عرض مصدر مستشفى

{{راجع الترجمة}}
{{صندوق معلومات صيني}}
[[ملف:مستشفى سرطان الاطفال 57357.jpg|تصغير|مستشفى في مصر.]]
[[ملف:Johns Hopkins Hospital.jpg|تصغير|[[مستشفى جونز هوبكنز]] في مدينة [[بالتيمور]] بولاية [[ماريلند|ماريلاند]] الأمريكية.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.amazon.com/Here-My-Hope-Inspirational-Hospital/dp/0385500327/147-9178807-2142009?ie=UTF8&%2AVersion%2A=1&%2Aentries%2A=0 |عنوان=Here is My Hope: A Book of Healing and Prayer: Inspirational Stories of Johns Hopkins Hospital: Randi Henderson,Richard Marek: Books |ناشر=Amazon.com |تاريخ الوصول=8 يناير 2011| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20141029115418/http://www.amazon.com/Here-My-Hope-Inspirational-Hospital/dp/product-description/0385500327 | تاريخ أرشيف = 29 أكتوبر 2014 }}</ref>]]
[[ملف:Intensivstation (01) 2007-03-03.jpg|تصغير|يسار|upright=0.9|[[وحدة العناية المركزة]] (ICU) في مستشفى حديث.]]
[[ملف:KlinikumAachen.jpg|تصغير|يعد [[المستشفى الجامعي بآخن]] في [[ألمانيا]] واحدًا من أكبر المستشفيات في [[أوروبا]].]]
[[ملف:AIIMS central lawn.jpg|تصغير|يسار|معهد عموم الهند للعلوم الطبية "أيمس" (AIIMS) في [[دلهي]]، [[الهند]]]]
{{بنية تحتية عامة}}
'''المستشفى'''{{جمع|مُسْتَشْفَيَات}} مؤسسة [[رعاية صحية|للرعاية الصحية]] توفر العلاج [[مريض|للمرضى]] من قبل طاقم طبي و[[تمريض]] متخصص و[[جهاز طبي|معدات طبية]].<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.who.int/health-topics/hospitals|عنوان=Hospitals|موقع=World Health Organization|لغة=en-GB|تاريخ الوصول=2018-01-24| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181001230236/http://www.who.int/hospitals/en/ | تاريخ أرشيف = 01 أكتوبر 2018 }}</ref> وأفضل أنواع المستشفيات المعروفة هو المستشفى العام، الذي يوجد به عادة [[قسم الطوارئ|قسم للطوارئ]] لمعالجة المشاكل الصحية العاجلة التي تتراوح بين ضحايا الحريق والحوادث إلى [[نوبة قلبية|النوبة القلبية]]. عادة ما يكون مستشفى المنطقة مَرفق الرعاية الصحية الرئيسي في منطقته، مع وجود عدد كبير من الأسرة [[وحدة العناية المركزة|للعناية المركزة أو الحثيثة]] وأسرّة إضافية للمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية طويلة الأجل. وتشمل المستشفيات المتخصصة مراكز [[رضح|الرضوح]]، و[[العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل|مستشفيات إعادة التأهيل]]، و[[مستشفى أطفال|مستشفيات الأطفال]]، و[[طب المسنين|مستشفيات كبار السن]]، ومستشفيات للتعامل مع الاحتياجات الطبية الخاصة مثل [[مستشفى الأمراض النفسية|العلاج النفسي]] وبعض فئات الأمراض. يمكن أن تساعد المستشفيات المتخصصة في تقليل [[نظام رعاية صحية|تكاليف الرعاية الصحية]] مقارنة بالمستشفيات العامة.<ref name=bbc1>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.bbc.co.uk/news/av/health-10830889|عنوان=India's 'production line' heart hospital|ناشر=bbcnews.com|تاريخ=1 August 2010|تاريخ الوصول=13 October 2013| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170418214453/http://www.bbc.co.uk/news/health-10830889 | تاريخ أرشيف = 18 أبريل 2017 }}</ref>

يجمع [[مستشفى تعليمي|المستشفى التعليمي]] بين مساعدة الناس والتدريس لطلاب الطب والتمريض. عادة ما تسمى المنشأة الطبية الأصغر من المستشفى [[العيادة (توضيح)|بالعيادة]]. المستشفيات لديها مجموعة من الأقسام (مثل [[جراحة|الجراحة]]، والعناية العاجلة) والوحدات المتخصصة مثل [[طب القلب]]. بعض المستشفيات لديها أقسام للمرضى غير المقيمين وبعضها يحتوي على وحدات علاجية [[مزمن (طب)|للأمراض المزمنة]]. وتشمل وحدات الدعم الشائعة مثل: [[صيدلة|الصيدلية]]، و[[علم الأمراض]]، و[[علم الأشعة|الأشعة]].

عادةً ما يتم تمويل المستشفيات من قبل [[قطاع عام|القطاع العام]]، أو المؤسسات الصحية (سواء ربحية أو [[منظمة غير ربحية|غير ربحية]])، أو شركات [[تأمين صحي|التأمين الصحي]]، أو [[منظمة خيرية|المؤسسات الخيرية]]، بما في ذلك التبرعات الخيرية المباشرة. تاريخيًا، غالبًا ما تم تأسيس المستشفيات وتمويلها بموجب أوامر دينية، أو من قبل أفراد وقادة خيريين.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير=Hall|الأول=Daniel|عنوان=Altar and Table: A phenomenology of the surgeon-priest|صحيفة=Yale Journal of Biology and Medicine|تاريخ=December 2008|المجلد=81|العدد=4|اقتباس=Although physicians were available in varying capacities in ancient Rome and Athens, the institution of a hospital dedicated to the care of the sick was a distinctly Christian innovation rooted in the monastic virtue and practise of hospitality. Arranged around the monastery were concentric rings of buildings in which the life and work of the monastic community was ordered. The outer ring of buildings served as a hostel in which travellers were received and boarded. The inner ring served as a place where the monastic community could care for the sick, the poor and the infirm. Monks were frequently familiar with the medicine available at that time, growing medicinal plants on the monastery grounds and applying remedies as indicated. As such, many of the practicing physicians of the Middle Ages were also clergy.|pmc=2605310|pmid=19099050|صفحات=193–8}}</ref>

وفي الوقت الحالي، يعمل في المستشفيات عدد كبير من [[طبيب|الأطباء]] المتخصصين، و[[جراح|الجراحين]]، و[[تمريض|الممرضين]] و[[قطاع الرعاية الصحية|الممارسين في قطاع الرعاية الصحية]]، في حين كان يتم تنفيذ هذا العمل في الماضي من قبل أعضاء المؤسسات الدينية التأسيسية أو [[تطوع|المتطوعين]]. ومع ذلك، هناك العديد من التنظيمات الدينية [[كاثوليكية|الكاثوليكية]]، مثل الألكسيين وتجمع أخوات بون سيكورس التي لا تزال تركز على المستشفيات في أواخر 1990s، وكذلك تدير العديد من الطوائف المسيحية الأخرى، بما في ذلك [[ميثودية|الميثوديون]] و[[لوثرية|اللوثريون]] المستشفيات.<ref>{{استشهاد بكتاب|الأخير=Lovoll|الأول=Odd|عنوان=A Portrait of Norwegian Americans Today|سنة=1998|ناشر=U of Minnesota Press|isbn=0-8166-2832-7|صفحة=192}}</ref> وفقًا للمعنى الأصلي للكلمة الإنجليزية، كانت المستشفيات في الأصل «أماكن ضيافة»، ولا يزال هذا المعنى محفوظًا في أسماء بعض المؤسسات مثل مستشفى رويال تشيلسي، الذي أنشئ في عام 1681 كبيت للتقاعد والتمريض للجنود المخضرمين.
[[ملف:Hospital.svg|alt=White H on blue background, used to represent hospitals in the US.|تصغير|خلال وقت السلم، يمكن الإشارة إلى المستشفيات من خلال مجموعة متنوعة من الرموز. على سبيل المثال، غالبًا ما يتم استخدام علامة "H" بيضاء على خلفية زرقاء في [[الولايات المتحدة]]. خلال أوقات [[حرب|النزاع المسلح]]، يمكن تمييز المستشفى بشارة [[صليب أحمر (توضيح)|الصليب الأحمر]]، أو [[الهلال الأحمر]]، أو البلورة الحمراء وفقاً [[اتفاقيات جنيف|لاتفاقيات جنيف]].]]

== أنواع المستشفيات ==
[[ملف:Lehigh-Valley-Hospital.x.jpg|تصغير|يسار|مستشفى ليهاي فالي في [[ألينتاون]]، [[بنسيلفانيا|بنسلفانيا]]]]
يذهب بعض [[مريض|المرضى]] إلى المستشفى فقط من أجل [[تشخيص (توضيح)|التشخيص]]، و[[علاج (طب)|العلاج]]، أو المداواة، ثم يغادرون («المرضى الخارجيون») دون البقاء طوال الليل. في حين أن الآخرين «يُسمح لهم بالدخول» والبقاء بين طوال الليل، أو لعدة أيام، أو أسابيع، أو أشهر («المرضى الداخليين»). عادةً ما تتميز المستشفيات عن أنواع أخرى من المرافق الطبية من خلال قدرتها على قبول المرضى الداخليين ورعايتهم، في حين غالباً ما توصف المرافق الأخرى، الأصغر، غالباً ما يوصفون بالعيادات.

=== مستشفى عام ===
إن أشهر أنواع المستشفيات هو المستشفى العام، الذي تم إعداده للتعامل مع العديد من أنواع الأمراض والإصابات، وعادة ما يوجد [[قسم الطوارئ]] (المعروف أحيانًا باسم «قسم الحوادث والطوارئ») للتعامل مع الحالات الصحية العاجلة والفورية. قد تحتوي المدن الكبيرة على العديد من المستشفيات ذات الأحجام المختلفة والمرافق. لدى بعض المستشفيات، ولا سيما في [[الولايات المتحدة]] و[[كندا]]، [[إسعاف أولي|خدمة الإسعاف]] خاصة بها.

=== مستشفى المقاطعة ===
عادة ما يكون مستشفى المقاطعة مرفق الرعاية الصحية الرئيسي في منطقته، مع وجود عدد كبير من الأسرة [[طب حرج|للرعاية المركزة]] و[[طب حرج|العناية الحرجة]] والرعاية طويلة الأجل.

في [[كاليفورنيا]]، يشير «مستشفى المقاطعة» تحديدًا إلى فئة من مرافق الرعاية الصحية التي تم إنشاؤها بعد فترة وجيزة من [[الحرب العالمية الثانية]] لمعالجة النقص في أسرة المستشفيات في العديد من المجتمعات المحلية.<ref name=DHLF2013>{{استشهاد ويب|عنوان=Our Background|مسار=https://www.cadhlf.org/about-dhlf/our-background/|ناشر=District Hospital Leadership Forum|تاريخ الوصول=10 July 2014| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190114165907/https://www.cadhlf.org/about-dhlf/our-background/ | تاريخ أرشيف = 14 يناير 2019 |url-status=dead}}</ref><ref name=Knox2013>{{استشهاد ويب|مؤلف1-الأخير=Knox|مؤلف1-الأول=Dennis|عنوان=District Hospitals' Important Mission|مسار=http://payersandproviders.com/opinion-detail.php?id=97|ناشر=Payers &–° Providers|تاريخ الوصول=10 July 2014| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20161013013312/http://payersandproviders.com/opinion-detail.php?id=97 | تاريخ أرشيف = 13 أكتوبر 2016 |url-status=dead}}</ref> حتى اليوم، تعتبر مستشفيات المقاطعات هي المستشفيات العامة الوحيدة في 19 مقاطعة في ولاية كاليفورنيا،<ref name=DHLF2013 /> وهي المستشفى الوحيد الذي يمكن الوصول إليه محليًا في 9 مقاطعات إضافية توجد فيها مستشفى واحد أو أكثر على مسافة كبيرة من المجتمع المحلي.<ref name=DHLF2013 /> وثمانية وعشرون من مستشفيات كاليفورنيا الريفية و 20 من مستشفيات الحالات الحرجة هي مستشفيات مقاطعات.<ref name=Knox2013 /> يتم تشكيلها من قبل [[بلدية|البلديات]] المحلية، ولها مجالس منتخبة من قبل المجتمعات المحلية، وتوجد لخدمة الاحتياجات المحلية.<ref name=DHLF2013 /><ref name=Knox2013 /> وهي مورد مهم بشكل خاص للرعاية الصحية للمرضى الذين لا يملكون [[تأمين صحي]] ومرضى Medi-Cal (وهو برنامج للمساعدة الطبية في ولاية كاليفورنيا، ويخدم الأشخاص ذوي الدخل المنخفض، وبعض [[كبر السن|كبار السن]]، والأشخاص [[إعاقة|ذوي الإعاقة]]، والأطفال في دور الحضانة، والنساء [[حمل|الحوامل]]).<ref name=DHLF2013 /><ref name=Knox2013 /> في عام 2012، قدمت مستشفيات المقاطعة 54 مليون دولار من الرعاية المجانية في ولاية كاليفورنيا.<ref name=Knox2013 />

=== متخصص ===
[[ملف:Starship Children's Health Auckland.jpg|تصغير|upright=0.45|مستشفى المركبة الفضائية لصحة الأطفال في [[أوكلاند]]، [[نيوزيلندا]].]]

تشمل أنواع المستشفيات المتخصصة مراكز الصدمات، ومستشفيات التأهيل، و[[مستشفى البشير حمزة للأطفال|مستشفيات الأطفال]]، ومستشفيات كبار السن (المسنين)، والمستشفيات للتعامل مع الاحتياجات الطبية الخاصة مثل [[اضطراب نفسي|المشاكل النفسية]] (انظر [[مستشفى الأمراض النفسية]])، وبعض فئات الأمراض مثل [[أمراض القلب]]، و[[ورم|الأورام]]، أو أمراض العظام، وما إلى ذلك. في [[ألمانيا]] تسمى المستشفيات المتخصصة Fachkrankenhaus. على سبيل المثال Fachkrankenhaus Coswig ([[جراحة القلب والصدر|لجراحة الصدر]]).

قد يكون المستشفى [[مبنى]]ً واحدًا أو عددًا من المباني في [[حرم جامعي|الحرم الجامعي]]. بدأت العديد من المستشفيات التي تعود أصولها إلى ما قبل القرن العشرين كمبنى واحد وتطورت إلى [[حرم جامعي]]. ترتبط بعض المستشفيات [[جامعة|بالجامعات]] لإجراء [[بحث طبي|البحوث الطبية]] وتدريب العاملين الطبيين مثل الأطباء والممرضات، وغالبًا ما تسمى المستشفيات التعليمية. في جميع أنحاء العالم، يتم تشغيل معظم المستشفيات على أساس [[منظمة غير ربحية|غير ربحي]] من قبل الحكومات أو [[منظمة خيرية|المؤسسات الخيرية]]. ومع ذلك، هناك بعض الاستثناءات، على سبيل المثال، في [[الصين]]، حيث لا يمثل [[تمويل|التمويل]] الحكومي سوى 10٪ من دخل المستشفيات.<ref>Eggleston et al., 2008
K. Eggleston, L. Li, Q. Meng, M. Lindelow, A. Wagstaff
Health service delivery in China: a literature review
Health Economics, 17 (2008), pp. 149-165</ref>

يمكن للمستشفيات المتخصصة المساعدة في تقليل تكاليف الرعاية الصحية مقارنة بالمستشفيات العامة. على سبيل المثال، تسمح وحدة القلب في مدينة نيرايانا هرودايالايا (Narayana Hrudayalaya) الصحية في [[بنغالور]]، المتخصصة في [[جراحة القلب]]، لعدد كبير جدًا من المرضى. حيث تحتوي على 3000 سرير (أكثر من 20 ضعف متوسط المستشفى الأمريكي) وفي جراحة قلب الأطفال وحدها، فإنه يقوم بإجراء 3000 عملية قلب سنويًا، مما يجعله أكبر مرفق من هذا القبيل في العالم.<ref name="bbc1"/><ref name=fastcompany>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.fastcompany.com/153 |عنوان=Narayana Hrudayalaya Hospitals |ناشر=fastcompany.com |تاريخ=7 February 2012 |تاريخ الوصول=13 October 2013 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20131003195219/http://www.fastcompany.com/node/153 |تاريخ أرشيف=3 October 2013 |url-status=dead}}</ref> يُعطى الجراحون راتبًا ثابتًا بدلاً من الدفع عن كل عملية؛ وبالتالي، تنخفض تكاليف المستشفى عندما يزداد عدد الإجراءات، وذلك بالاستفادة من [[وفورات الحجم]].<ref name=fastcompany/> بالإضافة إلى ذلك، يقال إن التكاليف تنخفض لأن كل المتخصصين فيها يصبحون فعالين من خلال العمل على إجراء «خط إنتاج» واحد.<ref name=bbc1/>

=== تعليمي ===
[[ملف:McMasterUMedical.jpg|تصغير|يسار|مركز [[جامعة ماكماستر]] الطبي هو [[مستشفى تعليمي]] في [[هاملتون (توضيح)|هاملتون]]، [[أونتاريو]]]]

يجمع [[مستشفى تعليمي|المستشفى التعليمي]] ما بين تقديم المساعدة للأشخاص والتدريس لطلاب الطب والممرضات، وغالبًا ما يكون مرتبطًا [[كلية طب|بمدرسة طبية]] أو [[مدرسة تمريض]] أو جامعة. يوجد في بعض البلدان مثل [[المملكة المتحدة]] نظام الإلحاق السريري الذي يتم تعريفه على أنه فترة زمنية يتم فيها ربط طبيب بمشرف معين في وحدة سريرية، في ضوء الأهداف الواسعة لمراقبة الممارسة السريرية في المملكة المتحدة ودور الأطباء وغيرهم من المتخصصين في الرعاية الصحية في هيئة الصحة الوطنية (NHS).

=== عيادات ===
{{مفصلة|عيادة}}

يطلق على المنشأة الطبية الأصغر من المستشفى عادةً عيادة، وغالبًا ما تدار من قبل وكالة حكومية للخدمات الصحية أو شراكة خاصة من الأطباء (في الدول التي يسمح فيها بالممارسة الخاصة). تقدم العيادات عمومًا خدمات العيادات الخارجية فقط.

== الإدارات والأقسام ==
[[ملف:ER room after a trauma.jpg|تصغير|سرير غرفة الإنعاش بعد دخول حالة [[إصابة|صدمة]]، والتي تبين المعدات عالية التقنية في المستشفيات الحديثة]]

تتكون المستشفيات من أقسام، تسمى تقليديًا ''أجنحة''، خاصة عندما يكون لديهم أسرة للمرضى المنومين، عندها يطلق عليهم أحيانًا أجنحة [[مريض|المرضى الداخليين]]. قد يكون لدى المستشفيات خدمات حادة مثل [[قسم الطوارئ]]، أو مركز متخصص في علاج [[إصابة|الصدمات]]، أو [[حرق (إصابة)|وحدة الحروق]]، أو [[جراحة|الجراحة]]، أو [[طب حرج|الرعاية العاجلة]]. قد يتم دعمها بعد ذلك بوحدات أكثر تخصصًا مثل ما يلي:
* [[قسم الطوارئ]]
* [[طب القلب]]
* [[وحدة العناية المركزة]]
** وحدة الرعاية المركزية للأطفال
** وحدة الرعاية المركزية للولدان
** وحدة الرعاية المركزية للقلب والأوعية الدموية
* [[طب الجهاز العصبي]]
* [[علم الأورام]]
* [[طب التوليد والنسائيات]]، بالعامية، جناح [[ولادة|الأمومة]]

وبالإضافة إلى ذلك، هناك قسم التمريض، وغالبًا ما يرأسه [[علم إدارة التمريض|رئيس التمريض]] أو [[علم إدارة التمريض|مدير التمريض]]. هذا القسم مسؤول عن إدارة ممارسة التمريض المهنية، و[[أبحاث التمريض|البحوث]]، والسياسة الخاصة بها في المستشفى. يتخلل التمريض كل جزء من المستشفى. لدى العديد من الوحدات أو الأجنحة مدير تمريض ومدير طبي يعملان كمسؤولين عن تخصصات كلٍ منهما. على سبيل المثال، في العناية المركزة للاطفال حديثي الولادة، يكون مدير [[طب حديثي الولادة|طب الولدان]] مسؤولًا عن الطاقم الطبي والرعاية الطبية في حين أن مدير التمريض / مدير وحدة العناية المركزة مسؤول عن جميع الممرضات ورعاية التمريض في هذه الوحدة / الجناح.

بعض المستشفيات لديها أقسام للمرضى الخارجيين وبعضها يحتوي على وحدات علاجية مزمنة مثل خدمات [[صحة نفسية|الصحة السلوكية]]، و[[طب الأسنان]]، [[طب الجلد|الأمراض الجلدية]]، و[[مستشفى الأمراض النفسية|جناح الطب النفسي]]، و[[الطب الطبيعي وإعادة التأهيل|خدمات إعادة التأهيل]]، و[[علاج طبيعي|العلاج الطبيعي]].

وتشمل وحدات الدعم المشتركة [[مستوصف]] أو [[صيدلية]]، ومعامل [[علم الأمراض]]، و[[علم الأشعة|الأشعة]]. على الجانب غير الطبي، غالبًا ما تكون هناك أقسام السجلات الطبية، وأقسام إصدار المعلومات، وإدارتها (IM) (وتعرف أيضًا باسم [[تقانة المعلومات|تكنولوجيا المعلومات]] (IT)، أو [[نظم معلومات]] (IS))، وقسم [[هندسة سريرية|الهندسة السريرية]] (ويعرف أيضا باسم biomed)، وقسم إدارة المرافق، ووحدة الصيانة، وخدمات الطعام، وأقسام الأمن.

== تاريخ ==
{{مفصلة|تاريخ المستشفيات}}

=== أمثلة من العصور المبكرة ===
[[ملف:Kos Asklepeion.jpg|تصغير|يسار|upright=1.35|منظر للأسكليبون في [[كوس (جزيرة)|جزيرة كوس]]، وأفضل شاهد للحفاظ على الأسكليبيون.]]

إن أقدم المؤسسات الموثقة التي تهدف إلى توفير العلاج كانت [[معبد مصري|المعابد]] [[مصر القديمة|المصرية القديمة]]. في [[اليونان القديمة]]، كانت المعابد المكرسة للإله الشافي [[أسقليبيوس]]، والمعروفة باسم ''أسقيليبيا'' تعمل كمراكز للمشورة الطبية، والتشخيص، والشفاء.<ref>{{Ill-WD2|Risse, G.B.|id=Q5614825}} ''Mending bodies, saving souls: a history of hospitals.'' 1990. p. 56</ref> قدمت الأسقيليبيا مساحات خاضعة للعناية المساعدة على الشفاء وتلبي العديد من متطلبات المؤسسات التي تم إنشاؤها للشفاء.<ref>{{Ill-WD2|Risse, G.B.|id=Q5614825}} ''Mending bodies, saving souls: a history of hospitals.'' Oxford University Press, 1990. p. 56 [https://books.google.com/books?id=htLTvdz5HDEC&pg=PA56&dq=History+of+Hospital%2BAsclepieion&lr=lang_en&as_brr=0&cd=2#v=onepage&q=History%20of%20Hospital%2BAsclepieion&f=false Books.Google.com] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170321082236/https://books.google.com/books?id=htLTvdz5HDEC&pg=PA56&dq=History+of+Hospital+Asclepieion&lr=lang_en&as_brr=0&cd=2 |date=21 مارس 2017}}</ref> تحت اسمه الروماني Æsculapius، تم تزويده بمعبد (291 قبل الميلاد) على جزيرة في [[التيبر|نهر التيبر]] في [[روما]]، حيث أجريت طقوس مماثلة.<ref>Roderick E. McGrew, ''Encyclopaedia of Medical History'' (Macmillan 1985), pp.134–5.</ref>

ظهرت المؤسسات التي أنشئت خصيصًا لرعاية المرضى في وقت مبكر في [[تاريخ الهند|الهند]]. سجل فا شيان، وهو [[البوذية|راهب بوذي]] صيني سافر عبر [[الهند]] عام 400 بعد الميلاد، في رحلته أن: رؤساء عائلات الفيشيا (ثالث أربعة طبقات [[الهندوسية|هندوسيّة]] رئيسيّة، والتي تضم التجار والزراع)[جميع ممالك [[شمال الهند]]] قاموا بإنشاء منازل في المدن لتقديم المساعدة الخيرية والطب. كان جميع الفقراء والمعوزين في البلاد، والأيتام، والأرامل، والرجال الذين بلا أطفال، والمشوهين من الناس والمقعدين، وكل المرضى، يذهبون إلى تلك البيوت، ويتم تزويدهم بكل أنواع المساعدة، ويقوم الأطباء بفحص أمراضهم. ويحصلون على الطعام والأدوية التي تتطلبها حالاتهم، ويجعلونهم يشعرون بالراحة؛ وعندما يكونون أفضل، يذهبون من تلقاء أنفسهم.<ref>{{استشهاد بكتاب|الأخير=Legge|الأول=James|عنوان=A Record of Buddhistic Kingdoms: Being an Account by the Chinese Monk Fâ-Hien of his Travels in India and Ceylon (A.D. 399–414) in Search of the Buddhist Books of Discipline|سنة=1965}}{{بحاجة للناشر|date=August 2013}}{{بحاجة لرقم الصفحة|date=August 2013}}</ref>

أقرب موسوعة طبية ناجية في [[اللغة السنسكريتية]] هي ''Charakasamhita'' (خلاصة وافية عن [[شاكرا|الشاكرا]]). يعود تاريخ هذا النص الذي يصف بناء مستشفى حسب دومينيك ووجاستك من [[كلية لندن الجامعية|جامعة كلية لندن]] إلى الفترة بين 100 - 150 قبل الميلاد.<ref name="ucl.ac.uk">''The Nurses should be able to Sing and Play Instruments'' – Wujastyk, Dominik; [[كلية لندن الجامعية]]. {{استشهاد ويب |مسار=https://www.ucl.ac.uk/~ucgadkw/papers/HistoryOfHospitalsInIndia.pdf |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=28 يونيو 2018 |تاريخ أرشيف=27 فبراير 2008 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20080227035825/http://www.ucl.ac.uk/~ucgadkw/papers/HistoryOfHospitalsInIndia.pdf |حالة المسار=bot: unknown }}</ref> ووفقًا للدكتور ووجاستك، فإن وصف فا شيان هو أحد أقدم التقارير عن نظام مستشفى مدني في أي مكان في العالم، ويشير بالاقتران مع وصف كاراكا (طبيب هندي قديم) لكيفية تجهيز العيادة، إلى أن الهند ربما كانت الجزء الأول من العالم قد طور نظامًا عالميًا منظمًا لتوفير الرعاية الطبية على أساس مؤسسي.<ref name="ucl.ac.uk"/>

وفقًا لمهافامسا، وهي التاريخ القديم للعائلة [[سنهاليون|السنهالية]]، المكتوبة في القرن السادس بعد الميلاد، كان الملك باندوكابهايا من [[سريلانكا]] (حكم من 437 قبل الميلاد إلى 367 قبل الميلاد) مستلقيًا في المنازل والمستشفيات التي بنيت في أجزاء مختلفة من البلاد. هذا هو أول دليل وثائقي لدينا من المؤسسات المخصصة على وجه التحديد لرعاية المرضى في أي مكان في العالم.<ref>Prof. Arjuna Aluvihare, "Rohal Kramaya Lovata Dhayadha Kale Sri Lankikayo" ''Vidhusara Science Magazine'', November 1993.</ref><ref>''[https://www.hsph.harvard.edu/ihsg/publications/pdf/No-42.PDF Resource Mobilisation in Sri Lanka's Health Sector]'' – Rannan-Eliya, Ravi P. & De Mel, Nishan, [[كلية تي أتش تشان للصحة العامة في جامعة هارفارد]] & Health Policy Programme, Institute of Policy Studies, February 1997, Page 19. Accessed 22 February 2008. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170707134047/https://www.hsph.harvard.edu/ihsg/publications/pdf/No-42.PDF |date=07 يوليو 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> يعتبر مستشفى ميهنتال الأقدم في العالم.<ref>Heinz E Müller-Dietz, ''Historia Hospitalium'' (1975).</ref> ولا تزال آثار مستشفيات قديمة في سريلانكا موجودة في ميهنتال، و[[أنورادابورا]]، وميديريجريا.<ref>''[http://www.info.lk/srilanka/srilankaayurveda/hospitalsinsrilanka.htm Ayurveda Hospitals in ancient Sri Lanka] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20080607002041/http://www.info.lk/srilanka/srilankaayurveda/hospitalsinsrilanka.htm |date=7 June 2008 }}'' – Siriweera, W. I., Summary of guest lecture, Sixth International Medical Congress, Peradeniya Medical School Alumni Association and the Faculty of Medicine {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref>

قام [[رومان (توضيح)|الرومان]] ببناء مبانٍ تُدعى "valetudinaria" لرعاية [[عبودية|العبيد]] المرضى، والمُصارعون، والجنود حوالي 100 سنة قبل الميلاد، وتم التعرف على العديد منهم في [[علم الآثار]] في وقت لاحق. في حين يعتبر وجودها مثبتًا، هناك بعض الشكوك حول ما إذا كانت منتشرة على نطاق واسع كما كان يعتقد في السابق، حيث تم تحديد العديد منها فقط وفقًا لتصميم بقايا المباني، وليس عن طريق السجلات الباقية أو العثور على الأدوات الطبية.<ref>''[http://www.novaesium.de/news/1998-1220-valetudinaria.htm The Roman military Valetudinaria: fact or fiction]'' – [[Patricia Anne Baker|Baker, Patricia Anne]]، [[جامعة نيوكاسل]], Sunday 20 December 1998 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170512172530/http://www.novaesium.de/news/1998-1220-valetudinaria.htm |date=12 مايو 2017}}</ref>

=== أواخر الإمبراطورية الرومانية والساسانية في بلاد فارس ===
{{معلومات أكثر|طب بيزنطي}}
[[ملف: Nabz pezeshk.jpg|تصغير|يمين|upright=0.7|طبيب يقيس النبض لمريض. نسخة من القرن السابع عشر من كتاب [[القانون في الطب]] [[ابن سينا|لابن سينا]]. مكتبة ويلكوم، [[لندن]].]]
دفع إعلان [[المسيحية]] كدين مقبول في [[الإمبراطورية الرومانية]] إلى التوسع في توفير الرعاية. بعد إنشاء [[مجمع نيقية الأول|أول مجمع في نيقة]] في عام 325 بعد الميلاد، بدأ بناء مستشفى في كل مدينة [[كاتدرائية]]. من بين أقدمها تلك التي بناها الطبيب سانت سامبسون في [[القسطنطينية]] والتي بناها [[باسيليوس القيصري|باسيليوس قيصرية]]، أسقف قيصرية في [[تركيا]] في [[العصر الحديث]]. ويطلق عليها «باسيليا»، وهذه الأخيرة تشبه المدينة وتضمنت سكن للأطباء والممرضات ومباني منفصلة لفئات مختلفة من المرضى.<ref>''Catholic Encyclopedia'' – ''[http://www.newadvent.org/cathen/07480a.htm]'' (2009) Accessed April 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180628153433/http://www.newadvent.org/cathen/07480a.htm |date=28 يونيو 2018}}</ref> كان هناك قسم منفصل لمرضى [[جذام|الجذام]].<ref>Roderick E. McGrew, ''Encyclopedia of Medical History'' (Macmillan 1985), p.135.</ref> احتفظت بعض المستشفيات بالمكتبات وبرامج التدريب، وقام الأطباء بتجميع دراساتهم الطبية والصيدلانية في [[مخطوط]]ات. وهكذا كانت الرعاية الطبية للمرضى، بمعنى ما نعتبره اليوم مستشفى، اختراعًا مدفوعًا برحمة [[مسيحيون|المسيحيين]] والابتكار [[بيزنطة|البيزنطي]].<ref>James Edward McClellan and Harold Dorn, ''Science and Technology in World History: An Introduction'' (Baltimore: The Johns Hopkins University Press, 2006), p.99,101.</ref> كان من بين العاملين في المستشفيات البيزنطية رئيس الأطباء (archiatroi)، والممرضات المحترفات (hypourgoi)، والعاملين في التمريض (hyperetai). بحلول القرن الثاني عشر، كان للقسطنطينية مستشفيان منظمان بشكل جيد، يعمل بهما أطباء من الذكور والإناث. وشملت المرافق إجراءات معالجة منهجية وأجنحة متخصصة للأمراض المختلفة.<ref>[[طب بيزنطي]]</ref>

يوجد أيضًا [[مدرسة جنديسابور|مستشفى ومركز تدريب طبي]] في [[جنديسابور]]، وهي مدينة رئيسية في جنوب غرب [[الإمبراطورية الساسانية|الإمبراطورية الفارسية الساسانية]] تأسست في عام 271 من قبل [[سابور الأول|شابور الأول]]. وكانت نسبة كبيرة من السكان من [[مسيحية سريانية|السريانيين]]، ومعظمهم من المسيحيين. في ظل حكم [[كسرى الأول|خسرو الأول]]، تم منح ملجأ [[نسطورية|للفلاسفة المسيحيين النسطوريين]] [[اليونان]]يين بما في ذلك علماء المدرسة الفارسية في [[أورفة|إديسا]] ([[أورفة]]) (التي تسمى أيضًا أكاديمية أثينا)، وهي جامعة مسيحية [[إلهيات|لاهوتية]] وطبية. اتخذ هؤلاء العلماء طريقهم إلى جنديسابور في 529 بعد الميلاد في أعقاب قيام [[جستينيان الأول|الإمبراطور جستنيان]] بإغلاق الأكاديمية. كانوا منخرطين في العلوم الطبية وبدأوا في مشاريع الترجمة الأولى للنصوص الطبية.<ref>''The American Journal of Islamic Social Sciences 22:2'' Mehmet Mahfuz Söylemez, ''The Gundeshapur School: Its History, Structure, and Functions'', p.3.</ref> يمثل وصول هؤلاء الممارسين الطبيين من [[أورفة|الرها]] بداية المستشفى والمركز الطبي في جنديسابور.<ref>Gail Marlow Taylor, ''The Physicians of Gundeshapur'', (University of California, Irvine), p.7.</ref> والذي شمل مدرسة الطبية ومستشفى ([[بيمارستان|البيمارستان]])، ومختبر الصيدلة، ودار الترجمة، ومكتبة، ومرصد.<ref>Cyril Elgood, ''A Medical History of Persia and the Eastern Caliphate'', (Cambridge University Press, 1951), p.7.</ref> كما ساهم الأطباء الهنود في المدرسة في جنديسابور، وأبرزهم الباحث الطبي مانكا. في وقت لاحق بعد [[فتوحات إسلامية|الفتح الإسلامي]]، تمت ترجمة كتابات مانكا والطبيب الهندي [[ساسروتا]] إلى العربية في [[بيت الحكمة]] [[بغداد|ببغداد]].<ref>Cyril Elgood, ''A Medical History of Persia and the Eastern Caliphate'', (Cambridge University Press, 1951), p.3.</ref>

=== أوائل العصور الوسطى في أوروبا ===
قدم [[رومان (توضيح)|الرومان]] المستشفيات لأول مرة إلى [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] خلال الفترة [[أنجلوسكسونيون|الأنجلوسكسونية]] المبكرة. خلال هذه الفترة، كانت المستشفيات مقتصرة بشكلٍ رئيسي على الأسرة المنزلية أو كانت موجودة كمستشفيات صغيرة، عسكرية لها وظيفة رعاية المرضى، والمسافرين، والعاجزين على المدى الطويل. خلال فترة [[العصور الوسطى المبكرة]] (476 \ 529 - 800) و[[العصور الوسطى]] (حوالي 800-1100)، كان لصعود المسيحية تأثير كبير على ممارسة الطب. بدأت المستشفيات التي ترعاها [[كنيسة|الكنيسة]] تظهر بالفعل بعد 350 عامًا، ولكنها كانت مؤثثة بشكل أساسي على سرير ومجلس ونادرًا ما استخدمت في العلاج الفعلي. على مدى القرون السبعة المقبلة، انتقلت المستشفيات تدريجيًا من الكنيسة إلى السيطرة [[رهبانية|الرهبانية]]. وسرعان ما أصبحت العديد من [[دير|الأديرة المسيحية]] مراكز لتجميع المعرفة الطبية والخبرة العملية في [[أوروبا]].

حوالي سنة 529 م، أنشأ [[بندكت النيرسي|سانت بنديكت]] من نورسيا (480-543 م)، والذي أصبح في وقت لاحق قديس مسيحي، ومؤسس [[رهبانية|الرهبنة]] الغربية و[[الرهبنة البندكتية]]، وتم تكريمه اليوم [[قديس شفيع|كقديس شفيع لأوروبا]]، أول دير في أوروبا ([[معركة مونتي كاسينو|مونتي كاسينو]]) على قمة تل بين [[روما]] و[[نابولي]]، الذي أصبح نموذجًا للرهبنة الغربية وأحد المراكز الثقافية الرئيسية في أوروبا عبر العصور الوسطى، حيث كتب «القاعدة»، التي تحتوي على توجيهات للرهبان والمسيحيين. قاعدة القديس بنديكت هي واحدة من أهم الأعمال المكتوبة في تشكيل المجتمع المدني الغربي لأنها تضمنت دستورًا مكتوبًا، وسلطة محدودة بالقانون، ودرجة من [[ديمقراطية|الديمقراطية]]. إلى جانب ذلك، فوضت الالتزامات الأخلاقية لرعاية المرضى. في مونتي كاسينو، أسس القديس بندكت مستشفى يعتبر اليوم أول مستشفى في أوروبا في [[العصر الجديد]]. اعتنى رهبان بينيديكتون بالمرضى والجرحى وفقًا لقاعدة بنديكت. دعا الروتين الرهباني إلى العمل الشاق. كانت رعاية المرضى مهمة قيمة للغاية حيث أن أولئك الذين يعتنون بهم أمروا بالعمل وكأنهم يخدمون المسيح مباشرة. أسس بنديكت اثني عشر مجتمعًا للرهبان في سوبياكو المجاورة (حوالي 64 كم إلى شرق روما)، حيث استقرت المستشفيات أيضًا كملحقات للأديرة من أجل تقديم الرعاية الخيرية والرعاية للجنود والمرضى. منذ ذلك الوقت كان البينديكتون مهتمين جدًا في الشفاء ورعاية المرضى والموت، لذلك في كثير من الحالات كان الطب المبكر في العصور الوسطى مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالمسيحية والبنديكتين على وجه الخصوص. هذا هو السبب تسمية أوائل العصور الوسطى في كثير من الأحيان «بالقرون البينديكتية».

=== العالم الإسلامي في العصور الوسطى ===
{{مفصلة|الطب والصيدلة في عصر الحضارة الإسلامية|بيمارستان}}
[[ملف:Door of the Moristan of Kala'oon (1878) - TIMEA.jpg|تصغير|مدخل مجمع القلاوون الذي يضم مستشفى القلاوون الشهير.]]
قام هارون الرشيد ببناء المستشفى العام الأقدم في 805 في [[بغداد]].<ref>Husain F. Nagamia, ''[Islamic Medicine History and Current practise]'', (2003), p.24.</ref><ref name=Glubb>{{استشهاد|الأخير=Sir Glubb|الأول=John Bagot|مؤلف-وصلة=John Bagot Glubb|سنة=1969|عنوان=A Short History of the Arab Peoples|مسار=http://www.cyberistan.org/islamic/quote2.html#glubb|تاريخ الوصول=25 January 2008| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190523055629/http://www.cyberistan.org/islamic/quote2.html | تاريخ أرشيف = 23 مايو 2019 }}</ref> بحلول القرن العاشر، كان لدى بغداد خمسة مستشفيات أخرى، بينما كانت [[دمشق]] تضم ستة مستشفيات في القرن الخامس عشر، وكان لدى [[قرطبة]] وحدها 50 مستشفيًا رئيسيًا، العديد منها حصريًا [[مستشفى عسكري|للعسكريين]]. يعتقد أن بعض المستشفيات الإسلامية البارزة قد تم تأسيسها بمساعدة مسيحيين مثل [[جبريل بن بختيشوع]] من [[جنديسابور]]؛<ref>[[Guenter B. Risse]], ''Mending Bodies, Saving Souls: A History of Hospitals'', ([[دار نشر جامعة أكسفورد]], 1999), p.125 [https://books.google.com/books?id=htLTvdz5HDEC&pg=PA125&lpg=PA125&dq=baghdad+bimaristan&source=bl&ots=UJ0KHbyszF&sig=aC6zIRTJavraLVqNXXjEOEJDQlY&hl=en&ei=WmSuTY3SIejk0QHPipi0Cw&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=2&ved=0CCQQ6AEwAQ#v=onepage&q=baghdad%20bimaristan&f=false] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170321100248/https://books.google.com/books?id=htLTvdz5HDEC&pg=PA125&lpg=PA125&dq=baghdad+bimaristan&source=bl&ots=UJ0KHbyszF&sig=aC6zIRTJavraLVqNXXjEOEJDQlY&hl=en&ei=WmSuTY3SIejk0QHPipi0Cw&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=2&ved=0CCQQ6AEwAQ |date=21 مارس 2017}}</ref><ref>''The Hospital in Islam'', [Seyyed Hossein Nasr, ''Islamic Science, An Illustrated Study''], (World of Islam Festival Pub. Co., 1976), p.154.</ref> لا يوجد دليل يربط بناء المستشفى الأقدم بأطباء مسيحيين من جنديسابور، لكنهم لعبوا دورًا في وظيفة المستشفى الأول في بغداد.<ref name="nlm"/>

ومقارنة بالمؤسسات المسيحية المعاصرة، التي كانت مرافق فقيرة لإغاثة المريض قدمتها بعض الأديرة، كان المستشفى الإسلامي مؤسسة أكثر تفصيلاً مع نطاق أوسع من الوظائف. في [[الإسلام]]، كان هناك واجب أخلاقي لعلاج المرضى بغض النظر عن الوضع المالي. تميل [[مورستان|المستشفيات الإسلامية]] إلى أن تكون هياكل حضرية كبيرة، وكانت مؤسسات [[علمانية]] إلى حد كبير، والعديد منها مفتوح للجميع، سواء كان ذكراً أو أنثى، مدنيًا أو عسكريًا، طفلًا أو بالغًا، غنيًا أو فقيرًا، مسلمًا أو غير مسلم. خدم المستشفى الإسلامي في عدة أغراض، كمركز للعلاج الطبي، ومنزل للمرضى الذين يتعافون من المرض أو الحوادث، وملجأ لمرضى العقل، ومنزل تقاعد مع توفير الاحتياجات الأساسية للمسنين والعجزة.<ref name="nlm">[https://www.nlm.nih.gov/exhibition/islamic_medical/islamic_12.html Islamic Culture and the Medical Arts: Hospitals], [[المكتبة الوطنية للطب|المكتبة الوطنية لعلم الطب]] {{PD-notice}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180723142406/https://www.nlm.nih.gov/exhibition/islamic_medical/islamic_12.html |date=23 يوليو 2018}}</ref>

تم تقسيم المستشفى النموذجي إلى أقسام مثل [[مرض جهازي|الأمراض الجهازية]]، و[[جراحة|الجراحة]]، و[[جراحة العظام]]، ولدى المستشفيات الكبيرة تخصصات أكثر تنوعًا. كانت «الأمراض الجهازية» هي المكافئ التقريبي [[طب باطني|للطب الباطني]] الحالي، وتم تقسيمها أيضًا إلى أقسام مثل [[حمى (توضيح)|الحمى]]، و[[عدوى|العدوى]] و[[أمراض الجهاز الهضمي|الأمراض الهضمية]]. كان لكل قسم موظف مسؤول، مسؤول رئيسي وأخصائي إشرافي. وللمستشفيات أيضًا مسارح للمحاضرات ومكتبات. شمل موظفو المستشفيات المفتشين الصحيين، الذين نظموا النظافة، والمحاسبين، والموظفين الإداريين الآخرين. كانت المستشفيات تديرها عادةً هيئة مؤلفة من ثلاثة رجال تضم مسؤولاً غير طبي، وكبير الصيادلة، يدعى شيخ [[صيدلاني (توضيح)|صيدلاني]]، الذي كان متساويًا مع رتبة الطبيب الرئيسي، الذي عمل كعميد.<ref name=aramco>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.aramcoworld.com/Articles/May-2016/The-Islamic-Roots-of-Modern-Pharmacy|عنوان=The Islamic roots of modern pharmacy|ناشر=aramcoworld.com|تاريخ الوصول=2016-05-28| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181231174924/http://www.aramcoworld.com/en-US/Articles/May-2016/The-Islamic-Roots-of-Modern-Pharmacy | تاريخ أرشيف = 31 ديسمبر 2018 }}</ref> تغلق المرافق الطبية عادة كل ليلة، ولكن قبل صدور قوانين القرن العاشر لإبقاء المستشفيات مفتوحة 24 ساعة في اليوم.<ref name =sdouglas/>

في الحالات الأقل خطورة، قام الأطباء بدعم العيادات الخارجية. ولدى المدن أيضًا [[إسعاف أولي|مراكز للإسعافات الأولية]] يعمل بها أطباء لحالات [[طوارئ (توضيح)|الطوارئ]] التي غالباً ما تقع في أماكن عامة مزدحمة، مثل التجمعات الكبيرة لأداء [[صلاة الجمعة]] للعناية بالأصابات. ولدى المنطقة أيضًا وحدات متنقلة مزودة بأطباء وصيادلة كان عليهم أن يلبوا احتياجات المجتمعات المحلية النائية. ومن المعروف أن بغداد لديها مستشفى منفصل للمدانين منذ أوائل القرن العاشر بعد أن كتب الوزير [[علي بن عيسى بن الجراح|علي بن عيسى بن جراح بن ثابت]] إلى كبير المسؤولين الطبيين في بغداد أنه «يجب أن يكون لدى السجناء أطباءهم الذين يجب عليهم فحصهم كل يوم». كان أول مستشفى تم بناءه في [[مصر]]، في الحي الجنوبي الغربي من القاهرة، وهو أول منشأة موثقة لرعاية [[اضطراب نفسي|الأمراض العقلية]] في حين تم افتتاح أول مستشفى للأمراض النفسية الإسلامية في بغداد في عام 705.<ref name="مولد تلقائيا1">{{استشهاد ويب|مسار=https://www.aramcoworld.com/Articles/March-2017/The-Islamic-Roots-of-the-Modern-Hospital|عنوان=The Islamic Roots of the Modern Hospital|ناشر=aramcoworld.com|تاريخ الوصول=20 March 2017| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181231174500/http://www.aramcoworld.com/en-US/Articles/March-2017/The-Islamic-Roots-of-the-Modern-Hospital | تاريخ أرشيف = 31 ديسمبر 2018 }}</ref><ref name="Medicine And Health">[http://www.bookrags.com/history/islam-science-technology-health/sub12.html Medicine And Health], "Rise and Spread of Islam 622–1500: Science, Technology, Health", ''World Eras'', [[جيل (ناشر)|جيل]]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180615190822/http://www.bookrags.com/history/islam-science-technology-health/sub12.html |date=15 يونيو 2018}}</ref>

كانت المستشفيات في هذا العصر أول من طلب الدبلومات الطبية لترخيص الأطباء.<ref name=Alatas>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=From Jami'ah to University: Multiculturalism and Christian–Muslim Dialogue|الأول=Syed Farid|الأخير=Alatas|صحيفة=Current Sociology|المجلد=54|العدد=1|صفحات=112–32|doi=10.1177/0011392106058837|سنة=2006}}</ref> تم إجراء اختبار الترخيص من قبل المسؤول الطبي المعين من قبل الحكومة في المنطقة. الاختبار كان خطوتين؛ الأول هو كتابة [[أطروحة]]، حول الموضوع الذي يرغب المرشح في الحصول على شهادة فيه، أو بحث أصلي أو تعليق على النصوص الموجودة، والتي تشجعهم على التدقيق في الأخطاء. وكانت الخطوة الثانية للإجابة على الأسئلة في مقابلة مع كبير المسؤولين الطبيين. عمل الأطباء ساعات ثابتة وتم تحديد مرتبات الطاقم الطبي بموجب القانون. من أجل تنظيم جودة الرعاية والحالات التي تقتضي حكمًا، فإنه إذا توفى مريض، تقدم أسرته وصفات الطبيب إلى الطبيب الرئيسي الذي سيحكم إذا كان أمر الوفاة طبيعيًا أو إذا كان بسبب [[قتل بإهمال|الإهمال]]، وفي هذه الحالة يحق له الحصول على تعويض من الطبيب. كانت المستشفيات تحتوي على أماكن للذكور والإناث في حين أن بعض المستشفيات فقط رأت الرجال والمستشفيات الأخرى، التي يعمل بها أطباء من [[المرأة في الطب|النساء]]، لم تر سوى النساء. في حين أن النساء مارسن الطب، ركز العديد منهن بشكل كبير على [[طب التوليد|التوليد]].<ref name="مولد تلقائيا2">{{استشهاد ويب|مسار=https://www.islamicity.org/8597/pioneer-muslim-physicians/|عنوان=Pioneer Muslim Physicians|ناشر=aramcoworld.com|تاريخ الوصول=20 March 2017| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180807190913/http://www.islamicity.org/8597/pioneer-muslim-physicians | تاريخ أرشيف = 07 أغسطس 2018 }}</ref>

تم حظر المستشفيات بموجب القانون لإبعاد المرضى غير القادرين على الدفع.<ref name =sdouglas>
{{استشهاد بكتاب| ناشر = Gale| isbn = 9780787645038| عنوان = Rise and spread of Islam| سنة = 2002| مسار =https://archive.org/details/risespreadofisla0000unse| التسجيل = registration| صفحة = [https://archive.org/details/risespreadofisla0000unse/page/419 419]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220407163549/https://archive.org/details/risespreadofisla0000unse | تاريخ أرشيف = 7 أبريل 2022 }}</ref> في نهاية المطاف، تشكلت [[منظمة خيرية|المؤسسات الخيرية]] المسماة [[وقف (إسلام)|الأوقاف]] لدعم المستشفيات، وكذلك المدارس.<ref name=sdouglas/> ذهب جزء من [[ميزانية حكومية|ميزانية الدولة]] أيضًا للحفاظ على المستشفيات. في حين كانت خدمات المستشفى مجانية لجميع المواطنين <ref name=sdouglas/> وكان يتم إعطاء المرضى في بعض الأحيان راتبًا صغيرًا لدعم نقاهة المريض بعد تسريحه، فإن الأطباء يفرضون رسومًا في بعض الأحيان كعمل فردي. في هبة بارزة، قام حاكم مصر [[المنصور سيف الدين قلاوون|المنصور قلاوون]] في القرن الثالث عشر بوضع أساس لمستشفى قلاوون، كعمل مجاني للمرضى ويحتوي على مسجد، ومكتبة للأطباء، وصيدلية<ref name="مولد تلقائيا3">{{استشهاد بكتاب |مسار={{كتب جوجل |plainurl=yes |id=weIHAAAAQBAJ }} |عنوان=World Civilizations|مؤلف1=Philip Adler |مؤلف2=Randall Pouwels |سنة=2007|ناشر=Cengage Learning|صفحة=198|isbn=9781111810566|تاريخ الوصول=1 June 2014}}</ref>، ويستخدم المستشفى اليوم في [[طب العيون]]. كان المستشفى يحتوي على سكن لثمانية آلاف شخص -<ref>{{استشهاد بموسوعة|موسوعة=Encyclopaedia of Islam|محرر1=P. Bearman|محرر2=Th. Bianquis|محرر3=C.E. Bosworth|إظهار المحررين = 3 |محرر4=E. van Donzel|عنوان=Bīmāristān|مؤلف=Bedi N. Şehsuvaroǧlu|إصدار=2nd|مسار=https://referenceworks.brillonline.com/entries/encyclopaedia-of-islam-2/bimaristan-COM_0123|تاريخ الوصول=5 June 2014| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191114092823/https://referenceworks.brillonline.com/entries/encyclopaedia-of-islam-2/bimaristan-COM_0123 | تاريخ أرشيف = 14 نوفمبر 2019 }}</ref> حيث كان يخدم 4000 مريض يوميًا.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة |عنوان=Medical Care in Islamic Tradition During the Middle Ages |مؤلف=Mohammad Amin Rodini |صحيفة=International Journal of Medicine and Molecular Medicine |مسار=http://www.webmedcentral.com/wmcpdf/Article_WMC003549.pdf |تاريخ=7 July 2012 |تاريخ الوصول=9 June 2014| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180721122016/http://www.webmedcentral.com/wmcpdf/Article_WMC003549.pdf | تاريخ أرشيف = 21 يوليو 2018 }}</ref>

=== أواخر العصور الوسطى في أوروبا ===
[[ملف:LesInvalidesFull.JPG|تصغير|يسار|الكنيسة في [[قصر ليزانفاليد|ليزانفاليد]] في [[فرنسا]] تبين العلاقة الوطيدة في كثير من الأحيان بين المستشفيات التاريخية والكنائس.]]

إن فرقة [[فرسان الإسبتارية|فرسان القديس يوحنا]] ([[فرسان مالطة]]) في القدس، التي تأسست في عام 1099 كمستشفى [[حجاج (توضيح)|للحجاج]] إلى [[أراضي مقدسة|الأراضي المقدسة]]. في [[أوروبا]]، تعتبر المستشفيات الإسبانية أمثلة جديرة بالملاحظة على وجه الخصوص كمثال للفضيلة المسيحية كما يتم التعبير عنها من خلال رعاية المرضى، وعادة ما تكون متصلة بدير في كنيسة صغيرة، غالبًا ما يتم نصبها على شكل [[صليب]]. وصل هذا الأسلوب إلى نقطة عالية خلال حملة بناء المستشفى التي قام بها القديس يوحنا البرتغالي في القرن السادس عشر، وهو مؤسس رهبنة هوسبيتالر لأخوة يوحنا.<ref>Gordon, Benjamin, Medieval and Renaissance Medicine, (New York: Philosophical Library, 1959) , 313. Catholic Encyclopedia, ed. Charles Herberman, et al., Vol. VII, “Hospitals”, (New York: Robert Appleton Company, 1910), 481-2. By 1715, 150 years after the death of St. John of God, over 250 hospitals had been constructed throughout Europe and the New World through the assistance of the Order he founded. See Grace Goldin, Work of Mercy (Ontario: Boston Mills Press, 1994), 33, 50-57.</ref>

سرعان ما تأسست العديد من الأديرة في جميع أنحاء أوروبا، وفي كل مكان كانت هناك مستشفيات مثل في [[معركة مونتي كاسينو|مونتي كاسينو]]. بحلول القرن الحادي عشر، كانت بعض الأديرة تقوم بتدريب أطباءها. من الناحية المثالية، فإن هؤلاء الأطباء يؤيدون النموذج المسيحي للمعالِج الذي عرض الرحمة والإحسان تجاه جميع المرضى والجنود، بغض النظر عن وضعهم وتوقعاتهم. في القرنين السادس والثاني عشر أسّس البينديكتون الكثير من مجتمعات الرهبان من هذا النوع. وفي وقت لاحق، في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، بنى نظام البينديكتين شبكة من المستشفيات المستقلة، لتوفير الرعاية العامة للمرضى والجرحى، ثم لعلاج [[زهري (مرض)|مرض الزهري]] وعزل المرضى المصابين [[مرض معد|بالأمراض المعدية]]. انتشرت حركة المستشفى عبر أوروبا في القرون اللاحقة، حيث تم بناء مستشفى يضم 225 سريراً في [[يورك]] في عام 1287، أُقيمت منشآت أكبر في [[فلورنسا|فلورنس]]، و[[باريس]]، و[[ميلان (توضيح)|ميلان]]، و[[سيينا]] وغيرها من المدن الأوروبية الكبيرة في العصور الوسطى.

في الشمال خلال الفترة المتأخرة من عهد [[ساكسون|الساكسون]]، كانت الأديرة، وأديرة الراهبات، والمستشفيات تعمل أساسًا كموقع للأعمال الخيرية للفقراء. بعد [[غزو النورماندي|الغزو النورماندي]] عام 1066، أصبحت المستشفيات مستقلة، ومؤسسات قائمة بذاتها. قاموا بصرف [[زكاة|الزكاة]] وبعض الأدوية، والتي تم منحها بسخاء من [[نبل|طبقة النبلاء]] والأعيان الذين اعتمدوا عليهم للحصول على مكافآت روحية بعد الموت.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | مؤلف = Watson Sethina | سنة = 2006 | عنوان = The Origins of the English Hospital | صحيفة = Transactions of the Royal Historical Society, Sixth Series | المجلد = 16 | صفحات = 75–94 | jstor=25593861 | doi=10.1017/s0080440106000466}}</ref> ومع الوقت، أصبحت المستشفيات بيوتًا خيرية شائعة، ومتميزة عن الأديرة الإنجليزية والمستشفيات الفرنسية.

كانت الوظيفة الأساسية لمستشفيات القرون الوسطى هي [[العبادة في المسيحية|عبادة الله]]. احتوت معظم المستشفيات على كنيسة واحدة، ورجل دين واحد على الأقل، ونزلاء ينتظرون المساعدة في الصلاة. كانت العبادة في الغالب أولوية أعلى من الرعاية وكانت جزءاً كبيرًا من حياة المستشفى حتى بعد فترة طويلة من الإصلاح. كانت العبادة في مستشفيات العصور الوسطى طريقة لتخفيف معاناة المرضى وتأمين إنقاذهم عندما يستحيل الشفاء من المرض.<ref name="English Hospital">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1-الأخير=Orme|مؤلف1-الأول=Nicholas|مؤلف2-الأخير=Webster|مؤلف2-الأول=Margaret|عنوان=The English Hospital|تاريخ=1995|ناشر=Yale University Press|isbn=0-300-06058-0|صفحة=49}}</ref><ref name=Bowers>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1-الأخير=Bowers|مؤلف1-الأول=Barbara S.|عنوان=The Medieval Hospital and Medical Practice|تاريخ=2007|ناشر=Ashgate Publishing Limited|isbn=978-0-7546-5110-9|صفحة=79}}</ref>

كانت الوظيفة الثانوية لمستشفيات [[العصور الوسطى|القرون الوسطى]] صدقة للفقراء، والمرضى، والمسافرين. ظهرت الأعمال الخيرية المقدمة من المستشفيات بطرق مختلفة، بما في ذلك الرعاية طويلة الأمد للمرضى، والرعاية متوسطة الأجل، والضيافة قصيرة الأجل للمسافرين، والتوزيع المنتظم للزكاة على الفقراء.<ref name="English Hospital" />{{صفحات مرجع|58}} اختلفت درجة الإحسان بين المستشفيات في العصور الوسطى على الرغم من كونها أعمال خيرية في المجمل. على سبيل المثال، قامت بعض المؤسسات التي تعتبر نفسها في الأساس كمنزل ديني أو مكان للضيافة بصرف المرضى أو المحتضرين بسبب الخوف من أن الرعاية الصحية الصعبة سوف تصرف الانتباه عن العبادة. غير أن آخرين، مثل سانت جيمس في نورثاليرتون، وسانت جايلز في [[نورتش|نورويتش]]، وسانت ليونارد في [[يورك]]، اعتمدوا قوانين محددة تنص على وجوب تقديم العون للمرضى، وأنه «ينبغي السماح لجميع الذين دخلوا بصحة سيئة بالبقاء حتى يستعيدوا صحتهم أو يموتوا».<ref name="English Hospital" />{{صفحات مرجع|58}}

كانت الوظيفة الثالثة لمستشفيات القرون الوسطى هي دعم التعليم والتعلم. في الأصل، قامت المستشفيات بتثقيف [[قس|القساوسة]] والأخوة الكهنوتيين بهدف [[محو الأمية]] وتعليم [[تاريخ|التاريخ]]؛ ومع ذلك، بحلول القرن الثالث عشر، أصبحت بعض المستشفيات تشارك في تعليم الأولاد والبالغين الشباب الفقراء. بعد فترة وجيزة، بدأت المستشفيات بتوفير الطعام والمأوى للعلماء داخل المستشفى في مقابل مساعدتهم في عبادة الكنيسة.<ref name="English Hospital" />{{صفحات مرجع|65}}

هناك ثلاثة مستشفيات أوروبية موثقة في العصور الوسطى هي سانت جايلز في نورويتش، وسانت أنتوني في [[لندن]]، وسانت ليوناردز في يورك.<ref name="Hospital Life">{{استشهاد بكتاب|عنوان = Hospital Life : Theory and Practice from the Medieval to the Modern|الأخير = Abreu|الأول = Laurinda|ناشر = Pieterlen Peter Lang International Academic Publishers|سنة = 2013|isbn = 978-3-0353-0517-3|صفحات = 21–34|ref = Hospital Life}}</ref> وسانت جايلز، جنبًا إلى جنب مع سانت أنتوني وسانت ليوناردز، كانا مستشفيان مفتوحان يعتنيان بالفقراء والمرضى في ثلاث من أكبر مدن [[إنجلترا]] في العصور الوسطى <ref name="Hospital Life" />{{صفحات مرجع|23}} يمكن أن تقدم دراسة هذه المستشفيات الثلاثة نظرة ثاقبة على [[حمية غذائية|النظام الغذائي]]، والرعاية الطبية، و[[الطهارة في المسيحية|النظافة]]، والحياة اليومية في مستشفيات العصور الوسطى في أوروبا.

==== سانت جايلز، نورويتش ====
[[ملف:The ruins of St. Giles Leper Hospital - geograph.org.uk - 834044.jpg|تصغير|يمين|upright=0.9|أطلال مستشفى سانت جايلز.]]
توجد تناقضات بين المصادر فيما يتعلق بتأسيس سانت جايلز في نورويتش، أو «المستشفى الكبير» كما هو معروف اليوم. تؤكد بعض المصادر أنها تأسست في عام 1246.<ref name="English Hospital" />{{صفحات مرجع|65}}<ref name="Bowers" />{{صفحات مرجع|140}} <ref name=Soul>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1-الأخير=Rawcliffe|مؤلف1-الأول=Carole|عنوان=Medicine for the Soul: The Life, Death and Resurrection of an English Medieval Hospital- St. Giles's Norwich, c. 1249–1550|تاريخ=1999|ناشر=Sutton Publishing|isbn=0-7509-2009-2|صفحة=xvi}}</ref> تشير مصادر أخرى إلى أنها تأسست في عام 1249.<ref name="Hospital Life" />{{صفحات مرجع|23}} على الرغم من أن التاريخ قد يكون قابلًا للنقاش، يبدو أن هناك اتفاق على أن والتر سوفيلد وهو [[أسقف]] معروف [[ليبرالية|ليبرالي]] جدًا، قام بتأسيس المستشفى الكبير للفقراء خاصة في مدينة نورويتش.<ref name=England>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1-الأخير=Clay|مؤلف1-الأول=Rotha Mary|عنوان=The Medieval Hospitals of England|مسار=https://archive.org/details/b24864845|تاريخ=1909|ناشر=Methuen & Co.|مكان=London|isbn=0-7905-4209-9|صفحة=[https://archive.org/details/b24864845/page/77 77]}}</ref> قدم سانت جايلز ثلاثين سريرًا وتم الحفاظ عليها في منطقة عشرة [[فدان|أفدنة]]، والعديد من الباحات والمراعي والأشجار المثمرة حتى أواخر القرن الخامس عشر.<ref name="Hospital Life" />{{صفحات مرجع|23, 34}} وزرع المستشفى العديد من الحدائق الإنتاجية التي ضمت [[تفاح|التفاح]]، و[[كراث|الكراث]]، و[[ثوم|الثوم]]، و[[بصل|البصل]]، و[[عسل|العسل]]. كانت الحدائق منتجة للغاية بحيث بيعت البضائع الفائضة في السوق المفتوحة. امتلك سانت جايلز في نورويتش ستة مزارع ودعم إحدى عشر كنيسة.<ref name="Hospital Life" />{{صفحات مرجع|34}}

كان سانت جايلز فريدًا من حيث توفير الطعام للأطفال الذين يحصلون على تعليم مجاني في أماكن أخرى.<ref name="England" />{{صفحات مرجع|27}} كما يلاحظ أن سانت جايلز سمح لسبعة من الباحثين [[فقير|الفقراء]] بتولي منصب في المستشفى خلال فترة ولايتهم في مدرسة نورويتش.<ref name="English Hospital" />{{صفحات مرجع|65}} وكانت أماكن الإقامة في المستشفيات في العصور الوسطى في كثير من الأحيان [[طائفية]]. على سبيل المثال، في سانت جايلز، كان رئيس المؤسسة والإخوة يأكلون في القاعة المشتركة بينما كانت الأخوات يأكلن وحدهن.<ref name="English Hospital" />{{صفحات مرجع|90}} كان مستشفى سانت جايلز مبنىً معقدًا يضم مجموعة من [[الإكليروس]] مع الدير، وأماكن الإقامة السكنية، والمستشفى، وكنيسة الرعية. كان سانت جايلز أيضًا غنيًا بما يكفي للحفاظ على مطبخه وطاقمه الخاص. سمح هذا للفقراء بالحصول على طبق من [[لحم|اللحوم]]، و[[سمك|الأسماك]]، و[[البيض (توضيح)|البيض]] أو [[جبن (صفة)|الجبن]] بالإضافة إلى الحصة اليومية المعتادة من [[خبز|الخبز]] والشراب.<ref name="English Hospital" />{{صفحات مرجع|122}}

==== سانت أنتوني، لندن ====
شُيد مستشفى سانت أنتوني في القرن الثالث عشر (في وقت ما قبل عام 1254)، في قلب [[لندن]] في شارع ثريدنيدل، على قمة الموقع المثالي [[كنيس|للكنيس اليهودي]].<ref name="English Hospital" />{{صفحات مرجع|43,88}} <ref name="Hospital Life" />{{صفحات مرجع|23}} بنيت كنيسة سانت أنتوني في عام 1310 بدون إذن من [[أسقف]] لندن. ولمنع هدمها، تقدمت المستشفى بطلب للحصول على [[كنيسة|الكنيسة]] على شروط [[أسقف|الأساقفة]].<ref name="English Hospital" />{{صفحات مرجع|88}} على عكس سانت جايلز، لم تكن هناك أرض كافية في سانت أنتوني، في لندن، للاستجمام أو لإنتاج الطعام. نتيجة لذلك، كان يجب على المجتمع بأكمله شراء الأعشاب أو «الخضراوات» للاستهلاك اليومي.<ref name="Soul" />{{صفحات مرجع|178}} كما تظهر حسابات النفقات الأجنبية في سانت أنتوني شراء العديد من [[توابل|التوابل]]، والتي غالبًا ما تمتلك صفات طبية يمكن أن تغير مستوى [[حرارة الجسم البشري|الحرارة]] والرطوبة داخل الجسم. تشمل بعض التوابل التي يتم شراؤها [[زعفران|الزعفران]] و[[قرنفل|القرنفل]] و[[زنجبيل|الزنجبيل]] و[[قرفة|القرفة]] و[[خزامى|الخزامى]] و[[فلفل (توضيح)|الفلفل]] و[[خردل (توضيح)|الخردل]].<ref name="Hospital Life" />{{صفحات مرجع|35}} تتجاوز الكمية المستهلكة على الأسماك واللحوم، الكمية التي تنفق على [[عشب|الأعشاب]] والمنتجات والتوابل بكثير.

ووفقًا لتقارير الإنفاق ربع السنوية، تم إنفاق نسبة 58 بالمائة من الميزانية ربع السنوية على اللحوم، وثلاثة وثلاثين بالمائة على الأسماك، وثلاثة بالمائة على حساء اللحم، و 2 بالمائة على [[منتجات الألبان]]، وواحد بالمائة على الأعشاب، وواحد بالمائة على البيض.<ref name="Hospital Life" />{{صفحات مرجع|33}} كشفت السجلات المفصلة غير المعتادة للغذاء والنفقات في سانت أنتوني عن اختلاف النظام الغذائي واستناده إلى [[طبقة اجتماعية|الطبقية]] بين المؤسسة الدينية ('القاعة')، والمرضى، والمحتاجين، والأطفال (أي «المستشفى»).<ref name="Soul" />{{صفحات مرجع|179}} خلال أسبوع نموذجي، «تشارك المجتمع بأكمله أطباق من حساء اللحم، و[[لحم العجل]]، و[[لحم ضأن|لحم الضأن]]، والبيض، واستهلكت القاعة وحدها [[لحم الخنزير]]، وأضلاع اللحم البقري المشوي، و[[بط|البط]]، و[[سلمون|السلمون]] الطازج، و[[أنقليس|الأنقليس]]؛ وتم تزويد المستشفى باللحم، و[[سمك موسى]]، و[[الحدوق|سمك الحدوق]].»<ref name="Hospital Life" />{{صفحات مرجع|41}} من الواضح أن القاعة، أو الأثرياء، تمتعوا بوجبات طعام باهظة من اللحوم والأسماك، في حين أن المستشفى، والمرضى، والفقراء، تم تغذيتهم بالطعام الأبسط والأرخص.

بالإضافة إلى سمعتها في الإنفاق الباذخ على الطعام، اشتهرت سانت أنتوني بمدرستها النحوية، التي كانت تتجول بحرية بين الشوارع التي تحددها الأجراس.<ref name="Hospital Life" />{{صفحات مرجع|23}} يسلم المسؤولون [[خنزير|الخنازير]] الغير صالحة للغذاء والمعروضة للبيع في لندن، إلى سانت أنطوني. تتم هناك تغذية الخنازير كعمل خيري أو عبر جمع الفضلات وإطعامهم، وفي وقت لاحق، عندما تتحسن حالتهم، يتم نقلهم من قبل المستشفى لاستخدامها كغذاء للفقراء أو المرضى.<ref name="English Hospital" />{{صفحات مرجع|122}}

كما ذُكِر، أصبحت مستشفيات القرون الوسطى مهتمة بالتعليم وإطعام وإسكان الطلاب في وقت مبكر من القرن الثالث عشر. في عام 1441، تمكن جون كاربنتر، سيد سانت أنطوني في لندن، من تمويل مدرسة القواعد التي كانت تعاليمها بدون أي [[رسم|رسوم]] لأي طالب. كان هذا أول مصدر للتعليم المجاني في لندن وظلت واحدة من المدارس الرائدة في لندن لمدة مائة عام بعد تأسيسها.<ref name="English Hospital" />{{صفحات مرجع|144}}

في عام 1449، تلقى مستشفى سانت أنتوني إرثًا سخيًا ضخمًا لدعم تدريب العلماء في كل من [[بوليفونية|البولفونية]] و[[الغناء الجريجوري|الترتيل الغريغوري]]. اشتهر سانت أنطوني [[جوقة (توضيح)|بجوقته]] في عام 1469، حيث أنشأ النبلاء الملكيون أخوية في المستشفى لكي يدرسوا [[موسيقى|الموسيقى]] أيضًا.<ref name="Soul" />{{صفحات مرجع|125}}

=== سانت ليوناردز، يورك ===
[[ملف:Remains of St Leonards Hospital, York - panoramio.jpg|تصغير|يسار|upright=0.9|بقايا مستشفى سانت ليونارد.]]
كان سانت ليونارد أحد أكبر المستشفيات في [[إنجلترا]] وأكثرها ثراءً، وكان هدفه الأساسي هو رعاية الفقراء، والمرضى، وكبار السن، والعجزة.<ref name="Hospital Life" />{{صفحات مرجع|24}} احتوى المستشفى على 200 سريرًا، وفي أيامها المزدهرة، شمل ما يصل إلى ثمانية عشر من رجال الدين، 16 أخت وخادمة، و 30 قارئًا للقداس، و 10 تلاميذ داخليين، وبين 144 و 240 من المرضى الفقراء.<ref name="English Hospital" />{{صفحات مرجع|36}} بالإضافة إلى ذلك، في أثناء [[عيد الفصح (توضيح)|عيد الفصح]] عام 1370، تظهر السجلات إقامة 224 مريضًا وفقيرًا في [[مستوصف|المستوصف]] و 23 طفلًا في [[دار أيتام|دار الأيتام]].<ref name="England" />{{صفحات مرجع|156}}

توفر سجلات سانت ليونارد أفضل التفاصيل عن العبادة اليومية للمرضى وحياة المرضى. في عام 1249، على سبيل المثال، رٌتِل في ساعات الصباح الباكرة المظلمة صلوات الصبح و[[تسبيحة الزهراء|التسبيح]]، وتبعتها قيام رجال الدين [[القداس الإلهي|بقداس]] [[مريم العذراء]]. «قيل قداس اليوم في منتصف الصباح، وقيلت صلاة المساء في فترة ما بعد الظهر، وصلاة في وقت مبكر من المساء بعد [[صلاة العشاء|العشاء]]».<ref name="English Hospital" />{{صفحات مرجع|50, 52}} تم توجيه الأخوات في سانت ليونارد لإطعام الفقراء والمرضى، وغسلهم، وإرشادهم.<ref name="Hospital Life" />{{صفحات مرجع|43}} على الرغم من أن الطعام المقدم للمرضى كان بسيطًا، وغالبًا سمح للأخت أن توزع طعامًا خاصًا إذا كانوا في حالة صعبة جدًا.<ref name="English Hospital" />{{صفحات مرجع|62}}

في سانت ليونارد، لم يكن الإحسان والعناية بالمرضى تعطى فقط للمقيمين في المستشفى، ولكن أيضًا للفقراء في المؤسسات المجاورة الأخرى وكذلك نزلاء المنازل المحلية [[جذام|المجذومين]].<ref name="English Hospital" />{{صفحات مرجع|63}} بالإضافة إلى ذلك، يُوجه واحد أو اثنان من القساوسة في سانت ليونارد ليكونوا «كهنة روحيين للفقراء من خلال التحدث بعبارات المواساة، وسماع [[سر التوبة|الاعترافات]]، وإدارة [[قربان|القرابين]] المقدسة».<ref name="English Hospital" />{{صفحات مرجع|80}}

=== بداية العصر الحديث وعصر التنوير في أوروبا ===
في أوروبا، تطور مفهوم الرعاية المسيحية في القرون الوسطى خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر إلى مفهوم [[علمانية|علماني]]. في إنجلترا، بعد حل الأديرة في عام 1540 من قبل [[هنري الثامن ملك إنجلترا|الملك هنري الثامن]]، توقفت الكنيسة فجأة عن كونها داعمة للمستشفيات، وفقط برفع عريضة مباشر من مواطني لندن، وهبت مستشفيات [[مستشفى سانت بارثولوميو|سانت بارثولوميو]]، وسانت توماس، وسانت ماري في بيثلم مباشرة من الملك. كانت هذه أول حالة من الدعم العلماني الذي تقدمه المؤسسات الطبية.
[[ملف:Ancien-Hopital.jpg|تصغير|جناح مستشفى في القرن السادس عشر في فرنسا.]]
[[ملف:Guy's Hospital00.jpg|تصغير|يمين|1820 نقش [[مستشفى غاي]] في [[لندن]] أحد أول المستشفيات الطوعية التي سيتم تأسيسها في عام 1724.]]

بدأت حركة المستشفيات التطوعية في أوائل [[القرن 18|القرن الثامن عشر]]، كون تأسيس المستشفيات في لندن تم بحلول عشرينيات [[القرن 20|القرن العشرين]]، بما في ذلك مستشفى وستمنستر (1719) الذي يرعاه بنك «سي هاور آند كو» الخاص، و[[مستشفى غاي]] (1724) الممول من وصية التاجر الثري، توماس جاي.

نشأت مستشفيات أخرى في لندن ومدن بريطانية أخرى خلال نفس القرن، والتي دُفع لها اشتراكات خاصة. افتتح سانت بارثولوميو في لندن عام 1730، و[[مستشفى لندن الملكي|مستشفى لندن]] عام 1752.

تمثل هذه المستشفيات نقطة تحول في وظيفة المؤسسة. بدأوا بالتطور من كونهم أماكن رعاية أساسية للمرضى ليصبحوا مراكز للابتكار الطبي والاكتشاف والمكان الرئيسي لتعليم وتدريب الممارسين المحتملين. عمل ودرس بعض أعظم [[جراح|الجراحين]] وا[[طبيب|لأطباء]] في العصر في المستشفيات.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://link.springer.com/chapter/10.1007%2F978-0-387-70967-3_4|عنوان=Corpus Curricula: Medical Education and the Voluntary Hospital Movement |تاريخ الوصول=17 December 2012|مؤلف=Reinarz, Jonathan| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181120024027/https://link.springer.com/chapter/10.1007/978-0-387-70967-3_4 | تاريخ أرشيف = 20 نوفمبر 2018 }}</ref> كما تغيروا من كونهم مجرد ملجأ إلى مؤسسات مركبة لتوفير الرعاية الطبية والرعاية للمرضى. تأسست [[شاريتيه (برلين)|شاريتيه]] في [[برلين]] في 1710 من قبل [[فريدريك الأول ملك بروسيا]] كرد على تفشي وباء [[طاعون|الطاعون]].

كما انتشر مفهوم المستشفيات التطوعية إلى [[المستعمرات الثلاث عشرة|أمريكا المستعمرة]]. تم افتتاح مركز [[مستشفى بيليفو]] في عام 1736؛ وافتتح [[مستشفى بنسلفانيا]] عام 1752، و[[مستشفى نيويورك]] عام 1771، و[[مستشفى ماساتشوستس العام]] في عام 1811. عندما افتتح [[مستشفى فيينا العام]] عام 1784 (أصبح أكبر مستشفى في العالم على الفور)، حصل الأطباء على منشأة جديدة تطورت تدريجيًا لتصبح واحدة من أكثر مراكز البحوث الهامة.<ref>Roderick E. McGrew, ''Encyclopedia of Medical History'' (Macmillan 1985), p.139.</ref>

كان المستوصف آخر الابتكارات الخيرية في [[عصر التنوير]]. والذي قام بتزويد الفقراء [[دواء|بالأدوية]] مجانًا. افتتح مستوصف لندن أبوابه عام 1696 كأول عيادة من نوعها في [[الإمبراطورية البريطانية]]. كانت الفكرة بطيئة الانتشار حتى سبعينيات القرن التاسع عشر، عندما بدأت العديد من هذه المنظمات في الظهور، بما في ذلك المستوصف العام [[إدنبرة|لإدنبره]] (1776)، ومستوصف [[مدينة كبرى|المدينة الكبرى]] والصندوق الخيري (1779)، ومستوصف فينسبوري (1780). كما تم فتح المستوصفات في [[نيويورك]] 1771، و[[فيلادلفيا]] 1786، و[[بوسطن]] 1796.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=Michael Marks Davis|مؤلف2=Andrew Robert Warner|عنوان=Dispensaries, Their Management and Development: A Book for Administrators, Public Health Workers, and All Interested in Better Medical Service for the People|مسار=https://books.google.com/books?id=QME0AQAAMAAJ&pg=PA2|سنة=1918|ناشر=MacMillan|صفحات=2–3| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170321101413/https://books.google.com/books?id=QME0AQAAMAAJ&pg=PA2 | تاريخ أرشيف = 21 مارس 2017 }}</ref>

كان المستشفى الملكي البحري، ستونهاوس، [[بليموث]]، رائدًا في تصميم المستشفى في وجود «أجنحة» للحد من انتشار [[عدوى|العدوى]]. زار [[جون ويزلي]] في عام 1785، وعلق قائلاً «لم أرَ قط شيئًا من هذا النوع بهذا الكمال؛ فكل جزء مريح جد، ومثير جد بشكل رائع. ولكن لا يوجد شيء غير ضروري، ولا شيء للزخرفة فقط، سواء في الداخل أو في الخارج». كان هذا التصميم الثوري أكثر شهرة على نطاق واسع بسبب [[جون هوارد]]، فاعل خير. في عام 1787 أرسلت الحكومة الفرنسية اثنين من المدراء الباحثين، [[شارل أوغستان دي كولوم|كولوم]] وتينون، الذين زاروا معظم المستشفيات في أوروبا.<ref>Surgeon Vice Admiral A Revell in http://www.histansoc.org.uk/uploads/9/5/5/2/9552670/volume_19.pdf {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201106105544/http://www.histansoc.org.uk/uploads/9/5/5/2/9552670/volume_19.pdf |date=6 نوفمبر 2020}}</ref> لقد أعجبوا بتصميم «الجناح» والذي تم نسخه في [[فرنسا]] وفي جميع أنحاء أوروبا.

=== القرن التاسع عشر ===
[[ملف:'One of the wards in the hospital at Scutari'. Wellcome M0007724 - restoration, cropped.jpg|تصغير|يمين|جناح مستشفى في [[أسكدار]]
حيث عملت [[فلورنس نايتينجيل]] وساعدت في إعادة هيكلة المستشفى الحديث.]]
كتب الطبيب الإنجليزي توماس بيرسيفال (1740-1804) نظامًا شاملاً للسلوك الطبي، ''"أي [[أخلاقيات الطب]]، أو مدونة للمعاهد والمفاهيم، المتكيفة مع السلوك المهني للأطباء والجراحين'' (1803) التي وضعت المعيار للعديد من الكتب العلمية.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | مؤلف = Waddington Ivan | سنة = 1975 | عنوان = The Development of Medical Ethics - A Sociological Analysis | صحيفة = Medical History | المجلد = 19 | العدد = 1| صفحات = 36–51 | doi=10.1017/s002572730001992x| pmid = 1095851 | pmc = 1081608 }}</ref> في منتصف القرن التاسع عشر، أصبحت المستشفيات ومهنة الطب أكثر احترافًا، مع إعادة تنظيم إدارة المستشفى على نسق الخطوط [[بيروقراطية|البيروقراطية]] والإدارية. جعل قانون الصيدلة لعام 1815 إلزامًا على طلاب الطب أن يمارسوا ما لا يقل عن نصف عام في المستشفى كجزء من تدريبهم.<ref>{{استشهاد بكتاب | صفحات=316–317 | الأخير=Porter |الأول=Roy |مؤلف-وصلة=Roy Porter | عنوان=The Greatest Benefit to Mankind: A Medical History of Humanity from Antiquity to the Present | ناشر=W. W. Norton & Company | مكان=New York | isbn=978-0-393-31980-4 |سنة النشر الأصلية=1997 |سنة=1999}}</ref>

كانت [[فلورنس نايتينجيل|فلورنس نايتنجيل]] رائدة في مهنة التمريض الحديثة خلال [[حرب القرم]] عندما وضعت مثالاً للتعاطف، والالتزام برعاية المرضى وإدارة المستشفى الدؤوبة والمدروسة. تم افتتاح أول برنامج تدريبي رسمي للممرضات، في مدرسة نايتنجيل للممرضات في عام 1860، من أجل مهمة تدريب الممرضات للعمل في المستشفيات، والعمل مع الفقراء و[[تعليم|التعليم]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مسار=https://books.google.com/?id=yWP2AAAAQBAJ|عنوان=Fundamentals of Mental Health Nursing|مؤلف=Kathy Neeb|سنة=2006|ناشر=Philadelphia: F.A. Davis Company|isbn=9780803620346| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200324113431/https://books.google.com/books?id=yWP2AAAAQBAJ&hl=en | تاريخ أرشيف = 24 مارس 2020 }}</ref> كانت نايتنجيل مفيدة في إصلاح طبيعة المستشفى، من خلال تحسين معايير [[تطهير المياه]] وتغيير صورة المستشفى من مكان يموت فيه المريض، إلى مؤسسة مكرسة للاستشفاء والشفاء. كما شددت على أهمية [[إحصاء|القياس الإحصائي]] لتحديد معدل نجاح تدخل معين ودفعت للإصلاح [[إدارة عامة|الإداري]] في المستشفيات.<ref>{{استشهاد بكتاب|مسار=https://books.google.com/?id=dRpgFsQ7nqkC&pg=PA114&lpg=PA114&dq=sanitary+commissioner+Scutari |عنوان=Florence Nightingale: Measuring Hospital Care Outcomes |تاريخ= August 1999|تاريخ الوصول=13 March 2010|isbn=0-86688-559-5|مؤلف1=Nightingale, Florence| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200324113427/https://books.google.com/?id=dRpgFsQ7nqkC&pg=PA114&lpg=PA114&dq=sanitary+commissioner+Scutari | تاريخ أرشيف = 24 مارس 2020 |url-status=dead}}</ref>

بحلول أواخر القرن التاسع عشر، بدأ المستشفى الحديث في التكون مع انتشار مجموعة متنوعة من أنظمة المستشفيات العامة والخاصة. في سبعينيات القرن التاسع عشر، ازداد عدد المرضى في المستشفيات إلى أكثر من ثلاثة آلاف مريض. في [[أوروبا القارية]]، تم بناء المستشفيات الجديدة وتشغيلها من الأموال العامة. تأسست [[هيئة الخدمات الصحية الوطنية]] في عام 1948، وهي المزود الرئيسي للرعاية الصحية في [[المملكة المتحدة]]. خلال القرن التاسع عشر، ظهرت [[جامعة فيينا الطبية|مدرسة فيينا الطبية الثانية]] بمساهمات من الأطباء مثل كارل فريرير فون روكيتانسكي، وجوزيف شكودا، وفرديناند ريتر فون هيبرا، و[[أجناتس سيملفيس]]. توسعت العلوم الطبية الأساسية وتطورت الاختصاصات. علاوة على ذلك، تم تأسيس أول عيادة [[مرض جلدي|للأمراض الجلدية]] و[[طب العيون|العينين]]، وكذلك عيادات [[طب الأنف والأذن والحنجرة|الأذن والأنف والحنجرة]] في العالم في [[فيينا]]، والتي تعتبر ولادة الاختصاصات الطبية.<ref>Erna Lesky, ''The Vienna Medical School of the 19th Century'' (Johns Hopkins University Press, 1976)</ref>

=== القرن العشرين وما بعده ===
بحلول أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، استمر التقدم الطبي مثل [[تخدير|التخدير]] و[[تعقيم (أحياء دقيقة)|تقنيات التعقيم]] التي يمكن أن تجعل الجراحة أقل خطورة، وتوفرت أجهزة تشخيص أكثر تقدمًا مثل [[أشعة سينية|الأشعة السينية]] مما جعل المستشفيات خيارًا أكثر جاذبية للعلاج. استمر عدد من المستشفيات في الولايات المتحدة في النمو ووصل إلى ذروته في عام 1981 مع 171 دخول لكل 1000 أمريكي و 6933 مستشفى.<ref name="NYThospital">{{استشهاد ويب|مسار= https://www.nytimes.com/2018/02/25/opinion/hospitals-becoming-obsolete.html?action=click&pgtype=Homepage&clickSource=story-heading&module=opinion-c-col-right-region&region=opinion-c-col-right-region&WT.nav=opinion-c-col-right-region|عنوان=Opinion / Are Hospitals Becoming Obsolete?<!-- عنوان مولد بالبوت -->|تاريخ الوصول=2020-04-12|عنوان أجنبي=en-US|لغة=en-US|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200412122259/https://www.nytimes.com/2018/02/25/opinion/hospitals-becoming-obsolete.html?action=click&pgtype=Homepage&clickSource=story-heading&module=opinion-c-col-right-region&region=opinion-c-col-right-region&WT.nav=opinion-c-col-right-region|تاريخ أرشيف=2020-04-12}}</ref>

لكن هذا الاتجاه انعكس منذ ذلك الحين، حيث انخفض معدل الاستشفاء بأكثر من٪ 10 وتقلص عدد المستشفيات إلى 5534 عام 2016 مقارنة بالعام 1981 في الولايات المتحدة.<ref name="aha2016">[https://www.aha.org/statistics/fast-facts-us-hospitals Fast Facts on U.S. Hospitals, 2018 | AHA<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180724031352/https://www.aha.org/statistics/fast-facts-us-hospitals |date=24 يوليو 2018}}</ref> ومن بين أسباب ذلك زيادة توافر الرعاية المعقدة في أماكن أخرى مثل المنزل أو في مكاتب الأطباء، وكذلك صورة المستشفيات في عيون الجمهور أنها أماكن تقل فيها العناية وتهدد الحياة.<ref name="NYThospital" /><ref name="CDCinfection">{{استشهاد ويب| مسار  = https://www.cdc.gov/hai/pdfs/hai/infections_deaths.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190719135227/https://www.cdc.gov/hai/pdfs/hai/infections_deaths.pdf | تاريخ أرشيف = 19 يوليو 2019 }}</ref>

== التمويل ==
[[ملف:KB Dubrava Zagreb.jpg|تصغير|مستشفى دوبرافا الإكلينيكي في [[زغرب]]، [[كرواتيا]]]]

في العصر الحديث، يتم تمويل المستشفيات إما من قبل [[حكومة]] البلد الذي توجد فيه، أو من خلال التنافس في القطاع الخاص (لا يزال عدد من المستشفيات مدعومًا بالجمعيات الخيرية أو الدينية مثل المستشفيات القديمة).

في المملكة المتحدة على سبيل المثال، يوجد نظام [[رعاية صحية]] شامل «مجاني عند نقطة التسليم»، تموله [[الدولة (لقب)|الدولة]]. وبالتالي فإن الرعاية في المستشفيات متاحة بسهولة نسبيًا لجميع المقيمين القانونيين، على الرغم من أن الرعاية الطارئة المجانية متاحة لأي شخص، بغض النظر عن الجنسية أو الوضع. ومع قيام المستشفيات بتحديد أولويات مواردها المحدودة، هناك ميل إلى «قوائم انتظار» لمعالجة الحالات غير الحرجة في البلدان التي توجد فيها مثل هذه الأنظمة، بدلاً من علاج الذين يدفعون أكثر أولاً، لذا في بعض الأحيان يستطيع أولئك الذين يستطيعون تحمل تكاليف الحصول على رعاية صحية خاصة للحصول على العلاج بسرعة أكبر.<ref name="GROW">{{استشهاد ويب|مسار=https://www.theguardian.com/science/2012/feb/20/open-hospital-windows-stem-infections|عنوان=Open hospital windows to stem spread of infections, says microbiologist|الأخير=Sample|الأول=Ian|تاريخ=2012-02-20|موقع=the Guardian|لغة=en|تاريخ الوصول=2018-03-12| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190430031359/https://www.theguardian.com/science/2012/feb/20/open-hospital-windows-stem-infections | تاريخ أرشيف = 30 أبريل 2019 }}</ref> من ناحية أخرى، قامت بعض الدول، بما في ذلك [[الولايات المتحدة|الولايات المتحدة الأمريكية]]، في [[القرن 20|القرن العشرين]] بتقديم نهج خاص قائم على [[ربح|الربح]] لتوفير الرعاية في المستشفيات، مع بقاء عدد قليل من المستشفيات «الخيرية» المدعومة من الدولة حتى اليوم.<ref name="USATODAY"/> عندما تقبل المستشفيات الربحية في هذه البلدان المرضى غير [[تأمين صحي|المؤمن]] عليهم في حالات الطوارئ (مثل أثناء [[إعصار كاترينا]] في الولايات المتحدة وبعده)، فإنها تتكبد خسائر مالية مباشرة،<ref name="USATODAY">''[https://usatoday30.usatoday.com/money/industries/health/2006-04-25-new-orleans-hospitals-usat_x.htm Hospitals in New Orleans see surge in uninsured patients but not public funds]'' – ''[[يو إس إيه توداي]]'', Wednesday 26 April 2006 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120630160651/http://www.usatoday.com/money/industries/health/2006-04-25-new-orleans-hospitals-usat_x.htm |date=30 يونيو 2012}}</ref> مما يضمن وجود عقبة واضحة لقبول هؤلاء المرضى. في الولايات المتحدة، توجد قوانين تضمن حصول المرضى على الرعاية في حالات الطوارئ التي تهدد حياتهم بغض النظر عن قدرة المريض على الدفع.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.cms.gov/Regulations-and-Guidance/Legislation/EMTALA/index?redirect=/emtala/|عنوان=Emergency Medical Treatment & Labor Act (EMTALA)|تاريخ الوصول=17 May 2013|ناشر=[[centres for Medicare & Medicaid Services]]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190510200254/https://www.cms.gov/Regulations-and-Guidance/Legislation/EMTALA/index.html?redirect=/EMTALA/ | تاريخ أرشيف = 10 مايو 2019 }}</ref>

بما أن جودة الرعاية الصحية أصبحت مشكلة في العالم بشكل متزايد، فقد اضطرت المستشفيات بشكل متزايد إلى إيلاء اهتمام جاد لهذه المسألة. يعد التقييم الخارجي المستقل للجودة من أكثر الطرق فعالية لتقييم هذا الجانب من جوانب الرعاية الصحية، واعتماد المستشفى هو إحدى الوسائل التي يتم من خلالها تحقيق ذلك. في العديد من أنحاء العالم، يتم الحصول على هذا الاعتماد من بلدان أخرى، وهي ظاهرة تعرف باسم اعتماد الرعاية الصحية الدولية، من قبل مجموعات مثل اعتماد [[كندا]]، واللجنة الدولية المشتركة في الولايات المتحدة الأمريكية، وبرنامج اعتماد ترينت من [[بريطانيا العظمى]]، ومؤسسة هيئة الصحة العليا (HAS) في فرنسا.

== المباني ==
[[ملف:UVa Medical Center.jpg|تصغير|يظهر المركز الطبي في [[جامعة فرجينيا|جامعة فيرجينيا]] الاتجاه المتزايد للعمارة الحديثة في المستشفيات.]]

=== الهندسة المعمارية للمستشفيات ===
[[ملف:NHS NNUH entrance.jpg|upright=0.8|تصغير|يسار|[[هيئة الخدمات الصحية الوطنية|هيئة الخدمة الصحية الوطنية]] ومستشفى [[جامعة نورويتش]] في المملكة المتحدة، والتي تبين الهندسة النفعية للعديد من المستشفيات الحديثة]]تم تصميم مباني المستشفيات الحديثة لتقليل جهد الطاقم الطبي و[[تلوث|التلوث]] مع زيادة كفاءة النظام بأكمله. يتم تسهيل وتقليل وقت انتقال الأفراد داخل المستشفى ونقل المرضى بين الوحدات. كما ينبغي بناء المبنى لاستيعاب الإدارات الثقيلة مثل الأشعة وغرف العمليات في حين يجب السماح بمساحة للأسلاك، و[[سبك|السباكة]]، و[[إدارة المخلفات|التخلص من النفايات]] في التصميم.<ref>[[Annmarie Adams]], ''Medicine by Design: The Architect and the Modern Hospital, 1893–1943'' (2009)</ref>

ومع ذلك، فإن العديد من المستشفيات، حتى تلك التي تعتبر «حديثة»، هي نتاج النمو المستمر والذي غالبًا ما يتم إدارته بشكل سيئ على مدى عقود أو حتى قرون، مع إضافة أقسام جديدة نفعية على أنها احتياجات وموارد. ونتيجة لذلك، وصف [[مؤرخ]] [[عمارة|الهندسة المعمارية]] [[هولندا|الهولندي]] كور واجنار العديد من المستشفيات

تحاول بعض المستشفيات الحديثة الآن إعادة تصميم المباني الذي يأخذ في الاعتبار الاحتياجات النفسية للمريض، مثل توفير المزيد من الهواء النقي، وإطلالة أفضل ومخططات لونية أكثر روعة. ترجع هذه الأفكار إلى أواخر القرن الثامن عشر، عندما استخدم مفهوم توفير الهواء النقي والوصول إلى «قوى الشفاء للطبيعة» من قبل المهندسين المعماريين في المستشفيات لتحسين المباني.<ref name="ODE">''[https://odemagazine.com/health/ Healing by design] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20071017220150/http://www.odemagazine.com/doc/35/healing_by_design|date=17 October 2007}}'' – ''Ode Magazine'', July/August 2006 issue. Accessed 10 February 2008.</ref>

أظهر البحث الذي أجرته [[الرابطة الطبية البريطانية]] أن تصميم المستشفى الجيد يمكن أن يقلل من وقت تعافي المريض. ويعتبر التعرض لضوء النهار فعال في الحد من [[اكتئاب (توضيح)|الاكتئاب]]. تساعد الإقامة مع جنس واحد على ضمان معاملة المرضى في [[خصوصية]] و[[كرامة]]. كما أن وجود للطبيعة وحدائق المستشفى أمر مهم أيضًا؛ إذ إن النظر إلى النوافذ يحسن الحالة المزاجية للمرضى ويقلل من [[ضغط الدم]] ومستوى الإجهاد. كما أظهرت النوافذ المفتوحة في غرف المرضى بعض الأدلة على هذه النتائج المفيدة من خلال تحسين تدفق الهواء وزيادة التنوع الميكروبي.<ref name="GROW" /><ref>{{استشهاد بخبر|مسار=https://www.bbc.com/news/health-22269698|عنوان=Closed windows 'increase infection'|الأخير=Bowdler|الأول=Neil|تاريخ=2013-04-26|عمل=BBC News|تاريخ الوصول=2018-03-12|لغة=en-GB| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180624213439/https://www.bbc.com/news/health-22269698 | تاريخ أرشيف = 24 يونيو 2018 }}</ref> يمكن للتخلص من الممرات الطويلة أن يقلل من إجهاد الممرضات والضغط.<ref>{{استشهاد ويب|عنوان=The psychological and social needs of patients |مسار=https://www.bma.org.uk/health_promotion_ethics/psychologicalandsocialneedsofpatients.jsp?page=8 |ناشر=[[الرابطة الطبية البريطانية]] |تاريخ الوصول=14 March 2011 |تاريخ=7 January 2011 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20110314184736/http://www.bma.org.uk/health_promotion_ethics/psychologicalandsocialneedsofpatients.jsp?page=8 |تاريخ أرشيف=14 March 2011 |url-status=dead}}</ref>

التطور الرئيسي الآخر المستمر هو التغيير من نظام قائم على الجناح (حيث يتم استيعاب المرضى في غرف مشتركة، مفصولة بأقسام متحركة) إلى غرفة واحدة للاستيعاب الفردي. وقد وصف النظام القائم على الجناح بأنه فعال للغاية، وخاصة بالنسبة للموظفين الطبيين، لكنه يعتبر أكثر إرهاقًا للمرضى ويضر بخصوصياتهم. ومع ذلك، يُفرض على المستشفيات ذات التكلفة العالية توفير غرفة خاصة لكل مريض؛ مما يجعل بعض المستشفيات تقوم بشحن غرف خاصة.<ref>''[https://www.nationalreviewofmedicine.com/issue/2004/11_15/feature05_21.html Health administrators go shopping for new hospital designs] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20081226075348/http://www.nationalreviewofmedicine.com/issue/2004/11_15/feature05_21.html |date=26 December 2008 }}'' – ''[[National Review of Medicine]]'', Monday 15 November 2004, Volume 1 NO. 21</ref>

== انظر أيضًا ==
* [[تاريخ الطب]]
* [[تاريخ المستشفيات]]
* [[عيادة]]
* [[طبيب]]
* [[مستوصف]]
* [[رداء المستشفى]]
* [[قائمة المستشفيات في البحرين]]
* [[قائمة مستشفيات في الإمارات العربية المتحدة]]
* [[قائمة المستشفيات في فلسطين]]
* [[قائمة المستشفيات في العراق]]
* [[قائمة المستشفيات في السعودية]]
* [[قائمة المستشفيات في الأردن]]
* [[قائمة مستشفيات الكويت]]
* [[قائمة المستشفيات في قطر]]
* [[خصوصية صحية]]
* [[بيمارستان]]
* [[صيدلية]]
* [[طب]]
* [[علاج (طب)|علاج]]
* [[دواء]]

== المصادر ==

{{مراجع|محاذاة=نعم}}

== مراجع للتوسع ==
* Brockliss, Lawrence, and Colin Jones. "The Hospital in the Enlightenment," in ''The Medical World of Early Modern France'' (Oxford UP, 1997), pp.&nbsp;671–729; covers France 1650–1800
* Chaney, Edward (2000),"'Philanthropy in Italy': English Observations on Italian Hospitals 1545–1789", in: ''The Evolution of the Grand Tour: Anglo-Italian Cultural Relations since the Renaissance'', 2nd ed. London, Routledge, 2000. https://books.google.com/books/about/The_evolution_of_the_grand_tour.html?id=rYB_HYPsa8gC
* Connor, J. T. H. "Hospital History in Canada and the United States," ''Canadian Bulletin of Medical History'', 1990, Vol. 7 Issue 1, pp 93–104
* Crawford, D.S. [http://internatlibs.mcgill.ca/hospitals/hospital-histories.htm Bibliography of Histories of Canadian hospitals and schools of nursing].
* Gorsky, Martin. "The British National Health Service 1948–2008: A Review of the Historiography," ''Social History of Medicine'', December 2008, Vol. 21 Issue 3, pp 437–460
* Harrison, Mar, et al. eds. ''From Western Medicine to Global Medicine: The Hospital Beyond the West'' (2008)
* Horden, Peregrine. ''Hospitals and Healing From Antiquity to the Later Middle Ages'' (2008)
* McGrew, Roderick E. ''Encyclopedia of Medical History'' (1985)
* {{استشهاد
 |مؤلف1-الأخير=Morelon
 |مؤلف1-الأول=Régis
 |مؤلف2-الأخير=Rashed
 |مؤلف2-الأول=Roshdi
 |سنة=1996
 |عنوان=Encyclopedia of the History of Arabic Science
 |المجلد=3
 |ناشر=Routledge
 |isbn=0-415-12410-7
 }}
* Porter, Roy. ''The Hospital in History'', with Lindsay Patricia Granshaw (1989) {{ردمك|978-0-415-00375-9}}
* [[Guenter B. Risse|Risse, Guenter B.]] ''Mending Bodies, Saving Souls: A History of Hospitals'' (1999); world coverage
* Rosenberg, Charles E. ''The Care of Strangers: The Rise of America's Hospital System'' (1995); history to 1920
* Scheutz, Martin et al. eds. ''Hospitals and Institutional Care in Medieval and Early Modern Europe'' (2009)
* Wall, Barbra Mann. ''American Catholic Hospitals: A Century of Changing Markets and Missions'' (Rutgers University Press, 2011). {{ردمك|978-0-8135-4940-8}}

== وصلات خارجية ==
{{تصنيف كومنز|Hospitals}}
* [https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/journals/228/ ''Medical History'' open access scholarly journal; quarterly since 1957]
* [http://www.buildinghistory.org/articles/heritagemercy.shtml Jean Manco, The Heritage of Mercy] (medieval hospitals in Britain)
* [http://www.musee-mccord.qc.ca/en/keys/webtours/VQ_P2_10_EN.html Last Resort: Hospital Care in Canada] (an illustrated historical essay)
* [http://www.historyfish.net/clay/clay_hospitals.html Medieval Hospitals of England, by Rotha Mary Clay], historyfish.net (1909 book, now in the public domain)
* [http://hospitals.webometrics.info/ Directory and Ranking of more than 17000 Hospitals worldwide], hospitals.webometrics.info

{{رعاية صحية}}
{{مواضيع بنية تحتية عامة}}
{{مصادر طبية}}
{{شريط بوابات|بنية تحتية|تمريض|صحة|طب|عمارة|هندسة}}

{{ضبط استنادي}}

[[تصنيف:أنواع مرافق الرعاية الصحية]]
[[تصنيف:مستشفيات]]
[[تصنيف:مصطلحات طبية]]