحديديةُ والجسورُ والمصانعُ).{{sfn|Slavicek, Louise Chipley|2010|P= 43-44}} هدفَ [[جورج كليمنصو|كلمنصو]] إلى ضمانِ أمنِ فرنسا من خلالِ إضعافِ [[ألمانيا]] اقتصادياً وعسكرياً وإقليمياً، وحلولِ فرنسا محلها كمنتجٍ رئيسيٍّ للصلبِ في أوروپا.{{sfn|Slavicek, Louise Chipley|2010|P= 43-44}} لخصَّ عضوُ الوفدِ البريطانيِّ المفاوضِ في ڤرسايَ الاقتصاديُّ الشهير [[جون مينارد كينز]] هذا الموقفَ بأنه محاولة «إعادةَ عقاربِ الساعةِ إلى الوراءِ، والتراجعِ عمّا حققه تقدمُ ألمانيا منذ العامِ [[1870]]م».{{sfn|Keynes|1920|P= 34}}

قالَ [[جورج كليمنصو|كلمنصو]] ل[[وودرو ويلسون|ويلسون]]: "أمريكا بعيدةٌ، محميةٌ بالمحيطِ.. وحتى [[نابليون بونابرت|نابليون]] نفسُه لايمكنه أن يمسَّ إنجلترا.. كلاكما محميٌ. نحن لسنا كذلك".{{sfn|Keylor, William R.|1998|p= 34}} أرادَ الفرنسيونَ حدوداً على [[راين|نهر الراين]] -كمانعٍ جيوسياسيٍّ طبيعيٍّ- لحمايةِ [[فرنسا]] من الغزوِ الألمانيِّ، وكذلك لتعويضِ التدنّي السكاني والاقتصادي الفرنسي.{{sfn|Keynes|1920|P= 43}}{{sfn|Lentin, Antony|1992|Vol. 42 no. 12|p= 28}} رفضَ الأمريكيونَ والبريطانيونَ الادّعاءَ الفرنسيَّ، وبعدَ شهرينِ منَ المفاوضاتِ وافقَ الفرنسيونَ على تعهدٍّ بريطانيٍّ بعقد تحالفٍ فوريٍّ معَ فرنسا إذا ماهاجمتها [[ألمانيا]] ثانيةً، ووافقَ [[وودرو ويلسون|ويلسون]] على تقديمِ اقتراحٍ مماثلٍ إلى مجلسِ الشيوخِ الأمريكي، وكانَ كلمنصو قد أخبرَ مجلسَ النوابِ في ديسمبرَ/كانونَ الأولَ عام 1918 أنَّ هدفَهُ الحفاظُ على تحالفٍ معَ كلا البلدين. قبلَ كلمنصو العرضَ مقابلَ احتلالِ ال[[راينلاند]] لخمسةَ عشرَ عاماً، وعلى أن تقبلَ ألمانيا بمنطقة ال[[راينلاند]] [[منطقة منزوعة السلاح|كمنطقةٍ منزوعةِ السلاح]].{{sfn|Lentin, Antony|1992|Vol. 42 no. 12|p= 28–32}}

طالبَ المفاوضونَ الفرنسيونَ [[تعويضات الحرب العالمية الأولى|بتعويضاتٍ]] لإرغامِ [[ألمانيا]] على دفعِ تكاليفِ الدمارِ الذي تسببت بهِ طيلةَ الحربِ، ولتقليصِ القدرةِ الألمانية.{{sfn|Lentin, Antony|1992|Vol. 42 no. 12|p= 28–32}} كما أرادوا أيضاً خامَي الحديدِ والفحمِ في وادي [[موزيل|السار]] («حوض السار» أوِ «السارلاند») من خلالِ ضمّهِ إلى [[فرنسا]].{{sfn|Lentin, Antony|1992|Vol. 42 no. 12|p= 28–32}} كان الفرنسيون على استعدادٍ لقبولِ مبلغٍ أقلَّ مما قد يتنازلُ عنه الأمريكيونَ من تعويضاتِ، كما كانَ كلمنصو مستعداً لمناقشةِ قدرةِ ألمانيا على الدفعِ معَ الوفدِ الألماني قبلَ صياغةِ التسويةِ النهائيّة. وفي أبريلَ/نيسانَ ومايو/أيارَ من العام 1919 عقدَ الفرنسيونَ والألمانُ محادثاتٍ منفصلةً حولَ ترتيباتٍ مقبولةٍ للطرفينِ بشأنِ قضايا مثلِ التعويضِ وإعادةِ الإعمارِ والتعاونِ الصناعيِّ. كما عارضت فرنسا جنباً إلى جنبٍ مع دولِ [[دومينيون|الدومنيونِ]] البريطانية وبلجيكا نظامَ [[انتداب|الانتدابِ]] وفضلوا ضمَّ [[استعمار|المستعمراتِ]] الألمانيةِ السابقة{{sfn|Trachtenberg|Marc|1982|p= 17 (3): 487–506}} ضماً مباشراً.

=== الأهداف الأمريكية ===
{{مفصلة|لجنة التحقيق}}
[[ملف:Thomas Woodrow Wilson, Harris & Ewing bw photo portrait, 1919 cropped.jpg|يسار|تصغير|220 بك|معدول|'''توماس [[وودرو ويلسون]]''' الرئيسُ الثامنُ والعشرونَ [[الولايات المتحدة|للولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ]] (4 /3 /1913-4 /3 /1921) عنِ [[الحزب الديمقراطي (الولايات المتحدة)|الحزبِ الديمقراطيِّ]]، رئيسُ [[جامعة برينستون|جامعةِ برنستون]]، حاكمُ [[نيوجيرسي|ولايةِ نيوجرسي]]، تبنى «[[مبادئ ويلسون الأربعة عشر]]» للسلام.]]
[[ملف:There remains, then, only the fifteenth point.jpg|يمين|تصغير|"'''تبقى هناكَ إذن النقطةُ الخامسةَ عشرَ'''": رسمٌ أمريكي ساخرٌ ([[1919]]) عن التهديد العسكري لألمانيا يشيرُ إلى أنه بسببِ عدمِ الأخذِ بنقاطِ [[وودرو ويلسون|ويلسون]] الأربعةَ عشرَ لا يتبقى سوى النقطةِ الخامسةَ عشرَ على يدِ الماريشالِ فوش، وهيَ بسِنُ السيف.]]
[[ملف:Original Fourteen Point Speech page1.pdf|تصغير|يسار|'''الصفحةُ الأولى من [[مبادئ ويلسون الأربعة عشر]]''' مطبوعةٌ [[اللغة الإنجليزية|بالإنجليزيّةِ]].]]

قبلَ دخولِ [[الولايات المتحدة|أمريكا]] الحربَ تحدثَ [[وودرو ويلسون|ويلسونُ]] عن "سلامٍ بلا نصر". تذبذبَ هذا الموقفُ بعدَ انهماكِ الولاياتِ المتحدةِ في الحرب في السادسِ من أبريلَ/نيسانَ [[1917]]م. تكلمَ ويلسونُ عن المعتدينَ الألمانِ الذين لايمكنُ أن يكونَ ثمةَ [[سلام (توضيح)|سلامٌ]] معهم،{{sfn|Trachtenberg|Marc|1982|p= 17 (3): 490}} وفي الثامنِ من ينايرَ/كانونَ الثاني [[1918]]م ألقى خطاباً شهيراً -عُرفُ "'''[[مبادئ ويلسون الأربعة عشر|بالنقاطِ الأربعةَ عشرَ]]'''"- أعلنَ فيه أهدافَ السلامِ الأمريكيةِ: "إعادةُ بناءِ الاقتصادِ الأوروبيِّ، وتقريرُ المصيرِ للجماعاتِ العرقيةِ الأوروبيةِ وشرقِ الأوسطيةِ، وتعزيزُ التجارةِ الحرةِ، وإنشاءُ [[انتداب]]ٍٍ مناسبٍ [[استعمار|للمستعمراتِ]] السابقةِ [المحرَّرة]،<ref group="هامش">الحقُّ أنَّ مبادئَ [[وودرو ويلسون|ويلسونَ]] طالبتْ بإدارةٍ عادلةٍ للمستعمراتِ تخدمُ مصالحَ شعوبها، فلمْ تكُ فكرةُ "الانتدابِ" قد بزغتْ بعد.</ref> وقبلَ كلِّ شيءٍ إنشاءُ [[عصبة الأمم|عصبة أممٍ]] قويةٍ تضمنُ السلام.{{sfn|Cooper, John Milton|2011|p= 454 & 505}} كانَ الهدفُ من هذا المطلبِ الأخيرِ توفيرُ منتدىً لمراجعةِ معاهداتِ السلامِ حسبَ الحاجةِ، والتعاملِ معَ المشاكلِ التي نشأت وتنشأ نتيجةً للسلامِ ولظهورِ دولٍ جديدة.{{sfn|Brezina, Corona|2006|p= 21}}

أحضرَ [[وودرو ويلسون|ويلسون]] معه كبارَ المفكرينَ كمستشارينَ لوفدِ السلامِ الأمريكي، وردّدَ جميعهم الموقفَ الأمريكيَّ العامَّ؛ «[[مبادئ ويلسون الأربعة عشر|النقاطُ الأربعَةَ عشرَ]]». عارضَ ويلسونُ بشدةٍ معاملة ألمانيا بقسوةٍ،{{sfn|Cooper, John Milton|2011|p= 454 & 505}} وفي حين سعى البريطانيونَ والفرنسيونَ -وبحماسةٍ كبيرةٍ- لضمِّ الإمبراطوريةِ الاستعماريةِ الألمانيةِ، رأى ويلسون في ذلكَ انتهاكاً للمبادئِ الأساسيةِ للعدالةِ و[[حقوق الإنسان]] للسكانِ الأصليينَ، وفضّلَ لهُمُ [[حق تقرير المصير|الحقَّ في تقريرِ المصيرِ]] من خلالِ إنشاءِ نظامِ [[انتداب|الانتداب]]. كانتِ الفكرةُ المروَّجةُ عنِ القوى الكبرى أنها دعت إلى التصرفِ كأوصياءٍ غيرِ مهتمينَ بمنطقةٍ معينةٍ، ومساعدةِ السكانِ الأصليينَ حتى يتمكنوا من حكمِ أنفسهم.{{sfn|Slavicek, Louise Chipley|2010|p= 46 & 7}} وعلى الرغمِ من هذا الموقفِ فإنَّ ويلسونَ من أجلِ ضمانِ عدمِ رفضِ [[اليابان]] الانضمامَ إلى [[عصبة الأمم]] فضّلَ تسليمَ مستعمرةِ «[[شاندونغ|شاندونچ]]» الألمانيةِ شمالَ شرقِيِّ [[الصين]]ِ إلى اليابانِ بدلاً من إعادتها إلى السيطرةِ الصينية،{{sfn|Slavicek, Louise Chipley|2010|p= 65}} ومما زادَ من إرباكِ الأمريكيينَ السياساتُ الحزبيةُ الداخليةُ في الولاياتِ المتحدة، ففي نوفمبرَ/تشرينَ الثاني لعامِ 1918 فازَ الحزبُ الجمهوريُّ في الانتخاباتِ [النصفيةِ] في مجلسِ الشيوخِ بهامشٍ ضئيلٍ، لكنَ ويلسونَ -وهوَ ديمقراطيُّ- رفضَ ضمَّ الجمهوريّينَ البارزينَ إلى الوفدِ الأمريكيِّ مما جعلَ جهودَهُ تبدو حزبيةً، وساهمَ في خطرِ الهزيمةِ السياسيةِ في الداخل.{{sfn|Cooper, John Milton|2011|p= 454 & 505}} كانَ هذانِ الموقفانِ مما أسهمَ في هزِّ السمعةِ عن مثاليةِ ويلسونَ.

=== الأهداف الإيطالية ===
{{مفصلة|اتفاقية لندن (1915)}}
[[ملف:FochClemenceauLloydGeorgeOrlandoSonnino28374v.jpg|تصغير|يمين|من اليسار: فوش، كلمنصو، لويد جورج، أورلاندو، سونينو.]]

بقيت إيطاليا على الحياد بالرغم من تحالفها مع «ألمانيا» و«النمسا والمجر»، وفي العام 1915 انضمت إلى الحلفاء بموجب [[اتفاقية لندن (1915)|اتفاقيةِ لندن السرية]] (26-4-1915) {{إيطالية|''Patto di Londra''}} مع دولِ الوفاق الثلاثي، وفيها وُعدت بأراضٍ؛ [[ترينتينو ألتو أديجي|تيرنتينو]]، وجنوب [[تيرول|التيرول]] حتى برينر، وترييستي {{إيطالية|''Trieste''}}<ref group="هامش">مدينة "[[ترييستي]]": مرفأٌ إيطاليٌّ هامٌّ على [[البحر الأدرياتيكي|الأدرياتيك]]، كانتْ محلَّ نزاعٍ على السيطرةِ بينَ [[يوغوسلافيا|يوچوسلاڤيا]] و[[إيطاليا]] عقبَ [[الحرب العالمية الثانية]]. ذكرها [[الإدريسي]] باسمِ "إصطاجانكو": {{اقتباس مضمن|ومنْ [[كرادس]] [{{إيطالية|''Grado''}}] إلى '''إصطاجانكو''' خمسةُ أميالٍ وهيَ [[مدينة]] متحضرةٌ كبيرةُ القطرِ عامرةٌ بالأجنادِ والعمّالِ والرّجالِ والتّجارِ والصّناعِ، وهيَ حصينةٌ على [[نهر]]ٍ كبيرٍ يأتي إليها منْ مسافةٍ قريبةٍ لكنّهُ كبيرٌ ومنهُ شربُهمْ، وهذهِ المدينةُ على آخرِ طرفِ [[البحر الأدرياتيكي|جُونِ البنادقةِ]] [الجُون: الخليج]، وآخرِ بلادِ البنادقييّنَ وفُرْضةُ [أي منفذُ] بلادِ [[إيكلاية]] [{{لاتينية|''Aquileia''}}] وفيها أسطولٌ يغزي}}.<br />من كتاب [[نزهة المشتاق في اختراق الآفاق|"نزهةُ المشتاقِ في اختراقِ الآفاقِ"]] للشريفِ [[الإدريسي]] (493-559)هـ\(1100-1166م).<br />تعرضتِ الأقلية السلاڤونية في المدينة (نحو ربع السكان) لاضطهادٍ وضفوطٍ للتهجير عقب صعود الفاشية (1922).</ref> (شرقيَّ [[البندقية]])، وشبه جزيرة [[إستريا]]، ومعظم الساحل الدلماشي (باستثناء ميناء افيومي)، وفالونا، ومحميةً على [[ألبانيا]]، و[[أنطاليا]] (على [[البحر الأبيض المتوسط|المتوسط]] في [[تركيا]])، وربما مستعمراتٍ في إفريقيا.

في باريس حاول رئيس الوزراء الإيطالي [[فيتوريو إمانويلي أورلاندو|فيتوريو إيمانويل أورلاندو]] التوصل إلى التنفيذ الكامل [[اتفاقية لندن (1915)|لمعاهدة لندن]]. استند دعمه الشعبي على خسارة سبعمئة ألف جنديٍّ وتكاليفَ قُدّرت باثنيْ عشر مليار ليرةٍ إيطاليةٍ في الحرب ما جعل الحكومة والشعب يشعران بحق الحصول على مناطقَ أخرَ لم تذكر في معاهدة لندن، وخاصةً افيومي التي اعتقد الكثير بوجوب ضمها بسبب أغلبية سكانها الطليان.<ref>Macmillan, ch 22.</ref>

عملَ رئيسُ الوزراءِ فيتوريو إمانويلي أورلاندو ووزيرُ خارجيّتِهِ [[سيدني سونينو]] -وهو [[أنجليكية|أنجليكانيٌّ]] من أصلٍ بريطانيًّ- في المقامِ الأولِ لتأمينِ تقسيمِ [[ملكية هابسبورغ|ملكيّةِ هابسبورچ]]. بشكلٍ عامٍّ كانَ سونينو يتماشى مع الموقفِ البريطانيِّ بينما فضّلَ أورلاندو تسويةً ما فيما بينَ كلمنصو [[وودرو ويلسون|وويلسونَ]] (كان أورلاندو لا يعرف الإنجليزية، ووقع العبء الأكبر في التواصل والتفاوض على سونينو). حازت إيطاليا -في المفاوضاتِ بما يخص [[اتفاقية لندن (1915)|معاهدة لندن]]- على إستريا وترييستي وترينتينو وجنوب [[تيرول|التيرول]]، وسُلمت معظم دالماشيا إلى صربيا وكرواتيا وسلوڤينيا، وبقيت افيومي متنازعاً عليها ما تسبب في غضبٍ قوميٍَ، واعتُرف بالمحمياتِ على ألبانيا وأنطاليا وجزر الدوديكانيز في [[بحر إيجة|بحر إيجه]]. حاز أورلاندو أيضاً على العضويّةِ الدائمةِ لإيطاليا في مجلسِ الأمنِ التابعِ ل[[عصبة الأمم]]، ووعدٍ بانتقال قطاعِ [[جوبا لاند]]<ref group="هامش">[[جوبا لاند]]: إقليمٌ يقعُ جنوبَ غربيِّ [[الصومال]]ِ على [[خط الاستواء|خطِّ الاستواءِ]] بينَ [[الصومال]] من الشرقِ، [[كينيا|وكينيا]] من الغربِ، و[[إثيوبيا]] من الشمالِ، و[[المحيط الهندي]] من الجنوبِ، ضمّته [[إيطاليا]] من مستعمرةِ كينيا البريطانيّةِ.</ref> البريطانيِّ، [[قطاع أوزو|وقطاعِ أوزو]]<ref group="هامش">[[قطاع أوزو]]: شريطٌ من الأرضِ الصحراويّةِ على طولِ الحدودِ الليبيّةِ-التشاديّةِ بطولِ حواليْ ستمئةِ ميلٍ، ومساحةِ حواليْ ثمانينَ ألفِ [[كيلومتر مربع]]</ref> الفرنسيِّ إلى المستعمرتينِ الإيطاليّتينِ في كلٍّ منَ [[الصومال]] و[[ليبيا]] على التوالي. مع ذلكَ اعتبرَ القوميونَ الطليانُ الحربَ [[نصر مشوه|انتصاراً مشوهاُ]] لما اعتبروه مكاسبَ إقليميّةً صغيرةً جرى تحقيقُها في المعاهداتِ الأخرى التي تؤثرُ بشكلٍ مباشرٍ على حدودِ إيطاليا، واستغلوا الأمر لزيادة شعبيتهم. أُجبرَ أورلاندو في النهايةِ على التخلي عنِ المؤتمرِ والاستقالة، وحيث لم يعتبرِ [[الحرب العالمية الأولى]] [[نصر مشوه|نصراً مشوّهاً]]، فقد قال ردّاً على القوميينَ الذين طالبوا بتوسعٍ أكبرَ: إنَّ «إيطاليا اليومَ دولةٌ عظيمةٌ... على قدمِ المساواةِ معَ الدولِ التاريخيّةِ والمعاصرةِ العظيمة. هذا بالنسبةِ لي هو هدفُنا الرئيس والتوسعُ الرئيس». يومَ التوقيعِ على المعاهدةِ احتلَّ [[فرانشيسكو سافيريو نيتي]] مكانَ «أورلاندو» الذي كان مضى أسبوع واحد على استقالته.<ref>{{استشهاد بكتاب|الأخير= Burgwyn|الأول= H. James|سنة= 1993|عنوان= Legend of the Mutilated Victory: Italy, the Great War and the Paris Peace Conference, 1915–1919}}</ref>

== فحوى المعاهدة وإمضاؤها ==
{{اقتباس|'''''ليكن معلوماً أنه ليس بدافع الخوف'''''|<br />رسم ساخر برتغالي (30-6-1919)|بعنوان «السلام»<ref group="هامش">معرض الصور</ref>}}
[[ملف:William Orpen - The Signing of Peace in the Hall of Mirrors, Versailles.jpg|تصغير|hochkant=1.4|'''[[قصر فرساي|قصرُ ڤرسايَ]] - 1919''': توقيعُ معاهدةِ ڤرسايَ في [[قاعة المرايا]]، ريشة «وليام أوربن».]]
[[ملف:Bundesarchiv Bild 183-C06886, Paul v. Hindenburg.jpg|تصغير|يمين|'''الفيلدمارشال «[[باول فون هيندنبورغ|پاول فون هندنبرچ]]»''' ([[1847]]-2/ 8/ [[1934]]) لمعَ اسمهُ قائداً [[معركة تاننبرغ|لمعركةِ تاننبرچ]] (26-30 أغسطسَ/آبَ 1914) التي سحق فيها أحد جيشين روسيين في الحرب. القائدُ الأعلى للجيوشِ الألمانية (16-1919). الرئيسُ الثاني لجمهورية ڤايمار (25-1934).<br />أشارَ بأن لا قِبَلَ للجيشَ بمواجهةٍ عسكريةٍ مما أسهمَ في تصويتِ الجمعيةِ الوطنيةِ وموافقةِ الحكومةِ على المعاهدة.]]
[[ملف:The signing of the peace treaty of Versailles.webm|تصغير|thumbtime=05|'''وقائع توقيع معاهدة ڤرساي'''.]]
[[ملف:Signatures du traité de Versailles 28 juin 1919 - page 223.jpg|تصغير|'''توقيع وخاتم الحكومة الألمانية على المعاهدة''' في خاتمة ثلاث صفحاتٍ من التواقيع؛ الصفحة الأخيرة (436).]]

في الثامنَ عشرَ من أبريل/نيسان 1919 غادر وفدٌ ألمانيٌّ من ثمانين ومئة (180) عضوٍ برئاسةِ وزيرِ الخارجيةِ «[[أولريش فون بروكدورف رانتساو|أولريش چراف فون بروكدورف رانتزاو]]»<ref group="هامش">لقب «[[غراف (لقب ملكي)|چراف]]» ''Graf'' (ومؤنثه ''Gräfin'') في ألمانيا لقبُ نبالةٍ خلال العهد القيصري وما قبل يقابل في فرنسا [[كونت]] أو قُمُّص (و"كونتيسة"). في العهد الجمهوري منذ 1919 أصبح قانونياً جزءاً من اسم العائلة لمن كان يحمل اللقب في السابق.</ref> إلى باريسَ للتفاوض على ما اتفق عليه [[قوات الحلفاء (الحرب العالمية الأولى)|الحلفاءُ]]، لكن في الخامس من مايو/أيار أُبلِغ الوزير الآلماني أنه لن تكون ثمة مفاوضات، وأنه بمجرد تسلم مُسَوّدة الاتفاق -التي بلغت ثمانين ألف كلمةٍ- فإن أمام الألمان خمسة عشر يوماً للرد. في السابعِ من مايو/أيار 1919 مع تسلم المُسوّدة ردَّ «فون بروكدورف رانتزاو» على ويلسون وكلمنصو ولويد جورج: {{اقتباس مضمن|يمكننا أنْ نشعرَ بقوةِ الكراهيةِ الكاملةِ التي تواجهُنا هنا... تطلبونَ منا الاعترافَ بأنّا الطرفُ المذنبُ الوحيدُ في الحربِ؛ مثلُ هذا الاعترافِ من فمي سيكون كذبةً}}، أصدرتِ الحكومةُ الألمانيةُ احتجاجاً على ما اعتبرته مطالبَ غيرَ عادلةٍ و{{اقتباس مضمن|انتهاكاً للشرفِ}}، وانسحبت بعدَ ذلك بوقتٍ قصيرٍ من المؤتمر. وفي خطابٍ عاطفيٍّ أمامَ الجمعيّةِ الوطنيّةِ في الثاني عشر من مايو/أيارَ 1919 وصفَ رئيسِ الحكومة «[[فيليب شايدمان]]» المعاهدةَ بأنها {{اقتباس مضمن|مطرقةُ ساحرةٍ مروعةٌ قاتلةٌ}}،{{sfn|Probst|2019}} وصاح: {{اقتباس مضمن|أي يدٍ لا تنقبض؟! تلك التي تُصفّد نفسها وتُصفّدنا بهذه الطريقة!!!}}{{sfn|W-R: "shrivelled hand" speech}}{{sfn|Probst|2019}} في يونيو/حزيرانَ 1919 أعلنَ الحلفاءُ أنَ الحربَ ستستأنفُ إذا لم توقعِ الحكومةُ الألمانيةُ على المعاهدةِ. لمْ تتمكنِ الحكومةُ من إقرار موقفٍ مشتركٍ، وفي 18 يونيو/حزيران أعلن وزير الخارجيةِ أن المادة 231 ستجعل ألمانيا تقبل المسؤولية الكاملة عن الحرب،{{sfn|Boemeke, Feldman & Glaser|1998|p= 537–538}}{{sfn|Binkley & Mahr|1926|p= 399}}{{sfn|Craig & Gilbert|1994|p= 141}} وظهرت عبارة «بند ذنب الحرب»، استقالَ «[[فيليب شايدمان]]» -أولُ رئيسِ حكومةٍ ألمانيٍّ منتخبٍ ديمقراطيّاً- في 20 يونيو/حزيران 1919 بدلاً منَ الموافقةِ على التوقيعِ. استنكرَ الألمانُ من جميعِ الأطيافِ السياسيّةِ المعاهدةَ -لا سيما البندَ الذي يُنحي باللائمةِ على [[ألمانيا]] في بدءِ الحربِ- باعتبارها إهانةً لشرفِ الأمة، وأشاروا إليها باسمِ «الإملاءِ» {{ألمانية|''Das Diktat''}} إذ جرى طرحها على [[ألمانيا]] على مبدأِ «خذها أو دعها» {{إنج|''Take it or leave it''}}.

أرسلَ [[جوستاف باور|چوستاڤ باور]] رئيسُ الحكومةِ الجديدةِ برقيةً تفيدُ بنيتِهِ التوقيعَ إذا ما جرى سحبُ بعض الموادِّ بما في ذلكَ الموادُّ 227 و230 و231، فأصدرَ الحلفاءُ ردّاً على ذلكَ إنذاراً في (22/ 6/ 1919) بأن على ألمانيا قَبولَ المعاهدةِ في غضونِ أربعٍ وعشرينَ ساعةً أو مواجهةَ غزوٍ من قواتِ الحلفاءِ عبرَ [[راين|نهر الراين]]. جرتْ مشاوراتٌ بينَ رئيسِ الوزراءِ ورئيسِ الجمهوريةِ الذي طلبَ من قائدِ الجيشِ [[باول فون هيندنبورغ|فون هندنبرچ]] تقييماً للوضعِ، والذي بدورهِ -بعدَ مشاوراتٍ مع قادةِ الجيشِ- كلفَ رئيسَ هيئة الأركانِ بإبلاغِ الحكومةِ بأنْ لا قبلَ للجيش بمواجهةٍ عسكريةٍ ما أسهمَ في تصويتِ الجمعيةِ الوطنيةِ بالموافقةِ على المعاهدة، وفي الثالثِ والعشرينَ من يونيو/حزيرانَ وقبلَ سويعاتٍ من انقضاءِ المهلةِ أرسلَ باورُ برقيّةً تفيد بأنَّ وفداً ألمانياً سيصلُ قريباً للتوقيعِ. يومَ السبتِ الثامنِ والعشرينَ من يونيو/حزيرانَ عام 1919 وفي الذكرى الخامسةِ لاغتيالِ الأرشيدوقِ «[[فرانتس فرديناند|فرانز فرديناند]]» -الصاعقُ الذي فجرَ أُوارَ الحربِ- جرى التوقيعُ على معاهدةِ ڤرساي للسلام.{{sfn|Slavicek, Louise Chipley|2010|p= 114}} على أن يبدأ نفاذها في 10 يناير/كانون الثاني 1920م.

فضلاً عن ألمانيا كان من الموقعين [[الولايات المتحدة|الولايات المتحدة الأمريكية]] (لكن الكونجرس لم يُصدقها)، و[[المملكة المتحدة]]، و[[فرنسا]]، و[[إيطاليا]]، و[[اليابان]]، و[[بلجيكا]]، و[[اليونان]]، [[بولندا|وپولندا]]، و[[البرتغال]]، و[[رومانيا]]، و[[صربيا]]، [[تشيكوسلوفاكيا|وتشيكوسلوڤاكيا]]، و[[كرواتيا]]، [[سلوفينيا|وسلوڤينيا]]، و[[بوليفيا|بوليڤيا]]، و[[البرازيل]]، و[[كوبا]]، و[[الإكوادور]]، و[[غواتيمالا|چواتيمالا]]، و[[هايتي]]، و[[هندوراس]]، و[[نيكاراغوا|نيكاراچوا]]، و[[بنما|پنما]]، و[[بيرو|الپيرو]]، [[الأوروغواي|والأوروچواي]]، و[[ليبيريا|ليپيريا]]، [[تايلاند|ومملكة سيام]]، ودولُ [[دومينيون|الدومينيون]] المشاركةُ في الحرب؛ [[كندا]]، و[[أستراليا]]، و[[نيوزيلندا]]، و[[جنوب إفريقيا]]، وحكومة [[الهند]] الإنجليزية، وكانت [[مملكة الحجاز|المملكة الحجازية الهاشمية]] استنكفت عن التوقيع اعتراضاً على [[وعد بلفور|تصريح بلفور]] و[[اتفاقية سايكس بيكو]] -المتعارضين مع المعاهدة العربية-البريطانية كما اتفق عليها في [[مراسلات الحسين – مكماهون|مراسلات الحسين - ماكماهون]]- وكذلك إدراج منطقة [[الهلال الخصيب]] تحت بند الانتداب، كما كانتِ [[الصين]] في حالة حربٍ مع ألمانيا منذ العام 1917، واشتركت في مؤتمر باريس لكن حكومتها لم توقعِ اعتراضاً على مصير مستعمرة «تسينغتاو».

تضمّنتِ المعاهدةُ خمسة عشر فصلاً وأربعينَ وأربعمئةِ (440) مادةٍ تناولت ما بينَ جرائمِ الحربِ، وحظرِ اندماجِ [[النمسا]] مع [[ألمانيا]] دون موافقةِ [[عصبة الأمم]]، وحريةِ الملاحةِ في الأنهارِ الأوروبيةِ الرئيسةِ، وعودةِ المصحفِ إلى ملكِ [[الحجاز]] [بمعنى الاستقلالِ عن الدولةِ العثمانيّة].

من بين المعاهدات التي نتجت عن الحرب كانت معاهدة ڤرساي الأولى التي أقرتِ المنظماتِ الدوليةَ ونظامَ الانتدابِ ونظمتِ الحدود.. الخ، وتلتها أربعٌ أخرُ مع بقيةِ دول المركز -وجميعها لم تُدعَ إلى المفاوضات- كلٌّ بما يخصها من تسويات ما بعد الحرب، أما الوحيدة التي أُلغيت -باتفاق الطرفين- فكانت معاهدة سيڤر واستبدل بها [[معاهدة لوزان]] عام 1923. بناءً على معاهدات الصُّلحِ وهيَ معاهدةُ ڤرسايَ معَ ألمانيا في الثامنِ والعشرينَ (28) من [[يونيو]]/[[حزيران]]َ [[سنة|لعامِ]] [[1919]]م<ref>[//en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles Treaty of Versailles] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190503012732/https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles | تاريخ= 05 2 يناير 9 }}</ref> والمعاهداتِ اللاحقةِ عليها والمتمِّمةِ لها، وكلها وُقّعت في فرنسا، وهي:
: * معاهدةُ [[معاهدة سان جرمان (1919)|'''سان جرمان''']] {{إنج|''Treaty of Saint-Germain-en-Laye''}} معَ [[النمسا|'''النِّمسا''']] في العاشرِ (10) من [[سبتمبر]]/[[أيلول]]َ لعامِ [[1919]]م.<ref>Austrian treaty signed in amity". نيويورك تايمز، 11 سبتمبر 1919، صفحة 12، مؤرشف من الأصل في 19 فبراير 2014.</ref>
: * ومعاهدةُ [[معاهدة نويي|'''نويي''']] {{إنج|''Treaty of Neuilly-sur-Seine''}} مع '''[[بلغاريا]]''' في السابعِ والعشرينَ (27) من [[نوفمبر]]/[[تشرين الأول|تشرينَ الأولِ]] لعامِ [[1919]]م.<ref>Neuilly-sur-Seine official site (بالفرنسية)، نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2008، على موقع واي باك مشين.</ref>
: * ومعاهدةُ [[معاهدة تريانون|'''تريانون''']] {{إنج|''Treaty of Trianon''}} معَ [[المجر|'''المجرِ''']] في الرابعِ (4) من [[يونيو]]/[[حزيران]]َ لعامِ [[1920]]م.<ref>"A kartográfia története" (باللغة المجرية). Babits Publishing Company، مؤرشف من الأصل في 10 يوليو 2006، اطلع عليه بتاريخ 29 أيار 2021.</ref>
: * ومعاهدةُ [[معاهدة سيفر|'''سيڤر''']] {{إنج|''Treaty of Sèvres''}} مع [[الدولة العثمانية|'''الدولةِ العثمانيةِ''']] في العاشرِ (10) من [[أغسطس]]َ/[[آب]]َ لعامِ [[1920]]م.<ref>[https://web.archive.org/web/20180804105807/http://treaties.fco.gov.uk/docs/pdf/1920/ts0011.pdf Treaty of peace with Turkey, signed at Sèvres, August 10, 1920]</ref>

[[ملف:Mihai 1600-ar.png|بديل=|يمين|تصغير|220x220 بك|'''مقاطعات [[رومانيا]] الثلاث بالاسم العثماني''':<br />
[[الأفلاق]] (والاشيا) بالأخضر، [[البغدان (إقليم)|والبغدان]] ([[مولدافيا (إقليم)|مولداڤيا]]) بالبرتقالي، والأردل ([[ترانسيلفانيا]]) بالأصفر.]]
[[ملف:أوروبل-1914.png|تصغير|يسار|220 بك|خريطةُ [[أوروبا]] السياسيةُ عام 1914.]]
[[ملف:FR-WW1-1920-ar.png|تصغير|أوروبا (19-1920)، والمناطق المحتلة نتيجة الحرب والهدنة.]]
[[ملف:Map Europe 1923-ar.svg|تصغير|أوروبا عام 1923 بعد إنفاذ قرارات ڤرساي.]]

بُعثتْ دولةٌ إلى الحياةِ مجدداً وهيَ [[بولندا|پولندا]]، وكذلك شُطرتِ [[النمسا]] و[[المجر]] فانفصلتْ كلٌّ منهما عنِ الأخرى، وأضحتَا كيانيْنِ [[استقلال|مستقلين]]. واصْطُنعتْ دولةٌ أخرى هي [[تشيكوسلوفاكيا|تشيكوسلوڤاكيا]]، وتحولّتْ دولتانِ صغيرتانِ إلى دولتينِ كبيرتيْنِ، وهما:

: * [[يوغوسلافيا|يوچوسلاڤيا]] التي كانت مملكةَ [[صربيا]] قبلَ الحربِ، فتضاعفت مساحَتُها ثلاثةَ أضعافٍ، وازدادَ سكانها إلى ثلاثةِ أمثالٍ أيضاً (12 مليوناً عامَ 1921) بعدما أضيفَ إليها:<ref group="هامش">جميع المساحات الواردة هي المساحات الحالية، وربما يكون جرى عليها تعديلٌ طفيفٌ منذ ذلك الوقت.</ref><br />[[الجبل الأسود]] (13.812 كم²) {{إنج|''Montenegro''}}، و[[كرواتيا]] (56.594 كم²) {{إنج|''Croatia''}} بما فيها [[دلماسية|دلماشيا]]، و[[البوسنة والهرسك]] (51.129 كم²) {{إنج|''Bosnia and Herzegovina''}}، و[[سلوفينيا|سلاڤونيا]] (20.273 كم²) {{إنج|''Slovenia''}}، وذلكَ على حسابِ [[الإمبراطورية النمساوية المجرية|إمبراطورية النمسا والمجر]].

: * و[[رومانيا]] التي تضخَّمتْْ مساحتُها كثيراً فاستردّت [[ترانسيلفانيا|ترانسلڤانيا]] (الأردل) (102.834 كم²) منَ [[المجر]]، و[[بوكوفينا|بوكوڤينا]] {{إنج|''Bucovina''}} من [[أوكرانيا]]، و[[مقاطعة (توضيح)|مقاطعة]] [[بساربيا]] من [[روسيا]] (والتي غدت دولة [[مولدوفا]] أو مولدافيا بعد الحرب العالمية الثانية)، وبذلكَ تضاعفتْ مساحتُها مثلما تضاعفَ سكانُها حتى انضمَّ إليها أكثرُ منْ ثمانيةِ ملايينَ نصفُهم فقط من الرومانيين.

=== التعديلات المناطقية ===
{{اقتباس|'''''إيجادُ حدودٍ جديدةٍ هو إيجادُ مشاكلَ جديدة'''''|<br />إدوارد هاوس عضو الوفد الأمريكي|يوميات (29-6-1919)}}

لم يؤثرْ حدثٌ ما على خارطةِ [[أوروبا]] السياسيّةِ طيلَةَ تاريخِها مثلُ معاهدةِ ڤرسايَ وما لحقها من المعاهداتِ، ذلكَ أنه حتى تبعاتِ [[الحرب العالمية الثانية|الحربِ العالميةِ الثانيةِ]] لم تعدِّلِ الحدودَ الدوليةَ مثلما فعلت معاهدةُ ڤرسايَ وتوابُعها. لقد أعيد رسمُ [[حدود سياسية|الحدودِ]] في [[أوروبا الوسطى|وسط أوروبا]] و[[أوروبا الشرقية|شرقِها]] وأجزاءٍ مهمةٍ من [[أوروبا الغربية|غربِها]]، وأنشئت دولٌ جديدةٌ بالكاملِ واندثرت أخرى، وتداخلتِ [[قومية|القوميّاتُ]] [[أقلية|والأقليّاتُ]] [[دين (مصطلح)|والدياناتُ]] في مجموعةٍ منَ الكياناتِ الصغيرةِ سواءً الناتجةِ أم المعَدَّلة.

==== ألمانيا ====
[[ملف:German losses after WWI.svg|تصغير|220px|يمين|المناطقُ المقتطعةُ منْ [[ألمانيا|ألْمانيا]] بموجبِ معاهدةِ ڤرسايَ (نحو 13% من مساحتها).<br /> بالأخضرِ: مناطقُ دوليّة تحتَ إدارةِ عصبةِ الأمم هي دانتزيچ (على البلطيقِ)، ومقاطعةُ السارِ (بينَ فرنسا وألمانيا)، بالأصفرِ: مناطقُ اقتطعتَ لصالحِ دولِ الجوارِ، بالداكنِ: [[جمهورية فايمار|جمهوريةُ ڤايمار]] {{ألمانية|''Weimar Republik''}}.]]

جرّدتِ المعاهدةُ [[ألمانيا]] من خمسةٍ وعشرينَ ألفَ (25.000) ميلٍ مربعٍ (ما يعادلُ خمسةً وستينَ ألفَ (65.000) [[كيلومتر مربع|كم²]]) منَ الأراضي وسبعةِ ملايينِ نسمةٍ [من أصل نحو 60 مليوناً]، كما طولبتْ بالتخلي عنِ المكاسبِ التي حققتها من [[معاهدة برست ليتوفسك]] (معاهدةُ السلامِ التي وقعها [[الاتحاد السوفيتي|الاتحاد السوفييتي]] في 3 مارس/آذار 1918 معَ دولِ المركزِ عقبَ خروجِه منَ الحرب) ومنحِ الاستقلالِ للمحميّاتِ التي جرى إنشاؤها.{{sfn|Truitt, Wesley B.|2010|P= 114}}

[[ملف:Deutsches Reich (1871-1918)-ar.svg|يسار|تصغير|اتحادُ الرايخِ الألمانيّ أو '''الرايخ الثاني ([[1871]]م-[[1918]]م''')، [[مملكة بروسيا]] بالأزرق.]]
[[ملف:Duitsland1914-1923-ar.png|تصغير|'''ألمانيا بين 1918-1923. الأقاليمُ المقتطعة''':<br /> 1) اشليزفيچ-هولشتاين (الدنمارك).<br /> 2) بوميرانيا وبروسيا الغربية وبوزن (پولندا).<br /> 3) دانتزيچ (عصبة الأمم).<br /> 4) ميمِل (ليتوانيا).<br /> 5) سيليزيا العليا (پولندا).<br /> 6) هولتشين (تشيكوسلوڤاكيا).<br /> 7) الألزاس واللورين (فرنسا).<br /> 8) مورْسِنت ومالميدي (بلجيكا).<br /> لم تلحظ السار لأنها أعيدت باستفتاءٍ (1935).]]

في [[أوروبا الغربية]]ِ طُلبَ من ألمانيا الاعترافُ بالسيادةِ البلجيكيةِ على مدينةِ «مورِسْنِت» {{إنج|''Moresnet''}}، والتنازلُ عن منطقةِ «مالميدي» {{إنج|''Eupen-Malmedy''}}، وفي غضونِ ستةِ أشهرٍ من نقلِ السيادةِ طُلبَ من [[بلجيكا]] إجراءُ استفتاءٍ عامٍّ حولَ اختيارِ مواطني المنطقةِ بالبقاءِ تحتَ السيادةِ البلجيكيةِ أو العودةِ إلى ألمانيا، وتبليغِ النتائجِ إلى [[عصبة الأمم]]، والالتزامِ بقرارِها. أجريَ الاستفتاءُ في 20 سبتمبرَ/أيلولَ 1920. خصصت عصبةُ الأممِ هذه الأراضي لبلجيكا، وأعقب ذلكَ لجنةُ الحدودِ في العام 1922، ثم وضعُ الحدودِ الجديدةِ التي اعترفت بها الحكومةُ الألمانيّةُ في 15 ديسمبر/كانون الأول 1923.{{sfn|Martin|2007|p= xiii}}

وكتعويضٍ عن تدميرِ مناجمِ الفحمِ الفرنسيّةِ تقرر على [[ألمانيا]] التنازلُ عن إنتاجِ مناجمِ الفحمِ في منطقةِ [[موزيل|السارِ]] ل[[فرنسا]] علاوةً على التنازلِ عنِ السيادةِ على الإقليم لإدارةٍ دوليةٍ بإشرافِ [[عصبة الأمم]] لخمسةَ عشرَ (15) عاماً يُجرى استفتاءٌ بعدها لتقريرِ السيادة. في 13 ينايرَ/كانونَ الثاني (1935) -وبعدَ خمسة عشرَ عاماً من نفاذِ المعاهدة- أجريَ استفتاءُ تحديدِ مستقبلِ السارلاند. جاءَ تسعونَ في المئةِ من الأصواتِ لصالحِ الاتحادِ مع ألمانيا، وأربعةٌ بالألفِ للاتحادِ مع [[فرنسا]]، وعاد الإقليم للسيادةِ الألمانيّةِ في الأولِ من مارسَ/آذارَ (1935).{{sfn|Russell, Frank M.|1951|p= 103-106}}

أعادتِ المعاهدةُ أيضاً مقاطعتيْ [[ألزس|الألزاس]] {{فرن|''Elsass''}} و[[لورين (منطقة)|اللورين]] {{فرن|''Lorraine''}}، {{إنج|''Alsace-Lorraine''}} إلى [[فرنسا]] بإلغاءِ البنودِ التي تخصُّ هاتينِ المقاطعتينِ في معاهدتيْ ڤرسايَ وفرانكفورتَ لعامِ 1871. تمكنت فرنسا منَ الادّعاءِ بأنَّ مقاطعتيْ الألزاسِ واللورينِ كانتا بالفعلِ جزءاً منْ فرنسا وليستا ألمانيتين من خلالِ الكشفِ عن رسالةٍ مُرسلةٍ من الملكِ الپروسي إلى [[أوجيني|الإمبراطورةِ أوجيني]] والتي قدمتها أوجيني، وفيها كتبَ «[[فيلهلم الأول، إمبراطور ألماني|ڤيلهلم الأول]]» أنَّ [[ألمانيا]] أرادتْ ضمّ أراضي المقاطعتينِ لغرضٍ وحيدٍ هو الدفاعُ الوطني وليسَ لتوسيعِ الأراضي الألمانيّة.{{sfn|Reinach, Joseph|1920|P= 193}}

أجريَ استفتاءٌ في [[بروسيا الشرقية|پروسيا الشرقية]] {{ألمانية|''Ostpreußen''}} في 11 يوليو/تموزَ 1920. وقرّر 99.3 % من السكانِ من أصلِ 90 % نسبة المشاركينَ البقاءَ مع ألمانيا،{{sfn|Martin|2007|p= xiii}} كما مُنحتْ دولةُ [[بولندا|پولندا]] الجديدةُ رقعةً كبيرةً منَ الأراضي الألمانية تتمثلُ في [[بروسيا الغربية|پروسيا الغربيّةِ]] و[[بوزنان|بوزن]]، وممراً ضيقاً إلى [[بحر البلطيق]] ينتهي غربَ [[غدانسك|دانتزيج]] (أو [[غدانسك|چدانسك]] الپولونيةِ)، وهوَ ما عُرفَ بقضيةِ «[[الممر البولندي|الممر الپولندي]]». وبذا فُصلَ برّياً ما بينَ پروسيا الشرقيّةِ و[[ألمانيا]] (قُسَِمتْ پروسيا الشرقيّة لاحقاً عقبَ [[الحرب العالمية الثانية]] بينَ [[روسيا|روسيا الاتحادية]] (ضمنَ [[الاتحاد السوفيتي|الاتحاد السوفييتي]]) وپولندا، وثمةَ جيبُ صغيرٌ منَ الأرضِ اليومَ على [[بحر البلطيق]] شمالَ شرقيَِ پولندا يتبعُ روسيا الاتحادية ومفصولٌ عنها بريّاً (يبعد حوالي 80 كم عن حدود روسيا البيضاء) هوّ منطقةُ مدينةِ «[[كالينينغراد|كونيچسبرچ]]» {{ألمانية|''Königsberg''}} أو «كاليننچراد» الروسية منذ 1946)<ref group="هامش">كانت كونيچسبرچ -العاصمة البروسية القديمة- مدينةً ألمانيةً خالصةً اشتهرت بممراتها المائية وجسورها، وهي مدينة آخر فلاسفة عصر التنوير "إيمانويل كانط" (1724-1804) أحد أشهر الفلاسفة المثاليين والتي لم يغادرها طيلة حياته.</ref>، كما أعطيتْ پولندا جزءاً كبيراً من [[سيليزيا العليا]] بما فيهِ من نصيبٍ وافرٍ من الثروةِ المعدنيّةِ.

بعد تنفيذِ المعاهدةِ كانت [[سيليزيا العليا]] تحكمها في البدايةِ بريطانيا وفرنسا وإيطاليا.{{sfn|Ther|Siljak|2001|p= 123}} بينَ العاميْن [[1919]]م و[[1921]]م اندلعتْ ثلاثةُ أعمالٍ عنفٍ كبيرةٍ بينَ المدنيينَ الألمانِ والپولنديين ما أدى إلى تورطِ القواتِ العسكريةِ الألمانية والپولندية أيضاً.{{sfn|Ther|Siljak|2001|p= 123}}{{sfn|Bartov|Weitz|2013|p= 490}} في مارسَ/آذارَ (1921) عقدتِ اللجنةُ المشتركةُ بين [[قوات الحلفاء (الحرب العالمية الأولى)|الحلفاءِ]] استفتاءَ [[سيليزيا العليا]] الذي تمَّ سلميّاً بالرغم من أعمالِ العنفِ السابقة. صوتَ حواليْ ستونَ بالمئةِ للبقاءِ مع [[ألمانيا]].{{sfn|Bullivant|Giles|Pape|1999|pp= 43–44}} بعدَ التصويتِ ناقشت عصبةُ الأممِ مستقبلَ المقاطعةِ،{{sfn|Albrecht-Carrie|1940|p= 9}} وعام [[1922]]م قُسِّمت [[سيليزيا العليا]]؛ في الشمالِ الغربيِّ «[[أوبولي|أوپلن]]» {{إنج|:''Oppeln''}} (أوبولي أو أبولوسكي بالبولونية) بقيت مع [[ألمانيا]] بينما نُقل الجنوبُ الشرقيُّ من [[سيليزيا]] إلى [[بولندا|پولندا]].{{sfn|Ther|Siljak|2001|p= 123}}

وتقررَ أن يُتنازلَ عن «ميمل» {{ألمانية|''Memel''}}، {{ليتوانية|''Klaipėda''}} -الإقليمُ الصغيرُ في أقصى شمالِ شرقيِّ پروسيا الشرقيةِ- إلى الحلفاءِ لتقريرِِ مصيرهِ وفقَ مايرتؤونَ، فبقيَ تحت سلطةِ [[عصبة الأمم]] مع حاميةٍ عسكريةٍ فرنسيةٍ إلى 9 ينايرَ/كانونَ الثاني (1923) عندما غزتْ [[ليتوانيا]] المنطقةَ أثناءَ ثورةِ «[[كلايبيدا|كلايپدا]]». انسحبتِ الحاميةُ الفرنسيةُ، وفي فبرايرَ/شباطَ وافقَ [[قوات الحلفاء (الحرب العالمية الأولى)|الحلفاءُ]] على ضمِّ ميمِل إلى [[ليتوانيا]] على شكلِ «منطقةِ حكمٍ ذاتي». في الثامنِ منْ مايو/أيارَ (1924) بعدَ مفاوضاتٍ بينَ الحكومةِ الليتوانيّةِ ومؤتمرِ السفراءِ وجهودِ [[عصبة الأمم]] صُدِّقَ على ضم «ميميل» إلى ليتوانيا.{{sfn|Steiner|2007|P= 75}} قبلت ليتوانيا «قانونَ ميملَ الأساسيّ»، وهوَ ترتيبٌ لتقاسمِ السلطةِ لحمايةِ غيرِ الليتوانيين في الإقليمِ بالإضافةِ إلى وضعهِ «ذاتيِّ الحكمِ» بينما تبقى المسؤوليةُ عن الإقليم بيدِ القوى العظمى. على المستوى المحليِّ توسطتْ عصبةُ الأممِ بينَ الألمانِ والليتوانيينَ ممّا ساعدَ على استمرارِ ترتيبِ تقاسمِ السلطةِ حتى العامِ 1939.{{sfn|Steiner|2007|P= 75}} ضُمَّ هذا الإقليمُ نهائياً إلى ليتوانيا بعدَ [[الحرب العالمية الثانية]].

وكانَ منَ المقررِ عن طريقِ استفتاءٍ عامٍّ يُعقدُ في وقتٍ لاحقٍ أن يُحلَّ موضوعِ السيادةِ على [[شلسفيغ هولشتاين|اشلزفيچ-هولشتاين]].{{sfn|Peckham, Robert Shannan, ed.|2003|P= 107}} <ref group="هامش">كانتِ [[شلسفيغ هولشتاين|اشلزفيچ-هولشتاين]] قدِ اقتطعت من [[الدنمارك]] في [[حرب شلسفيغ الثانية|حرب اشلزفيچ الثانية]] عامِ [[1864]]م مع [[بروسيا|پروسيا]].</ref> بنتيجةِ استفتاءٍ من خيارينِ فقط؛ إما الدنمارك وإما ألمانيا جرى في فبراير/شباطَ ومارس/آذارَ 1920 صوّتت «اشلزفيچ الشمالية» الناطقة [[اللغة الدنماركية|بالدنماركيةِ]] لصالحِ الانضمامِ [[الدنمارك|للدنمارك]]، فيما صوّتت «اشلزفيچ الجنوبية» الناطقة [[اللغة الألمانية|بالألمانيّةِ]] لصالحِ [[ألمانيا]].{{sfn|Peckham, Robert Shannan, ed.|2003|P= 107}}

وعلاوةً على فقدانِ ألمانيا مستعمراتِها، فقدِ اشْتُرطَ لضمانِ الأمنِ في أوروبا عدمُ قيامِ اتحادٍ سياسيٍّ بينها وبينَ النمسا من دونِ موافقةِ [[عصبة الأمم]].<ref name="مولد تلقائيا7">[//en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part_V Effectives and Cadres of the German Army] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190427082311/https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part_V | تاريخ= 04 2 يناير 9 }}</ref>
<ref group="هامش">تاريخياً كانت ثمة تبعية للدويلات الألمانية لـ"لإمبراطورية الرومانية المقدسة للأمة الجرمانية" تتمثل بشخص الإمبراطور فقط. في القرن التاسع عشر ومن بعد الحروب النابليونية كان ثمة تنافس بين "إمبراطورية النمسا والمجر" و"مملكة بروسيا" على زعامة ألمانيا وتوحيدها، وانتهى الصراع لصالح بروسيا عام 1871. بعد الحرب العالمية الأولى وتحول النمسا من قطبٍ ومركز قرارٍ في أوروبا إلى دولةٍ صغيرةٍ خشي الحلفاء من انسياقها وراء النفوذ الألماني مدعوماً بالروابط اللغوية والثقافية المشتركة، ما يعني هيمنةً ألمانيةً على وسط القارة وشرقها -خاصةً في ظل غياب ثقلٍ روسيٍّ موازنٍ من الشرق- فأجمعوا أمرهم على منع وحدة النمسا وألمانيا. في 13 مارس/آذار 1938 وبعمليةٍ عسكريةٍ تمت سلمياً ضمت ألمانيا النازية النمسا، وبعد يومين أعلن هتلر من ڤيينا ما أسماه «إعادة توحيد» مع «بقية ألمانيا»، ولسبع سنواتٍ حتى نهاية الحرب اتحد البلدان اللذان لم يعرفا طيلة تاريخهما اتحاداً فيما بينهما.</ref>

كانتِ المفاوضاتُ حولَ [[خريطة|خارطة]] [[ألمانيا]] ومستقبلِها عسيرةً جداً وطويلةً وشاقّةً، لكنَّ الحلفاءَ -فيما عدا إنشاءِ [[بولندا|پولندا]] ورسمِِ [[حد (توضيح)|حدودِها]]- نظروا إلى الناحيةِ الماديّةِ المتمثلةِ بالتعويضاتِ، واقتسامِ المستعمراتِ القليلةِ لألمانيا أكثرَ من الاهتماماتِ الأخرى، وبذلكَ تَركت معاهدةُ ڤرسايَ [[الرايخ الألماني]] سليماً إلى حدٍّ كبيرٍ من الناحيتينِ [[جغرافيا|الجغرافيةِ]] [[اقتصاد (علم)|والاقتصاديةِ]]، وحفظت لهُ وحدتَهُ السياسيةَ وإمكاناتِهِ، كما سنرى لاحقاً في الفصل الأخير. الأمرُ الذي لمْ يحدثْ بالمثلِ معَ الإمبراطوريّتيْنِ [[الإمبراطورية النمساوية المجرية|النمساويةِ-المجريةِ]] [[الدولة العثمانية|والعثمانيةِ]] في ما يخصُّ معاهدتيهما اللاحقتين.

[[ملف:Dissolution of Austria-Hungary-ar.png|تصغير|'''تفكيك الإمبراطورية النمساوية المجرية''' بموجب معاهدتي سان جرمان وتريانون بعد الحرب.]]

==== النمسا ====
{{مفصلة|معاهدة سان جرمان}}

[[ملف:Austria Hungary ethnic-ar.svg|تصغير|يمين|250px|'''الخريطة الإثنيّة-اللغويّة في إمبراطورية النمسا والمجر (1910)'''. مثالٌ جليّ على أن الدولَ التي أنشأتها المعاهدة لم تحلَّ التوتراتِ الداخليةَ إن لم تكُ فاقمَتها بسبب إعلائها الإثنية القومية أساساَ على حساب التعايش المشترك في دولةٍ تعدديةٍ كما كان الحال في الإمبراطورياتِ السابقة.<br />(أطلسٌ تاريخي من العام 1911).]]

اقتُطِعَتْ من [[النمسا]] [[بوهيميا]] و[[مورافيا|موراڤيا]] اللتين يبلغُ تعدادُ سكانِهما عشرةُ ملايينَ [[أغلبية|أغلبيتهم]] من [[جمهورية التشيك|التشيك]] ليتكوَّنَ منهمُ ومن مليونيْنِ منَ السلوڤاكِ ومليونٍ آخرَ منَ [[مجريون|المجرييّنَ]] والروتينيينَ دولةُ [[تشيكوسلوفاكيا|تشيكوسلوڤاكيا]] المستحدثةُ. كذلكَ تخلتِ [[النمسا]] ل[[إيطاليا]] عن جنوبِ [[تيرول|التيرول]]، ومنطقةِ [[ترينتينو ألتو أديجي|تيرنتينو]]، وميناء [[ترييستي]]، وشبهِ جزيرةِ [[إستريا]]، وبعضِ الجزرِ على ساحلِ [[دلماسية|دلماشيا]] على [[البحر الأدرياتيكي|الأدرياتيك]].<ref>« La demande italienne d’application du pacte de Londres », article du site Prassi Italiana di Diritto Internazionale du Conseil National de la Recherche نسخة محفوظة 03 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.</ref>

لم يكتفِ الحلفاءُ بذلك، بل قلصتْ [[معاهدة سان جرمان (1919)|معاهدةُ سان جرمانَ]] عديدَ سكانِ [[النمسا]] أكثر، فبعدما كانَ تعدادُهمْ اثنينِ وعشرينَ (22) مليوناً أتبعتِ المعاهدةُ سبعةَ ملايينِ ونصفَ مليونٍ (7.5) منَ [[سلاف|السلاڤِ]] في [[مقاطعة غاليسيا|چاليسيا]] إلى [[بولندا|پولندا]] الجديدةِ، وأكثرَ من مليونٍ آخرينَ من غيرِ الألمانِ، كما تقلصتْ مساحتُها إلى نصفِ مساحتِها السابقة.<ref>[https://www.austlii.edu.au/au/other/dfat/treaties/1920/3.html Text of the Treaty of Saint-Germain-en-Laye] {{Webarchive|url= https://web.archive.org/web/20181004144901/http://www.austlii.edu.au/au/other/dfat/treaties/1920/3.html | تاريخ= 04 أكتوبر 2018}}</ref> وحُدّد جيشها بثلاثين ألفاً، كما رفض الحلفاء التسمية الجديدة «دولة النمسا الألمانية» {{ألمانية|''Staat Deutschösterreich''}} [المتآلفة مع واقع أن النمساويين من أصولٍ جرمانيةٍ، [[اللغة الألمانية|والألمانيّةَ]] لغتُهم الأم]، وأُقِرَّت معاهدةُ «سان جرمان» باسم «دولة النمسا».{{sfn|Brook-Shepherd|p= 245}}

وبذلكَ تحولّتِ [[النمسا]] التي بقيتْ في المركزِ منَ الحياةِ [[سياسة|السياسيةِ]] في [[أوروبا|أوروپا]] لأكثرَ من خمسةِ قرونٍ خلتْ إلى دولةٍ صغيرةٍ (83,855 كم²) قليلةِ المواردِ مغلقةٍ دونما ميناءٍ بحريٍّ في وسطِ أوروپا.

[[ملف:معاهدة تريانون.png|تصغير|يسار|220px|'''[[المجر]] قبلَ [[معاهدة تريانون|معاهدةِ تريانونَ]] وبعدَها'''.]]
[[ملف:Treaty of trianon negotiations.jpg|تصغير|220 بك|يسار|'''توقيع معاهدة تريانون''' في الرابعِ منْ يونيو/حزيرانَ من العام [[1920]].]]

==== المجر ====
{{مفصلة|معاهدة تريانون}}

انفصلتِ [[المجر]] عن النمسا نتيجة الحرب، وفي 4 يونيو/حزيران 1920 وُقعت في ڤرساي [[معاهدة تريانون]] التي فَرضتْ عليها جيشاً لايتجاوز تعدادُه خمسةً وثلاثين ألفاً، ووَزعتْ مناطقَ من أراضيها السابقةِ على:{{sfn|Arno J. Mayer|1967|p= 369}}{{sfn|Francis Deak|1942|p= 45}}{{sfn|Miller, Vol. IV, Document 246|p= 209}}
* [[يوغوسلافيا|يوچوسلاڤيا]] من الجنوب، فحازتْ صربيا إقليمَ [[فويفودينا|ڤويڤودينا]] (21,507 كم²) -التابع لمملكةِ هنغاريا ما بينَ (1876–1920)- ذي [[أغلبية|الأغلبيةِ]] [[مجريون|الهنغارِيةِ]] النسبيّةِ (كانَ نصفُ سكانِهِ هنغارٌ وألمانٌ، وثلثُه من [[صرب|الصربِ]] ذلك الوقت، والإقليمُ يتمتعُ بحكمٍ ذاتيٍّ ضمن صربيا منذُ [[الحرب العالمية الثانية]] بسببِ وضعِهِ [[شعب|السكاني]] هذا)، كذلك انفصلت كرواتيا وسلوڤينيا وانضمتا إلى يوچوسلاڤيا.
* و[[رومانيا]] من [[شرق|الشرقِ]] ومنحتْ إقليمَ [[ترانسيلفانيا|ترانسلڤانيا]] (102,834 كم²).
* و[[تشيكوسلوفاكيا|تشيكوسلوڤاكيا]] من [[شمال|الشمال]] وحازت إقليم «كارباثيان روثينيا».
* وضُمَّ معظم إقليم «بورچنلاند» إلى [[النمسا]] ذاتِها من الغرب، في حين اختارت مقاطعة «سوبرون» البقاء مع المجر بموجب استفتاءٍ عامٍّ جرى في ديسمبر/كانون الأول من العام [[1921]].
تقلصت مساحة [[المجر]] إلى 93,030 كم²، وحُرمتْ من منفذها على [[البحر الأدرياتيكي]] وهو ميناء افيومي {{إنج|''Fiume''}} (ريكا [[كرواتيا|الكرواتية]] {{كرواتية|''Rijeka''}} حالياً)، وتقرر عليها تسليم أسطولها التجاري للحلفاء، فأضحت دولةً مغلقةً وتضاءلت مساحتُها من خمسةٍ وعشرينَ ومئةِ (125) ألفِ [[ميل (وحدة)|ميلٍ]] مربعٍ إلى ثلاثينَ وخمسةِ (35) آلافٍ وحسب.

==== تشيكوسلوڤاكيا ====
[[ملف:Sudetendeutsche.png|تصغير|يمين|المناطقُ الناطقة بالألمانيّةِ عامَ 1930 داخلَ حدودِ جمهورية «تشيكيا» الحاليّةَ، والتي خلالَ فترةِ ما بينَ الحربينِ يُشارُ لها بالـ«سوديت».]]
[[ملف:Bulgaria after Treatry of Neuilly-sur-Seine-ar.png|تصغير|بلغاريا بعدَ [[معاهدة نويي|معاهدةِ نوبي]]. خسرتْ 10% من مساحتها لصالحِ اليونانِ ويوچوسلاڤيا.]]
في [[أوروبا الوسطى|أوروپا الوسطى]] كانَ على ألمانيا والنمسا الاعترافُ باستقلالِ «[[تشيكوسلوفاكيا|تشيكوسلوڤاكيا]]» {{إنج|''Czechoslovakia''}} الدولةِ المستحدثةِ (كانت فيما سلف تحتَ سيطرةِ [[النمسا]]). ونُقلت منطقةُ «هولتشين» {{ألمانية|''Hultschin''}} الصغيرةُ في [[سيليزيا العليا]] إليها أيضاً في 3 فبراير/شباطَ 1921.{{sfn|Martin|2007|p= xiii}}

بالمقابلِ ولدتْ مشكلةُ إقليمِ «[[السوديت]]» (سوديتنلاند) {{ألمانية|''Sudetenland''}}، وهي المناطقُ الحدوديةُ بين ألمانيا وتشيكوسلوڤاكيا -وتشكلُ أجزاءً من أقاليمِ بوهيميا وموراڤيا وسيليزيا التشيكية- ويقطنها ألمانٌ (تسعونَ بالمئةِ من سكانِها من الألمان)، وكانت مثار نزاعٍ بين الدولتينِ أثاره هتلر بدأ بضم السوديت (1 أكتوبر/تشرين الأول 1938)، وانتهى [[الاحتلال الألماني لتشيكوسلوفاكيا|بالاحتلال الألماني لتشيكوسلوڤاكيا]] (15 مارس/آذار 1939)،{{sfn|Bruegel, Johann Wolfgang|1973|p= 45}} فلما استعادتها الأخيرة عقب [[الحرب العالمية الثانية]] طردتْ سكانها الألمانَ منها.

==== بلغاريا ====
{{مفصلة|معاهدة نويي}}

[[ملف:Oder-neisse-ar.gif|تصغير|يسار|الوحدات الإدارية الألمانية ما قبل 1945 من جهة الشرق. خط أودر-نايسه يمثل الحدود الحالية.]]

أسفرتِ الحرب عن خسائرَ إقليميةٍ كبيرةٍ ل[[بلغاريا]] وما يقارب 87.500 جنديٍّ قتيل.<ref>"WWI Casualty and Death Tables". PBS. Archived from the original on 3 October 2016. Retrieved 28 July 2018.</ref> قضت [[معاهدة نويي]] بتقليصِ مساحةِ بلغاريا بمقدارِ العُشرَ (حوالي أحدَ عشرَ ألفَ كم²) وخسارةِ سُبعِ سكانها بعدما فقدت [[تراقيا الغربية]] (8.578 كم²) التي كانت انتزعتْها منَ [[الدولة العثمانية]] نتيجة حربي [[حرب البلقان الأولى|البلقان الأولى]] [[حرب البلقان الثانية|والثانية]] 12-1913م، وكانت حيويةً لأنها منفذٌ لها إلى [[بحر إيجة]] إضافةً لساحلِها على [[البحر الأسود]] (لحظت [[معاهدة نويي]] تأمين منفذٍ إلى بحر إيجه لكنه لم ينفذ). وُضعت هذهِ المنطقةُ (تراقيا الغربية) تحتَ إدارةِ الحلفاءِ ثم تقرر تسليمها إلى [[اليونان]] في [[مؤتمر سان ريمو]] (19-26 أبريل/نيسان 1920)، كما سُلمت ثلاثُ مناطقَ صغيرةٍ على حدودِها الغربيةِ إلى [[يوغوسلافيا|يوچوسلاڤيا]].<ref>[http://www.ville-neuillysurseine.fr/1-13291-Son-histoire.php Neuilly-sur-Seine official site](in French) {{وصلة مكسورة| تاريخ= يونيو 2019 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url= https://web.archive.org/web/20081119045746/http://www.ville-neuillysurseine.fr/1-13291-Son-histoire.php | تاريخ= 19 نوفمبر 2008}}</ref> ما بين العامين 1912 و1929 هاجر أكثر من 253.000 لاجئٍ إلى بلغاريا من الأراضي المفقودة نتيجة هذه الحروب العديدة كلها،{{sfn|Mintchev, Veselin|October 1999|Vol. 3 no. 99|p= 124}}
وهكذا غدت بلغاريا -التي كانتْ تتطلعُ لزعامةِ دولِ [[البلقان]] في عامِ (12-[[1913]]م) (كانت تلقب «پروسيا البلقان»)- إحدى أصغرِ دولِ المنطقةِ [قبلَ إعلان استقلالها (5 أكتوبر/تشرين الأول 1908) كانت إقليماً ذا [[حكم ذاتي]] ضمنَ [[الدولة العثمانية]] تأسسَ بنتيجة [[الحرب الروسية العثمانية (1877–1878)]]، و[[معاهدة سان ستيفانو|معاهدة سان استيفانو]] (1878)، و[[اجتماع برلين|مؤتمر برلين]] (1878)].

==== پولندا ====
{{مفصلة|بولندا#تاريخ|الممر البولندي|الحرب البولندية السوفيتية}}

[[ملف:Plebiscyt plakat.jpg|تصغير|يمين|معدول|'''ملصق پولندي حول استفتاء سيليزيا''' (1921) يقول:<br />«أمي تذكرني صوّت لپولندا».<br />يلحظ التشابه مع ملصقٍ دنماركيٍّ عن استفتاء اشلزفيچ-هولشتاين العامَ السابق.]]
[[ملف:Polish Corridor-ar.png|تصغير|يسار|220 بك|upright=1.35|«الممرُّ البولونيُّ» (20–[[1939]]م) الذي ورد في نقاط ويلسون الأربعة عشر، وقررته معاهدةُ ڤرسايَ، وتبدو مدينةُ «[[غدانسك|دانتزيج]]» ذاتُ الإدارةِ الدولية (بالأحمر).]]

لحظتِ النقطة الثالثة عشرة من مبادئ ويلسون «دولةً پولنديةً مستقلةً» مع إتاحة وصولها إلى البحر.<ref>"Avalon Project - President Woodrow Wilson's Fourteen Points". avalon.law.yale.edu. Retrieved 2015-12-20.</ref>
<ref group="هامش">Wilson's Point XIII: "an independent Polish state"... "which should be assured a free and secure access to the sea". كانت بولونيا فقدت استقلالها في القرن الثامن عشر وتقاسمتها روسبا وبروسيا والإمبراطورية الجرمانية المقدسة.</ref> كانَ على [[ألمانيا]] أن تعترفَ باستقلالِ [[بولندا|پولندا]] وأن تتخلى عن «جميعِ الحقوقِ والملكيّةِ على الإقليم». كانَ من المقررِ التنازلُ عن أجزاءٍ من «[[سيليزيا العليا]]» لپولندا أيضاً معَ تحديدِ مستقبلِ بقيةِ المقاطعةِ عن طريقِ الاستفتاء. وتحدَّدُ الحدودُ الداخليةُ بناءً على التصويتِ والظروفِ الجغرافيّةِ والاقتصاديّةِ لكلِّ منطقة. أما مقاطعةُ بوزِن (بالبولونيةِ «بوزنان») -التي غدت تحتَ السيطرةِ الپولنديّةِ خلالَ انتفاضةِ پولندا الكبرى- فجرى التنازل عنها أيضاً لپولندا.{{sfn|Frucht, Richard, ed.|2004|p= 24}}{{sfn|Martin, Lawrence|2007|p= iii}} كان مقرراً تقريرُ السيادةِ على جزءٍ من جنوبِ شرقِ [[بروسيا|پروسيا]] عبرَ الاستفتاءِ بينما نُقلت منطقةُ «سولداو» الپروسيّةُ الشرقيّةُ -انواقعةُ على جانبيْ الخطِّ الحديديِّ الرابطِ بينَ «[[وارسو]]» («ڤرصوفيا» الپولونيةِ) وميناءِ «[[غدانسك|دانتزيچ]]»- إلى پولندا من دونِ استفتاءٍ.

جرى منحُ ما يعادلُ (51,800) [[كيلومتر مربع|كم²]] (عشرينَ ألفَ ميلٍ مربعٍ) إلى پولندا من أراضي مملكة پروسيا {{إنج|''Prussia''}}.{{sfn|Brezina, Corona|2006|p= 34}} ونقلَ قسمٌ من «بوميرانيا الشرقيةِ» (بالپولونيةِ «بومريليا») على أسسٍ تاريخيّةٍ وعرقيّةٍ إلى [[بولندا]] لتسهيلِ وصولِ هذهِ الأخيرةِ إلى البحرِ؛{{sfn|Boemeke, Manfred F.; Feldman, Gerald D. & Glaser, Elisabeth, eds.|1998|p= 325}} القضيّة التي أضحت تُعرفُ باسمِ «[[الممر البولندي|الممرِّ الپولندي]]» {{إنج|''Polish Corridor''}}.

شملتِ الأراضي الپولندية پولندا [[روسيا|الروسيّةِ]] وپولندا [[النمسا]]ويّةِ وپولندا [[بروسيا|البروسيّةِ]] القديمةِ، وتوسَّعت نحوَ [[شرق|الشرقِ]] غيرَ أنَّ المعاهدةَ لم تعيّنِ [[حد (توضيح)|الحدودَ]] من تلك الجهةِ، فوقعتِ [[الحرب البولندية السوفيتية|الحربُ الپولندية-السوڤييتيّة]] (19-[[1920]]م) التي أعقبتها [[معاهدة ريغا|معاهدةُ ريغا]] (18 [[مارس]]/[[آذار]] [[1921]]م) لترسيم الحدود.<ref name="مولد تلقائيا1">عن مصير هؤلاء السكان وحسْبَ الأب لوثار جروب (28 أغسطس/آب 2004) في مقالة «البحث عن الألمان» في الشرق: {{اقتباس مضمن|لم يبدأ الاضطهادُ مع «الأحدِ الدامي في برومبيرج» قبل 50 عاماً}}. ومن بين 1,058,000 ألمانيٍّ كانوا مازالوا يعيشون في بوزن وپروسيا الغربية عامَ 1921 وجدَ كارتييه: {{اقتباس مضمن|بحلولِ عام 1926 هاجرَ 758,867 تحت الضغطِ الپولندي. وبعد مزيدٍ من المحنةِ قدرتْ وزارة الداخليةِ في وارسو عددَ السكان من أصلٍ ألمانيٍّ في 15 يوليو/تموز 1939 بأقلَّ من ثلاثمئةِ ألفِ (300,000) شخص}}.<br/>(الصحيفة العامة الپروسية Preussische Allgemeine Zeitung (بالألمانية)، (28 أغسطس/آبَ 2004)، (Retrieved 22 Seb. 2010 - استرجعتْ في 22 سبتمبر/أيلول 2010).</ref>

==== دانتزيج الحرة ====
{{مفصلة|مدينة دانزيغ الحرة}}

[[ملف:Danzig NARA-68155011.jpg|تصغير|يسار|منظر جوي لمركز مدينة دانتزيج التاريخي حوالي 1920.]]

[[ملف:Polish passport issued at Danzing, Gdansk.jpg|تصغير|يمين|جواز پولندي أصدر في دانتزيچ من قبل «المفوضية الپولندية لچدانسك» سنة 1935، ومُدد سنة 1937 قبل أن يهاجر حامله سنة 1938 إلى فلسطين.]]

أمل الپولنديون بأن تصبح «[[غدانسك|دانتزيج]]» (اللفظ بالألمانية، بالإنجليزية: دانزيچ) {{إنج|''Danzig''}} ({{بولندية|''Gdańsk''}}، «[[غدانسك|چدانسك]]») جزءاً من پولندا. تقرّرَ على [[ألمانيا]] التنازلُ عن الميناءِ ذي الأغلبيّةِ الألمانيّةِ وما حوله (ما يقرب من مئتي قريةٍ) بما في ذلك دلتا نهرِ «[[فيستولا]]» على [[بحر البلطيق|البلطيقِ]] لعصبةِ الأممِ لإنشاءِ مدينةِ [[غدانسك|دانتزيچ]] الحرّةِ (المواد 100-104 من القسم الحادي عشر من الجزء الثالث للمعاهدة).

دون أي تصويتٍ عامٍّ لإضفاء الشرعية على خسارةِ ألمانيا للمدينة ولدت مدينة دانتزيج الحرة {{ألمانية|''Freie Stadt Danzig''}}، وهي دويلة شبه مستقلةٍ تحت إشراف [[عصبة الأمم]] مع شؤونٍ خارجيةٍ تحت السيطرة الپولندية إلى حد كبير. شملت حقوق پولندا أيضاً مجانيّة استخدام الميناء [دون رسوم]، ومكتبَ بريدٍ پولندي، وحاميةً پولنديةً في منطقة ڤسترپلاته {{ألمانية|''Westerplatte''}}، واتحاداً جمركياً مع پولندا التي منحت كذلك الحق بتطوير وصيانة وسائل النقل والاتصالات ومرافق المرفأ.
<ref name="مولد تلقائيا4">[//en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/ Part_XIV Treaty of Versailles, Article 430-Western Europe] {{Webarchive|url= https://web.archive.org/web/20190308023700/https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part_III | تاريخ= 03 2 يناير 9 }}. مؤرشف من الأصل (14-2-2008). اطلع عليه في (3-5-2007).</ref> اعتبر ذلك مستوحىً من تاريخ المدينة التي كانت لقرونٍ جزءاً من پولندا، وتشاركت معها المصالح الاقتصادية، وازدهرت بفضلها، وتمتعت معها باستقلاليةٍ واسعةٍ.{{sfn|Maria Wardzyńska|2009|p= 36-37}}

كان لمدينة دانتزيچ الحرة دستورها ونشيدها الوطني وبرلمانها وحكومتها، واللغة الرسمية فيها كلتا الألمانية والپولندية، وأصدرت طوابعها الخاصة وعملتها «چولدن دانتزيچ» {{ألمانية|''Danzig Gulden''}}. تقرر أن تكون للمدينةِ شبهِ المستقلةِ [1952 كم² بما فيها 58 كم² مسطح مائي] جنسيتها الخاصة بناءً على الإقامة، وبذا فقدَ السكانُ الألمان جنسيتهم الألمانيّةَ مع إنشاءِ الإدارةِ الحديدة، لكنهم مُنحوا الحقَّ في الحصولِ عليها مرةً أخرى في غضون العامين الأولين من وجودِ الدويلة، وكان على أي امرئٍ يرغب في الاحتفاظِ بالمواطنةِ الألمانيّةِ ترك ممتلكاته ونقل إقامته خارج منطقة دانتزيج الحرة إلى مناطقَ أخرى من ألمانيا.<ref name="مولد تلقائيا1" />

في إحصاءِ الأولِ من نوفمبرَ/تشرينَ الثاني 1923 كانت نسبة الناطقين بالألمانية لغةً أمّ 95,03% (نسبة 94,5% من هؤلاء مسجلون مواطني دانتزيچ) من أصل 366,730 نسمة هم تعدادُ سكان الدويلة.{{sfn|Mason|1946|p= 5-11}} وخلافاً لإقليم السار -الذي نُصّ على تنظيم استفتاءٍ بحقه بعد خمسة عشر عاماً- لم تلحظِ المعاهدة أجَلاً ما لإنهاء هذا الوضع (دام من 15-11-1920 إلى 31-8-1939) والذي كان السبب المباشر للغزو النازي لپولندا (أزمة دانتزيچ 1939) واندلاع [[الحرب العالمية الثانية]].<ref group="هامش">أعلن هتلر الحرب على پولندا في الأول من سبتمبر/أيلول 1939، وردت فرنسا وبريطانيا بإعلانها على ألمانيا في الثالث منه.</ref> أدى هذا الوضع [الهزيلُ والمقلقلُ] إلى توترٍ كبيرٍ بين الإدارة الألمانيةِ المحليةِ وجمهوريِّة پولندا ولا سيما بعد صعود النازية.{{sfn|Levine|1970|p= 102}} ضُمّتِ المدينة إلى [[بولندا|پولندا]] بعدَ الحربِ العالمية الثانية وهَجّر الروس من تبقى من الأهلين الألمان (حوالي 120 ألفاً) واستُبدِل بهم نازحون پولنديون من الشرق. كانت دانتزيچ مثالاً تاريخياً على تسوياتٍ فاقمت المعضلات عوضاً عن حلها.

هذا فيما يتعلقُ بالتغييراتِ [[سياسة|السياسيةِ]] في [[أوروبا|أوروپا]].<ref>[//en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/ Part_XIV Treaty of Versailles, Article 430-Western Europe] {{Webarchive|url= https://web.archive.org/web/20190308023700/https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part_XIV | تاريخ= 03 2 يناير 9 }}</ref>

=== القيود العسكرية ===
[[ملف:Bundesarchiv B 145 Bild-P011502, Berlin, Reichskanzlei, Philipp Scheidemann.jpg|220px|تصغير|يسار|[[فيليب شايدمان]] يلقي خطاباً من نافذةِ مستشاريّةِ الرايخ عقبَ توليّهِ رئيساً للحكومةِ (9 نوفمبرَ/تشرينَ الأولَ 1918). لم يطلْ بهِ المُقامُ فقدِ استقالَ في 20 يونيو/حزيرانَ [[1919]] احتجاجاً على المعاهدة.]]
[[ملف:Mass_demonstration_in_front_of_the_Reichstag_against_the_Treaty_of_Versailles.jpg|بديل=Thousands of people gather in front of a building.|تصغير|يمين|<div style="text-align: center;">مظاهرة شعبية كبيرة (15-5-1919) أمام [[مبنى الرايخستاغ|الرايخستاچ]] (البرلمان الألماني) في [[برلين]]َ احتجاجاً على معاهدةِ ڤرساي. كانَ نصّ المعاهدةِ قدْ سُلمَ إلى الحكومةِ الألمانيّةِ في (7-5-1919).</div>]]
[[ملف:Bundesarchiv Bild 146-1972-081-03, Zerlegen eines schweren Geschützes.jpg|تصغير|يمين|يقوم الرجال بتفكيك مدقعٍ ثقيلٍ امتثالاً لمعاهدة ڤرساي (الأرشيف الاتحادي الألماني).]]

كانتِ المعاهدةُ شاملةً ومعقدةً من حيث القيودُ المفروضةُ على القواتِ المسلحةِ الألمانيّةِ بعدَ الحربِ. وكانتِ الأحكامُ تهدفُ إلى جعلِ الجيش الألماني غيرَ قادرٍ على العملِ الهجومي وتشجيعِ نزعِ السلاحِ الدولي.{{sfn|Shuster|2006|P= 74}}
<ref>[//en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/ Part_V Treaty of Versailles, preamble.] {{Webarchive|url= https://web.archive.org/web/20190308023700/https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part_V | تاريخ= 03 2 يناير 9 }} مؤرشف من الأصل (14-2-2008). اطلع عليه في (3-5-2007).</ref> توجّبَ على [[ألمانيا]] أنْ تُسرّحَ عدداً كافياً من الجنودِ بحلولِ الحادي والثلاثَينَ (31) منْ مارسّ/آذارَ من العام [[1920]]م لتتركَ جيشها لايزيدُ عنْ مئةِ ألفِ رجلٍ في سبعِ فرقِ مشاةٍ وثلاثِ فرقِ فرسانٍ كحدٍّ أقصى. حدّدتِ المعاهدةُ تنظيمَ الفرقِ ووحداتِ الدعمِ، وكانَ مقرراَ أيضاً حلُّ هيئةِ الأركانِ العامة.<ref>[//en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/ Part_V Treaty of Versailles, Articles 159, 160, 163 & Table I.] {{Webarchive|url= https://web.archive.org/web/20190308023700/https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part_V | تاريخ= 03 2 يناير 9 }} مؤرشف من الأصل (14-2-2008). اطلع عليه في (3-5-2007).</ref> واقتصرتِ المدارسُ العسكريّةُ لتدريبِ الضباطِ على ثلاثةٍ، مدرسةٌ واحدةٌ لكلِ سلاحٍ، وتقررَ إلغاءُ [[تجنيد إجباري|التجنيد الإجباري]]. وجبَ على ألمانيا كذلكَ الاحتفاظُ بالجنودِ وضباطِ الصفِّ مدةَ اثنيْ عشرَ عاماً على الأقلِّ، والضباطِ مدةً لاتقلُّ عنْ خمسةٍ وعشرينَ عاماً معَ منعِ الضباطِ السابقينَ من حضورِ التدريباتِ العسكريّة. كلُّ ذلكَ بهدفِ منعِ ألمانيا من تكوينِ طاقمٍ فتيٍّ كبيرٍ من الرجالِ [الاحتياطِ] المدربينَ، وكانَ عددُ الرجالِ المسموحِ لهم بمغادرةِ الخدمةِ العسكريةِ مبكراً محدوداً.<ref>[//en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/ Part_V Treaty of Versailles, Articles 173, 174, 175, 176.] {{Webarchive|url= https://web.archive.org/web/20190308023700/https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part_V | تاريخ= 2 يناير 9 }} مؤرشف من الأصل (14-2-2008). اطلع عليه في (3-5-2007).</ref>

[[ملف:Rhein-Karte2-ar.png|تصغير|'''نهر [[راين|الراين]]''' {{ألمانية|''Rhein''}} مع روافدِهِ، ويبدو في الشمالِ رافده [[رور (نهر)|نهرُ الرور]] {{ألمانية|''Ruhr''}} حيث تقع «[[دويسبورغ|دويسبورچ]]» {{ألمانية|''Duisburg''}} على تقاطعهما، واحدُ من أهمِّ [[نهر|أنهارِ]] [[أوروبا]] وأهمُّ نهرٍ في [[ألمانيا]]، طولهُ 1230 كم، ومساحةُ حوضهِ (الراينلاند) 252 ألفَ كم² يقع معظمها في [[ألمانيا]].]]

جرى كذلكَ تقليلُ عديدِ الموظفينَ المدنيينَ الذين يدعمونَ الجيشَ وتقليصُ قوى الشرطةِ إلى حجمها قبلَ الحربِ معَ زياداتٍ تقتصرُ على التناسبِ معَ التزايد السكانيّ فحسب، أما القواتُ شبهُ العسكريّةِ فممنوعة.<ref>[//en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/ Part_V Treaty of Versailles, Articles 161, 162, 176.] {{Webarchive|url= https://web.archive.org/web/20190308023700/https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part_V | تاريخ= 03 2 يناير 9 }} مؤرشف من الأصل (14-2-2008). اطلع عليه في (3-5-2007).</ref>
<ref group="هامش">في ظل الفوضى التي كانت تعم ألمانيا بعد الحرب في بدايات جمهورية فايمار وتضافراً مع الظروف المعيشية الصعبة وجد الكثير من العاطلين عن العمل متنفساً لآرائهم وتوجهاتهم وطاقاتهم في تأسيس منظماتٍ شبهِ عسكريةٍ تشكلت في غالبيتها من الضباط والجنود المسرَّحين حتى جاوزت مئة منظمةٍ في يناير/كانون الأول 1919 تراوحتِ التقديراتُ في تعداد أفرادها بين نصف مليون ومليون ونصف مليون، وغلب عليها الاتجاه اليميني بسبب انتماء معظم أعضائها السالف للجيش الإمبراطوري، وأسهمت بفعاليةٍ في العنف السياسي الذي ساد المشهد العام في ألمانيا بعد الهدنة، من ذلك مثلاً مساهمتها -بدعمٍ من الحكومة الاتحادية- في القضاء على الجمهورية السوفييتية البافارية وانتفاضة سبارتاكوس الشيوعية.</ref>

تقررَ أيضاً أنْ تكونَ منطقة ال[[راينلاند]] [[منطقة منزوعة السلاح|منزوعةَ السلاحِ]]، مع هدمِ جميعِ التحصيناتِ فيها وإلى مسافةٍ تتراوحُ في أقصاها حتى خمسينَ [[كيلومتر|كم]] (31 ميلاً) شرقَ نهر [[راين|الراين]] ومنعِ بناءِ تحصيناتٍ جديدةٍ، وأن تكونَ المنطقةُ غربَ الراينِ خلواً من أيِّ تحصيناتٍ حربيةٍ أو قواتٍ عسكرية.<ref>[//en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/ Part_V Treaty of Versailles, Articles 41, 42, 180.] {{Webarchive|url= https://web.archive.org/web/20190308023700/https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part_V | 
 تاريخ= 03 2 يناير 9 }} مؤرشف من الأصل (14-2-2008). اطلع عليه في (3-5-2007).</ref> ودُمرتِ الهياكلُ والتحصيناتُ العسكريّةُ في جزيرتيْ «هِليغولاند» و«دوني» [في بحر الشمال].<ref>[//en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/ Part_V Treaty of Versailles, Articles 115.] {{Webarchive|url= https://web.archive.org/web/20190308023700/https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part_V |تاريخ= 03 2 يناير 9 }} مؤرشف من الأصل (14-2-2008). اطلع عليه في (3-5-2007).</ref> وحُظرَ على ألمانيا تجارةُ الأسلحةِ، وفُرضتْ قيودٌ على أنواعِ الأسلحة وكمياتها، كما حُظِرَ تصنيعُ الأسلحةِ الكيميائيّةِ أو تخزينُها،<ref group="هامش">كان الألمان أول من استخدم الغازات الكيميائية في الحرب.</ref> والعرباتِ المدرعةِ، والدباباتِ، والطائراتِ الحربيّة.<ref>[//en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/ Part_V Treaty of Versailles, Articles 165, 170, 171, 172, 198 & Tables II & III.] {{Webarchive|url= https://web.archive.org/web/20190308023700/https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part_V | تاريخ= 03 2 يناير 9 }} مؤرشف من الأصل (14-2-2008). اطلع عليه في (3-5-2007).</ref>
سُمحَ للبحريّةِ الألمانيّةِ بستِّ بوارجَ مدرعةٍ مسبقاً [أي ما قبل الهدنة]، واقتُصرَ على ستةِ طرّاداتٍ خفيفةٍ كحدٍّ أقصى (بما لايتجاوزُ مئةً وستةَ آلافِ (6,100) طنٍّ)، واثنتي عشرةَ مدمّرةً (لاتتجاوزُ 810 أطنانٍ)، واثني عشرَ زورق طوربيدٍ (بما لايزيدُ عن مئتيْ (200) طنٍّ)، وحُظرتِ الغواصاتُ مطلقاً.<ref>[//en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/ Part_V Treaty of Versailles, Articles 181, 190.] {{Webarchive|url= https://web.archive.org/web/20190308023700/https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part_V | تاريخ= 03 2 يناير 9 }} مؤرشف من الأصل (14-2-2008). اطلع عليه في (3-5-2007).</ref> كانَ مقرراً ألا تتجاوزَ القوةُ البشريةُ العاملةُ في البحريّةِ خمسةَ عشرَ ألفَ رجلٍ بما فيها أفرادُ الأسطولِ والدفاعاتِ الساحليّةِ ومحطاتِّ الإشارةِ والإدارةِ والخدماتِ البريّةِ الأخرى والضباطِ والرجالِ من جميعِ الرتبِ، ولايُسمحْ لتعدادِ الضباطِ وضباطِ الصفِّ أنْ يتجاوزَ ألفاً وخمسمئةِ رجلٍ. وفُرضَ على ألمانيا إيقافُ تشغيلِ ثماني سفنٍ حربيّةٍ وثمانيةِ طرّاداتٍ خفيفةٍ واثنتينِ وأربعينَ مدمرةً وخمسينَ زورق طوربيدٍ. ونزعُ سلاحِ اثنتينِ وثلاثينَ سفينةَ مساعدةٍ وتحويلُها إلى الاستخدامِ التجاري. ومنعتِ (المادة 198) ألمانيا من امتلاكِ قواتٍ جويّةٍ بما في ذلكَ قوةٍ جويةٍ-بحريةٍ<ref group="هامش">في مارس/آذار 1935 أعلن [[هيرمان غورينغ|هرمان غورينغ]] قائد الطيران عن وجود قوةٍ جويةٍ ألمانيةٍ مجدداً.</ref> وطالبتها بتسليمِ جميعِ الموادِ الجويّةِ ذاتِ الصلة. بالتزامنِ معَ ذلكَ مُنعت ألمانيا من تصنيعِ أو استيرادِ الطائراتِ أو الموادِ ذاتِ الصلةِ لمدةِ ستةِ أشهرٍ بعدَ توقيعِ المعاهدة.<ref>[//en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/ Part_V Treaty of Versailles, Articles 198, 201 & 202] {{Webarchive|url= https://web.archive.org/web/20190308023700/https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part_V | تاريخ= 03 2 يناير 9 }} مؤرشف من الأصل (14-2-2008). اطلع عليه في (3-5-2007).</ref>

وفي [[مؤتمر سان ريمو]] (19-26 أبريل/نيسان 1920) -بين بريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة بصفة مراقب- بُحثت التوترات الفرنسية-الألمانية في حوض الرور والمتعلقة بشروط معاهدةِ ڤرساي، وجرى التأكيد على رفض السماح لألمانيا بزيادةِ حجم جيشها.<ref name="مولد تلقائيا17">{{استشهاد ويب| مسار= https://www.britannica.com/event/Conference-of-San-Remo | عنوان= مؤتمر سان ريمو على موقع britannica.com | ناشر= britannica.com| مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200508053036/https://www.britannica.com/event/Conference-of-San-Remo | تاريخ أرشيف= 8 مايو 2020 }}</ref>

=== التعويضات ===
{{مفصلة|تعويضات الحرب العالمية الأولى|شرط ذنب الحرب}}
{{أيضا|التضخم الجامح في جمهورية فايمار|احتلال الرور|خطة دوز}}
{{اقتباس|'''''دعنا نرك تجمع'''''|<br />رسمٌ أمريكي ساخرٌ (1921)<ref group="هامش">فقرة تقييمات تاريخية</ref>}}
[[ملف:Bundesarchiv Bild 183-R02190, Deutsche Reparationslieferungen.jpg|تصغير|200 بك|يمين|'''تسليم التعويضات''':<br />كانتِ التعويضاتُ ماديّةً وعينيّة.<br />(الأرشيف الاتحادي الألماتي).]]
[[ملف:Bundesarchiv_Bild_102-00121,_München,_Turnfest,_Festzug.jpg|تصغير|200x200 بك|يمين|'''استعراض للاعبي إقليمِ الرور في مهرجانِ ميونخ للجمبازِ''' (1923) أثناءَ الاحتلالِ الفرنسي-البلجيكي لحوضِ الرور (تقول اللافتةُ اليسرى: «الرور سيبقى ألمانياً»، واليمنى: «لن نكونَ [[عبودية|مستعبَدين]] قط»)، كانَ حوض الرور من أهمِّ المناطقِ الصناعيّةِ في ألمانيا وقتئذ.<br />(الأرشيف الاتحادي الألماتي).]]

في المادّةِ 231 فاتحةِ القسم الخاص بالتعويضات أُلزمت [[ألمانيا]] وحليفاتُها بتحمل كامل المسؤوليّةِ عنِ جميع الخسائرِ والأضرارِ التي تعرضت لها دولُ الحلفاءِ وشركاؤها ومواطنوها والتي سبّبتها الحربُ {{اقتباس مضمن|'''نتيجةَ... عدوانِ ألمانيا وحلفائِها'''}}، وقد صِيغت لتكون أساساً قانونياً لإقرار [[تعويضات الحرب العالمية الأولى]]. طالبتِ المعاهدةُ ألمانيا بتعويضِ الحلفاءِ، وشُكِلتْ «لجنة التعويضاتِ الدوليّة» منْ جانبِ الحلفاءِ لتقديرِ المبلغِ الذي يتعينُ على ألمانيا أداؤه بدقةٍ، والشكلِ الذي ستتخذُه المدفوعات. طُلبَ منَ اللجنةِ {{اقتباس مضمن|منحُ الحكومةِ الألمانيةِ فرصةً عادلةً لإسماعِ صوتِها}}، وتقديمِ استنتاجاتها بحلولِ الأولِ من مايو/أيارَ عامَ [[1921]]، وفي غضونِ ذلكَ طلبتِ المعاهدةُ من ألمانيا دفعَ ما يعادلُ عشرينَ مليارِ ماركٍ ألمانيٍّ ذهبيٍّ (خمسةُ ملياراتِ دولارٍ أمريكي) في صورةِ ذهبٍ أو سلعٍ أو سفنٍ أو موادَّ خامٍ أو أوراقٍ ماليةٍ أو سواها.{{sfn|Martel, Gordon, ed.|2010|p= 156.}} أقر هذا في المعاهدة وقتما كانت ألمانيا على شفا المجاعة بسبب الحصار فضلاً عن وفيات جائحة الإنفلونزا الإسبانية.

حدّدتِ اللجنةٌ [[تعويضات الحرب العالمية الأولى|التعويضاتِ]] في التاسعِ والعشرينَ من [[يناير]]َ/[[كانون الثاني|كانونَ الثاني]] للعامِ [[1921]]م بتسعةٍ وستينَ ومئتيْ (269) مليارِ ماركٍ ألمانيٍّ ذهبيٍّ تُؤدى على اثنينِ وأربعينَ (42) قسطٍ سنويٍّ،<ref group="هامش">أي ما يُقاربُ 768 مليارَ دولارٍ أمريكيٍّ بتقديراتِ عامِ [[2010]] (انظر: ''[https://web.archive.org/web/20180526234707/http://content.time.com/time/world/article/0,8599,2023140,00.html Why Did World War I Just End?", Claire Suddath, "Time" Site]'' (موقع مجلة تايم)، 27/10/2010. اطلع عليه بتاريخ 11/02/2021.).<br/>للمقارنة كان الناتج المحلي الإجمالي السنوي لألمانيا قبل الحرب حوالي 12 مليار دولار.</ref> ثمَّ حدّد جدولُ مدفوعاتِ [[لندن]] في 5 مايو/أيار 1921 مجموعَ التعويصات المطلوبة من دول المركز جمعاء باثنينِ وثلاثينَ ومئةِ (132) مليارِ ماركٍ ذهبيٍّ كحلٍّ وسطٍ ما بين المطالبات والتقييمات البريطانية والفرنسية والبلجيكية. أقرّتِ اللجنة بأن دول المركز لن يمكنها أداء سوى القليل،<ref group="هامش">للمقارنة كانت التعويضات المفروضة على بلغاريا 100 مليون جنيهٍ استرليني.</ref> وأن العبء سيقع على عاتق ألمانيا. توجب على ألمانيا -بموجب جدول مدفوعات لندن- سداد خمسين مليار ماركٍ ذهبيٍّ حُسمت منها تسديدات ما بعد الهدنة وحتى تاريخه (الفترة ما بين 1919 و1921) فأضحى الإجمالي وقتها واحداً وأربعين (41) مليار.{{sfn|Marks|1978|pp= 236–237}}{{sfn|Ferguson|1998|p= 414}}<ref group="هامش">صُنّفتِ الأسناد في ثلاث فئاتٍ: «إيه»، و«بي»، و«سي». توجّب على ألمانيا تسديد الأسناد فئتي «إيه» و«بي» ومجموعها 50 مليار ماركٍ ألماني (12.5 مليار دولارٍ أمريكيٍّ) دونما قيدٍ أو شرط، أما سداد أسناد «سي» -وكانت بلا فوائدَ- فيتوقف على قدرة ألمانيا على الدفع، وتقييم لجنة التعويضات.</ref>

كان يمكن لألمانيا -بغية الوفاء- أن تدفع نقدياً أو عينياً منتجاتٍ كالفحم، والأخشاب، والأصباغ الكيميائية، والأدوية، والماشية، والآلات الزراعية، ومواد البناء، وآلات المصانع. مثلاً ساعدت ألمانيا في ترميم مكتبة [[جامعة لوفان الكاثوليكية|جامعة لوڤان]] في [[بلجيكا]] -التي دمرها الألمان في 25 أغسطس/آب من العام 1914- وقد حُسمت التكاليف من مبلغ التعويضات. كما جرى أخذ التغييرات الإقليمية التي فرضتها المعاهدة في الاعتبار.{{sfn|Marks|1978|pp= 223–234}}{{sfn|Kramer|2008|p= 10}} تطلّب الجدول تسديد خمسين ومئتيْ (250) مليون دولارٍ أمريكيٍّ في غضون خمسة وعشرين يوماً، ثم خمسمئة (500) مليون دولارٍ سنوياً، بالإضافة إلى ستةٍ وعشرين (26) في المئة من قيمة الصادرات الألمانية. كان من المقرر أن تُصدر الحكومة الألمانية أسناداً بفائدة خمسةٍ في المئة، وأنشأت صندوق غرقٍ<ref group="هامش">صندوق غرق {{إنج|''sinking fund''}}: هو صندوق يُنشؤه كيان اقتصادي عن طريق تخصيص الإيرادات على مدى فترةٍ زمنيةٍ لتمويل نفقاتٍ رأسماليةٍ مستقبليةٍ، أو لسداد دينٍ طويل الأجل. يُشار إلى اقتراض الأموال عن طريق إصدار السند بالسند العائم، أما الغرق فنقيضه وهو سداد الديون أو الحصول على أصولٍ رأسماليةٍ بدون اقتراضٍ.</ref> بنسبة واحدٍ في المئة لدعم دفع التعويضات.{{sfn|Martel|2010|p= 156}}

[[ملف:Versailler Vertrag-ar.png|تصغير|hochkant=1.3|ألمانيا: الخسائر الإقليمية في [[أوروبا|أوروپا]] والمناطق منزوعة السلاح والمحتلة بموجب معاهدة ڤرساي.]]

وأدى السدادُ الشحيحُ إلى عمليةِ [[احتلال الرور]] {{ألمانية|''Ruhrbesetzung''}} المنطقةِ الصناعيّةِ الغنيةِ من قبلِ القوات الفرنسية والبلجيكية (من 11 ينايرَ/كانونَ الثاني 1923 إلى 25 أغسطسَ/آبَ 1925) بدعوى إدارةِ المناجمِ والصناعاتِ فيها وتشغيلِها لتحصيلِ التعويضاتِ، لكنَّ تطبيقَ «المقاومةِ السلبيةِ» من قبلِ الألمانِ أدى إلى فشلِ الحملةِ، وفي الأثناء جرت إعادةُ هيكلةِ الديون بموجبِ «[[خطة دوز]]» {{إنج|''Dawes''}} في أبريلَ/نيسانَ من العام 1924. ثم وبناءً على طلبٍ ألمانيٍّ في عام 1928 خُفّضَ المبلغُ الإجماليُّ إلى اثنيْ عشرَ ومئةِ (112) مليارِ ماركٍ ذهبيٍّ فيما سُمّيَّ «خطةَ يونغ» {{إنج|''Young''}} عامَ 1928، والتي أقرّت في مؤتمر لاهاي في العام 1929.

كانت ألمانيا تُعوّل في السداد بنسبةٍ كبيرةٍ على تمويل المصارف الأمريكية، وكان الحلفاء يسددون بهذه التعويضات جزءاً وافراً مما عليهم من قروضٍ للولاياتِ المتحدةِ تراكمت بسبب ظروف الحرب. وفجأةً انهارت هذه الحلقة باندلاع أزمة «[[الكساد الكبير|الركود العظيم]]» {{إنج|''Great Recession''}} بدءاً بالثلاثاء الأسودِ (29-10-1929) في «[[وول ستريت]]». كانت ألمانيا ثانيَ دولةٍ تصيبها الأزمة عقب اندلاعها وأكبرَ المتضررين الأوروبيين منها، وتوقف التسديد مجدداً. وفي العام 1934 (بعد أكثر من خمسة عشر عاماً من تسديد القروض) عادت المديونية البريطانية لأمريكا لتصل إلى 4.4 مليون دولار.<ref>{{استشهاد بتقرير فني|مؤلف= BBC News|تاريخ= 10 مايو/أيار 2006|عنوان= What's a little debt between friends?|لغة= en}} نسخة محفوظة 06 سبتمبر/أيلول 2018 على موقع واي باك مشين.</ref>
<ref group="هامش">بنهاية الحرب العالمية الأولى كانت ديون بريطانيا تبلغ نحو 109 بالمئة من قيمة ناتجها المحلي الإجمالي، لتغدوَ في العام 1934 قُرابة 200 بالمئة منه. انظر "هل يشهد العالم الأيام الأخيرة للإمبراطورية الأمريكية": "قناة نعرف"، يوتيوب، تاريخ النشر: 7/ 9/ 2021.</ref>

عامَ 1931 عُلّق التسديد لعامٍ كاملٍ بسببِ الأزمةِ الاقتصاديةِ الخانقة، ثم اتُفقَ في مؤتمرِ لوزانَ ([[1932]]) على إيقافه إلى أجلٍ غير مسمىً، وبعد تسلمهِ الحكم رفضَ هتلر الدفعَ بدعوى رفضه «إملاءَ فرساي».<ref group="هامش">عين هتلر مستشاراً وشكل الوزارة للمرة الأولى في 30 يناير/كانون الثاني عامَ 1933.</ref> 
دفعت ألمانيا في الفترة (19-1931) أقلَّ منْ واحدٍ وعشرينَ (21) مليار ماركٍ ألمانيٍّ من كاملِ التعويضات، وبحسبِ خبراءٍ اقتصادييَّنَ فإنهُ بالرغمِ من تخفيضِ المبلغِ الكليِّ لحجمِ التعويضاتِ إلا أنهُ يبقى مغالىً فيه، ونتجَ عن ذلكَ أن أثقلتِ الديونُ [[اقتصاد (علم)|الاقتصادَ]] الألمانيَّ المرهَقَ بسببِ الحربِ والحصارِ ممَّا تسبَّبَ بدرجةٍ عاليةٍ منَ الاستياءِ والسخطِ والغليانِ الشعبيِّ فأسهمَ -معَ العواملِ الأخرِ في النهايةِ- بإشعالِ ضرامِ [[الحرب العالمية الثانية|الحربِ العالميةِ الثانيةِ]].

وبموجبِ [[اتفاق لندن بشأن الديون الخارجية الألمانية|اتفاقِ لندن]] (27-2-1953) الذي قلصَ المبالغَ المتبقيةَ من [[تعويضات الحرب العالمية الأولى|التعويضاتِ]] إلى النصفِ استأنفت ألمانيا الغربيّةُ -وحدها- دفعَ تعويضاتِ الحربِ العالميةِ الأولى، والتي كانت أسناداً سياديةً ألمانيةً أُصدِرت ما بينَ عامي (24-1930) وبيعت لمستثمرينَ أجانبَ (معظمهم أمريكان) ولم تسدد.<ref group="هامش">كان تسديد الأقساط مرهوناً بتحقيق ألمانيا الغربية فائضاً تجارياً، بمعنى أنها تلتزم بالتسديد في السنة التي يكون فيها «ميزان المعاملات الجارية» (أو اختصاراً ميزانها التجاري) موجباً.</ref> وفي الثالثِ من أكتوبرَ/تشرين الأولِ (2010) الذكرى العشرين لتوحيد الألمانيّتين سُدّدَ آخرُ قسطٍ منها.<ref>[https://web.archive.org/web/20180526234707/http://content.time.com/time/world/article/0,8599,2023140,00.html Why Did World War I Just End?" By Claire Suddath, Monday, Oct. 04, 2010", Time] موقع مجلة "تايم". مؤرشف من الأصل في 17 أغسطس 2013. اطلع عليه بتاريخ 01 مارس/آذار 2021.</ref> وكان أول قسطٍ قد سُدد في يونيو/حزيران من العام 1921.{{sfn|Fergusson|1999|p= 38}}

=== الضمانات ===
{{مفصلة|إعادة تسليح راينلاند}}

[[ملف:Versailles cannonfodder.jpg|تصغير|'''السلام وعلف مدافع المستقبل''':<br />القادة الأربعة، والنمر (كلمنصو) يقول: "عجيب! كأني أسمع نحيب طفل"، وقد كتب فوق الصبي المعاقب (ألمانيا) "صف 1940".<br />بنفاذ بصيرةٍ رأى الرسم المعضلة والحرب العالمية الثانية تلوح، وكأنما يقول انتظروا عام 1940.<br />ريشة ويل ديوسون (1880-1938).<br />صحيفة "ديلي هيرالد": مايو/أيار 1919.]]

لضمانِ امتثال ألمانيا قررتِ المعاهدة أنْ تحتلَّ قواتُ الحلفاءِ منطقةَ «الراينلاند» ورؤوسَ الجسورِ شرقَ نهرِ [[راين|الراين]] لخمسةَ عشرَ عاماً،<ref>[//en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/ Part_XIV Treaty of Versailles, Article 428.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190308023700/https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part_V | تاريخ= 03 2 يناير 9 }} مؤرشف من الأصل (14-2-2008). اطلع عليه في (3-5-2007).</ref> وإذا لم ترتكبْ ألمانيا أيَّ عدوانٍ، فسيجري انسحابٌ مرحليٌّ؛ يُخلى رأسُ جسر [[كولونيا]] والمنطقةُ الواقعةُ شمالَ نهرِ [[رور (نهر)|الرورِ]] وعلى طوله بعدَ خمسِ سنواتٍ (المنطقة الشمالية من حوض الراين في ألمانيا، [أخليت في العام 1926])، ويخلى رأس الجسر في [[كوبلنتس|كوبلنز]] والأراضي الواقعةُ إلى الشمالِ منهُ بعدَ عشرِ سنواتٍ (المنطقة الوسطى من حوض الراين، [أخليت في العام 1929])، وبعدَ خمسةَ عشرَ عاماً يتمُّ سحبُ ما تبقى منْ قواتِ الحلفاء [أخليت في العام 1930].<ref>[//en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/ Part_XIV Treaty of Versailles, Article 429.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190308023700/https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part_V | تاريخ= 03 2 يناير 9 }} مؤرشف من الأصل (14-2-2008). اطلع عليه في (3-5-2007).</ref> وفي حالِ تراجعت ألمانيا عنِ التزاماتِ المعاهدةِ، يعادُ احتلالِ رؤوسِ الجسورِ على الفور.<ref>[//en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/ Part_XIV Treaty of Versailles, Article 430.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190308023700/https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part_V | تاريخ= 03 2 يناير 9 }} مؤرشف من الأصل (14-2-2008). اطلع عليه في (3-5-2007).</ref> وطبقاً للمواد 42 و43 و44 حُظر على ألمانيا تشييد أي حصونٍ أو صيانتها غربي نهر الراين وحتى الحدود الدولية، وشرقيّه إلى نطاقٍ يمتد في أقصاه حتى خمسين كيلو متراً، {{اقتباس مضمن|وتُعد مخالفة ألمانيا لتلك البنود بأيّ شكلٍ من الأشكال عملاً عدوانياً وإخلالاً بالسلام العالمي}}. بعد انسحاب فرنسا وبلجيكا من منطقة الرور في 25 أغسطس/آب من العام 1925 تداعتِ الدول الأربع ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا إلى اتفاقيةٍ جديدةٍ لتحديد العلاقات، فجاءت [[معاهدة لوكارنو|اتفاقيّاتِ لوكارنو]] (1925) في [[لوكارنو]] لتنص على أنّ بند نزع السلاح في منطقةِ الراينلاند سيبقى سارياً إلى أجلٍ غير مُسمّى.{{sfn|Martin Gilbert and Richard Gott|2000|p= 41}}

وُصفت [[معاهدة لوكارنو|اتفاقيّاتِ لوكارنو]] أو معاهدة لوكارنو بالمهمة باعتبارها موافقةً طوعيّةً من جانب ألمانيا في مقابلِ «إملاءِ ڤرساي».{{sfn|Emmerson|p= 22-23}} وبموجبها تعهدت بريطانيا وإيطاليا بالحفاظ على ترسيم الحدود الألمانية الفرنسية، وصون المنطقة منزوعة السلاح في الراينلاند ضد أيّ انتهاكٍ صارخ،{{sfn|Emmerson|p= 23 & 97}} مع أنه لم يُذكر تحديد واضح لما قد يُعتبر انتهاكاً صارخاً {{إنج|''Flagrant Violation''}}. قررتِ المعاهدة كذلك أنه إذا حاولت ألمانيا مهاجمة فرنسا فإن بريطانيا وإيطاليا مُلزمتان بمساندة فرنسا، وبالمثل إذا هاجمت فرنسا ألمانيا فإن بريطانيا وإيطاليا مُلزمتان بمساندة ألمانيا،{{sfn|Shore, p.|p= 7}} [وهو تطور في موقف الحلفاء جاء بعد الاحتلال الفرنسي-البلجيكي للرور]. وصف المؤرخ الأمريكي چرارد واينبرچ نزع التسلح في الراينلاند بأنه {{اقتباس مضمن|أهم معاهدةِ سلامٍ صُدّق عليها في تاريخ أوروپا}} إذ جعلت هجوم ألمانيا على جيرانها في الغرب أمراً مستحيلاً، فوجود منطقةٍ منزوعةِ السلاح يعني عجز ألمانيا عن الدفاع عن حدودها الغربية، واستحالة إمكانية هجومها على جيرانها في الشرق لأنّ ذلك سيتيح الفرصة أمام فرنسا لشنّ هجوم مضادٍّ مدمّرٍ إذا ماحاولت ألمانيا غزوَ أيّ دولةٍ من الدول الواقعة تحت الحماية الفرنسية بموجب نظام الحلف الفرنسي في أوروپا الشرقية، أو ما دًعي «الحاجز الوقائي» {{إنج|''Cordon Sanitaire''}} مجازاً.{{sfn|Weinberg|1970|p= 239}}
<ref group="هامش">المعنى الحرفي لـ«''Cordon Sanitaire''» (مقتبس من الفرنسية) هو «الطوق الصحي»، ويستخدم على سبيل الاستعارة {{إنج|''Metaphor''}} ليشيرَ بشكلٍ رئيسٍ لـ«الاحتواء الإيديولوجي». وهو نظام التحالفات الذي أقامته فرنسا في أوروپا بعد [[الحرب العالمية الأولى]]، وتمحورت حوله الدبلوماسية الفرنسية فيما بين الحربين، وامتد من فنلندا إلى البلقان، والذي يُطوّق ألمانيا تماماً ويعزل روسيا (الاتحاد السوڤييتي) عن أوروپا الغربية، وهدف إلى تكوين طوقٍ ضاغطٍ على ألمانيا من جهة الشرق بديلٍ عن روسيا، مما أدى إلى عزل دولتين «مريضتين» سياسياً في أوروپا.</ref> أدت دبلوماسية وزير الخارجية الألماني [[جوستاف شتريسمان|چوستاڤ اشترِزِمان]] {{ألمانية|''Stresemann''}} واتفاقيات لوكارنو إلى انفراجٍ في السياسة الأورپية، وانضمام ألمانيا إلى [[عصبة الأمم]] في العام 1926.

أعلن وزير الخارجية الألماني اشترِزِمان في العام 1929 أن ألمانيا ستتوقف عن دفع التعويضات، ولن تُصادق على خطة يونغ (1928) لإعادةِ جدولتها مالم يوافقِ الحلفاءُ أولاً على الانسحاب من الراينلاند بحلول العام 1930. انعقد مؤتمر لاهاي (1929) حول التعويضات الألمانية، وأقرَّ الاقتراح البريطاني بتخفيضها وإخلاء الراينلاند من الجنود الإنجليز والفرنسيين بحلول العام 1930. وبذلك غادر آخرُ جنديٍّ بريطانيٍّ أواخرَ العام 1929 وآخِرُ جنديٍّ فرنسيٍّ في يونيو/حزيران 1930. كانت الراينلاند طيلة فترة احتلالها من قبل الحلفاء تُعد ضماناً للأمن القومي الفرنسي، فمن خلالها يمكن للفرنسيين أن يتصدََوا لأيّ محاولةٍ صريحةٍ من قبلِ ألمانيا لإعادة تسليح الراينلاند عن طريق ضمها لفرنسا. ولكن في اللحظة التي غادر فيها الجنودُ الفرنسيون لم يعد للراينلاند هذا الدور ما فسح الفرصة أمام الألمان لإعادة عسكرتها. وكان قرار فرنسا بتشييد [[خط ماجينو]] {{إنج|''Maginot Line''}} في العام 1929 بمنزلةِ اعترافٍ ضمنيٍّ بأنّ إعادة التسليح الألماني للراينلاند على مستوىً شاملٍ ليست إلا مسألةُ وقتٍ فقط، ومن المرجّح أنّ تبدأ في الثلاثينات،{{sfn|Emmerson|p= 25}}{{sfn|Young|1996|p= 19-21}} لقد أشار «المكتب الثاني» [الاستخبارات العسكرية] في الأركان العامة الفرنسية إلى أنّ ألمانيا كانت تنتهك معاهدة ڤرساي باستمرارٍ على مدى العشرينات مستعينة بالاتحاد السوڤييتي، والمتوقع لها أن تستمر في انتهاكاتها -إنما بشكلٍ صريحٍ فحسب- بعد خلو الراينلاند من القوات الفرنسية{{sfn|Young|1996|p= 21}} (أعلنت ألمانيا النازية في 7 مارس/آذار 1936 عن إعادة تسليح الراينلاند). أدى بناء [[خط ماجينو]] بدوره إلى تقليل أهمية منطقة الراينلاند من وجهة نظر الأمن [القومي] الفرنسي.

في اجتماعٍ لقادة الجيش القيصري {{ألمانية|''Reichswehr''}} برئاسة [[باول فون هيندنبورغ|فون هندنبرچ]] في ديسمبر/كانون الأول من العام [[1918]] (بدأتِ الهدنة في 11-11-1918) تقرر أنّ الهدف الرئيس منذ اللحظة إعادة بناءِ الجيش لشنِّ حربٍ جديدةٍ للفوز بمنزلة «القوة العالمية» التي سعى لها الرايخ الألماني رغم فشله في الفوز بآخر حربٍ له. على مدار العشرينات وحتى مطلع الثلاثينات كان الجيش الألماني يخطط لتدمير فرنسا وحليفتها بولندا، واقتضت هذه الخطط بالضرورةِ إعادة عسكرة الراينلاند. اتخذتِ الحكومة الألمانية عدّة خطواتٍ ممنهجةٍ استعداداً لإعادة العسكرة تلك مثل صيانةِ المعسكرات الحربيةِ [الخاليةِ] بصفةٍ دوريةٍ، وإخفاءِ المعدات العسكرية في مخازنَ سريةٍ، وتشييدِ الأبراج بدعوى مراقبة الحرائق وجباية الجمارك لكن الهدف الحقيقي منها كان تحويلها إلى أبراج مراقبةٍ وصواري بنادقَ رشاشةٍ عند إعادة نشر الجيش على طول جبهة الحرب.{{sfn|Müller, Klaus Jürgen|1987|p= 48}}

==== احتلال الراينلاند ====
{{مفصلة|احتلال راينلاند}}
{{أيضا|راينلاند|احتلال الرور|جمهورية عنق الزجاجة}}
[[ملف:The_Spartacist_Uprising,_January_1919_Q7425.jpg|تصغير|'''مدنيون ألمان ينتظرون التفتيش بحثاً عن أسلحةٍ ناريةٍ''' من قبل جنودٍ بلجيكيين قبلما يُسمح لهم بالمرور فوق جسر أوبركاسل على الراين في [[دوسلدورف]].]]
[[ملف:Bundesarchiv_Bild_102-08810,_Koblenz,_Französische_Soldaten_am_Deutsche_Eck.jpg|يمين|تصغير|'''القوات الفرنسية في [[كوبلنتس|كوبلنز]]''' (1929).<br/>(الأرشيف الاتحادي الألماني).]]
[[ملف:William Rothenstein-The Watch on the Rhine (CWM 19710261-0601).jpeg|تصغير|يمين|'''المراقبة على نهر الراين'''<br />لوحة بريشة ويليام روثنشتاين.]]
[[ملف:Western Germany 1923 ar.png|تصغير|يسار|'''خريطةُ احتلالِ [[راينلاند|الراينلاند]]'''. المنطقةُ الداكنة المُهشّرةُ بخطوطٍ زرقٍ مائلةٍ هيَ منطقةُ حوضِ الرور.<br />المنطقة الفرنسية (الزرقاء) بما فيها المنطقة الأمريكية سابقاً
- المنطقة البلجيكية (الصفراء)
- المنطقة البريطانية (البنية)
- منطقة الرور (المُهشّرة) احتلت من قبل فرنسا وبلجيكا (23-1925)
- منطقة السار (الخضراء) احتلتها فرنسا وأدارتها تحت مظلة عصبة الأمم.]]

أواخرَ العام [[1918]] دخلتِ القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والبلجيكية منطقة الراينلاند لفرض الهدنة.{{sfn|Martel|1999|p= 18}} قبل توقيع المعاهدة كان قوام قوة الاحتلال حوالَيْ أربعين ألفاً وسبعمئة ألف (740,000) رجلٍ،{{sfn|Pawley|2008|p= 84}}{{sfn|Liverman|1996|p= 92}}{{sfn|Pawley|2008|p= 2}}{{sfn|Collar|2012|p= 78}} وبعد التوقيع انخفض العدد بشكلٍ كبيرٍ حتى بلغ عديدها بحلول العام [[1926]] ستة آلافٍ وسبعين ألف (76,000) مقاتلٍ فحسب.{{sfn|Pawley|2008|p= 117}} وخلال جانبٍ من مفاوضات العام [[1929]] التي أضحت «خطة يونغ» تفاوض اشترِزِمان وأريستيد برياند على الانسحاب المبكر لقوات الحلفاء من الراينلاند.{{sfn|Mommsen|Foster|1988|p= 273}} وفي 30 يونيو/حزيران من العام [[1930]] بعد تبادل الخطب وإنزال الأعلام انسحبتِ القوات الأخيرة للاحتلال الأنجلو-فرنسي-بلجيكي من ألمانيا.{{sfn|Pawley|2008|pp= 181–182}}

احتفظت [[بلجيكا]] بقوة احتلالٍ قوامها حوالي عشرة آلاف (10,000) جنديٍّ خلال السنوات الأولى ومقر قيادتها في [[آخن]]،{{sfn|Liverman|1996|p= 92}} ثم انخفض هذا العدد إلى 7,102 بحلول العام [[1926]]، واستمر في الانخفاض نتيجة التطورات الدبلوماسية.{{sfn|Pawley|2008|p= 117}}{{sfn|Jacobson|1972|p= 135}}

دخل الجيش البريطاني الثاني البالغ قوامه خمسة وسبعون ألفاً ومئتا ألف (275,000) جنديٍّ ألمانيا أواخرَ العام [[1918]].{{sfn|Pawley|2008|p= 2}} وفي مارس/آذار من عام [[1919]] دعيت هذه القوة باسم «جيش الراين البريطاني» (''BAOR'') ومقر قيادتها [[كولونيا|قلونيا]]، ثم تضاءل العدد الإجمالي لهذه القوات بسرعةٍ إذ سُرّح الجنود القدامى واستبدل بهم جنودٌ عديمو الخبرة أكملوا تدريبهم الأساسي بعد توقف الأعمال القتالية.{{sfn|Williamson|2017|pp= 19, 245}} بلغ «جيش الراين البريطاني» بحلول العام [[1920]] من 40,594 رجلاً فقط، وفي العام التالي خُفّض عديده إلى 12,421 مقاتلٍ، وتذبذب حجمه خلال السنوات التالية، لكنه لم يتخطَّ أبداً تسعة آلاف رجلٍ.{{sfn|Edmonds|1943|p= 147}} لم يلتزمِ البريطانيون بجميع عملياتِ الانسحاب الإلزامي من الأراضي كما تمليه معاهدة ڤرساي بسبب عدم وفاء ألمانيا بالتزاماتها التعاهدية.{{sfn|Williamson|2017|pp= 246–247}} ومع أنه بُحثَ في الانسحاب الكامل، إلا أنه رُفض لصالح البقاء لمواصلة الجهود لكبح الطموحات الفرنسية ومنع إنشاء جمهورية راينلاند المستقلة.{{sfn|Pawley|2008|p= 94}}

[[ملف:Bundesarchiv Bild 183-R09876, Ruhrbesetzung.jpg|تصغير|يمين|الاحتلال العسكري الفرنسي-البلجيكي لمنطقة الرور، والذي أدى إلى انسحاب القوات الأمريكية من الراينلاند.<br/>جندي فرنسي (إلى اليمين) يواجه مدنياً (إلى اليسار) فيما يتجه جندي ثانٍ نحوهما.<br/>(الأرشيف الاتحادي الألماني).]]

كان جيش الراين الفرنسي في البداية بقوام خمسين ألفاً ومئتي ألف (250,000) مقاتلٍ، بما في ذلك -في ذروته- أربعين ألفاً (40,000) من القوات الاستعمارية الإفريقية [التي شكلت فيما بعد «الفيلق الاستعماري» (الإفريقي)] {{فرن|''Troupes Coloniales''}}. وبحلول العام [[1923]] انخفضت قوة الاحتلال الفرنسية -ومقر قيادتها في [[ماينتس|ماينز]]- إلى ما يقرب من ثلاثين ألفاً ومئة ألف (130,000) رجلٍ، بما في ذلك 27,126 جنديٍّ إفريقيٍّ.{{sfn|Collar|2012|p= 78}} بلغ تعداد القوات ذروته مرةً أخرى خمسين ألفاً ومئتي ألف (250,000) أثناء احتلال الرور قبلما يتناقص إلى ستين ألفاً (60,000) بحلول العام [[1926]].{{sfn|Pawley|2008|p= 117}}{{sfn|McDougall|1978|p= 155}} اعتبر الألمان استخدام القوات الاستعمارية الفرنسية عملاً متعمَّداً بهدف الإذلال، واستغلوا وجودها في حملةٍ دعائيةٍ أطلق عليها «العار الأسود» {{ألمانية|''Die schwarze Schmach''}} استمرت طوال العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، ولكن شهدت ذروتها في عاميْ 1920 و1921. أوردت مذكرة الحكومة الألمانية -على سبيل المثال- في العام [[1921]] بالتفصيل ثلاثمئة (300) عمل عنفٍ من قبل القوات الاستعمارية تضمنت ستين وخمس (65) جرائمِ قتلٍ، وسبعين ومئة (170) جريمةٍ جنسيةٍ. أبلغ الجنرال هنري توريمان ألين قائدُ القوات الأمريكية وزيرَ الخارجية الأمريكي أنه منذ بدء الاحتلال وحتى يونيو/حزيران من العام [[1920]] كان ثمة ستون وست (66) حالات اتهامٍ رسميةٍ ضد القوات الاستعمارية الملونة، من بينها عشرون وثمانية (28) إداناتٍ، واعترف بوجود ستين حالةٍ أخرى غير مبلغٍ عنها.<ref name=":0">{{استشهاد بخبر
| مسار = https://timesmachine.nytimes.com/timesmachine/1921/02/20/112671939.pdf
| عنوان = Finds Negro troops orderly on Rhine
| تاريخ = 20 فبراير 1921
| عمل = The New York Times
| اقتباس = Undoubtedly many cases have occurred where many girls or women have been assaulted by of the French colored Colonial troops...cases which were not included in official figures...natural desire to keep out...
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200412050142/https://timesmachine.nytimes.com/timesmachine/1921/02/20/112671939.pdf | تاريخ أرشيف = 12 أبريل 2020 }}</ref> بيد أن الإجماع التاريخي على أن الاتهاماتِِ مُبالغٌ فيها لأغراضٍ سياسيةٍ ودعائيةٍ، وأن أفراد القواتِ الاستعماريةَ [الإفريقيةَ] أبدَوا سلوكاً أفضلَ بكثيرٍ من نظرائهم البيض.{{sfn|Collar|2012|p= 78}} يقدر أن نحو خمسمئةٍ إلى ثمانمئةٍ (500-800) من أطفال «سِفاح راينلاند»<ref group="هامش">طفل سِفاح راينلاند {{إنج|''Rhineland Bastard''}} لقب أطلق على الأولاد الذين ولدوا نتيجة علاقاتٍ خارج الزواج مع أفراد القواتِ الاستعماريةِ الإفريقيةِ. يُذكر أن تقرير القائد العام الأمريكي أورد: "مما لا شك فيه أن حالاتٍ كثيرةً جرى فيها الاعتداء على فتياتٍ ونسوةٍ من قبل القوات الاستعمارية الفرنسية الملونة ... حالاتٍ لم يجرِ تضمينها في الأرقام الرسمية ... رغبةً طبيعيةً في الابتعاد ...". انظر المرجع الأخير.</ref> وُلدوا نتيجة المعاشرة ما بين ألمانياتٍ وأفراد القوات الاستعمارية، والذين تعرضوا لاحقاً للاضطهاد.{{sfn|Appiah|Gates|2005|p= 781}}

تشكل الجيش الثالث الأمريكي من القوة الموجودة في ألمانيا بعديد مئتي ألف 200,000 رجلٍ ومقر قيادته في [[كوبلنتس|كوبلنز]]. وفي يونيو/حزيران من العام [[1919]] سُرّح هذا الجيش وتقلصت قوة الاحتلال الأمريكية إلى خمسةَ عشرَ ألفاً (15,000) بحلول العام [[1920]].{{sfn|Baker|2004|p= 21}}{{sfn|Pawley|2008|p= 84}} قبل تنصيب «وارن جي هاردينغ» رئيساً في 4 مارس/آذار من العام [[1921]] خفض ويلسون الحامية إلى خمسمئةٍ وستة آلاف 6500 رجلٍ،{{sfn|Pawley|2008|p= 84}} لكن بعد الاحتلال الفرنسي-البلجيكي لمنطقة الرور في 7 يناير/كانون الأول من العام [[1923]] أصدر مجلس الشيوخ الأمريكي تشريعاً لسحب القوة المتبقية،{{sfn|Mommsen|Foster|1988|p= 129}}{{sfn|Pawley|2008|p= 87}} وبدأتِ الحامية الأمريكية مغادرتها للراينلاند في 24 يناير/كانون الأول من العام [[1923]]، وأتمت انسحابها في أوائل فبراير/شباط وسلمت منطقتها للفرنسيين.{{sfn|Nelson|1975|pp= 251–252}}

=== المنظمات الدولية ===
[[ملف:The Gap in the Bridge.png|تصغير|'''فجوة الجسر''': جسر عصبة الأمم الذي صممه الرئيس الأمريكي (اللافتة)، فيما العم سام يسترخي وقد نزع حجر التاج (أمريكا) من القنطرة إلماحاً إلى جعل العصبة عقيماً.<br />
----
رسم ساخر يهزأ من عدم انضمام أمريكا للعصبة (10 ديسمبر/كانون الأول العامَ 1920).]]
{{مفصلة|عصبة الأمم|ميثاق عصبة الأمم}}

[[ملف:LN member states animation.gif|تصغير|يمين|350 بك|'''العالم (20-1945)''': عصبة الأمم عبر تاريخها. الداكن: دول أعضاء. الرمادي: دول خارج المنظمة. الأزرق؛ مستعمرات. البرتقالي: دول الانتداب.]]
خُصّصَ الجزءُ الأولُ منَ المعاهدةِ -إضافةً إلى جميعِ المعاهداتِ اللاحقةِ الموقعةِ معَ دولِ المركزِ- لميثاقِ [[عصبة الأمم]] الذي نصَّ على إنشاءِ العصبةِ، وهي منظمةٌ دوليةُ الصفةِ مهمتها التحكيمُ في النزاعاتِ الدوليّة (الجزء الأول)،<ref>[//en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/ Part_I Treaty of Versailles.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190308023700/https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part_V | تاريخ= 03 2 يناير 9 }} مؤرشف من الأصل (14-2-2008). اطلع عليه في (3-5-2007).</ref> ونظمَ الجزءُ الثالثَ عشرَ تأسيسَ [[منظمة العمل الدولية]] لتنظيمِ ساعاتِ العملِ، بما في ذلكَ الحدُّ الأقصى ليومِ العملِ وأسبوعهِ، وتنظيمِ عرضِ العملِ {{إنج|''Labour Supply''}}، والحمايةِ منَ البطالةِ، وتوفيرِ أجرٍ معيشيٍّ، وحمايةِ العاملِ منَ الأمراض والعلل والإصاباتِ الناجمةِ عنْ عملهِ، وحمايةِ الأطفالِ والشبابِ والنساءِ، والتوفيرِ لأجلِ الشيخوخةِ والإصابةِ، وحمايةِ مصالحِ العمّالِ عندَ العملِ خارجَ بلدِهم، والاعترافِ بمبدأ حريّةِ تكوينِ الجمعياتِ، وتنظيمِ التعليمِ المهنيِّ والتقانيِّ، وتدابيرَ أخرى<ref>[//en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/ Part_XIII Treaty of Versailles, preamble and Article 388.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190308023700/https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part_V | تاريخ= 03 2 يناير 9 }} مؤرشف من الأصل (14-2-2008). اطلع عليه في (3-5-2007).</ref> كما دعتِ المعاهدةُ الموقعينَ إلى التصديقِ على اتفاقيّةِ «الأفيونِ» الدولية.<ref>[//en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/ Part_X Treaty of Versailles, Article 295.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190308023700/https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part_V | تاريخ= 03 2 يناير 9 }} مؤرشف من الأصل (14-2-2008). اطلع عليه في (3-5-2007).</ref>

=== الاستعمار والانتداب ===
{{مفصلة|الاستعمار|الانتداب}}
{{اقتباس|'''''تجنباً لسوء السمعة المتزايد للإمبريالية لم تعد هذه المناطق تدعى «مستعمرات» بل «انتدابات» لضمان تقدم الشعوب المتخلفة التي تكرّمت باستلامها قوىً إمبريالية'''''|<br />إيريك هوبزباوم: عصر التطرفات، القرن العشرون الوجيز/ ص 84.}}

لم تكنِ المستعمراتُ الألمانيةُ كثيرةً، فقد أتمتْ [[ألمانيا]] توحُّدها عامَ [[1871]]م، ودخلتِ السباقَ الاستعماريَّ متاخرةً، وكان من أسبابِ قيامِ الحربِ المنافسةُ الألمانيةُ لإنشاءِ إمبراطوريةٍ استعماريةٍ فيما وراء البحار في وقتٍ كانَ العالمُ فيهِ قدِ اقتُسمَ، أما المستعمراتُ الألمانيةُ القليلةُ فقدِ استوليَ عليها أثناء الحربِ لحرمان ألمانيا من مواردها، ولكن سُوّيَ وضعُها قانونياً بموجبِ معاهدة ڤرساي. طالبتِ المادة 119 من المعاهدة ألمانيا بالتخلي عن السيادة على المستعمرات السابقة، وحوّلتِ المادة 22 من ميثاق [[عصبة الأمم]] تلك الأراضي إلى العصبة التي وزعتها على دول الحلفاءِ بناءً على نظامِ [[انتداب|الانتدابِ]] {{إنج|''Mandate''}}.<ref name="مولد تلقائيا3">{{استشهاد بكتاب |سنة= 1924 |سنة النشر الأصلية= 1924 |الفصل= Article 22|عنوان= The Covenant of the League of Nations |العنوان الأجنبي= ميثاق عصبة الأمم| لغة= en }} مؤرشف من الأصل في 19 مايو 2019. اطلع عليه بتاريخ 20 أبريل 2009.</ref>

صاغ نظامَ الانتدابِ «مجلسُ العشرة» في 30 ينايرَ/كانونَ الأول من العام [[1919]]، وأحيلَ من بعدُ إلى عصبة الأمم. وُجدتْ أربعَ عشرةَ منطقةَ انتدابٍ وُزّعت على سبع دولٍ بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وجنوب إفريقيا ونيوزيلندا وأستراليا واليابان. نُظمتِ الانتداباتُ وفقاً للمادة 22 من ميثاق العصبة بحيث تشرف لجنة الانتداب الدائمة في عصبة الأمم على تنظيم استفتاءاتٍ عامةٍ في المناطق المتنازَع عليها فقط ليقرر شعبها إلى أي بلدٍ ينضم،<ref group="هامش">طالب الأمير فيصل بن الحسين ممثل [[مملكة الحجاز]] بلجنةٍ لاستطلاع رغبات الشعب في سوريا الطبيعية (بلاد الشام) وأجهضها الحلفاء (بريطانيا وفرنسا على الخصوص وسايرتهما إيطاليا)، وبالنتيجة لم يشارك بها سوى الأمريكان ([[لجنة كينغ - كراين]])، وقد قدمت إلى سوريا وجالت في عدة مدنٍ في كلٍّ من فلسطين وشرق الأردن وسوريا (واستقبلت وفوداً من لبنان لأن السلطة العسكرية الفرنسية منعتها من زيارة لبنان)، واستمعت إلى مطالبِ الشعب ورغباته من سياسيين ووفودٍ شعبيةٍ وجاء تقريرها -الذي نشر عام 1922- مؤكداً على الرغبة الشعبية الساحقة بالاستقلال.</ref> وقد صُنفت في ثلاثة أنواعٍ متدرجةٍ من الانتداب:
<ref name="مولد تلقائيا3" />
* '''انتدابات (أ)''': وتنطبق على أجزاءٍ من الدولةِ العثمانيةِ القديمة، وهي المجتمعات التي:
:«... وصلت إلى مرحلةٍ من التطور بحيث يمكنها القيام كدولٍ مستقلةٍ معترفٍ بها، وتخضع بصورةٍ مؤقتةٍ للمساعدة والنصح الإداري من قبل الانتداب إلى أن يحين الوقت الذي تصبح فيه قادرةً على النهوض وحدها، وتكون رغبات هذه المجتمعاتِ هي العامل الرئيس في اختيار الدولةِ المنتدَبة [وهو مالم يُراعَ في كلا بلاد الشام والعراق].» (المادة 22).

: اعتبرت هذه الدول مستقلةً ولكنها ستخضع لسلطةٍ إلزاميةٍ حتى بلوغها مرحلة النضج السياسي.<ref name="مولد تلقائيا17"/>
* '''انتدابات (ب)''': وتنطبق على المستعمرات الألمانيّةِ السابقةِ التي تتحمل عصبة الأمم مسؤوليتها بعد الحرب العالمية الأولى. والتي توصف بأنها «الشعوب» التي:
:«... يتوجّب وجود دولةٍ منتدَبةٍ مسؤولةٍ عن إدارة أراضيها -بشرط ضمان حرية الضمير والدين- للحفاظ على النظام العام والآداب العامة، وحظر الانتهاكات مثل تجارةِ العبيد، والاتّجار بالأسلحةِ والخمور، ومنع إقامةِ تحصيناتٍ أو قواعدَ عسكريةٍ وبحريةٍ والتدريب العسكري للمواطنين لأغراضٍ أخرى غير الشرطة والدفاع عن أراضيها، وتأمين تكافؤ فرصٍ للتجارةِ مع باقي الدول الأعضاءِ في عصبة الأمم.» (المادة 22).
* '''انتدابات (ج)''': وتشمل جنوب غرب إفريقيا (ناميبيا) وبعض جزر جنوب المحيط الهادي، والتي تديرها الدول الأعضاء في عصبة الأمم، وصنّفت على أنها «الأراضي» التي:
:«... بسبب تناثر سكانها، أو صغر حجمها، أو بعدها عن مراكز الحضارة، أو المتواصلة جغرافياً مع أراضٍ للدولة المنتدَبة، أو لظروفٍ ما أخرى يُفضل أن تدار وفقاً لقوانين الدولة المنتدَبة على أجزاءٍ لاتتجزأ من أراضيها مع مراعاة الضمانات المذكورة أعلاه لصالح السكان الأصليين.» (المادة 22).
{|class="wikitable"
!المستعمراتُ الألمانيّةُ شرقَ [[إفريقيا]] {{ألمانية|''Deutsch-Ostafrika''}}
!colspan=8|المستعمراتُ الألمانيّةُ جنوبَ [[إفريقيا]] {{ألمانية|''Deutsch-Südafrika''}}
!colspan=8|المستعمراتُ الألمانيّةُ غربَ [[إفريقيا]] {{ألمانية|''Deutsch-Westafrika''}}
|-
|* [[تنچانيقا]]: استولتْ عليها بريطانيا 1922، (استقلتْ (1961) وبعدَ ضمها «سلطنةَ زنجبارَ» (1964) أصبحتْ [[تنزانيا]]).
* رواندا-أوروندي (1885-1917): حالياً دولتا «رواندا» و«بوروندي»، واستولتْ عليهما [[بلجيكا]].
|colspan=8|* [[ناميبيا]] حالياً (باستثناء خليج والفيس البريطاني) ضمتها دولةُ جنوبِ إفريقيا، استقلتْ ([[1990]]م).
* جزءٌ من «بوتسوانا»: ضمّته بريطانيا.
* مثلثُ «كيونجا»: احتُلّ أثناءَ الحربِ، وضُمَّ (1920) إلى مستعمرةِ "[[موزمبيق]]" التابعةِ [[البرتغال|للبرتغالِ]].
|colspan=8|* الكاميرون الألمانية (1884-1914) {{إنج|''Cameroon''}}: كان [[ألمانيا|الألمان]] هم من أطلقوا اسم "الكاميرون"، قسمتْ الكاميرونُ إلى جزءٍ فرنسيٍّ أضحى فيما بعدُ "الكاميرون" {{فرن|''Cameroun''}}، وجزءٍ بريطانيٍّ قسِّم لاحقاً إلى قسمينِ: أحدُهما انضمَّ إلى [[نيجيريا]] والآخرُ إلى [[الكاميرون]].
* توچولاند (1884-1914): فُسمت إلى قسمين جزءٌ بريطانيٌّ {{ألمانية|''Ghana-Westteil''}} انضمَّ إلى [[غانا]] (1957)، وجزءٌ فرنسيٌّ أصبحَ جمهوريّةَ «[[توغو|توچو]]».
|}

[[ملف:Wn21-19.jpg|تصغير|يمين|'''الجنود اليابانيون على تخومِ مستعمرةِ «تسينغتاو»''' تمهيداً لاحتلالها أواخرَ 1914.]]

[[ملف:Colonial Africa 1913 Germany map.svg|تصغير|يسار|'''المستعمراتُ الألمانيّةُ في [[إفريقيا]]'''، (1884-1920). الحدود السياسية هي حدود المناطق التي تستعمرها الدول الأوروبية.]]

[[ملف:Two gents, General&#039;s Botha and Smuts.jpg|تصغير|يمين|'''الفيلدمارشال سموتس''' يميناً (يوليو/تموز 1919)، رئيس وزراء جنوب إفريقيا (3-9-1919 إلى 30-6-1924)، (5-9-1939 إلى 4-9-1948). أحد مقترحي عصبة الأمم وصاحب فكرة الانتداب.]]

[[ملف:Map of the German Empire - 1914.PNG|تصغير|'''الإمبراطوريةُ الألمانيةُ ([[1914]]م)'''.]]

وأعطيتِ [[اليابان]] جزرَ [[المحيط الهادئ|المحيطِ الهادي]] الألمانيةَ شمالَ [[خط الاستواء]] وهيَ [[جزر مارشال]] و[[كارولينا (توضيح)|كارولينا]] عدا [[غوام]] و[[ماريانا]]، وكذلكَ ميناءَ «[[تشينغداو|تشينجداو]]» أو «تسينغتاو» {{ألمانية|''Tsingtau''}} في شبهِ جزيرةِ [[شاندونغ]] شرقيَّ الصينِ [حصلت ألمانيا عليها عامَ 1898 منَ الصينِ بموجبِ عقدِ إيجارٍ، واحتلتها اليابان أواخرَ 1914]. وأخذتْ [[أستراليا]] الجزرَ جنوبَ خطِّ الاستواءِ وشرقَ [[غينيا الجديدة]] [«بابوا غينيا» حالياً] ماعدا [[ساموا]] الألمانيةِ التي آلت إلى [[نيوزيلندا]]، كما حازَت بريطانيا [[ناورو]].

كانتِ الروحُ التي سادت مؤتمرَ باريسَ وأنتجت معاهدةَ ڤرساي روحاً متعصبّةً منَ القرنِ التاسعَ عشرَ تدورُ في فلَكِ «[[مركزية أوروبية|المركزيةِ الأوروبيةِ]]» {{إنج|''European Centralism''}} وتؤمنُ بتفوقِ «[[عرق أبيض|العرق الأبيض]]» واستعمار الشعوب الأخرى، ولمْ تكُ الادّعاءاتُ حولَ [[حق تقرير المصير]] وفسحِ المجالِ أمامَ الشعوبِ المقهورةِ لعرضِ مطالبِها لِتخصَّ سوى الشعوبِ الأوروبيةِ لا يُستثنى من هذا سوى ويلسونَ والأمريكانِ،<ref group="هامش">كانَ من مصلحةِ [[الولايات المتحدة|الولايات المتحدة الأمريكية]] تحررُ المستعمراتِ لفتحِ أسواقٍ جديدةٍ أمام البضائعِ الأمريكيّةِ.</ref> وبالرّغم من دعوةِ أطرافٍ كثيرةٍ من أنحاءِ العالمِ لحضورِ المؤتمرِ إلا أنَّ المفاوضاتِ بشأنِ العالمِ خارجَ أوروپا تمخّضتْ في النهايةِ عن إعادةِ توزيعِ المستعمراتِ، وكانتِ [[مملكة الحجاز|المملكة الحجازية الهاشمية]] مع دولِ الدومنيون الأربع المشاركةِ في الحرب الدولَ الوحيدةَ غيرَ الأوروپية التي نالت اعترافاً دولياً نتيجة اشتراكِها في المؤتمر وتوقيعِها على المعاهدة، لكنْ كانَ لا بدَّ من حلِ مشكلةٍ تتعلقُ ب[[قانون دولي|القانون الدولي]] وتتلخصُ في أنَ انتقالَ حيازةِ مستعمرةٍ من دولةٍ إلى أخرى تقتضي تعويضاً،<ref group="هامش">كانتِ النظرةُ العامّةُ إلى المستعمراتِ على أنها ممتلكاتٌ وحسبْ.</ref> وبالتالي فالتخلي عنها -نتيجةَ حربٍ مثلاً- يَفترضُ أنْ يُقيَّمَ ويُدرجَ ضمنَ [[تعويضات الحرب العالمية الأولى|التعويضاتِ المترتبةِ]] على الطرفِ [[خسارة|الخاسرِ]]، وهنا واجهتِ الحلفاءَ مشكلةٌ قانونيّةٌ فإذا قُوِّمتِ المستعمراتُ وأدخلتْ ضمنَ التعويضاتِ فإنَّ ألمانيا، و[[الدولة العثمانية]] خاصّةً لن يتوجّبَ عليهما دفعُ مبالغَ كبيرةٍ بلْ ربما لاتدفعانِ شيئاً، وتضيعُ مكاسبُ ماديّةٌ معتبرةٌ على الحلفاءِ لا سيّما وأنهم جميعاً -خلا [[الولايات المتحدة|الولايات المتحدة الأمريكية]]- خرجوا من الحربِ على شفيرِ الإفلاسِ.{{sfn|فؤاد مفرج|1933|P= 12}}

وُلدَ الحلُّ على يدِ «سموتس» {{إنج|''Smuts''}} عضوِ وفدِ [[جنوب إفريقيا]]، فاستناداً ل[[حق تقرير المصير]] الذي غدا أحدَ أهدافِ مؤتمر پاريسَ للسلام فإنَّ على الدولِ المنتصرةِ أن تدرّبَ الشعوبَ التي كانتْ تحتَ سيطرةِ ألمانيا و[[الدولة العثمانية]] على إدارةِ شؤونها ورعايةِ مصالحها وتأخذَ بيدِها من أجلِ نيلِ استقلالِها الناجزِ، وبذا وُلدَ مبدأ [[انتداب|الانتداب]] أي انتدابُ إحدى الدولِ المنتصرةِ لتدريبِ شعبِ إحدى المستعمراتِ على حكمِ نفسهِ بنفسهِ، ولكيْ يكونَ الأمرُ مُقنَّناً من ناحيةِ [[قانون دولي|القانون الدولي]] فقدِ اشْتُرطَ أنْ يكونَ ذلكَ بموافقةِ [[عصبة الأمم]] التي شكلت -من بعدُ- لجنةً للإشرافِ على حسنِ إدارةِ الدولةِ المنتدّبةِ دُعيَت [[انتداب|لجنةَ الانتداباتِ]] كانتْ تستمعُ إلى تقريرٍ نصفِ سنويٍّ مُعَدٍّ من قبلِ دولةِ الانتدابِ عن سيرِ عمليَّةِ [[انتداب|الانتداب]]، وكانَ ذلكَ يجري عادةً من دونِ أن يكونَ لأي هيئةٍ وطنيةٍ رأيٌ أو مشاركةٌ في وضعِهِ.{{sfn|فؤاد مفرج|1933|P= 12}}

بيّنَ وزيرُ خارجيةِ [[الولايات المتحدة|الولايات المتحدة الأمريكية]] [[روبرت لانسينغ|روبرت لانسينچ]] عضوُ الوفدِ الأمريكيٍّ لمفاوضاتِ السلام أنَّ نظامَ الانتداب الذي ينصُّ على منحِ عصبةِ الأممِ للدولِ المنتصرةِ صكوكَ [[انتداب]]ٍ على الشعوبِ [[تحرر|المُحرَّرّةِ]] -لمساعدتِها على النهوضِ وتأسيسِ دولٍ وأنظمةٍ حديثةٍ- كانَ بكلِّ بساطةٍ وسيلةً أرْستّها [[دولة عظمى|القوى العظمى]] المنتصرةُ (عدا الولاياتُ المتحدةُ التي لم تشاركْ في [[عصبة الأمم]]) لتخفيَ تقاسُمَها لغنائمِ [[الحرب العالمية الأولى|الحربِ]]، فإذا تمَّ الاستيلاءُ على أراضي العدوِّ بصورةٍ مباشرةٍ، فإنَّ قيمةَ هذهِ الأراضي -في ظلِّ القوانينِ الدوليةِ- ستكونُ بديلاً لادّعاءاتِ الحلفاءِ بالمطالبةِ [[تعويضات الحرب العالمية الأولى|بتعويضاتٍ]] عن خسائرِ الحربِ أو عن جزءٍ منها. وضّح لانسينچ أيضاً أنَّ الجنرالَ جان سموتس هو صاحب المفهومِ الأصليِّ [[انتداب|للانتدابِ]]،
<ref group="هامش">أعرب لانسينغ عن رأيه كما يلي: «إذا كان المدافعون عن النظام [الانتداب] يعتزمون من خلال إنفاذه تلافي ظهور الاستيلاء على أراضي العدو كغنائم حربٍ، فقد كانت حيلةً لم تخدع أحداً. وبدا واضحاً منذ بداية البداية {{إنج|''from the very first''}} أن الدول -التي كانت ستحصل بموجب الممارسة القديمة [أي الاستعمار] على السيادة على أراضٍ محتلةٍ معينةٍ- لن تُحرم من تفويضها على تلك الأراضي. لربما تحتفظ عصبة الأمم في [نظام] الانتداب بحق الإشراف على الإدارة وحتى إلغاء السلطة، لكن هذا الحق سيصبح اسمياً وذا قيمةٍ حقيقيةٍ ضحلةٍ -اللهم إن وُجدت- عندما يكون الانتداب لإحدى القوى العظمى -وكما سيغدو دونما ريب-، والاستنتاج الذي يكاد لا يُقاوم هو أن أبطال النظرية رأوا فيها وسيلةً لإلباس عصبة الأمم -من غير فائدةٍ بيّنةٍ- وبما يسوغ ل[وجود] العصبة بجعلها الوصي على الشعوب غير المتحضرة وشبه المتحضرة والوكيل الدولي لمراقبة ومنع أي انحرافٍ عن مبدأ المساواة في التنمية التجارية والصناعية للأقاليم المنتَدَب عليها.<br />
قد يبدو من المدهش أن القوى العظمى أعطت باستعدادٍ كبيرٍ دعمها للنظام الجديد للحصول على سيطرةٍ محدودةٍ -ظاهرياً- على الأراضي المحتلة، ولم تسعَ للحصول على السيادة الكاملة عليها. ليس من ضرورةٍ لأن نتحرى بعيداً عن سببٍ كافٍ وعمليٍّ للغاية، فإذا قُسّمتِ الممتلكات الاستعمارية لألمانيا -بموجب الممارسة القديمة- بين القوى المنتصرة وجرى التنازل عنها مباشرةً لجهة السيادة الكاملة، فلربما طالبت ألمانيا -وعن حقٍّ- بتطبيق قيمة مثل هذه التنازلات الإقليمية على أي تعويضات حربٍ يحق لتلك القوى [المنتصرة] الحصول عليها. من ناحيةٍ أخرى من المفروض في [عملية] توزيع الانتداباتِ أن تقومَ عصبة الأمم بذلك لصالح سكان المستعمرات، وستُقبل الانتداباتُ من قبل القوى [المنتصرة] [على سبيل] الواجبٍ، وليس بغية الحصول على ممتلكاتٍ جديدةٍ. وهكذا فقدت ألمانيا -في ظل نظام الانتداب- أصولَها الإقليمية -والتي ربما كانت خفّضت تخفيضاً كبيراً ديونَها المالية للحلفاء- فيما حصل هؤلاء [الحلفاء] على الممتلكات الاستعمارية الألمانية من دون فقدان مطالباتهم بالتعويض. عمل الإيثار الظاهر لنظام الانتداب -في التطبيق الفعلي- لصالح المصالح الأنانية والمادية للقوى التي قبلت الانتدابات. والأمر نفسه يمكن أن يقال عن تقطيع أوصال تركيا. ولذلك لا ينبغي أن يكون مفاجئاً أن الرئيس [ويلسون] وجد معارضةً ضئيلةً مقابل تبني نظريته، أو -لكي نكون أكثر دقةً- لنظرية سموتز من جانب رجال الدولة الأوروبيين.» (انظر: لانسينغ، 1921).</ref> يقولُ أحدُ المختصيّنَ في [[قانون دولي|القانون الدولي]]:{{sfn|فؤاد مفرج|1933|P= 12}}
{{اقتباس خاص|لو أرادتْ دولُ الحلفاءِ الاستيلاءَ على ممتلكاتِ الدولِ الوسطى [أيْ دولِ المركزِ] وحليفاتِها وضمِّها إلى ممتلكاتِها الخاصّةِ «كمستعمراتٍ» لكانَ عليها إذْ ذاكَ حسمُ قيمةِ تلكَ المستعمراتِ والممتلكاتِ المستوْلَى عليها من أصلِ قيمةِ التعويضاتِ التي فرضتْها على الأعداءِ، ولكنَّها بفضلِ النظامِ الجديدِ الذي أبرزهُ الجنرالُ سمطس [سموتس]... تمكنت من تحاشي ذلكَ.}}

{|class="wikitable"
!تاريخ
!colspan=8| مقارنة [[الدولة العثمانية]] قبلَ [[معاهدة سيفر|معاهدةُ سيفرَ]] عامَ [[1920]]م، وبعدها، وحالياً<br />[[ميل مربع|ميلٌ مربعٌ]] ([[كيلومتر مربع|كم²]])
|-
!1914
!colspan=8| '''الدولة العثمانيةُ''' {{حول|1,589,540|sqkm|sqmi|abbr=on|order=flip}}
|-
!1920 بموجبِ [[معاهدة سيفر]] وحدودِ [[احتلال عسكري|الاحتلال]] عقبَ [[الحرب العالمية الأولى]] <br />
|'''الدولة العثمانيةُ''' <br />{{حول|453,000|sqkm|sqmi|abbr=on|order=flip}}
|'''أرمينيا''' <br /> {{حول|160,000|sqkm|sqmi|abbr=on|order=flip}}
|[[بلاد الشام|'''سوريا الطبيعيّةُ''']] بما فيها [[لبنان|'''لبنانُ''']] [[فلسطين|و'''فلسطينُ''']] [[الأردن|و'''شرقُ الأردنِ''']] و[[الأقاليم السورية الشمالية|الأقاليمِ السوريّةِ الشماليّةِ]]<br />{{حول|350,000|sqkm|sqmi|abbr=on|order=flip}}
|'''[[العراق]]''' <br />{{حول|370,000|sqkm|sqmi|abbr=on|order=flip}}
|'''[[مملكة الحجاز]] الهاشمية''' <br />{{حول|260,000|sqkm|sqmi|abbr=on|order=flip}}
|'''[[منطقة عسير|عسير]]''' <br />{{حول|91,000|sqkm|sqmi|abbr=on|order=flip}}
|'''[[اليمن]]''' <br />{{حول|190,000|sqkm|sqmi|abbr=on|order=flip}}
|-
!حالياً <br />
|'''[[تركيا]]''' {{حول|780,580|sqkm|sqmi|abbr=on|order=flip}}<br />
(بعدما أضيفَ لها «[[الأقاليم السورية الشمالية|الأقاليمُ السوريّةُ الشماليّةُ]]»<br /> (غيرُ معروفةٍ بدقةٍ لكن تقدرُ تقريباً بحواليْ 50,000 كم²) عامَ [[1920]]م،<br /> و«[[لواء إسكندرون|لواءُ اسكندرونَ]]» (4800 كم²) [[سنة|عامَ]] [[1939]]م).
|'''أرمينيا''' <br /> لمْ تُقرَّها معاهدةُ لوزان عامَ [[1923]]م.
|'''[[سوريا]]''' الحاليةُ (اقتطعَ منها "[[الأقاليم السورية الشمالية|الأقاليمُ السوريّةُ الشماليّةُ]]"، وعامَ 1939م «[[لواء إسكندرون|لواءُ اسكندرونَ]]» 4800 كم²)<br />{{حول|185,180|sqkm|sqmi|abbr=on|order=flip}}؛ <br />و[[لبنان|'''لبنانُ''']] {{حول|10,554|sqkm|sqmi|abbr=on|order=flip}}؛ <br /> و[[الأردن|'''الأردنُ''']] {{حول|89,000|sqkm|sqmi|abbr=on|order=flip}}؛ <br /> و[[فلسطين|'''فلسطينُ''']] {{حول|27,000|sqkm|sqmi|abbr=on|order=flip}}.
|'''[[العراق]]''' <br />{{حول|437,000|sqkm|sqmi|abbr=on|order=flip}}.
|'''[[مملكة الحجاز]] الهاشمية''' <br /> ضمتْ (24-[[1925]]م) إلى [[سلطنة نجد|«سلطنةِ نجدٍ»]] تحتَ اسمِ [[مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها|مملكةِ الحجازِ ونجدٍ وملحقاتِها]] <br /> (لاحقاً [[السعودية|«المملكةُ العربيةُ السعوديةُ»]] منذ عام [[1932]]م)
|'''[[منطقة عسير|عسير]]''' <br /> (ضمّتْ إلى [[السعودية]]ِ عامَ [[1932]]م).
|[[اليمن|'''الجمهورية اليمنية''']]<br /> (سابقاً [[المملكة المتوكلية اليمنية]] واليمن الجنوبي) بما فيها [[جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية|اليمنُ الجنوبيُّ]] (337,000 كم²)<br /> بعدَ ضمهِ عامَ 1990م: <br />{{حول|528,000|sqkm|sqmi|abbr=on|order=flip}}.
|}
وهكذا -وبالمحصّلةِ- اسْتُولِيَ على مستعمراتِ [[قوى المركز|دولِ المركزِ]] الخاسرةِ من دونِ أن يقللَ ذلكَ من [[تعويضات الحرب العالمية الأولى|التعويضاتِ]] التي فُرضتْ عليها، ومعلومٌ أنَّ التعويضاتِ الجائرةَ التي فرضت على ألمانيا وتفاعلاتها كانت -نهايةَ المطافِ- أحدَ الأسبابِ المهمة لاندلاعِ [[الحرب العالمية الثانية]]. ووقعَ على شعوبِ المستعمراتِ «المحرَّرةِ» عبءُ إنقاذِ [[استعمار|مستعمريهم]] من وطأةِ [[دين عام|ديونِهم]] التي راكمتها أعباءُ الحربِ وإعادةِ بناءِ [[اقتصاد (علم)|اقتصاداتِهم]] المدمرةِ بفعلِ تلكَ الحربِ، جنباً إلى جنب مع المستعمرات القائمة مسبقاً.{{sfn|Gillette & Saydam|1984|P= 50}}{{sfn|Laroui|1977|P= 12 & 351}}
<ref group="هامش">يجدر الذكر أنه من مجموع 116,000 عاملٍ كانوا في فرنسا بين (14-1918) كان منهم 78.000 من الجزائريين، و54.000 من المغاربة. جرت أيضاً تعبئة 240.000 جزائريٍّ خدم معظمهم كجنودٍ في فرنسا، وهذا يشكل أكثر من ثلثِ الرجال الفرنسيين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20-40. انظر: "Gillette & Saydam (1984) P. 50".
<br />ووفقاً للمؤرخ المغربي عبد الله العروي {{فرن|''Laroui''}} فقد جُنّد من الجزائر 173.000 جنديٍّ لقي منهم 25.000 حتوفهم، ومن تونس 56.000 قتل منهم 12.000. وقد ساعد الجنود المغاربة أيضاً في الدفاع عن باريس. انظر: Laroui (1977) PP. 12 & 351.</ref>

ف[[سوريا]] و[[لبنان]] -على سبيلِ المثالِ- خضعتا لاحتلالٍ فرنسيٍّ مباشرٍ -شُرّعَ لاحقاً بموجبِ صكِّ انتدابٍ من [[عصبة الأمم]]-<ref group="هامش">علماً أن "بنك سوريا ولبنان الكبير" المخوَّل بإصدار النقد السوري تأسس برساميلَ فرنسيةٍ منذ عام 1919 في پاريس، وبدأت السلطات العسكرية الفرنسية بفرض أوراقه النقدية منذ آذار/مارس 1920، (انظر "صيدا عبر حقب التاريخ: منير الخوري، ص. 324"). وكان أحد شروط إنذار غورو (يوليو/تموز 1920) الذي وُجّه إلى الحكومة العربية في دمشق للاستسلام هو سحب النقد الورقي الذي أصدرته (الدينار العربي) وفرض الليرة السورية المصدرَة من قبل بنك سوريا ولبنان.</ref> بدعوى مساعدتِهما على الاستقلال بعد «تحريرهِما» خلال الحربِ، وسدّدت حكوماتُهُما -فضلاً عن ذلكَ- على مدى سنواتٍ أقساطاً مقررةً من الدينِ العثمانيِّ العام{{sfn|يوسف الحكيم|1983|P= 236}} الذي تعود أصولُه إلى [[القرن 19|القرن التاسع عشر]]. فمن جهةٍ عوملتا -بموجبِ المعاهدةِ ومن قبل العصبةِ- كمستعمرةٍ كانت محتلةً من قبل إحدى دول المركز وحُررت أثناء الحرب، وهو الأساس القانوني لوضعها تحت الانتداب، ومن جهةٍ أخرى أُلزمت بمطالباتٍ بتسديد حصةٍ من ديون الدولةِ العثمانيةِ بينما تحريرها يقتضي أن تتحرر كذلك من جميع التزاماتها اتجاه مستعمرها السابق.<ref group="هامش">يتحدث [[يوسف الحكيم]] مثلاً عن نجاح وزارة [[حقي العظم]] (1864-1955) الثانية من يونيو/حزيران 1933 إلى مايو/أيار 1934 (بعد إحدى عشرة سنةً من الانتداب الرسمي، وثلاث عشرة سنةً من الاحتلال) بتخفيض دين سوريا من سبعينَ إلى أربعةٍ وعشرين مليون ليرةٍ تركيةٍ من أصل ديون الدولة العثمانية. (انظر "سورية والانتداب الفرنسي": يوسف الحكيم، ص. 236).<br/>يذكر أن [[معاهدة لوزان]] (1923) -التي عُقدت بديلةً عن معاهدةِ سيڤر- قد ألزمتِ الجمهوريةَ التركيةَ بسداد ثلثي الدين العثماني العام فقط.</ref>

== الشرق الأدنى ==
{{مفصلة|معاهدة سيفر|تقسيم الدولة العثمانية}}
{{اقتباس|'''''وقد اعتقدتِ الدول الأوربية أن باستطاعتها أن تغير آسيا الإسلامية في صميم أساسيات وجودها السياسي، وإذ حاولتِ الدول الأوربية هذا التغيير فقدِ استحدثت نظام دولٍ مصطنعةٍ في الشرق الأوسط مما جغل منه منطقةً لبلدانٍ لم تصبح أمماً حتى يومنا هذا'''''|<br />دافيد فرومكين: سلام ما بعده سلام، ولادة الشرق الأوسط 1914-1922 / ص 15.}}

[[ملف:TreatyOfSevres (corrected).ar.png|يمين|تصغير|'''[[حد (توضيح)|حدودُ]] [[تركيا|تركيَّا]] وفقاً [[معاهدة سيفر|لمعاهدة سيڤر]]'''.]]
[[ملف:1918 British Government Map illustrating Territorial Negotiations between H.M.G. and King Hussein.png|تصغير|يسار|خريطةُ الحكومةِ البريطانيّةِ ([[1918]]م) توضحُ نتيجةَ [[مراسلات الحسين – مكماهون|المفاوضاتِ]] التي جرتْ بينَ [[حكومة المملكة المتحدة|الحكومةِ البريطانيةِ]] و[[الحسين بن علي شريف مكة|الشريفِ الحسين]] (15-[[1916]]م). أعدها [[أرنولد توينبي]] -الموظف بدائرة الاستخبارات السياسية في وزارة الخارجية البريطانية- ضمنَ وثائقِ الوفدِ البريطاني إلى [[مؤتمر باريس للسلام 1919|مؤتمرِ السلام]] في پاريس. وتبدو فيها بالخط الأحمر حدود الدولة العربية المقترحة، وقد استثنيت منها [[عدن]] (محمية بريطانية وقتذاك)، وجنوب العراق (مراعاةً للمصالح البريطانية)، وساحل سوريا ولبنان (بالأزرق) (مراعاةً للمصالح الفرنسية)، أما [[فلسطين]] فقد كانت ضمن الحدود المتفق عليها خلافاً لما ادّعته الحكومة البريطانية فيما بعد في «الكتاب الأبيض» الذي أصدرته وزارة المستعمرات عام 1922 في عهد الوزير [[ونستون تشرشل]].]]
[[ملف:Hijaz-ar.png|تصغير|يمين|220 بك|'''[[مملكة الحجاز]] الهاشمية (16-1925)''' بالأخضر وحدود إقليم الحجاز الطبيعية بالأحمر.]]
[[ملف:San Remo Conference 1920.JPG|يمين|تصغير|انتهاء مؤتمر سان ريمو (25 أبريل/نيسان 1920)، خارج فيلا ديفاشان (من اليسار إلى اليمين): ماتسوي كيشيرو، [[ديفيد لويد جورج]] رئيس الوزارة البريطاني، [[جورج كرزون (حاكم الهند)|جورج كرزون]] وزير الخارجية البريطاني، [[فيليب بيرتيلوت|فيليب بيرتيلو]] الفرنسي، [[ألكسندر ميلران]] رئيس الوزراء الفرنسي، فيتوريو سيالوجا، [[فرانشيسكو سافيريو نيتي]] رئيس الوزراء الإيطالي.]]
[[ملف:Palestine claimed by WZO 1919-ar.png|تصغير|مطالب المنظمة الصهيونية العالمية في [[مؤتمر باريس للسلام 1919|مؤتمر باريس للسلام (1919)]] بشأن فلسطين. الخريطة من ضمن مذكرة المنظمة المقدمة إلى مؤتمر السلام والمؤلفة من 14 صفحة بالإنجليزية.]]

أما في [[الشرق الأوسط]] أوِ [[الشرق الأدنى]] -بحسبِ التعبيرِ السائدِ وقتئذٍ استناداً لمصطلحاتِ الدوائر [[استعمار|الاستعماريةِ]] [[المملكة المتحدة|البريطانيةِ]]-، فكانت [[معاهدة سيفر|معاهدةُ سيڤر]] (10 [[أغسطس]]/[[آب]] [[1920]]م) إحدى [[معاهدة|المعاهداتِ]] المهمةِ اللاحقةِ بمعاهدةِ ڤرسايَ، وفيها أقرّتِ [[الدولة العثمانية]] بالاكتفاءِ بمدينةِ [[إسطنبول]]َ وقطعةٍ صغيرةٍ من [[تراقيا]] إلى الغرب منها، وبالجزءِ المركزيِّ من [[الأناضول|آسيا الصغرى]] أو هضبةِ [[الأناضول]]ِ [[شمال]]اً حتى [[البحر الأسود]]، أمَّا بقيَّةُ أراضي الدولةِ فقد جُرّدت منها، وبذا تكونُ [[الدولة العثمانية]] قد صُفّيَت نهائيّاً. وقّع السلطان العثماني على معاهدة سيڤر مُرغماً تحتَ ضغطِ الإنجليزِ الذينَ كانوا يحتلّونَ [[إسطنبول]]َ [[المضائق التركية|والمضائقَ]]، واعترَفَ بموجبِها بوضعِ [[البوسفور (مضيق)|مضيقيْ البوسفور]] و[[الدردنيل]] تحت [[رقابة]]ِ لجنةٍ دوليّةٍ، فلايجوزُ [[حصار]]ُهما ولا إدخالُهما في حالةِ [[حرب]]ٍ إلا بقرارٍ منْ مجلسِ [[عصبة الأمم|العصبةِ]]، وكذلكَ [[حكم ذاتي|بالحكمِ الذاتيِّ]] لإقليمِ [[كردستان|كردي]] في الجنوبِ الشرقيِّ من الأناضولِ، وأقرَّ بإنشاءِ دولةٍ جديدةٍ [[استقلال|مستقلةٍ]] شرقَ [[الأناضول]]ِ هيَ [[أرمينيا]] وتضمُّ مناطقَ [[وان (توضيح)|وان]] في [[جنوب|الجنوبِ]]، [[قارص|وقارصَ]] [[أرضروم|وأرضرومَ]] في الوسطِ، [[طرابزون|وطرابزونَ]] شمالاً على ساحلِ [[البحر الأسود]]، ووُضعت [[إزمير]]ُ والأراضي المجاورةُ لها -حيثُ تستوطنُ جاليةٌ [[اليونان|يونانيّةٌ]] كبيرةٌ- بصورةٍ مؤقتةٍ تحتَ إدارةٍ [[جيش|عسكريةٍ]] يونانيّةٍ معَ بقائِها اسمياً تحتَ [[سيادة|السيادةِ]] [[تركيا|التركيةِ]] (كانت احتلت أواخرَ الحرب من قبلِ [[اليونان]]يين)، وأقرّتِ [[معاهدة سيفر|المعاهدةُ]] منحَ [[فرنسا]] منطقةَ [[نفوذ]]ٍ وسطَ [[الأناضول]] تمتدُ إلى ما بعدَ مدينةِ [[سيواس]]َ شمالاً وتشملُ [[أضنة]]َ [[مرسين|ومرسينَ]] [[طرسوس|وطرسوسَ]] في الغربِ وحتى [[الفرات|نهر الفرات]] شرقاً، وعلى منحِ [[إيطاليا]] منطقةَ [[نفوذ]]ٍ جنوبَ [[الأناضول]]، وتشملُ مدنَ [[أنطاليا]] على ساحل [[البحر الأبيض المتوسط|المتوسطِ]] و[[قونية]] و[[أفيون قره حصار]]، وتمتدُ نحوَ الشمالِ الغربيِّ قريباً من [[بحر مرمرة]].<ref name="مولد تلقائيا2">
{{استشهاد ويب | مؤلف= قسم البحوث والدراسات | سنة الوصول= 2022 | ناشر= قناة الجزيرة الإخبارية | تاريخ= 24 مايو 2006 | مكان= الدوحة | صيغة= HTML | موقع= الجزيرة نت| عنوان= معاهدة سيفر 1920| تاريخ الوصول= 21-03-2022| تاريخ أرشيف= 28 فبراير 2023| مسار= https://www.aljazeera.net/2006/05/24/معاهدة-سيفر-1920| مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230228152914/https://www.aljazeera.net/2006/05/24/معاهدة-سيفر-1920}}</ref>

أعلن [[الحسين بن علي شريف مكة|الشريفُ الحسينُ بن علي]] الاستقلالَ عامَ [[1916]] إثرَ إعلانهِ [[الثورة العربية الكبرى|الثورةَ العربيةَ الكبرى]]، وسرعانَ ماأعلنت بريطانيا وفرنسا اعترافهما ب[[مملكة الحجاز]] لحاجتهما الماسّةِ لحليفٍ ضد [[الدولة العثمانية]]، وعليه حضرَ [[فيصل بن الحسين (توضيح)|الأميرُ فيصلُ]] (1883-1933) مؤتمرَ السلامِ بدعوةٍ بريطانيّةٍ لكنَّ فرنسا لم تعترفْ باشتراكهِ -بعد لأيٍ ومماطلةٍ- إلا كحليفٍ عسكريٍّ فقط. قدَّمَ فيصل مذكرةً يطلبُ فيها الاعترافَ بدولةٍ عربيةٍ مستقلّةٍ جنوبَ خطِّ «اسكندرون-دياربكر» بضمانةِ [[عصبة الأمم]]، وفي كلمتِهِ أمامَ المؤتمر [مجلس العشرِة]
{{اقتباس مضمن|أسهبَ في شرحِ مطالبِهِ بحقِّ [[عرب|العربِ]] في [[حق تقرير المصير|تقريرِ مصيرهِم]] بأنفسهِم، وبالالتزامِ بالاتفاقِ الذي تمَّ في [[مراسلات الحسين – مكماهون]]، وبتنفيذِ الإعلانِ الأنجلو-فرنسي الصريحِ والقاطعِ...، وأقرَّ كذلكَ بأنَّ [[فلسطين]] قد تتطلبُ نظاماً خاصاً، وأنَّ [[العراق]] سوفَ "يقبلُ مساعدةَ" [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] العظمى، وأنَّ [[متصرفية جبل لبنان|جبلَ لبنانَ]] سوفَ يقبلُ مساعدةً مماثلةً من [[فرنسا]]، أما '''بالنسبةِ للأجزاءِ الباقيةِ فإنَّ مطلبَ الأميرِ  كانَ الاستقلالَ'''}}.{{sfn|ستيفن همسلي لونغريغ|1958|p= 114}}<ref>{{استشهاد بخبر | الأول= Ernest |الأخير= Marshall | مسار= https://timesmachine.nytimes.com/timesmachine/1919/02/08/97069904.pdf | عنوان= Desires of Hedjaz Stir Paris Critics | تاريخ= 8 فبراير 1919 | ناشر= New York Times | مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191217042945/https://timesmachine.nytimes.com/timesmachine/1919/02/08/97069904.pdf | تاريخ أرشيف= 17 ديسمبر 2019 }}</ref>

لكنَّ ذلكَ كلَّه لقيَ آذاناً صمّاءَ، فعلى الرّغمِ منِ اتفاقِ [[الحسين بن علي شريف مكة|الشريفِ الحسينِ]] معَ [[هنري مكماهون|ماكماهونَ]] المندوبِ السامي في [[مصر]] ممثلاً عن بريطانيا، وبالرغم منِ اعترافِ الحلفاءِ بالشريفِ كملكٍ للحجازِ وحليفٍ ساهمَ في الحربِ، وقدومِ [[فيصل الأول]] إلى المؤتمر على هذا الأساسِ، وبالرغمِ من إعلانِ «[[المؤتمر السوري العام]]» بدمشق (16 جمادى الآخرة 1338هـ - 7 مارس/آذار 1920) سوريا الكبرى بحدودِها الطبيعيّةِ (أي بلاد الشام) دولةً مستقلةً استناداً إلى [[حق تقرير المصير]] إلا أنَّ معاهدتَيْ ڤرسايَ وسيڤرَ جاءتا خلواً من أيِّ ذكرٍ لدولةٍ في [[آسيا]] العربية عدا [[مملكة الحجاز]]، وقررت فرنسا وبريطانيا تقاسُمَ «بلادِ الشام» (سوريا الطبيعية)، و«العراقِ» تحت مسمّى الانتدابِ بناءً على [[اتفاقية سايكس بيكو]] للعامِ [[1916]]م بينهما، ومقرراتِ [[مؤتمر سان ريمو]] (1-6 شعبان 1338هـ - 19-26 أبريلَ/نيسانَ [[1920]]م) المعدِّلةِ لها، والتي لم يكنِ الاتفاق على الانتداب على الهلال الخصيب وتقسيم مناطقه أهم ما فيها، ولكن أيضاً الموافقة على «[[وعد بلفور|تصريح بلفور]]»<ref name="مولد تلقائيا17" /> ما مهّد الطريق لموافقة «[[عصبة الأمم]]» على تلبية إصرار بريطانيا بإدراجه في صك انتدابها على فلسطين، وبذا صار شرعياً من قبل المجتمع الدولي.<ref group="هامش">وسرعان ما استخدمت بريطانيا هذه الذريعة عندما قال ونستون تشرشل وزير المستعمرات -في رده على الوفد الفلسطيني الذي قابله في القدس (28 مارس/آذار 1921) للاعتراض على [[وعد بلفور|تصريح بلفور]] والسياسة البريطانية في فلسطين- إنه بما أن وعد بلفور قد صُدِّق عليه من قبل دول الحلفاء، فقد صار حقيقةً ثابتةً (يقصد مقررات [[مؤتمر سان ريمو]] لأن صك الانتداب لم يك قد صدر عن عصبة الأمم بعد).</ref>

وفي [[معاهدة سيفر|معاهدةِ سيڤر]] (10 أغسطس/آب من العام [[1920]]) مع الحلفاءِ اعترفتِ [[الدولة العثمانية]] بالحالةِ [[سياسة|السياسيّةِ]] الراهنةِ القائمةِ في [[مصر]] (كانت [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] أعلنت عليها «الحمايةَ» بُعيْدَ إعلانِ الحرب العالمية الأولى، وقد اعترفت بها ألمانيا في معاهدة فرساي)، و[[السودان]] (بصفتهِ تحتَ [[الحكم الثنائي للسودان|الحكمِ الإنجليزي-المصري المشتركِ]] منذ العام [[1899]]م)، [[قبرص|وقبرصَ]] (كانت تحتَ الإدارةِ البريطانيةِ الفعليةِ و[[سيادة|السيادة]] الاسميّةِ العثمانيّةِ منذُ العامِ [[1878]]م)، والتخلي عما تبقّى منْ [[جزيرة|جزرِ]] [[بحر إيجة|بحر إيجه]] مما احتله الطليانُ خلالَ [[الحرب العالمية الأولى|الحربِ]]، وبالحمايةِ [[فرنسا|الفرنسيّةِ]] على [[المغرب]]ِ (كانت أعلنت في العام [[1911]]م)، [[تونس|وتونسَ]] (أعلنت في العام [[1882]]م)، وتنازلت عن كل ما لها من [[حق]]وقٍ في البلادِ [[عرب|العربيةِ]] [[آسيا|الأسيويةِ]]؛ [[سوريا]]، [[متصرفية جبل لبنان|ومتصرفيةِ جبلِ لبنانِ]]، و[[فلسطين]] (مع الاعتراف بوطن قومي لليهود فيها)، و[[العراق]]ِ، و[[الحجاز]]، [[نجد|ونجدٍ]]، و[[محافظة الأحساء|الإحساء]]، و[[منطقة عسير|عسير]]، و[[اليمن]].<ref name="مولد تلقائيا2" />

في النهايةِ وُضِعتْ كلٌّ من [[سوريا]] و[[متصرفية جبل لبنان]] تحتَ [[انتداب|الانتداب]] [[فرنسا|الفرنسيِّ]] عامَ [[1922]]م الذي لمْ يكُ أكثرَ منْ غطاءٍ دوليٍّ تحتَ مظلةِ [[عصبة الأمم]] لأمرٍ واقعٍ (كانَ [[القوات البرية الفرنسية|الجيشُ الفرنسيُّ]] أتمَّ احتلالَهما عامَ [[1920]]م)، وكلٌّ من [[فلسطين]]َ [[العراق|والعراقِ]] تحتَ الانتدابِ [[المملكة المتحدة|البريطانيِّ]] عامَ [[1922]]م (وقد احتُلّتا خلالَ الحربِ)، وأسِّستْ دولةٌ بإشرافٍ بريطانيٍّ هيَ [[إمارة شرق الأردن|إمارةُ شرقِ الأردن]] في 30 مارس/آذار عام [[1921]].

== ردود الفعل ==
{{اقتباس|'''''الحرب يصنعها الطرفان، ولكن المنتصرَ هو من يكتب شروطَ السلام، والتاريخَ، وردودَ الفعل أيضاً..'''''}}

=== ألمانيا ===
{{أيضا|شرط ذنب الحرب}}

[[ملف:Treaty of Versailles in the Hall of Mirrors.jpg|يمين|تصغير|220 بك|صورةُ صحيفةٍ لمراسم التوقيعِ في ڤرسايَ وأولُ صفحتينِ منَ التوقيعاتِ والأختامِ على المعاهدة.]]

نتيجةُ أهدافِ المنتصرينَ المتنافسةِ -والمتعارضةِ أحياناً- جاءتِ المعاهدةُ حلاً وسطاً لمْ يُرضِ أحداً. لمْ تغدُ ألمانيا مُسالمةً ولا مُتصالحةً، ولم تضعفْ بشكلٍ دائمٍ كما أرادت لها [[فرنسا]]، ولسوف تولد تداعيات المعاهدة عدم استقرارٍ كبيرٍ في السنوات الأولى لجمهورية فايمار (على سبيل المثال: انقلاب 13 مارس/آذار 1920 الذي استولى على برلين دونما طلقةٍ واحدةٍ، وردُّ الفعل عليه إضرابُ 15 مارس/آذار 1920 الأكبرُ في تاريخ ألمانيا إذ شارك فيه 12 مليونَ عاملٍ، وانضم له العديد من أفراد الشعب رفضاً لقيام حكومةٍ عسكريةٍ، وقد شلَّ ألمانيا تقريباً)، وستقودُ المشاكلُ التي نجمت عن معاهدةِ ڤرسايَ إلى [[معاهدة لوكارنو|اتفاقيّاتِ لوكارنو]] التي حسّنتِ العلاقاتِ بينَ ألمانيا والقوى الأوروپيّةِ الكبرى الأخر. وستؤدي إعادةُ التفاوضِ على نظامِ التعويضاتِ إلى [[خطة دوز|خطةِ دوز]] [[سنة|عامَ]] ([[1924]]م)، ثم خطة يونغ لجدولة الدبونِ ([[1928]]م)، ثم تأجيلِ دفعِ التعويضاتِ إلى أجلٍ غيرِ مسمىً في مؤتمرِ لوزانَ ([[1932]]م). جرى الاستشهادُ بالمعاهدةِ -في بعضِ الأحيانِ- كأحدِ أسبابِ اندلاعِ الحربِ العالميّةِ الثانيةِ مع أنَّ تأثيرَها الفعليَِّ -كما يُعتقدُ- لمْ يكُ بالحدّةِ التي كانَ يُخشى منها، إلا أنَّ شروطَها [وربما كانَ هذا التأثيرَ الأهمَّ] أفضتْ إلى استياءٍ كبيرٍ في ألمانيا، وتضافرَ ذلكَ مع الحصارِ البحريِّ للحلفاءِ الذي استمر حتى توقيع المعاهدة، والدمارِ، والاقتصادِ الهشِّ صنيعةِ الحربِ وما آلَ إليهِ من التضخمِ الفاحشِ في الفترة (18-[[1923]]م)، حفز كل ذلكَ انتشارَ التيّاراتِ المتطرفةِ كالشيوعيّةِ والنازيّةِ، وآلَ في نهايةِ المطافِ إلى بزوغِ نجمِ [[أدولف هتلر]].<ref group="هامش">لم تستطع كل من النمسا والمجر وتركيا سوى تسديد القليل من التعويضات أو عدم الدفع على الإطلاق بسبب الوضع الاقتصادي المتردي، وألغيت نتيجة ذلك طلبات التعويض. وفي حالة بلغاريا خُفّضت تعويضاتها (100 مليون استرليني) بعد دفع جزءٍ يسيرٍ فقط، ثم ألغيت لاحقاً.</ref>

[[ملف:WWI-re.png|تصغير|يسار|300px|خريطةُ العالمِ تظهرُ '''المشاركين في [[الحرب العالمية الأولى|الحربِ العالميةِ الأولى]]'''. الحلفاءُ بالأخضر، و[[قوى المركز|دول المركز]] بالبرتقالي، والبلدان المحايدة بالرمادي.]]

قيلَ الكثيرُ عن (المادةِ 231) الشهيرةِ بـ«[[شرط ذنب الحرب|عبارةِ ذنبِ الحربِ]]» {{إنج|''"War Guilt Clause"''}}، وأولِ مادةٍ في القسمِ المخصّصِ للتعويضاتِ في المعاهدةِ. قيلَ بأنها لم تترجمْ بشكلٍ صحيحٍ للجانبِ الألمانيّ، وأنَّ صيغتها التاليةَ كما وردتْ في النسخةِ التي سُلّمتْ للحكومةِ الألمانيّةِ: {{اقتباس مضمن|تُقرُّ [[ألمانيا]]، بأنَّ ألمانيا وحلفاءَها -بصفتهم بادئي الحربِ- مسؤولونَ عنْ جميعِ الخسائرِ والأضرارِ...}} كانتْ نتيجةَ ترجمةٍ غيرِ دقيقةٍ للنصِّ الأصليِّ -المحرَّرِ بكلتا اللغتينِ [[اللغة الفرنسية|الفرنسيةِ]] [[اللغة الإنجليزية|والإنجليزيةِ]]-<ref group="هامش">اعتبر أنه كان على هذه الصيغة أن تكون: " Germany accepts responsibility of Germany and her allies causing all the loss and damage...": "ألمانيا تقبل مسؤولية ألمانيا وحلفائها بالتسبب بكلِّ الخسائر والأضرار..."</ref> وهيَ صيغةٌ اعتبرَتْ مُهينةً، وأدّتْ إلى شعورٍ بالإذلالِ في أوساطِ الشعبِ الألمانيِ. وجدَ الرأيُ العامُّ هذهِ المادةَ بأنها ظالمةٌ، فإذا كانَ لألمانيا (وحلفائها) نصيبُها -بالطبعِ- من المسؤوليّةِ إلآ أنْه ليستِ المسؤوليّةَ كاملةً، كانَ ثمّة رأيٌ مفادُهُ أنّ ألمانيا قدْ «تخلتْ عن كرامتِها»{{sfn|Binkley & Mahr|1926|P= 400}}{{sfn|Morrow|2005|P= 290}} أدركَ المسؤولونَ {{اقتباس مضمن|أنَّ موقفَ ألمانيا حيالَ هذا الموضوعِ لمْ يكُ حسناً لأنَّ الحكومةَ الإمبرياليّةَ دفعتِ الشعبَ الألمانيَّ إلى الإيمانِ بها خلالَ الحربِ}}{{sfn|Boemeke, Feldman & Glaser|1998|PP= 38 & 537}} كانتِ الحكومةُ واقعةً بينَ مطرقةٍ وسندانٍ، فمنْ جهةٍ كانَ ثمة الغضبُ الشعبيُّ، ومنْ جهةٍ أخرى كانَ ضغطُ الحلفاءِ. كتب الكاتب الألماني النازي ڤيليبالاد شولز: «إن المعاهدة وضعت ألمانيا في ظل العقوبات القانونية محرومةً من القوة العسكرية، وقد دُمِّرت اقتصادياً، وأُذلَّت سياسياً».{{sfn|Hagen|1998|P= 204}} فيما بعدُ سيسعى السياسيّونَ والمؤرّخونَ كلٌّ منَ جهتهِ إلى إثباتِ أنَّ ألمانيا لم تكُ وحدَها المذنبةَ في التسبّبِ بالحربِ؛ فإذا أمكنَ دحضُ هذهِ الحجةِ فإنَّ الادّعاءَ القانونيَّ الذي يدعمُ فرضَ [[تعويضات الحرب العالمية الأولى|التعويضاتِ]] سينهار.{{sfn|Albrecht-Carrié|1940|P= 15}}

=== بريطانيا والدومنيون ===

[[ملف:France_Invades_Ruhr_Chicago_Daily_Tribune_6_March_1923.jpg|تصغير|يسار|220 بك|افتتاحية صحيفة «شيكاغو ديلي تريبيون» الأمريكية ليوم 6 مارس/آذار من العامِ 1923 تعلن مقتلَ خمسةِ ألمانٍ في الرور على يدِ المُحتل الفرنسيّ. كان الموقفانِ الإنجليزي والأمريكي -بدعمٍ من الرأي العام- قد شرعا يبتعدان عن الموقفِ الفرنسي منذ توقيعِ المعاهدةِ.]]

رأى بعض الساسةِ من الإنجليزِ والدومنيون أنَّ السياسةَ الفرنسيةَ كانتْ جشعةً وانتقاميّة،{{sfn|Lovin|1997|pp= 9 & 96}}{{sfn|Stevenson|1998|p= 10}} آمن ديڤيد لويد جورج وسكرتيره الخاص فيليب كير بالمعاهدة على الرغم من شعورهما بأنَّ الفرنسيينَ سيُبْقونَ أوروپا في حالةِ اضطرابٍ مستمرٍ بفعلِ حرصهمْ على صونِها.{{sfn|Lovin|1997|pp= 9 & 96}} أصدر الجنرالُ سموتز (صاحبُ فكرتي الانتدابِ وعصبة الأمم) بياناً يُدينُ المعاهدةَ، ويأسفُ لعدمِ كتابةِ الوعودِ {{اقتباس مضمن|بنظامٍ دوليٍّ جديدٍ وعالمٍ أكثرَ عدلاً وأفضلَ في هذهِ المعاهدة}}!!، وكتب رئيسُ الوزراءِ الأسترالي بيلي هيوز إلى لويد جورج في خيبة أملٍ: {{اقتباس مضمن|لقد أكدّتَ لنا أنك لاتستطيعُ الحصولَ على شروطٍ أفضل، وأنا آسف لذلك كثيراً وآمل أن تكون هناك طريقة أخرى حتى نتفق بشأن مطالب التعويض المتناسبةِ مع التضحيات الهائلةِ التي قُدمتْ من قبل الإمبراطورية البريطانية وحلفائها}}.{{sfn|Souter|2000|p= 354}}
<ref group="هامش">بلغ مجموع ما حصلت عليه أستراليا من تعويضاتٍ عن مشاركتها في الحرب أكثر بقليلٍ من خمسة ملايين ونصف مليون جنيهٍ إسترليني (5,571,720 ₤)، بينما قدرتِ التكلفة الحقيقية لمشاركتها بنحو سبعةٍ وسبعين وثلاثمئةِ مليونٍ (376,993,052 ₤). انظر: Souter (2000)، ص. 354.<br/>مثالٌ على الخسائر الفادحة الناجمة عن الحرب.</ref>

لقيتِ المعاهدةُ قَبولاً واسعاً لدى رجلِ الشارعِ الإنجليزيِّ،{{sfn|Schmitt|1960|p= 104}} لكنَّ الرأيَ العامَّ تغيرَ مع تصاعدِ الشكوى الألمانيّةِ{{sfn|Bell|1997|p= 22}} حتى أعربَ [[رامزي ماكدونالد|رمزي ماكدونالد]] (1866-1937) رئيسُ الوزارةِ البريطانيةِ (عدة مراتٍ بين 24-1935) -بعدَ الإعلانِ رسمياً عن إعادةِ نشر الجيش الألماني في منطقةِ الراينلاند في 7 مارس/آذار 1936- عن سرورهِ لأن المعاهدةَ تتلاشى، وأمله بأنَّ الفرنسيينَ قد تلقَّوا درساً قاسياً.{{sfn|Stevenson|1998|p= 10}}

بذلتْ [[كندا]] و[[أستراليا]] و[[نيوزيلندا]] و[[جنوب إفريقيا|جنوبُ إفريقيا]] مساهماتٍ كبيرةً في المجهودِ الحربي البريطاني، ولكن كدولٍ مستقلةٍ لا كمستعمراتٍ بريطانية، وجاء توقيعُها على المعاهدةِ بمنزلة اعترافٍ دولي باستقلالها، في حينِ لم يجرِ التعاملُ مع الهندِ بالسويّةِ ذاتِها وهي التي قدمتْ أكبر مساهمةٍ عسكريةٍ من بين المستعمرات البريطانيّةِ السابقةِ (الدومنيون) والقائمةِ (وقعتْ حكومة الهند البريطانية المعاهدةَ ممثلةً عن الهند). لقد كانت الحرب -وخلافاً للمخاوف البريطانية- مثالاً غير مسبوقٍ عن حسن النيةِ إزاء [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] من قبل الهنود والنخبةِ السياسيّةِ الهنديّةِ اعتقاداً بأن هذا الموقف سيفيدُ الهندَ في تقرير مصيرها بعد الحرب،{{sfn|Brown|1994|p= 197–198}}{{sfn|Brown|1994|p= 201-203}} [لكنّ الهندَ بقيتْ خاضعةً للسيطرةِ الاستعماريّةِ البريطانيّةِ المباشرة. كان ذلك مثالاً صارخاً عن الازدواجيةِ في التعامل مع الشعوبِ ذواتِ الأصلِ الأوروپي وسواها].

=== فرنسا وإيطاليا والبرتغال ===

[[ملف:Freden undertecknas.jpg|تصغير|يمين|توقيع معاهدة ڤرساي والشيطان يسخر، فيما العواصف تزمجر وبرق الرعود في الخلفيّة.<br />رسمٌ ساخرٌ (1919) ل"كارل أچنار جاكوبسون" {{إنج|''Jacobsson''}}.]]

قوبل توقيع المعاهدة بصخب الغناء والرقص في [[باريس|پاريس]]. ابتهج الناس بالنهاية الرسمية للحرب،{{sfn|Slavicek|2010|p= 75}} وعودة الألزاس واللورين إلى فرنسا، وموافقة ألمانيا على دفع تعويضات.{{sfn|Sontag|1971|p= 22}}

وفيما صادقت [[فرنسا]] على المعاهدة فإن المزاج المبتهج سرعان ما أفسح الطريقَ لرد فعلٍ سياسيٍّ عنيفٍ على كلمنصو. رأى اليمينُ الفرنسيُّ أنَّ المعاهدةََ كانتْ جدُّ متساهلةٍ، وأنها فشلت في تحقيقِ جميعِ مطالبِ فرنسا. صرح مارشال فرنسا [[فرديناند فوش]] بأن {{اقتباس مضمن|هذه المعاهدة ليست سلاماً. إنها هدنة لمدة عشرين عاماً}}، وهو ما اعتبر نبوءةً من بعدُ. هاجم اليسارالفرنسي -كذلك- المعاهدةَ وكلمنصو لكونها قاسيةٌ للغاية (تحول كلمنصو إلى إدانةٍ طقسيةٍ للمعاهدة من الطرفين)، انتقاد للفشل في ضم الراين، وللمساومة على الأمن الفرنسي لصالح الولايات المتحدة وبريطانيا.{{sfn|Tucker|Roberts|2005|p= 426}}{{sfn|Schmitt|1960|p= 104}}{{sfn|Bell|1997|p= 22}}{{sfn|Ripsman|2004|p= 110}} فيما بعد عندما ترشح كلمنصو لرئاسةِ الجمهوريةِ في ينايرَ/كانونَ الأولَ من العام [[1920]] خسر الانتخاباتِ.{{sfn|Henig|1995|p= 52}}

كان رد الفعل في [[إيطاليا]] على المعاهدة سلبيّاً للغاية. عانتِ البلادُ من خسائرَ بشريةٍ كبيرةٍ، لكنها فشلت في تحقيق معظم أهدافها الحريية الرئيسية ولا سيّما السيطرة على الساحل الدلماسي وميناء افيومي. أدى عدم الدعم من قبل الأطراف الثلاثة الرئيسيين الكبار مع التبايناتِ في استراتيجية التفاوض بين رئيس الوزراء ڤيتوريو أورلاندو ووزير خارجيته سيدني سونينو إلى تقويض موقف إيطاليا في المؤتمر. عانى أورلاندو الغاضب من انهيارٍ عصبيٍّ وخرج في مرحلةٍ ما من المؤتمر، ومع أنه عاد لاحقاً إلا أنه فقد منصبه كرئيس وزارةٍ قبل أسبوعٍ واحدٍ فقط من موعد التوقيع، فأنهى فعلياً حياته السياسية النشطة. ساعد الغضب والاستياء من المعاهدة بتمهيد الطريق لتأسيس استبدادية (دكتاتورية) [[بينيتو موسوليني]] بعد ثلاث سنواتٍ.{{sfn|Gregor|1979}}

دخلتِ [[البرتغال]] الحربَ إلى جانب الحلفاء في العام [[1916]] لضمان الحفاظ على مستعمراتها الإفريقية في المقام الأول، والتي كانت مهددةً بفقدانها من قبَل كلٍّ من بريطانيا وألمانيا. اعترفتِ المعاهدة بالسيادة البرتغالية على هذه المستعمرات ومنحتها أجزاءً صغيرةً من المستعمرات الألمانية الإفريقية المتاخمة لمستعمراتها. وبخلاف ذلك كسبتِ البرتغال نزراً يسيراً من مؤتمر السلام. لم تُحرزِ البتّةَ نصيبَها الموعودَ من التعويضات الألمانية، وذهب المقعد الذي كانت تطمح إليه في المجلس التنفيذي لعصبة الأمم الجديدة -بدلاً من ذلك- إلى إسبانيا المحايدة التي لم تشترك في الحرب. بالمجمل صادقتِ البرتغال على المعاهدة، لكنها لم تجْنِ الكثير من حربٍ كلفتها أكثر من ثمانية آلاف جنديٍّ، وما يصل إلى مئة ألفٍ من رعاياها الأفارقة أبناءِ المستعمَرات.{{sfn|de Meneses|n.d.}}

=== الشرق الأقصى: الصين واليابان ===

[[ملف:Japanese delegation at the Paris Peace Conference 1919.jpg|تصغير|upright=1.5|'''الوفد الياباني في مؤتمر باريس للسلام''' 1919. واحد من أكبر الوفود.]]

شعر الكثيرون في [[الصين]] بالخيانة عندما جرى تسليم الأراضي الألمانية في الصين ([[تشينغداو|تسينغتاو]]) لليابان. أدى هذا الشعور بالخيانة إلى مظاهراتٍ واحتجاجاتٍ كبيرةٍ في الصين مثل «[[حركة الرابع من مايو|حركةِ 4 مايو]]». كان ثمة استياءٌ كبيرٌ من حكومةِ دوان كيروي التي فاوضت اليابانيين سرّاً بغية الاقتراضِ لتمويل حملاتها العسكرية ضد الجنوب. في 12 يونيو/حزيران من العام [[1919]] أُجبرتِ الحكومة على الاستقالة، وأمرتِ الحكومة الجديدة وفدها في ڤرساي بعدم التوقيع، رفض ولنچتون كو {{إنج|''Koo''}} رئيس الوفد الصيني التوقيع على المعاهدةِ وكان الطرفَ الوحيدَ في مؤتمر پاريس الذي لم يُمضِها في حفل التوقيع.{{sfn|Dreyer|2015|p= 60}}{{sfn|EB: May Fourth Movement}} مما أدى -نتيجةً لذلك- إلى تدهور علاقات الصين مع الغرب.{{sfn|Arnander|Wood|2016}}

كان لعالمِ «غير البيض» المحرومين، والمستعمَر غالباً آمالٌ كبيرة بأن النظام الجديد سيَمنح فرصةً غير مسبوقةٍ لإقرار مبدأ المساواة العرقية الذي تعترف به القوى العالمية الرائدة.{{sfn|Lauren|1978|pp= 257–278}} كان للدبلوماسية اليابانية ذكرياتٌ مريرة عن خطابِ الخطرِ الأصفرِ والغطرسةِ التي تكتسيها الافتراضاتُ حول واجبِ الرجل الأبيض، والذكرياتِ التي تفاقمت بسبب تصاعد التمييز ضد رجال الأعمال، والقيودِ الصارمةِ على المهاجرين الآسيويين، والأحكامِ القضائيةِ المعاديةِ للمصالح اليابانيةِ والتي وَسمت معاملة الدول الغربية لليابانيين.{{sfn|Lauren|1978|pp= 257–278}} ترأسَ وفدَ اليابان رجلُ الدولةِ العجوز سايونجي كينموشي [رئيس الوزراء السابق]، وكان فيه من المفوضين البارزين البارون ماكينو والسفير تشيندا سوتيمي.

[[ملف:Wilsons Fourteen Points -- European Baby Show.png|تصغير|يمين|'''ويلسون البائس بنقاطه الأربعة عشر يختار بين المطالب المتنافسة'''. الأطفال الرضع يمثلون بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، بولندا، روسيا...الخ.<br />رسم ساخر (1919).]]

مثلت ڤرساي فرصةً لقلب هذا النقص المفروض والذي تعززت توتراته خاصةً في علاقة اليابان مع الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية. اعتقد اليابانيون أن الثقة في قوتهم الصناعية المتنامية، وغزو ممتلكات ألمانيا في الشرق الأقصى إلى جانب إخلاصهم المؤكد للوفاق [الحلفاء]، سيسمح لهم أخيراً بشغل مكانهم الصحيح بين القوى العظمى المنتصرة.{{sfn|Lauren|1978|pp= 257–278}} وقد التمسوا دعماً خاصاً من الوفد الأمريكي للحصول على اعترافٍ بمبدأ «المساواةِ العرقيةِ» {{إنج|''Racial Equality''}} في لجنةِ عصبة الأمم. رفض الدبلوماسيون البريطانيون والأمريكيون والأستراليون مقترحاتهم لتحقيق هذه الغاية. كانوا جميعاً حساسين للضغوط الداخلية في بلادهم؛ كان ويلسون نفسه مُشرِّعاً لسياسات [[عزل عنصري|الفصل العنصري]] في الولايات المتحدة، واعتبر [[آرثر جيمس بلفور|آرثر بلفور]] -وزير الخارجية البريطاني- الأفارقة أدنى منزلةً من الأوروپيين (كانتِ المساواة صحيحةً فقط بالنسبة لأفرادٍ داخل دولٍ معينة)، فيما كان بيلي هيوز رئيسُ الوزراءِ الأسترالي -المتبني لموقفِ «اصفعْ يابانياً» {{إنج|''Slap a Jap''}}- مدافعاً صريحاً عن [[سياسة أستراليا البيضاء]].{{sfn|Lauren|1978|pp= 257–278}}<ref group="هامش">سياسة أستراليا البيضاء: مصطلح يلخص مجموعةً من السياساتِ العرقيةِ التاريخيةِ منذ عام 1901 الهادفةِ لمنع الأشخاص من أصولٍ عرقيةٍ غير أوروپيةٍ -خاصةً الآسيويين وسكان جزر المحيط الهادي- من الهجرة إلى أستراليا. قامتِ الحكومات الأسترالية اللاحقة بتفكيك هذه السياسات تدريجيّاً بين العامين 1949 و1973.</ref>

حظيت محاولة [[اليابان]] -التي أيدتها عدة وفودٍ منها المبعوث الصيني ولنچتون كو- بإدراج مبدأ «المساواة العرقية» في المعاهدة بتأييدٍ واسعٍ، ولكنها أجهضت فعلياً عندما رفضتها الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا{{sfn|Lauren|1978|pp= 257–278}} بالرغم من خطابٍ مقنع بشدةٍ ألقاه ماكينو. كانت اليابان خامس القوى العظمى في الحرب وفيما عدا اهتمامها بمستعمرات ألمانيا في [[المحيط الهادئ|الهادي]] لم يك لديها مطلب سوى مقترح «المساواة العرقية» الذي قمعه الحلفاء.<ref group="هامش">مما ورد في كلمة ماكينو: {{اقتباس مضمن|كان الهدف الكامل من الرابطة [عصبة الأمم المقترحة] هو تنظيم سلوك الأمم والشعوب تجاه بعضها بعضاً طبقاً لمعيارٍ أخلاقيٍّ أعلى مما كان سائداً في الماضي، وإقامة العدل في جميع أنحاء العالم}}، وفي هذا الصدد كانت أخطاء التمييز العنصري -ولا تزال- مصدر {{اقتباس مضمن|استياءٍ عميقٍ من جانب أعدادٍ كبيرةٍ من الجنس البشري}}، مما أثّر بشكلٍ مباشرٍ على حقوقهم واعتزازهم. وقال إن العديد من الدول قاتلت في الحرب الأخيرة لإنشاء نظامٍ دوليٍّ جديدٍ، وارتفعت آمال مواطنيها الآن إلى آفاقٍ جديدةٍ مع النصر. وبالنظر إلى أهداف الرابطة، وأخطاء الماضي، وتطلعات المستقبل قال ماكينو بأنه ينبغي لقادة العالم المجتمعين في باريس أن يعلنوا صراحةً دعمهم {{اقتباس مضمن|لمبدأ المساواة بين الدول والمعاملة العادلة لرعاياهم}}.<br/>انظر: Lauren (1978)، ص. 270.</ref>

شرعتِ اليابان نفسُها قبل الحرب وأثناءَها في توسّعٍ استعماريٍّ قاريٍّ مكينٍ جرى تسويغ أهدافه بمصطلحات الرؤى الأيديولوجية للآسيويين -مثل الكوريين والصينيين- لكونهم من الثقافةِ والعرق نفسه، على الرغم من أنّ رؤية اليابان لتلك البلدان كانت أبويةً [بمعنى سلطوية] وموجهةً لإخضاعها لمصالحها. سعتِ اليابان إلى قَبولِها كلاعبٍ عالميٍّ يتمتع بمكانةٍ مماثلةٍ للقوى الغربية التقليديّة، وقد تصورت «[[مبدأ مونرو]]» {{إنج|''Monroe Doctrine''}} آسيوياً حيث يُعترفُ بمجالٍ مناسبٍ لمصالحها الجيو-إستراتيجية في آسيا. كانتِ اليابانُ قبل ذلك ببضع سنواتٍ حصلت على دعمٍ بريطاني-فرنسي لمطالبتها بإرثِ الحقوق التي مارستها ألمانيا في كلٍّ من الصين ومنطقةِ الهادي شمالَ خط الاستواء، ومع ذلك أشار خبراء السياسة الأمريكية -غير المحيطين بهذه الاتفاقيات السريةِ- إلى أن اليابانَ تبنتْ نموذجاً پروسياً من شأنهِ أن يهددَ سعيَ الصين للحكم المستقل، وقد لاقت هذه الاعتبارات هوىً في نفس ويلسون.{{sfn|Kawamura|1997|pp= 503–526}}

[[ملف:Rollin Kirby - Triumphal Entry into Normalcy.jpg|تصغير|"'''الدخول المنتصر إلى الحالة الطبيعية'''": السيناتور "لودج" يرفع لافتة "الموت لعصبة الأمم"، و"نوكس" يرفع يده محيياً في أرضٍ خلاء.<br />رسم أمريكي ساخر (14-4-1921). رولين كيربي (1875-1952).]]

=== أمريكا ===

«العالم يعرف أمريكا أخيراً كمنقذِ العالم!» كانت هذه كلمات الرئيس الأمريكي ويلسون أمام جمهوره،<ref group="هامش">الرئيس وودرو ويلسون في حديثٍ عن "عصبة الأمم" أمام جمهور مأدبة غداءٍ في [[بورتلاند (أوريغون)|بورتلاند]].</ref> لكن الحزب الجمهوري -بقيادة السيناتور «هنري كابوت لودج»- المسيطر على مجلس الشيوخ أثبت أن من الممكن بناء تحالف أغلبيةٍ لكن من المستحيل إيجاد تحالف الثلثين الذي كان ضرورياً لتمرير المعاهدة.{{sfn|Bailey|1945}} قاومتِ الكتلة المعارضة المكونة من 12-18 عضواً (أو من يُدعَوْن «المتناقضون») -ومعظمهم من الجمهوريين مع بعض ممثلين عن الديمقراطيين الإيرلنديين والألمان- المعاهدةَ بشدة. أيدت كتلة واحدة من الديمقراطيين المعاهدةَ بقوةٍ حتى مع التحفظات التي أضافها لودج، كما أيدتها مجموعة أخرى من الديمقراطيين لكنها اتّبعت ويلسون في معارضة أي تعديلاتٍ أو تحفظاتٍ، غير أن الكتلة الأكبر بقيادة السيناتور لودج -وتتألف من غالبية الجمهوريين-{{sfn|Widenor|1980}} أرادتِ المعاهدةَ مع تحفظاتٍ لا سيما على المادة العاشرة المتضمنة سلطة «عصبة الأمم» في شنِّ الحرب دون تصويتٍ [أي بدون تفويضٍ] من قبل [[الكونغرس الأمريكي|الكونجرس الأمريكي]].{{sfn|Stone|1973}} كان جميع «المتناقضين» أعداءً لدودين للرئيس ويلسون الذي أطلق جولة نقاشٍ وطنيةً صيفَ عام 1919 لدحضهم، لكنه انهار في منتصفِ الطريقِ بسكتةٍ دماغيةٍ خطيرةٍ دمرت بشكلٍ فعالٍ مهاراتهِ القيادية.{{sfn|Cooper|2011|loc=ch 22–23}} كانتِ المعاهدة أقربَ للإقرار في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 1919 حيث شكل لودج وجمهوريّوه ائتلافاً مع الديمقراطيين المؤيدين لها. كانوا قريبين من أغلبية الثلثين نحو معاهدةٍ مع تحفظاتٍ، لكن ويلسون رفض هذه التسوية وتبعه من الديموقراطيين عددٌ كافٍ لإنهاء فرص التصديق نهائياً. من بين الجمهور الأمريكي ككل عارض الإيرلنديون الكاثوليك والألمان المعاهدة بشدةٍ قائلين إنها تحابي البريطانيين.{{sfn|Duff|1968|pp=582–598}}

واصلَ الرئيسُ الجمهوري اللاحقُ «وارن چ. هاردينچ» المعارضةَ الأمريكيّة لعصبةِ الأمم. أقر [[الكونغرس الأمريكي|الكونجرس]] مشروع «نوكس بورتر» الذي يضع حداً للأعمالِ العدائيّةِ بين الولايات المتحدة ودولِ المركز، ووقعه هاردينچ ليغدوَ قانوناً في 2 يوليو/تموز 1921.{{sfn|Wimer|Wimer|1967|pp=13–24}}{{sfn|''The New York Times''|1921}} أبرمتِ الولاياتُ المتحدةُ السلام بمعاهداتٍ ثنائيّةٍ لاحقةٍ؛ مع [[ألمانيا]] (معاهدة [[برلين]] في 25 أغسطس/آب 1921)، والنمسا (معاهدة [[فيينا|ڤيينا]] في 24 أغسطس/آب)، والمجرِ (معاهدة [[بودابست|بوداپست]] في 29 أغسطس/آب)، ولم تنضمَّ إلى عصبة الأمم.

كتبَ صديقُ [[وودرو ويلسون|ويلسونَ]] ومستشاره للشؤون الخارجية الكولونيل إدوارد ماندل هاوس رئيس لجنة التحقيق وعضوُ الوفدِ الأمريكي في مؤتمر السلام- في مذكراتهِ يومَ 29 يونيو/حزيرانَ 1919 ثانيَ يومِ التوقيعِ:{{sfn|Schiff|1996}}

{{اقتباس خاص|سأغادرُ [[باريس|پاريسَ]] بعدَ ثمانيةِ أشهرٍ مصيريّةٍ بمشاعرَ متضاربةٍ. بالنظرِ إلى المؤتمرِ في وقتٍ لاحقٍ ثمةَ الكثيرُ مما يجبُ الموافقةُ عليه، والندمُ عليه. من السهلِ تحديدُ ما كانَ يجبُ فعله، ولكنْ من الأصعبِ العثورُ على طريقةٍ للقيامِ بذلك. بالنسبةِ لأولئكَ ممّن يقولونَ إنَّ المعاهدةَ سيئةٌ ولاينبغي أبداً إبرامُها وأنها ستشركُ أوروپا في صعوباتٍ لا حصرَ لها في تنفيذها، أشعرُ برغبةٍ في الاعترافِ بها، لكنّي أودُّ أن أقولَ ردّاً على ذلكَ أيضاً لايمكنُ تحطيمُ الإمبراطوريات وإقامةُ دولٍ جديدةٍ على أنقاضها دونما إزعاجٍ. إيجاد حدودٍ جديدةٍ هوَ إيجاد مشاكلَ جديدةٍ؛ الواحدُ يتبعُ الاخرَ. وبينما كانَ يجبُ أن أفضّلَ سلاماً مختلفاً إلا أنني أشكُّ كثيراً في إمكانيّةِ صنعه.}}

== تقييمات تاريخية ==
{{اقتباس|'''''بعد الحرب -التي قُصد بها إنهاء الحروب- يبدو أنهم نجحوا في باريس نجاحاً تاماً في تحقيق سلامٍ ينهي السلام'''''}}-أرشيبالد ويفل (فيلد مارشال إيرل ويفل فيما بعد) الذي خدم في حملة فلسطين تحت قيادة اللنبي-

[[ملف:Keynes_1933.jpg|تصغير|يسار|220x220بك|'''[[جون مينارد كينز]]''' أحدُ أبرزِ علمِاءِ الاقتصاد، صاحب «المذهبِ الكينزي»، دعا إلى تدخل الدولةِ في عجلة الحياة الاقتصادية، عضوُ الوفدِ البريطاني إلى مؤتمرِ السَلام ممثلاً لوزارةِ الخزانةِ البريطانيةِ، أحدُ أشدِّ المعارضينَ للبنودِ الاقتصاديّةِ لمعاهدةِ ڤرساي.]]

ينقسمُ المؤرخونَ حولَ تأثيرِ المعاهدة، فقدِ اعتبرها بعضهم حلاً جيّداً في وقتٍ صعبٍ، ورأى آخرونَ أنّها إجراءٌ كارثيٌّ كانَ من شأنِهِ أنْ يُغضبَ الألمانَ ويحفزهمْ سعيِاً للانتقام. إنَّ التأثيرَ الفعليَّ للمعاهدةِ محلُّ خلافٍ أيضاً.{{sfn|TNA: The Great War 1914 to 1918|n.d.}}

في كتابهِ «التبعاتُ الاقتصاديةُ للسلام» {{إنج|''The Economic Consequences of the Peace''}} وصفَ [[جون مينارد كينز]] (1883-1946) -الممثلُ الرئيسُ لوزارةِ الخزانةِ البريطانيةِ في مؤتمرِ باريسَ- معاهدةَ ڤرسايَ بـ{{اقتباس مضمن|سلامٍ قرطاجيٍّ}}،<ref group="هامش">«السلام القرطاجي»: استعارة مجازية تعني فرض "سلامٍ" وحشيٍّ للغاية يهدف إلى شلِّ الطرف الخاسر شللاً دائماً. اشتق المصطلح من شروط السلام التي فرضتها الجمهورية الرومانية على الإمبراطورية القرطاجية في أعقاب [[الحروب البونيقية|الحروب البونية]] {{إنج|''Punic Wars''}} الثلاث، والتي ربما كانتِ الشروطَ الأفدحَ التي سجلها التاريخ. بعد الحرب البونية الثانية خسرت [[قرطاج]]ة جميع مستعمراتها، وأجبرت على التجريد من السلاح، ودفعِ جزيةٍ دائمةٍ لروما، ومُنعت من شنِّ حربٍ بدون إذنٍ من روما. في نهاية الحرب البونية الثالثة أحرق الرومان قرطاجة، واسترقّوا سكانها، وقيل بأنهم نثروا الملح على أرضها لئلا تُنبتَ ثانيةً. اشتُهر المصطلح على مستوىً عالميٍّ بعدما استعاره [[جون مينارد كينز|كينز]] لوصف معاهدة ڤرساي.</ref> وأنها محاولةٌ مضللةٌ لتدميرِ ألمانيا لصالحِ الانتقامِ الفرنسي عوضاً عنِ اتّباعِ المبادئِ الأكثرِ عدلاً من أجلِ سلامٍ دائمٍ. وقال عنِ النقاطِ الأربعة عشر للرئيسِ [[وودرو ويلسون]] التي قبلتها ألمانيا عند عقد الهدنة: {{اقتباس مضمن|أعتقد أن الحملةَ لتأمينِ التكاليفِ العامةِ للحربِ... كانتْ واحدةً من أخطرِ أعمالِ اللاحكمةِ السياسيّةِ على الإطلاق التي كان رجالُ الدولةِ مسؤولينَ عنها}}.{{sfn|Keynes|1920}} أعربَ كينزُ عنِ اعتقادِهِ أنَّ التعويضاتِ التي طُلبت من ألمانيا كانت أكثرَ بعدةِ مراتٍ مما يمكنُ لها أن تدفعه، وأنها ستؤدي إلى عدمِ استقرارٍ شديدٍ، ورأى أن من شأن التعويضاتِ أن تشلَّ الاقتصادَ الألماني.{{sfn|Keynes|1920}}

عارض الاقتصادي الفرنسي إتيان مانتو هذا التحليلَ في أربعينات القرن الماضي. ألّف مانتو كتاباً نُشر بعد وفاته بعنوان {{اقتباس مضمن|السلام القرطاجي: أو العواقب الاقتصادية للسيد كينز}} في محاولةٍ لدحض ادّعاءاتِ كينز. وفي الآونة الأخيرة جادل الاقتصاديون بأن قصْر ألمانيا على جيشٍ صغيرٍ وفّر لها الكثير من الأموال بحيث كان يمكنها تحمل مدفوعات التعويضات.{{sfn|Hantke|Spoerer|2010|pp= 849–864}} آنذاك كان رأيُ كينز مدعوماً إلى حدٍّ كبيرٍ، أما اليوم -وعلى الرغم من العديدِ من المؤرخينَ الذين يرون أنّ التعويضاتِ كانَت رَهَقاً- إلا أنّه يُعتقد أنه كان من الممكن أداؤها،{{sfn|Hantke|Spoerer|2010|pp= 849–864}} لو توفرت فقط الإرادة السياسية والشعبية لذلك. وتعتقد روث هِنيغ أن العديد من الباحثين في معاهدة ڤرساي يرون أنّ شكلها الاقتصادي لم يك بتلك القسوة المفرطة على ألمانيا كما صُوّر. وبينما شُدّدَ على الأضرار والالتزاماتِ في الصحف اليومية لإرضاء ميول الناخبين، فإن الهدف كان تقديم مساعدةٍ لألمانيا لكي تدفع أقساطها فضلاً عن التعديلات التي حدثت بناءً على الطلب الألماني لإعادة هيكلة جدول التعويضات عملياً.{{sfn|Henig|1984|p= 65}}{{sfn|Marks|2013|pp= 632–659}}<ref group="هامش">تقول "سالي ماركس" في مقالةٍ لها في نقد كتاب كينز: {{اقتباس مضمن|لما يقرب من أربعين عاماً جادل مؤرخو دبلوماسية القرن العشرين بأن معاهدة فرساي كانت أكثر منطقيةً مما توحي به سمعتها، وأنها لم تُسبّبْ في حدِّ ذاتها الكسادَ [أزمة 1929]، أو صعودَ هتلر، أو الحربَ العالميةَ الثانية}}(ص. 632). تزعم ماركس أيضاً أن الكتابَ {{اقتباس مضمن|جدالٌ لامعٌ، لكنه مشوه}}(ص. 636)، وأنه {{اقتباس مضمن|فقدَ عند البحاثة مصداقيّته منذ فترةٍ طويلةٍ}}، وأن كينز ندم على كتابته(ص. 656). انظر: ماركس: "أخطاء وأساطير: الحلفاء، وألمانيا، ومعاهدة ڤرساي، 1918-1921"، مجلة التاريخ المعاصر، عدد 85، جزء 3، (سبتمبر/أيلول 2013)، ص ص. 632–659. doi:10.1086/670825. JSTOR 10.1086/670825. S2CID 154166326.</ref>
<ref group="هامش">لا بد من الإشارة إلى أن القطاع المصرفي الأمريكي وجد في نتائج الحرب -عندما خرجت جميع الدول المشاركة على شفير الإفلاس عدا [[الولايات المتحدة]] التي غدتِ الأكثرَ ثراءً على مستوى العالم- وجد فيها فرصةً ذهبيةً للاستثمار وإعادة تدوير الرساميل المصرفية بتشجيع تمويل الاقتصادات المدمرة، ومن هنا يأتي تفسيرٌ -ولو جزئيٌّ- للأرقام الفلكية للتعويضاتِ على أنها استثمار مصرفي أمريكي عن طريق إقراض ألمانيا. جدير يالذكر أن روسيا القيصرية والولايات المتحدة في العام 1913 كانتا البلدان الأعلى مديونيةً في العالم، في حين باتتِ الولايات المتحدة عام 1921 أكبرَ دائنٍ على مستوى العالم.<br />
يعتبر المؤرخ "ستيفان آلان شوكر" -مثلاً- بشأن التعويضات (19-1933) أن تدفق رأس المال الأمريكي تجاوز بشكلٍ كبيرٍ المدفوعاتِ الألمانيةَ، بحيث تلقت ألمانيا دعماً بلغ أربعة أضعاف المبلغ الذي اتُفق عليه في [[مشروع مارشال|خطة مارشال]] بعد [[الحرب العالمية الثانية]]. انظر:
Masood (2018). "Promise to Pay (Vol. I): Banks, Battles & Bellies". K. M. Rizvi (Independently Published). ISBN 978-1-7920-9582-5. مؤرشف من الأصل في 22 يوليو 2021. (بالإنجليزية).</ref>

لقد جودِلَ -على سبيلِ المثالِ من قبلِ المؤرخِ چرهارد واينبرج في كتابهِ «عالمٌ تحتَ السلاحِ»- أنَّ المعاهدةَ كانت في الواقع مفيدةً للغايةِ لألمانيا. جرى الحفاظُ على الرايخ البسماركي<ref group="هامش">نسبةً إلى [[أوتو فون بسمارك|بسمارك]] المستشار (رئيس الوزراء) الپروسي ما بين (62-1890) الذي يعود له الفضل في إنجاز الوحدة الألمانية.</ref> كوحدةٍ سياسيّةٍ بدلاً من تفككهِ، ونجت ألمانيا إلى حد كبيرٍ من الاحتلالِ العسكري بعد الحربِ (على عكسِ الوضعِ عقبَ الحرب العالمية الثانية). وفي مقالٍ له عامَ 1995 أشارَ واينبرج إلى أنه مع اختفاءِ «النمسا-المجر» وانسحابِ روسيا من أوروبا أضحت ألمانيا القوةَ المهيمنةَ في [[أوروبا الشرقية]].{{sfn|Weinberg|2008|p= 16}}

[[ملف:Unemployment weimar-ar.jpg|تصغير|250 بك|[[بطالة|البطالةُ]] في [[جمهورية فايمار|جمهوريةِ ڤايمار]] (20-1935).|upright=1.5|يمين]]

زعمَ المؤرخُ العسكريُّ البريطانيُّ كوريلي بارنيت أنَّ معاهدةَ ڤرساي كانت {{اقتباس مضمن|جدَّ متساهلةٍ مقارنةً بشروطِ السلامِ التي كانت ألمانيا نفسُها -عندما كانت تتوقعُ الفوزَ في الحربِ- تفكرُ في فرضها على الحلفاءِ}}. علاوةً قالَ: {{اقتباس مضمن|إنها كانت بالكادِ صفعةً على الرسغِ}} عندما تُقاطَعُ مع [[معاهدة برست ليتوفسك|معاهدة بريست-ليتوفسك]] التي فرضتها ألمانيا على [[الاتحاد السوفيتي|الاتحاد السوفييتي]] الروسي المهزومِ في مارسَ/آذارَ عام 1918، والتي سلبتْها ثلثَ سكانِ روسيا -وإنْ كانَ معظمهم من غيرِ العرقِ الروسي-، ونصفَ المشاريعِ الصناعيّةِ الروسيّةِ، وتسعةَ أعشارِ مناجمِ الفحمِ الروسيّةِ إلى جانبِ تعويضٍ ستةِ ملياراتِ مارك.{{sfn|Barnett|2002|p= 392}} في النهايةِ وحتى وفقَ الشروطِ «القاسيةِ» لمعاهدةِ ڤرسايَ جرتْ عودةُ الاقتصادِ الألماني إلى وضعهِ السابقِ على الحرب.

ادّعى بارنيت أيضاً: {{اقتباس مضمن|من الناحيةِ الاستراتيجيّةِ فإن ألمانيا كانت في الواقعِ في وضعٍ متفوّقٍ بعد المعاهدةِ عما كانتْ عليه في العام [[1914]]م. واجهتِ الحدودُ الألمانيةُ الشرقيةُ كلاً من روسيا والنمسا اللتيْنِ كانتا في الماضي توازنانِ القوةَ الألمانية}}. يؤكدُ بارنيت أن الحدودَ الشرقيةَ لألمانيا بعدَ الحربِ باتت أكثرَ أمناً، لأن الإمبراطوريةَ النمساويةَ السابقةَ انقسمت بعد الحربِ إلى دولٍ أصغرَ وأضعفَ، ودُمرتْ [[روسيا]] بالثورةِ والحربِ الأهليّةِ، و[[بولندا|پولندا]] المستعادةُ حديثاً لم تكنُ حتى لتقابلَ ألمانيا المهزومة. في الغربِ كانت ألمانيا مُوازَنةً فقط مع [[فرنسا]] و[[بلجيكا]]، وكلتاهما كانتا أقلَّ منْ حيثُ عددُ السكانِ والنشاطِ الاقتصادي من ألمانيا. يختمُ بارنيت بالقولِ: {{اقتباس مضمن|إنه بدلاً من إضعافِ ألمانيا، فإنَّ المعاهدةَ «عززتْ كثيراً» القوةَ الألمانيّةَ}}.{{sfn|Barnett|2002|p= 316}} كانَ يجبُ على [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] وفرنسا (وفقاً لبارنيت): {{اقتباس مضمن|تقسيمُ ألمانيا وإضعافُها بشكلٍ دائمٍ من خلالِ التراجعِ عن عملِ [[أوتو فون بسمارك|بسمارك]] وتقسيمِ ألمانيا إلى دولٍ أصغرَ وأضعفَ بحيث لايمكن أبداً تعطيلُ السلامِ في أوروبا مرةً أخرى}}،{{sfn|Barnett|2002|p= 318}} ومن خلالِ الفشلِ في القيامِ بذلكَ -وبناءً عليه عدمُ حلِّ مشكلةِ القوةِ الألمانيّةِ واستعادةِ التوازنِ في أوروبا- فإنَّ بريطانيا {{اقتباس مضمن|فشلت في هدفِها الرئيس منَ المشاركةِ في الحربِ العظمى}}.{{sfn|Barnett|2002|p= 319}}

ورأى المؤرخُ البريطاني لألمانيا الحديثة ريتشارد ج. إيفانز أنَّ اليمينَ الألماني وأحزابَ اليسارِ كذلكَ كانا معارضيْنِ للمعاهدةِ على السواء، وجادلَ بأنه من غير الصحيحِ أنَّ ڤرسايَ تسببت بالنهايةِ المبكرةِ للجمهوريةِ، بدلاً من ذلك أكّدَ أنَّ «الكسادَ الكبيرَ» أوائلَ الثلاثيناتِ هو ما وضعَ حدّاً للديمقراطيّةِ الألمانية [يقصدُ بوصول النازية إلى الحكم]، كما جادلَ بأن ڤرسايَ لم تكنِ السببَ الرئيسَ للاشتراكيّةِ القوميّةِ [النازية]، وأنَّ الاقتصادَ الألماني {{اقتباس مضمن|تأثرَ بشكلٍ هامشيٍّ فقط بتأثيرِ التعويضات}}.{{sfn|Evans|1989|p=107}}

[[ملف:Treaty of Versailles Reparations -- Let's see you collect.png|تصغير|يسار|220x220 بك|"'''تعويضات ڤرساي: دعنا نرك تجمع'''".<br />ألمانيا الهزيلة تُسحق تحت وطأة التعويضات. رؤية أمريكية معاصرة عن تعويضات الحرب.<br />رسمٌ أمريكي ساخرٌ (1921).]]

أشارتِ المؤرخةُ الأميركيّةُ ذاتُ الأصلِ الپولندي إيڤا طومسون إلى أن المعاهدةَ سمحت للعديدِ من الدولِ في وسطِ أوروبا وشرقها بتحريرِ نفسها منَ الحكمِ الألماني القمعي، وهيَ حقيقةٌ غالباً مايتجاهلها التأريخُ الغربي الأكثرِ اهتماماً بفهم وجهةِ النظرِ الألمانية، ففي الدولِ التي وجدت نفسها حرةً نتيجةَ المعاهدةِ -كالپولنديين أو التشيك- يُنظر إلى المعاهدةِ على أنها رمزٌ للاعترافِ بالأخطاءِ المرتكبةِ ضدَّ الدولِ الصغيرةِ منْ قبلِ جيرانها العدوانييّنَ الأكبرِ حجماً.{{sfn|Thompson|n.d.}}

أدى الاستياءُ من المعاهدةِ إلى أرضيةٍ نفسيّةٍ خصبةٍ للصعودِ النهائيِّ [[نازية|للحزبِ النازي]]،{{sfn|BBC Bitesize}} لكنَّ المؤرخَ الأستراليَّ ذا الأصلِ الألمانيَّ يورچن تامْبكه حاججَ بأنه كانَ {{اقتباس مضمن|تشويهاً غادراً للتاريخ}}<ref group="هامش">وقد عنون كتابه بـ"تشويه غادر للتاريخ".</ref> القولُ بأنَّ البنودَ منعت نموَّ الديمقراطيّةِ في ألمانيا، وساعدت على نموِّ الحزبِ النازيِّ قائلِاً إنَّ شروطها لم تكُ عقابيّةً كما هوَ معتقدٌ، وإن التضخمَ الألمانيَّ المفرطَ في عشريناتِ القرنِ الماضي كان جزئيّاً سياسةً متعمّدةً لتقليلِ تكلفةِ التعويضاتِ، وكمثالٍ على الحججِ ضد «إملاء-ڤرساي» يقتبسُ من إليزابيث ويسكمان التي سمعت أرملتيْ ضابطينِ في [[فيسبادن|ڤيسبادن]] تتذمّرانِ من أنّه {{اقتباس مضمن|بسببِ نفادِ مخزونِهما منَ الجواربِ الكتانيّةِ فقد توجّبَ عليهنَّ غسلُ الكتانِ مرةً كلَّ أسبوعينِ بدلاً من مرةٍ واحدةٍ في الشهر!}}{{sfn|Tampke|2017|p= vii,xii}} [إشارةً ساخرةً للأزمةِ خفيفةِ الوطأةِ التي كانت تُكابدها الشريحةُ الوسطى من المجتمعِ الألماني].

كتبَ المؤرخُ الألمانيُّ ديتليف بُويكِرت أنّ ڤرسايَ كانت بعيدةً كل البعدِ عنِ «السلامِ المستحيلِ» الذي ادّعى معظمُ الألمانِ أنه كانَ موجوداً خلالَ فترةِ ما بينَ الحربينِ، وعلى الرغم من أنه لا يخلو من العيوبِ فقد كانَ في الواقعِ معقولاً تماماً لألمانيا.{{sfn|Peukert|1992|p= 278}} بدلاً من ذلك حاججَ بويكِرت بأنه كانَ يُعتقدُ على نطاقٍ واسعٍ في ألمانيا أن ڤرسايَ كانت معاهدةً غيرَ معقولةٍ تماماً، وكانَ هذا «التصورُ» وليسَ «حقيقةُ» معاهدةِ ڤرسايَ هوَ المهم.{{sfn|Peukert|1992|p= 278}} لاحظَ بُويكِرت أنه بسببِ «الآمالِ الألفية» [نسبةً إلى ألفِ سنةٍ] -التي نشأت في ألمانيا خلال [[الحرب العالمية الأولى|الحربِ العالميةِ الأولى]] وقتما بدا لبعضِ الوقتِ أن ألمانيا كانت على وشكِ غزوِ [[أوروبا]] بأسرها- فإنَ أيَّ معاهدةِ سلامٍ سيفرضها الحلفاءُ عقبَ الحربِ على الرايخِ الألماني المهزومِ كانَ من المحتّمِ أن توجدَ ردَّ فعلٍ قوميّاً عنيفاً، ولم يكُ ثمة شيءٌ يمكنُ للحلفاءِ فعله لتجنبِ ردِّ الفعلِ العنيفِ هذا.{{sfn|Peukert|1992|p= 278}} علقَ بُويكِرت على أن سياسةَ التقاربِ مع القوى الغربيّةِ التي اتّبعها [[جوستاف شتريسمان|چوستاڤ اشترِزِمان]] بين عاميْ [[1923]] و[[1929]] كانت سياساتٍ بناءةً، ولربما سمحت لألمانيا بلعبِ دورٍ أكثرَ إيجابيّةً في أوروپا، وأنه لم يك صحيحاً أن الديمقراطيّةَ الألمانيةَ كانَ محكوماً عليها بالموتِ عامَ [[1919]] بسبب ڤرساي.{{sfn|Peukert|1992|p= 278}} أخيراً جادلَ بُويكِرت بأنَّ «[[الكساد الكبير]]» وفي الوقتِ نفسهِ التحولَ إلى سياسةٍ قوميّةٍ للاكتفاءِ الذاتي [السياسة الاقتصادية التي اتبعها هتلر بشأن إعادة البناء] في ألمانيا هوَ ما أنهى جمهوريةَ ڤايمار، وليسَ معاهدةَ ڤرساي.{{sfn|Peukert|1992|p= 278}}

ووفقاً لديڤيد ستيفنسون فقد أبدى معظمُ المعلقينَ -منذ فتحِ الأرشيفاتِ الفرنسيّةِ- ملاحظاتٍ عن ضبطِ النفسِ الفرنسيِّ ومعقوليّةٍ في المؤتمرِ على الرغمِ من أنَّ ستيفنسون أشارَ إلى أنَّ {{اقتباس مضمن|هيئةَ المحلفينَ كانت خارجَ الخدمةِ}}، وأنه {{اقتباس مضمن|ثمةَ دلائلُ على أنَّ نوّاسَ الحكمِ كانَ يتأرجحُ في الاتجاهِ الآخرِ}}.{{sfn|Stevenson|1998|p=[https://books.google.com/books?id=7xZFKfQHAtMC&pg=PA11&dq=%22in+contrast+with+earlier+indictments+most+commentators+since+the+1970s+have+been+impressed+by+french+moderation+and+defensiveness%22 11]}} [دلالةً على التحيزِ الذي سادَ أروقةَ المؤتمر].

رأى المؤرخ البريطاني [[إريك هوبسباوم|إيريك هوبزباوم]] في تقييمِ المعاهدةِ ونقاطِ ويلسونَ الأربعةَ عشرَ أن {{اقتباس مضمن|أولَّ ردِّ فعلٍ غربيٍّ على نداء البلاشفة للشعوب لصنع السلام ونشرهمُ المعاهداتِ السريةَ -التي قام فيها الحلفاء بتقسيم أوروپا فيما بينهم- كانت نقاطَ الرئيس ويلسونَ الأربعة عشرَ التي لعبت بالورقة القومية ضد دعوة لينين العالمية. كان من المفترض أن تُشكِِّلَ منطقةٌ من الدول القومية الصغيرة نوعاً من حزام الحجر الصحي ضد الفيروس الأحمر. .... وكان هذا في الواقع نية صانعي السلام من الحلفاء}}.{{sfn|Hobsbawm|1994|p= 67}} وبالمثل رأى جون لويس چاديس: {{اقتباس مضمن|عندما جعل وودرو ويلسون مبدأ تقرير المصير إحدى هذه النقاط الأربعة عشر كان في نيته تقويض جاذبية البلشفية}}.{{sfn|Gaddis|2005|p= 121}} وهذا الرأي له تاريخ طويل، ويمكن تلخيصه بملاحظة راي ستانارد بيكر الشهيرة: «لا يمكن فهم پاريس بدون موسكو».{{sfn|McFadden|1993|p= 191}} [بمعنى لايمكن اكتناه أهداف مؤتمر پاريس ومعاهدة ڤرساي بمنأىً عن الخطر الشيوعي].

=== التعديلات المناطقية ===
{{اقتباس|'''''إن النزاعات القومية التي مزقت القارة الأوربية في التسعينات هي دجاجات فرساي القديمة التي تعاد إلى المشواة اليوم'''''|<br />إيريك هوبزباوم: عصر التطرفات، القرن العشرون الوجيز/ ص 80.}}

[[ملف:Commemorative medal issued on the occasion of the 10th anniversary of the Treaty of Versailles.jpg|تصغير|ميدالية تذكارية صدرت عام 1929 في [[جمهورية فايمار|جمهورية ڤايمار]] بمناسبة الذكرى العاشرة لمعاهدة ڤرساي «المخزية». يصور وجه العملة -الذي صممه «كارل جويتز»- [[جورج كليمنصو|جورج كلمنصو]] وهو يقدم معاهدةً ملزِمةً مزيَّنةً بجمجمةٍ وعظمتين متقاطعتين إلى «[[أولريش فون بروكدورف رانتساو|أولريخ فون بروكدورف-رانتزاو]]» وزير الخارجية الألماني (الذي استقال بسبب المعاهدة). يقف أعضاء آخرون من المؤتمر خلف كلمنصو بمن فيهم [[ديفيد لويد جورج|لويد جورج]]، [[وودرو ويلسون|وويلسون]]، [[فيتوريو إمانويلي أورلاندو|وأورلاندو]].. الخ.]]

أسفرت معاهدة ڤرساي عن إنشاء عدة آلافٍ من الأميال من الحدود الجديدة، ولعبت الخرائط دوراً مركزياً في المفاوضات في باريس.{{sfn|Kent|2019|pp= 275–279}}{{sfn|Altic|2016|pp= 179–198}} استقطبتِ الاستفتاءات العامة التي بدأت بسبب المعاهدة الكثير من التعليقات. كتب المؤرخ روبرت بيكهام أن قضية [[شلسفيغ هولشتاين|اشلزفيچ-هولشتاين]] {{اقتباس مضمن|كانت مبنيةً على تبسيطٍ شاملٍ لتاريخ المنطقة. ... تجاهلت ڤرساي أي احتمالٍ لوجود طريقةٍ ثالثةٍ، كنوع الاتفاق الذي يمثله الاتحاد السويسري؛ ثنائي اللغة أو حتى بثلاث لغاتٍ. أو خياراتٍ أخرى مثل «دولة اشليسفيغ» ضمن كونفدراليةٍ فضفاضةٍ مع الدنمارك أو ألمانيا، أو منطقة حكمٍ ذاتيٍّ تحت حماية عصبة الأمم}}.{{sfn|Ingrao|Szabo|2007|p= 262}} فيما يتعلق بالاستفتاء العام في شرق بروسيا كتب المؤرخ ريتشارد بلانك أنه {{اقتباس مضمن|لم تُصدر أي مجموعةٍ عرقيةٍ أخرى متنازعٍ عليها -في ظل ظروفٍ غير قسريةٍ- بياناً أحادي الجانب بشأن تفضيلها القومي}}.{{sfn|Ingrao|Szabo|2007|p= 262}} كتب ريتشارد ديبو {{اقتباس مضمن|اعتقدت كلٌّ من برلين ووارسو أن الغزو السوفييتي لبولندا قد أثر على استفتاءات بروسيا الشرقية. بدت بولندا على وشك الانهيار لدرجة أن الناخبين البولنديين قد أدلوا بأصواتهم لصالح ألمانيا}}.{{sfn|Debo|1992|p= 335}}

ذكرَ المؤرخُ الفرنسيُّ ريموند كارتييه أنَّ ملايينَ الألمانِ في إقليمَيْ السوديت، وبوزِن (بوزنان) (في پروسيا الغربيةِ) قد وُضعوا تحت حكمٍ أجنبيٍٍّ في بيئةٍ معاديةٍ، وجرى توثيقُ المضايقاتِ وانتهاكِ الحقوقِ من قبلِ السلطات. ويؤكدُ كارتييه أنه من أصلِ 1,058,000 ألمانيٍّ في بوزن عامَ [[1921]]م هربَ 758,867 من ديارهم في غضونِ خمسِ سنواتٍ بسببِ المضايقاتِ الپولندية. أدت هذهِ الصراعاتُ العرقيّةُ الشديدةُ إلى مطالبَ عامةٍ بإعادةِ ضمِّ الأراضي المقتطعةِ لتغدوَ ذريعةَ هتلر لضمِّ [[تشيكوسلوفاكيا|تشيكوسلوڤاكيا]] عام [[1939]] وأجزاءٍ من [[بولندا|پولندا]].<ref name="مولد تلقائيا1" />

لاحظ بلانك -فيما يتعلق بالاستفتاء في سيليزيا- أنه {{اقتباس مضمن|بالنظر إلى أن ستين في المئة على الأقل من الناخبين يتحدثون البولندية، فهذا يعني أن نحو بولنديٍّ واحدٍ من أصل ثلاثةٍ قد صوّت لألمانيا}}، وأن {{اقتباس مضمن|معظم المراقبين والمؤرخين البولنديين}} استنتجوا أن نتيجة الاستفتاء كانت بسببِ {{اقتباس مضمن|المزايا الألمانية غير العادلة لشغل الوظيفة والوضع الاجتماعي والاقتصادي}}، وزعم بلانك حدوث {{اقتباس مضمن|إكراهٍ من مختلف الأنواع حتى في مواجهة نظام احتلالٍ متحالفٍ}}، وأن ألمانيا منحت أصواتاً لأولئك {{اقتباس مضمن|الذين وُلدوا في سيليزيا العليا، ولكنهم لم يعودوا يقيمون هناك}}. خلص بلانك إلى أنه على الرغم من هذه الاحتجاجات {{اقتباس مضمن|فثمة الكثير من الأدلة الأخرى بما في ذلك نتائج انتخابات الرايخستاغ [البرلمان الألماني] قبل العام 1921 وبعده، والهجرة واسعة النطاق لسكان سيليزيا العليا الناطقين بالبولندية إلى ألمانيا بعد العام 1945 تُدلّل على أن هويتهم مع ألمانيا في العام 1921 لم تكن استثنائيةً ولا مؤقتةً}}، و{{اقتباس مضمن|كان هناك عدد كبير من الألمان والبولنديين -وليس مصادفةً أنهم من نفس الديانة الكاثوليكية- الذين لم يتشاركوا في فضاء الحياة نفسه فحسب، بل جاؤوا أيضاً في كثيرٍ من الحالات ليرَوْا أنفسهم أعضاءً في المجتمع القومي نفسه}}.{{sfn|Bullivant|Giles|Pape|1999|pp= 43–44}} زعم الأمير «أوستاشي سابيها» -وزير الخارجية البولندي- عن روسيا السوفييتية {{اقتباس مضمن|بأنها يبدو تتعمد تأخير مفاوضات}} إنهاء الحرب البولندية-السوفييتية {{اقتباس مضمن|بهدف التأثير على استفتاء سيليزيا العليا}}.{{sfn|Debo|1992|p= 335}} حالما قُسّمتِ المنطقة حاولت كلٌّ من ألمانيا وبولندا «تطهير» حصتيهما من سيليزيا العليا {{اقتباس مضمن|عن طريق الاضطهاد مما أدى إلى هجرة الألمان إلى ألمانيا، وهجرة البولنديين إلى بولندا، لكن على الرغم من القمع والهجرة فقد بقيت «أوبول سيليزيا» ''Opole Silesia'' مختلطةً عرقياً}}.{{sfn|Ther|Siljak|2001|p= 123}}

وكتب فرانك راسل -فيما يخصُّ استفتاء السار- بأنَّ السكانَ {{اقتباس مضمن|لم يجرِ ترويعُهم في صناديق الاقتراع}}، وأن {{اقتباس مضمن|النظام الألماني الشمولي [النازي] لم يكُ مكروهاً بالنسبة إلى معظم سكان السار، وأنهم فضّلوه حتى على كفاءة حكمٍ دوليٍّ اقتصاديٍّ وخيّر}}. وعندما أضحت نتيجة التصويت معروفةً فرَّ 4100 (بما في ذلك ثمانمئة لاجئٍ فروا من ألمانيا سابقاً) من السكان عبر الحدود إلى فرنسا.{{sfn|Russell|1951|pp= 103–106}}

=== الشروط العسكرية والانتهاكات ===

أراد البريطانيون أثناء صياغة المعاهدة أن تُلغيَ ألمانيا التجنيدَ الإجباري، وأن يُسمح لها بالاحتفاظ بجيشٍ متطوعٍ فقط، وأراد الفرنسيون أن تحتفظ ألمانيا بجيشٍ مجنّدٍ يصل إلى مئتيْ ألف رجلٍ من أجل تسويغ احتفاظهم بقوةٍ مماثلةٍ، وهكذا كان نص المعاهدة على مئة ألف متطوعٍ بمنزلة حلٍّ وسطٍ بين الموقفين البريطاني والفرنسي. من ناحيةٍ أخرى رأت ألمانيا أن هذه الشروط كما لو أنها تتركها بلا حمايةٍ ضد أيِّ عدوٍ محتملٍ.{{sfn|Schmitt|1960|pp= 104–105}} كتب برنادوت إيفرلي شميت أنه {{اقتباس مضمن|لا يوجد ما يدعو للاعتقاد بأن حكومات الحلفاء كانت غير صادقةٍ عندما ذكرت في بداية الجزء الخامس من المعاهدة ... أنه -من أجل تسهيل التخفيض العام لتسليح جميع الدول- كان يتعين على ألمانيا نزع أسلحتها أولاً}}. أدى عدم التصديق الأمريكي على المعاهدة، وعدم انضمام أمريكا إلى عصبة الأمم إلى انعدام رغبة فرنسا في نزع سلاحها، مما دفع ألمانيا إلى الرغبة في إعادة التسلح.{{sfn|Schmitt|1960|p= 104}} جادل شميت بأنه {{اقتباس مضمن|لو بقي الحلفاء الأربعة متحدين، لكان بإمكانهم إجبار ألمانيا على نزع سلاحها بالفعل، ولكانت تضاءلت إرادة ألمانيا وقدرتها على مقاومة الأحكام الأخرى للمعاهدة}}.{{sfn|Schmitt|1960|p= 108}}

كتب ماكس هانتكه ومارك شبويرر: {{اقتباس مضمن|وجد المؤرخون العسكريون والاقتصاديون أن الجيش الألماني تجاوز بشكلٍ ضئيلٍ حدود المعاهدة}} قبل العام [[1933]]،{{sfn|Hantke|Spoerer|2010|p= 852}} وقد وافق آدم توز على ذلك، وكتب: {{اقتباس مضمن|لوضع هذا في المنظور فإن الإنفاق العسكري السنوي لجمهورية ڤايمار لم يك يُحسب بالمليارات، ولكن بمئات الملايين من مارك الرايخ}}؛ فبرنامج جمهورية ڤايمار -على سبيل المثال- للعام 1931 الذي بلغ 480 مليون ماركٍ ألمانيٍّ على مدار خمس سنواتٍ مقارنةً بخطة الحكومة النازية للعام 1933 لإنفاق 4.4 مليار ماركٍ ألمانيٍّ سنوياً.{{sfn|Tooze|2007|pp= 26, 53–54}} جادل بي. إم. إتش. بيل بأن الحكومة البريطانية كانت على علمٍ بإعادة تسليح ڤايمار لاحقاً، وأعطتِ الاحترام العام للجهود الألمانية من خلال عدم معارضتها،{{sfn|Bell|1997|p= 229}} وهو رأي شاركه فيه [[ونستون تشرشل|تشرشل]]. كتب نورمان ديفيز أنه كانت هناك {{اقتباس مضمن|رقابة غريبة}} على «القيود العسكرية» تتمثل بأنها {{اقتباس مضمن|لم تُدرجِ الصواريخَ في قائمة الأسلحة المحظورة}}، مما أتاح لڤرنر فون براون {{ألمانية|''Wernher von Braun''}}<ref group="هامش">ڤرنر فون براون (12-1975) العالم الألماني الذي كان مسؤولاً عن تطوير برنامج الصواريخ الألماني خلال العهد النازي. آخر تجاربه الصاروخية كانت في سبتمبر/أيلول 1944، وقد التجأ وفريقه للأمريكان في مايو/أيار 1945.</ref> مجالاً للبحث فيها أفضت -في نهاية المطاف- إلى {{اقتباس مضمن|خرْقِهِ [الذي] أتى في العام 1943}}، وقاد إلى تطوير صاروخ ''V-2'' «ڤي-2»».{{sfn|Davies|2007|p= 416}}

=== صعود النازية ===

أثارتِ المعاهدة الكثيرَ من الاستياء في ألمانيا، والذي استغله «[[أدولف هتلر]]» في صعوده إلى السلطة على رأس [[ألمانيا النازية]]. كان من الأمور المركزية في هذا الاعتقاد أسطورة «الطعن في الظهر» التي اعتبرتِ الجيشَ الألماني لم يخسرِ الحربَ وإنما خانته جمهورية ڤايمار التي تفاوضت على استسلامٍ غير ضروريٍّ. أدى [[الكساد الكبير]] إلى تفاقم المشكلة وقاد إلى انهيار الاقتصاد الألماني،<ref group="هامش">في العام 1935 وفي غضون سنتين من مجيء هتلر تجاوز الناتج الإجمالي المحلي الألماني لأول مرةٍ منذ الحرب مثيله البريطاني.</ref> وعلى الرغم من أن المعاهدةَ ربما لم تكنِ السببَ في الانهيار، إلا أنها كانت كبش فداءٍ مناسباً. اعتبر الألمان المعاهدة بمنزلة إذلالٍ، وتشوّفوا بفارغ الصبر إلى خطاب هتلر الذي أنحى باللائمة على المعاهدة في العلل التي تعاني منها ألمانيا. وعد هتلر بمعاكسة عمليات النهب لقوات الحلفاء، واستعادة الأراضي الألمانية المفقودة، وكبرياء ألمانيا، مما أفضى إلى اعتبار المعاهدة سبباً في [[الحرب العالمية الثانية]].{{sfn|Wilde|2020}}{{sfn|Kent|2019|pp= 275–279}}

== انظر أيضًا ==
{{روابط شقيقة}}
{{قائمة أعمدة|عدد الأعمدة=2|الأعمدة=
* [[منظمة العمل الدولية|هيئة العمل الدولية]]
* [[آثار الحرب العالمية الأولى]]
* [[أسباب الحرب العالمية الثانية]]
* [[معاهدة المساعدة القانونية المتبادلة]]
* [[معاهدة نويي]]
* [[معاهدة تريانون]]
* [[معاهدة سيفر|معاهدة سيڤر]]
* [[معاهدة سان جرمان (1919)|معاهدة سان جرمان]]
}}

== معرض الصور ==
<gallery>

ملف:260 7 conférence de Versailles Nagaï di Robiland Sonino Orlando House Bliss Archin Closs Venizelos Vesnitch Belin Foch Pichon Clémenceau Lyod George Bonar Law Milner.jpg|thumb|'''اجتماع اليوم السابق لسريان الهدنة''' (10-11-1918): يساراً من الأمام إلى الخلف: ناچاي، دي روبيلاند، سونينو، أورلاندو، هاوس، بليس، آرشين كلوس، ڤنيزسلوس، ڤسنيتش.<br />يميناً من الخلف للأمام: بلين، فوش، پيشون، كلمنصو، لويد جورج، بونار لو، ميلنر.

ملف:Bundesarchiv Bild 146-1971-037-34, Die deutsche Friedensdelegation.jpg|thumb|'''الوفد الألماني الذي رفض التوقيع وانسحب من المؤتمر''' (1919)، (الأرشيف الاتحادي الألماني).

ملف:Interior of the Galerie des Glaces showing the arrangement of tables for the signing of Peace Terms, Versailles... - NARA - 531149.tif|thumb|'''داخل قاعة المرايا'''، الترتيبات عشية توقيع المعاهدة (27-6-1919).

ملف:At the Peace Table Treaty of Versailles.jpg|thumb|"'''على مائدة السلام'''":<br /> كلمنصو للوفد الألماني: "تفضلوا بأخذ أماكنكم ياسادة"، (تلاحظ المسامير في الكراسي والأغلال على الطاولة). (1919).

ملف:The Peace conference day by day; a presidential pilgrimage leading to the discovery of Europe (IA peaceconferenced00thomiala).pdf|thumb|'''مؤتمر السلام يوماً بعد يومٍ'''. الحج الرئاسي الذي أدى إلى اكتشاف أوروپا.<br />المؤلف: تشارلز تومسون (1858-1925). نشر 1920.

ملف:Deutsches Reichsgesetzblatt 1919 140 0687.jpg|thumb|'''الصحيفة الرسمية لقانون الرايخ الألماني''' 1919.<br />تنازلَ القيصر ڤيلهلم الثاني في 9-11-1918. وقّع الرئيس "فريدريش إيبرت" على إعلان دستور [[جمهورية فايمار|جمهورية ڤايمار]] في 11-8-1919.

ملف:A Paz - O Século Cómico (30Jun1919).png|thumb|"'''السلام'''": (30-6-1919)<br />"'''النسر الألماني: سأوقع، لكن ليكن معلوماً أنه ليس بدافع الخوف'''".<br />رسم ساخر برتغالي.

ملف:ManifestaciónContraElTratadoDeVersallesEnBerlín--timeshistoryofwa21londuoft.jpg|thumb|'''مظاهرة في برلين ضد معاهدة ڤرساي بشأن بوزن ودانتزيج''' (1919).

ملف:Awaiting the decision from paris 1919.jpg|thumb|"'''في انتظار القرار من پاريس'''": ريشة كليفورد بريمان 1919. رسامو الخرائط في ترقبٍ بعد طول انتظارٍ لما سيتمخض عن مؤتمر باريسَ من حدودٍ جديدةٍ.

ملف:Wilhelm II News of the World caricature June 1919 by William Orpen.jpg|thumb|"'''سلام الثامن والعشرين من يونيو/حزيران 1919'''":<br /> القيصر الألماني السابق ڤيلهلم الثاني يوم معاهدة ڤرساي. "أخبار العالم": (29-6-1919) ريشة وليام أوربن.

ملف:Danzig passport.jpg|تصغير|170px|يمين|'''جواز دانتزيچ الحرة''':<br /> كتب عليه بالألمانية "مدينة دانتزيچ الحرة"، وتحته شعار المدينة.

ملف:BASA-284K-2-218-63-Ratification of the Treaty of Neuilly-sur-Seine.jpg|'''[[معاهدة نويي]] مع بلغاريا (صفحة التصديق)'''.

ملف:Austria-Hungary map new-ar.svg|'''مقاطعات دولة النمسا-المجر''': '''النمسا''' (سيسليثانيا):1) بوهيميا. 2) بوكوڤينا. 3) كارينثيا. 4) سلوڤينيا. 5) دالماتيا. 6) چاليسيا. 7) إستيريا. 8) النمسا السفلى. 9) موراڤيا. 10) سالزبورغ. 11) سيليسيا. 12) كوستنلاند. 13) التيرول. 14) النمسا العليا. 15) فورارلبرچ؛ '''المجر''' (ترانسلثانيا): 16) المجر نفسها. 17) كرواتيا؛ '''الملكية النمساوية-المجرية''': 18) البوسنة والهرسك.

Bundesarchiv Bild 146-1985-010-10, Oppeln, Erwartung der Wahlergebnisse.jpg|'''حشد ينتظر نتائج الاستفتاء في أوبلن'''. (الأرشيف الاتحادي الألماني).

ملف:Map showing Czechoslovakia's location in Central Europe LOC 29136678232.jpg|thumb|'''حشد أمام خارطةٍ كبيرةٍ تظهر تشيكوسلوڤاكيا'''، الدولة الجديدة في أوروپا الوسطى.

ملف:Mnichov.jpg|250 بك|تصغير|يسار|'''أراضي إقليم "السوديت" الحدوديّةِ''' (باللون الأخضرِ) ضمن تشيكوسلوڤاكيا.

ملف:Scg02-ar.png|'''الجبل الأسود، وصربيا بإقليميها ذَوَي الحكم الذاتي'''؛ "فويفودينا" المقتطع من المجر، و"كوسوفو" (المستقل من جانبٍ واحدٍ عام 2008).

ملف:An appeal to reason (Burt Thomas).jpg|thumb|"'''التماس سبب'''":(24-1-20)،<br /> ويلسون والأغلبية في مجلس الشيوخ يتراشقان أوحال الحملة حول المعاهدة وميثاق عصبة الأمم، فيما رجل الشارع منكباً يعلق: تباً!! كيف تتوقعون مني أن أفهم هذا؟!<br /> بورت توماس (1881-1964).

ملف:Rollin Kirby - The Accuser.jpg|mini|تصغير|يسار|"'''المتهم'''": (مارس/آذار 1920)<br /> الإنسانيّةُ تدينُ مجلسَ الشيوخِ الأمريكيِّ لقتلِهِ معاهدةَ ڤرسايَ. رسمٌ أمريكي ساخرٌ. "رولين كيربي".

ملف:Map-Germany-1945.svg|تصغير|يسار|'''خريطةُ [[ألمانيا المحتلة (1945-1949)|ألمانيا عامَ 1947]]''': يتبيّنُ فيها "الممرُّ البولندي" والأراضي التابعةُ لجمهوريةِ ڤايمار (19-1933) التي اقتطعتْ بعدَ [[الحرب العالمية الثانية|الحربِ العالميّةِ الثانيةِ]] لصالحِ پولندا وروسيا الاتحادية (بالأبيض)، وإقليمُ [[السارلاند|السارِ]] في الغربِ بإدارةٍ ثلاثيّةٍ (بالأبيض).

File:Versaillevueparall.jpg|thumb|'''معاهدة ڤرساي في عيون الألمان''' (حوالي العام 1920). مجهولة الرسام.

ملف:Bundesarchiv Bild 102-13605, Berlin, Kundgebung gegen Versailler Vertrag.jpg|thumb|'''مظاهرة ضد معاهدة ڤرساي'''، برلين (1932)، (الأرشيف الاتحادي الألماني)

ملف:French caricature on the Romanian-German Peace Treaty.jpg|thumb|A|'''رسم فرنسي ساخر عن [[معاهدة بوخارست (1918)]]'''، والتي اشترطتِ الهدنةُ إلغاءها. وفيها القيصر الألماني [[فيلهلم الثاني]] يهدد إمرأةً (رومانيا)، ويملي عليها شروط الاستسلام.
</gallery>

== الهوامش ==
{{مراجع|مجموعة=هامش}}

== المراجع ==
=== مسرد المراجع ===
{{مراجع|محاذاة=نعم}}

=== بيانات المراجع ===
==== الكتب ====
; باللغة العربية
* {{استشهاد بكتاب | عنوان = سورية والانتداب الفرنسي | مؤلف = [[يوسف الحكيم]] | سنة النشر الأصلية = 1983 | ناشر = دار النهار للنشر | موقع = بيروت، لبنان، | طبعة = الثانية، نسخة pdf | سنة = 1991 }}
* {{استشهاد بكتاب | عنوان = رسالةٌ في الانتدابِ | مؤلف = فؤاد مفرج | ناشر = مطبعةُ صادرَ | موقع = بيروت (لبنان) | طبعة = الأولى - نسخة pdf | سنة = 1933 }}
* {{استشهاد بكتاب | عنوان = تاريخ سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي | مؤلف = [[ستيفن همسلي لونكريك|ستيفن همسلي لونغريغ]] | العنوان الأجنبي = Syria and Lebanon under French Mandate | مترجم = بيار عقل | ناشر = دار الحقيقة | موقع = بيروت، لبنان | طبعة = الأولى، نسخة pdf | سنة = دونما تاريخ، الطبعة الإنجليزية 1958 }}

; بلغات أجنبية
<div class="mw-content-ltr" style="height: 220px; direction: ltr; overflow: auto; padding: 3px" >

<!--A-->
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Christopher Arnander|مؤلف2= Frances Wood|عنوان= "Introduction". The Betrayed Ally, China in the Great War. Pen and Sword|سنة= 2016|ناشر= The Macmillan Company – via Internet Archive|لغة= en|مكان= New York|ردمك= 978-147387501-2}}

<!--B-->
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Thomas A. Bailey|عنوان= Woodrow Wilson and the Great Betrayal|مسار= https://archive.org/details/woodrowwilsongre00bailrich|سنة= 1945|ناشر= The Macmillan Company |عبر= Internet Archive|لغة= en|مكان= New York|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20211016185113/https://archive.org/details/woodrowwilsongre00bailrich|تاريخ أرشيف=2021-10-16}}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= S.L. Bane|عنوان= The Blockade of Germany after the Armistice|سنة= 1942|ناشر= Stanford University Press|لغة= en}}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Correlli Barnett|عنوان= The Collapse of British Power|سنة= 1986|ناشر= Prometheus Books|لغة= en|ردمك= 978-039103-439-6}}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Correlli Barnett|عنوان= The Collapse of British Power. "Pride and Fall" sequence|سنة= 2002|ناشر= Pan.|لغة= en|مكان= London|ردمك= 978-033049181-5}}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= P.M.H. Bell|عنوان= The Origins of the Second World War in Europe|سنة= 1997|سنة النشر الأصلية= 1986|ناشر= Pearson |لغة= en|مكان= London|طبعة= الثانية|ردمك= 978-058230-470-3 }}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Steven Beller|عنوان= A Concise History of Austria. Cambridge Concise Histories|سنة= 2007|ناشر= Cambridge University Press (via Internet Archive)|لغة= en|مكان= Cambridge|ردمك= 978-052147-886-1 }}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Richard Bessel|عنوان= Germany After the First World War|مسار= https://archive.org/details/germanyafterfirs0000bess|سنة= 1993|ناشر= Oxford University Press|لغة= en|مكان= Oxford|ردمك= 978-019821-938-5 }}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Manfred F. Boemeke|مؤلف2= Gerald D. Feldman|مؤلف3= Elisabeth Glaser|عنوان= Versailles: A Reassessment after 75 Years|مسار= https://archive.org/details/treatyofversaill0000unse_x3u3|سنة= 1998|ناشر= Publications of the German Historical Institute, Cambridge University Press.|لغة= en|مكان= Cambridge |طبعة= الأولى|ردمك= 978-052162-132-8 |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220726051318/https://archive.org/details/treatyofversaill0000unse_x3u3|تاريخ أرشيف=2022-07-26}}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Paul S. Boyer|مؤلف2= Clifford E. Clark|مؤلف3= Sandra Hawley|مؤلف4= Joseph F. Kett|مؤلف5= Andrew Rieser|عنوان= The Enduring Vision: A History of the American People, Volume 2: From 1865|سنة= 2009|ناشر= Cengage Learning|لغة= en|مكان= Oxford and New York|ردمك= 978-054722-278-3 }}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Corona Brezina|عنوان= The Treaty of Versailles, 1919: A Primary Source Examination of the Treaty That Ended World War I. Primary Sources of American Treaties|مسار= https://archive.org/details/treatyofversaill00brez|سنة= 2006|ناشر= Rosen Central. |عبر= Internet Archive |لغة= en|مكان= London|ردمك= 978-140420-442-3 |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220704101937/https://archive.org/details/treatyofversaill00brez|تاريخ أرشيف=2022-07-04}}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Judith M. Brown|عنوان= Modern India: The Origins of an Asian Democracy|مسار= https://archive.org/details/modernindiaorigi0000brow|سنة= 1994|ناشر= Oxford University Press|لغة= en|مكان= Oxford and New York|ردمك= 0-19-873113-2 |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220531181326/https://archive.org/details/modernindiaorigi0000brow|تاريخ أرشيف=2022-05-31}}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Johann Wolfgang Bruegel|عنوان= Czechoslovakia Before Munich|سنة= 1973|ناشر= Cambridge University Press|لغة= en|مكان= Cambridge}}
: مؤرشف من الأصل في 28/1/2020، اطلع عليه بتاريخ 22/3/2021.
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= H. James Burgwyn|عنوان= Legend of the Mutilated Victory: Italy, the Great War and the Paris Peace Conference, 1915–1919|سنة= 1993|لغة= en}}

<!--C-->
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= John Milton Cooper|عنوان= Woodrow Wilson: A Biography|مسار= https://archive.org/details/woodrowwilsonbio0000coop_q6b4|سنة= 2011|ناشر= Vintage Books|لغة= en|ردمك= 978-030727790-9 }}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Gordon Alexander Craig|مؤلف2= Felix Gilbert|عنوان= The Diplomats 1919–1939|سنة= 1994|سنة النشر الأصلية= 1953|ناشر= Princeton University Press|لغة= en|مكان= Princeton NJ|ردمك= 978-0-691-03660-1}}

<!--D-->
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Francis Deak|عنوان= Hungary at the Paris Peace Conference. The Diplomatic History of the Treaty of Trianon|سنة= 1942|ناشر= Columbia University Press|لغة= en|مكان= New York}}

<!--E-->
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= J. T. Emmerson|عنوان= The Rhineland Crisis 7 March 1936 A Study in Multilateral Diplomacy|سنة= 1977|ناشر= Ames: Iowa State University Press|لغة= en|مكان= Iowa State}}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Richard J. Evans|عنوان=In Hitler's Shadow: West German Historians and the Attempt to Escape from the Nazi Past|مسار= https://archive.org/details/inhitlersshadow00rich|سنة=1989|ناشر= Pantheon Books |عبر= Internet Archive |لغة= en|طبعة=الأولى|ردمك= 978-067972-348-6|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20221007030902/https://archive.org/details/inhitlersshadow00rich|تاريخ أرشيف=2022-10-07}}

<!--F-->
* {{استشهاد بكتاب |الأخير= Ferguson|الأول= Niall|مؤلف-وصلة= Niall Ferguson|عنوان= The Pity of War|مسار= https://archive.org/details/pityofwarexplain00ferg|سنة= 1999|ناشر= Basic Books|مكان= New York|ردمك= 0-465-05711-X|oclc= 41124439}}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Richard Frucht|عنوان= Eastern Europe: An Introduction to the People, Lands, and Culture|سنة= 2004|ناشر= ABC-CLIO.|عبر= Internet Archive | لغة= en|طبعة=الأولى|ردمك= 978-157607-800-6 }}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= J.F.C. Fuller|عنوان= The Second World War, 1939-45 A Strategical And Tactical History|سنة= 1940|ناشر= Da Capo Press|لغة= en|ردمك= 978-030680506-6 }}

<!--G-->
* {{استشهاد بكتاب | مؤلف1= Martin Gilbert | مؤلف2= Richard Gott | عنوان= The Appeasers | مسار= https://archive.org/details/appeasers0000gilb_i3d8 | سنة= 2000 | ناشر= Phoenix Press | لغة= en }}
* {{استشهاد بكتاب | مؤلف1= Alain Gillette | مؤلف2= Abdelmalek Saydam | عنوان=L'immigration algérienne en France | سنة= 1984 | ناشر= Editions Entente | لغة= Fr | طبعة= الثانية |ردمك= 2-7266-0018-2}}
* {{استشهاد بكتاب | مؤلف1= Leo Grebler | عنوان= The Cost of the World War to Germany and Austria-Hungary | سنة= 1940 | ناشر= Yale University Press | لغة= en }}
* {{استشهاد بكتاب | الأخير= Gregor | الأول=  Anthony James | عنوان= Young Mussolini and the intellectual origins of fascism | مسار= https://archive.org/details/youngmussoliniin0000greg | سنة= 1979 | ناشر= University of California Press | لغة= en | مكان= Berkeley and Los Angeles, California, USA; London, England, UK }}

<!--H-->
* {{استشهاد بكتاب | مؤلف1= Gerd Hardach | مؤلف2= Richard Gott | عنوان= The First World War, 1914–1918 | سنة= 1987 | ناشر= Penguin | لغة= en |ردمك= 978-014022-679-9 }}
* {{استشهاد بكتاب | مؤلف1= Christopher Haigh | عنوان= The Cambridge Historical Encyclopedia of Great Britain and Ireland | سنة= 1990 | ناشر= Cambridge University Press. |عبر= Internet Archive | لغة= en | مكان= Cambridge | طبعة= الأولى |ردمك= 978-052139-552-6 }}
* {{استشهاد بكتاب | مؤلف= Ruth Henig | عنوان= Versailles and After: 1919–1933 | مسار= https://archive.org/details/versaillesafter10000heni | سنة= 1995 | سنة النشر الأصلية= 1984 | ناشر= Routledge | لغة= en | مكان= London | طبعة= الأولى |ردمك= 978-041512710-3 }}
* {{استشهاد بكتاب | مؤلف= E. J. Hobsbawm | عنوان= The Age of Extremes: The Short Twentieth Century, 1914–1991 | سنة= 1994 | ناشر=  Michael Joseph | لغة= en | مكان= London |ردمك=  978-0718133078 }}

<!--K-->
* {{استشهاد بكتاب | مؤلف= William R. Keylor | عنوان= The Legacy of the Great War: Peacemaking, 1919. | مسار= https://archive.org/details/legacyofgreatwar0000unse | سنة= 1998 | ناشر= 
(Archived from the original on October 2013) Houghton Mifflin | لغة= en | مكان= Boston and New York | تاريخ أرشيف=2022-05-16|ردمك= 0-669-41711-4 |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220516050959/https://archive.org/details/legacyofgreatwar0000unse}}
: مؤرشف من المصدر في أكتوبر 2013.
* {{استشهاد بكتاب | مؤلف= John Maynard Keynes | عنوان= The Economic Consequences of the Peace | مسار= https://archive.org/details/economicconsequ02keyngoog | سنة= 1920 | ناشر= Harcourt Brace and Howe | لغة= en | مكان= London |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220517002857/https://archive.org/details/economicconsequ02keyngoog|تاريخ أرشيف=2022-05-17}}

<!--L-->
* {{استشهاد بكتاب | مؤلف= Abdallah Laroui | عنوان= History of the Maghreb | ناشر= Princeton University Press | مترجم= Translated by Ralph Manheim | سنة= 1977 | لغة= en |ردمك= 0-691-03109-6 }}
* {{استشهاد بكتاب | مؤلف1= Antony Lentin | عنوان= "Trick or Treat? The Anglo-French Alliance, 1919" | سنة= 1992 | ناشر= Harcourt Brace and Howe | لغة= en | مكان= London }}
* {{استشهاد بكتاب | مؤلف1= Herbert S. Levine | عنوان= Hitler's Free City: A History of the Nazi Party in Danzig, 1925–39 | سنة= 1970 | ناشر= University of Chicago Press | لغة= en | مكان= Chicago }}
* {{استشهاد بكتاب | الأول= Arthur S. | الأخير= Link | عنوان= Woodrow Wilson and the Progressive Era, 1910–1917 | سنة= 1972 | مكان= New York | ناشر= Harper & Row | صفحات= 252–282 }}

<!--M-->
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Gordon Martel|عنوان= A Companion to Europe 1900–1945|سنة= 1992|ناشر= Wiley-Blackwell|لغة= en|مكان= .Hoboken NJ|ردمك= 978-1-444-33840-9}}
* {{استشهاد بكتاب |الأخير= Mason| الأول= John Brown|عنوان= The Danzig Dilemma, A Study in Peacemaking by Compromise|سنة= 1946|ناشر= Stanford University Press (Retrieved 2011-04-26)|لغة= en|مكان= California State|مسار= https://books.google.com/books?id=ORWrAAAAIAAJ|ردمك= 978-0-8047-2444-9|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20221022150911/https://books.google.com/books?id=ORWrAAAAIAAJ|تاريخ أرشيف=2022-10-22}}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Arno J. Mayer|عنوان= Politics and Diplomacy of Peacemaking. Containment and Counterrevolution at Versailles, 1918–1919|سنة= 1967|ناشر= Manchester University Press|لغة= en|مكان= New York }}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1=  David W. McFadden|عنوان= Alternative Paths: Soviets and Americans, 1917–1920|مسار=  https://archive.org/details/alternativepaths0000mcfa_v7r0|سنة= 1993|ناشر= Oxford University Press|لغة= en|مكان= New York|ردمك= 978-0-195-36115-5 }} نسخة مؤرشفة من الأصل بتاريخ 17 فبراير 2015، اطلع عليه 1 يونيو 2021.
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= C. L. Mowat|عنوان= The Shifting Balance of World Forces 1898-1945 - The New Cambridge Modern History (Volume XII)|سنة= 1968|ناشر= Cambridge University Press|لغة= en|مكان= Cambridge|طبعة= الأولى|ردمك= 978-052104-551-3 }}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف= Klaus Jürgen Müller|عنوان= The Army, Politics and Society in Germany, 1933–1945|سنة= 1987|ناشر= Manchester University Press|لغة= en|مكان= Manchester }}

<!--P-->
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= C. Paul|عنوان= The politics of hunger: the allied blockade of Germany, 1915–1919|سنة= 1987|ناشر= Athens, Ohio: Ohio University Press|لغة= en|مكان= Ohio University: USA|ردمك= 978-0-8214-0831-5 }}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف= Robert Shannan Peckham|عنوان= Rethinking Heritage: Cultures and Politics in Europe|سنة= 2003|ناشر= I.B.Tauris|لغة= en|طبعة=الأولى|ردمك= 978-186064-796-3}}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف= Detlev Peukert|مترجم= Richard Deveson|عنوان= The Weimar Republic: The Crisis of Classical Modernity|مسار= https://archive.org/details/weimarrepublic00detl|سنة= 1992|ناشر= Hill & Wang|لغة= en|ردمك= 978-080909674-9|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220407151902/https://archive.org/details/weimarrepublic00detl|تاريخ أرشيف=2022-04-07}}

<!--R-->
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Joseph Reinach|عنوان= Le rôle de l'impératrice Eugénie en septembre et octobre 1870. Revue d'Histoire du XIXe siècle – 1848 |سنة= 1920|ناشر= Société d'Histoire de la Révolution de 1848|لغة= Fr}}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Anne Roerkohl|عنوان= Hungerblockade und Heimatfront: Die kommunale Lebensmittelversorgung in Westfalen während des Ersten Weltkrieges [The hunger blockade and the home front: communal food supply in Westphalia during World War I]|سنة= 1991|ناشر= Franz Steiner|لغة= de|مكان= Stuttgart}}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Wilfried Rudloff|عنوان= Die Wohlfahrtsstadt: Kommunale Ernährungs-, Fürsorge, und Wohnungspolitik am Beispiel Münchens 1910-1933|سنة= 1998|ناشر= Vandenhooeck & Ruprecht|لغة= Gr|مكان= Göttingen}}

<!--S-->
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Judith Ann Schiff|عنوان= Bibliographical Introduction to "Diary, Reminiscences and Memories of Colonel Edward M. House|سنة= 1 أغسطس 1996|ناشر= Yale University Library and Social Science Statistical Laboratory|لغة= en| تاريخ أرشيف = 23 ديسمبر 2009 }}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Hagen Schulze|عنوان= Germany: A New History|مسار= https://archive.org/details/germany00hage|سنة= 1998|ناشر= Harvard University Press (Archived from the original on 8 January 2020)|مكان= Cambridge-Massachusetts State|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220320013226/https://archive.org/details/germany00hage|تاريخ أرشيف=2022-03-20}}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Richard Shuster|عنوان= German Disarmament After World War I: The Diplomacy of International Arms Inspection 1912–1931. Strategy and History|مسار= https://archive.org/details/germandisarmamen0000shus|سنة= 2006|ناشر= Routledge|لغة= en|مكان= New York|ردمك= 978-041535808-8 |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220629211725/https://archive.org/details/germandisarmamen0000shus|تاريخ أرشيف=2022-06-29}}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Peter Simkins|عنوان= The First World War: Volume 3 The Western Front 1917-1918|سنة= 2002|ناشر= Osprey Publishing|لغة= en|ردمك= 978-184176-348-4 }}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Louise Chipley Slavicek|عنوان= The Treaty of Versailles. Milestones in Modern World History|سنة= 2010|ناشر= Chelsea House Publications|لغة= en}} {{ردمك|978160413279}}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Gavin Souter|عنوان= Lion & Kangaroo: the initiation of Australia |سنة= 2000|ناشر= Text Publishing |مكان= Melbourne |oclc=222801639}}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= David Stevenson|عنوان= France at the Paris Peace Conference: Addressing the Dilemmas of Security". French Foreign and Defence Policy, 1918–1940: The Decline and Fall of a Great Power|مسار= https://archive.org/details/frenchforeigndef0000unse|سنة= 1998|ناشر= Routledge|لغة= en|مكان= New York|ردمك= 978-0-415-15039-2}}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Ralph A. Stone|عنوان= The Irreconcilables: The Fight Against the League of Nations|سنة= 1973|ناشر= W. W. Norton & Co.|لغة= en|ردمك= 978-039300671-1 }}

<!--T-->
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Jürgen Tampke|عنوان= A Perfidious Distortion of History|سنة= 2010|ناشر= Scribe|لغة= en|مكان= Melbourne |ردمك= 978-192532-1-944 }}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= David Thomson|عنوان= Europe Since Napoleon|سنة= 1970|ناشر= Penguin Books|لغة= en}}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= TNA (The National Archive)|عنوان= The Great War 1914 to 1918|سنة= n.d|لغة= en}}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Wesley B. Truitt|عنوان= Power and Policy: Lessons for Leaders in Government and Business|مسار= https://archive.org/details/powerpolicylesso0000trui|سنة= 2010|ناشر= Praeger|لغة= en|ردمك= 978-031338-240-6|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220706225948/https://archive.org/details/powerpolicylesso0000trui|تاريخ أرشيف=2022-07-06}}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Spencer C. Tucker|مؤلف2= Priscilla Roberts|عنوان= The Encyclopedia of World War I: A Political, Social, and Military History|سنة= 2005|ناشر= Praeger|لغة= en|ردمك= 978-185109-420-2 }}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= The Avalon Project|عنوان= The Versailles Treaty June 28, 1919: Part III|سنة= 2013|ناشر= Yale Law School (Retrieved 2015-12-20)|لغة= en|مكان= Connecticut State. USA}}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= The Avalon Project|عنوان= President Woodrow Wilson's Fourteen Points|ناشر= Yale Law School |لغة= en|مكان= Connecticut State. USA}}
: مؤرشف من الأصل بتاريخ 14 فبراير 2008، مسترجع بتاريخ 3 مايو 2007.
:Archived from the original on February 14, 2008. Retrieved May 3, 2007
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف= The Avalon Project|عنوان= League of Nations (1924). The Covenant of the League of Nations: Article 22|ناشر= Yale Law School |لغة= en|مكان= Connecticut State. USA}}
:(مؤرشف من الأصل بتاريخ 19 مايو 2019. اطلع عليه بتاريخ 20 أبريل 2009)

<!--W-->
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Maria Wardzyńska|عنوان= Operacja niemieckiej policji bezpieczeństwa w Polsce|سنة= 2009|سنة النشر الأصلية= 1939|ناشر= Intelligenzaktion, IPN|لغة= Polish|مكان= Warszawa}}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Gerhard Weinberg|عنوان= A World at Arms: A Global History of World War II|مسار= https://archive.org/details/worldatarms0000gerh|سنة= 1994|عبر= Internet Archive|ناشر= Cambridge University Press|لغة= en|مكان= Cambridge|ردمك= 0-52144-317-2 }}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Gerhard L. Weinberg|عنوان= Germany, Hitler, and World War II: Essays in Modern German and World History|سنة= 2008|سنة النشر الأصلية= 1995|ناشر= Cambridge University Press|لغة= en|مكان= Cambridge|ردمك= 978-052156626-1}}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Gerhard Weinberg|عنوان= Hitler's Foreign Policy 1933–1939: The Road to World War II|سنة= 2013|ناشر= Enigma Books|لغة= en|مكان= New York}}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= William C. Widenor|عنوان= Henry Cabot Lodge and the Search for an American Foreign Policy|سنة= 2013|ناشر= University of California Press|لغة= en|مكان= California State. USA|ردمك= 0-520-04962-4}}

<!--Y-->
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Peter J. Yearwood|عنوان= Guarantee of Peace: The League of Nations in British Policy 1914-1925|سنة= 2009|سنة النشر الأصلية= 1995|ناشر=Oxford University Press|لغة= en|مكان= Oxford|ردمك= 978-019922-673-3}}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1= Robert Young|عنوان= France and the Origins of the Second World War|مسار= https://archive.org/details/franceoriginsofs0000youn|سنة= 1996|ناشر= St. Martin's Press|لغة= en|مكان= New York|ردمك= 0312161867|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220704004428/https://archive.org/details/franceoriginsofs0000youn|تاريخ أرشيف=2022-07-04}}
</div>

==== المجلات ====
<div class="mw-content-ltr" style="height: 220px; direction: ltr; overflow: auto; padding: 3px" >
* {{استشهاد بمجلة|مؤلف1= JF. Brundage|مؤلف2= GD. Shanks|مجلة= The Journal of Infectious Diseases|عنوان= What really happened during the 1918 influenza pandemic? The importance of bacterial secondary infections|لغة=  en|تاريخ= December 2007|المجلد= 11|العدد= 196|صفحات= 1717–1719| doi= 10.1086/522355 }}
* {{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف= John B. Duff|مجلة= The Journal of American History|عنوان= The Versailles Treaty and the Irish-Americans|لغة=  en|تاريخ= 1968|المجلد= 3|العدد= 55|صفحات= 582–598|doi= 10.2307/1891015| JSTOR= 1891015}}
* {{استشهاد بمجلة|مؤلف= Noriko Kawamura|مجلة= Pacific Historical Review|عنوان= Wilsonian Idealism and Japanese Claims at the Paris Peace Conference|لغة=  en|تاريخ= November 1997|المجلد= 4|العدد= 66|صفحات= 503–526|doi= 10.2307/1891015| JSTOR= 3642235}}
* {{استشهاد بمجلة|مؤلف= Paul Gordon Lauren|مجلة= Diplomatic History|عنوان= Human Rights in History: Diplomacy and Racial Equality at the Paris Peace Conference|لغة=  en|تاريخ= Summer 1978|المجلد= 3|العدد= 2|صفحات= 257–278|JSTOR= 24909920}}
* {{استشهاد بمجلة|مؤلف1=  Sally Marks|مجلة= Journal of Modern History|عنوان= Mistakes and Myths: The Allies, Germany, and the Versailles Treaty, 1918–1921|لغة= en|تاريخ= Summer 1978|المجلد= 3|العدد= 85|صفحات= 632–659|doi= 10.1086/670825 | JSTOR= 10.1086/670825}}
* {{استشهاد بمجلة|مؤلف1= Veselin Mintchev|مجلة= South-East Europe Review|عنوان= External Migration in Bulgaria|لغة=  en|تاريخ= January 1999|المجلد= 3|العدد= 99|صفحات= 124}}
Archived from the original on 17 January 2013. Retrieved 6 August 2018.

* {{استشهاد بمجلة|مؤلف1= DM. Morens|مؤلف2= AS. Fauci|مجلة= The Journal of Infectious Diseases|عنوان= The 1918 influenza pandemic: Insights for the 21st century|لغة= en|تاريخ= April 2007|المجلد= 7|العدد= 195|صفحة= 1018–1028|doi= 10.1086/511989 |PMID= 17330793}}
* {{استشهاد بدورية محكمة | مؤلف= Lindsay Rogers |مجلة= Geographical Review | عنوان= The Inquiry: American Preparations for Peace, 1917-1919 by Lawrence E. Gelfand | لغة= en |تاريخ= يوليو 1964 | المجلد= 54 | العدد= 3 | صفحات= 260–462 |doi= 10.2307/212676 }}
* {{استشهاد بمجلة|مؤلف1= Max Rubner|مجلة= Deutsche Medizinische Wochenschrift|عنوان= Von der Blockde und Aehlichen|لغة= DE|مكان= Berlin|تاريخ= 10April 1919|المجلد= 15|العدد= 45}}

:Jeffery K. Taubenberger and David M. Morens. 1918 Influenza: the Mother of All Pandemics. CDC:history نسخة محفوظة 03 سبتمبر 2011 على موقع واي باك مشين.
* {{استشهاد بمجلة |مؤلف1= Jeffery K. Taubenberger|مؤلف2= Morens M. David|مسار=https://archive.org/details/pubmed-PMC3448162|مجلة= CDC: history|عنوان= 1918 Influenza: the Mother of All Pandemics|تاريخ= 2012-09-11|لغة=  en}}
: نسخة محفوظة 03 سبتمبر 2011 على موقع واي باك مشين.

* {{استشهاد بمجلة|مؤلف= Marc Trachtenberg|مجلة= Journal of Contemporary History|عنوان= Versailles after Sixty Years|لغة=  en|تاريخ= 1982|المجلد= 3|العدد= 17|صفحة = 487–506|doi= 10.1177/002200948201700305 |JSTOR= 260557 |S2CID= 154283533}}
* {{استشهاد بمجلة|مؤلف1= Bernadotte Schmitt|مجلة= Proceedings of the American Philosophical Society|عنوان = The Peace Treaties of 1919-1920|لغة= en|المجلد= 1|العدد= 104|صفحات= 101–110|JSTOR= 985606}}
* {{استشهاد بمجلة|مؤلف1= Zach Shore|مجلة= Journal of Contemporary History|عنوان = Hitler, Intelligence and the Decision to Remilitarize the Rhine|لغة=  en|تاريخ= January 1999|المجلد= 1|العدد= 34|صفحات= 5–18}}
* {{استشهاد بمجلة|مؤلف1= Kurt Wimer|مؤلف2= Sarah Wimer|مجلة= The Review of Politics|عنوان = The Harding Administration, the League of Nations, and the Separate Peace Treaty|لغة=  en|المجلد= 1|العدد= 29|صفحات= 13-14|doi= 10.1017/S0034670500023706}}
* Lentin, Antony (1992), "Trick or Treat? The Anglo-French Alliance, 1919", History Today, vol. 42 no. 12, ProQuest 1299048769
* {{استشهاد بمجلة 
|مجلة   = History Today
|مؤلف       = Antony Lentin
|عنوان      = Trick or Treat? The Anglo-French Alliance, 1919
|لغة        = en
|تاريخ      = 1992
|المجلد       =  42
|العدد        =  12
}}

</div>

==== الموسوعات ====
<div style="direction: ltr">
* {{استشهاد بموسوعة|موسوعة= Encyclopaedia Britannica|عنوان= May Fourth Movement|العنوان بالعربي= حركة 4 أيار|مسار= https://www.britannica.com/event/May-Fourth-Movement|لغة= en |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20221108085429/https://www.britannica.com/event/May-Fourth-Movement|تاريخ أرشيف=2022-11-08}}
</div>

==== تقارير ====
<div style="direction: ltr">
* The 'bird flu' that killed 40 million. BBC News. October 19, 2005.
* {{استشهاد بتقرير فني|مؤلف= BBC News|تاريخ= 19 أكتوبر/تشرين الأول 2005|عنوان= The 'bird flu' that killed 40 million|لغة= en}}
* Miller, Vol. IV, 209. Document 246. "Outline of Tentative Report and Recommendations Prepared by the Intelligence Section, in Accordance with Instructions, for the President and the Plenipotentiaries 21 January 1919".
* {{استشهاد بتقرير فني|مؤلف= Miller|عنوان= Outline of Tentative Report and Recommendations Prepared by the Intelligence Section, in Accordance with Instructions, for the President and the Plenipotentiaries 21 January 1919|الفصل= Vol. IV|الفصل= Document 246|صفحة= 209|لغة= en}}
</div>

==== مواقع الشابكة ====
* {{استشهاد ويب 
| مؤلف= قسم البحوث والدراسات 
| سنة الوصول= 2022
| ناشر= قناة الجزيرة الإخبارية 
| تاريخ= 24/5/2006 
| مكان= الدوحة 
| صيغة= HTML 
| موقع= الجزيرة نت
| عنوان= معاهدة سيفر 1920
| تاريخ الوصول= 21-03-2022
| تاريخ أرشيف= 28 فبراير 2023
| مسار= https://www.aljazeera.net/2006/05/24/معاهدة-سيفر-1920
| مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230228152914/https://www.aljazeera.net/2006/05/24/معاهدة-سيفر-1920
}}
* [https://web.archive.org/web/20180526234707/http://content.time.com/time/world/article/0,8599,2023140,00.html Why Did World War I Just End?] " By Claire Suddath, Monday, Oct. 04, 2010", Time. موقع مجلة «تايم». مؤرشف من الأصل في 17 أغسطس 2013. اطلع عليه بتاريخ 01 مارس/آذار 2021.
* [https://web.archive.org/web/20200508053036/https://www.britannica.com/event/Conference-of-San-Remo "مؤتمر سان ريمو]، بريتانيكا، مؤرشف من الأصل في 8 مايو 2020.
* [https://web.archive.org/web/20180804105807/http://treaties.fco.gov.uk/docs/pdf/1920/ts0011.pdf نص معاهدة سان ريمو]، مؤرشف من الأصل في 4 أغسطس 2018 (PDF).
{{الحرب العالمية الأولى}}
{{مناطق ومقاطعات بروسيا}}
{{مؤتمر باريس للسلام}}
{{ميثاق الأمم المتحدة}}
{{ضبط استنادي}}
{{معاهدات الحرب العالمية الأولى}}
{{شريط بوابات|إيطاليا|الأمم المتحدة|الإمبراطورية الألمانية|التاريخ|الحرب العالمية الأولى|السياسة|القانون|الولايات المتحدة|عقد 1910|عقد 1920|علاقات دولية|فرنسا}}

{{شريط محتوى متميز|1=مختارة|التاريخ=10 أغسطس 2022|النسخة=58967672|تاريخ مراجعة الزملاء=2 أبريل 2022}}

[[تصنيف:معاهدة فرساي|*]]
[[تصنيف:فرنسا في 1919]]
[[تصنيف:أحداث يونيو 1919]]
[[تصنيف:معاهدات دخلت حيز التنفيذ في 1920]]
[[تصنيف:العلاقات الألمانية الأمريكية]]
[[تصنيف:العلاقات الألمانية الإيطالية]]
[[تصنيف:العلاقات الألمانية البريطانية]]
[[تصنيف:العلاقات الألمانية الفرنسية]]
[[تصنيف:العلاقات الألمانية اليابانية]]
[[تصنيف:علاقات دولية]]
[[تصنيف:معاهدات أبرمت في 1919]]
[[تصنيف:معاهدات الإمبراطورية الألمانية]]
[[تصنيف:معاهدات الإمبراطورية اليابانية]]
[[تصنيف:معاهدات الجمهورية الفرنسية الثالثة]]
[[تصنيف:معاهدات الحد من الأسلحة]]
[[تصنيف:معاهدات سلام ألمانيا]]
[[تصنيف:معاهدات سلام لإيطاليا]]
[[تصنيف:معاهدات سلام لفرنسا]]
[[تصنيف:معاهدات سلام للمملكة المتحدة]]
[[تصنيف:معاهدات سلام للولايات المتحدة]]
[[تصنيف:معاهدات سلام لليابان]]
[[تصنيف:معاهدات في الحرب العالمية الأولى]]
[[تصنيف:معاهدات مملكة المتحدة (1801–1922)]]
[[تصنيف:معاهدات مملكة إيطاليا (1861–1946)]]
[[تصنيف:مؤتمر باريس للسلام 1919]]