عرض مصدر المسيحية ومعاداة اليهود

[[ملف:Simonino.jpg|يسار|200بك|تصغير|نقش يبين عملية قتل [[سيمونينو الترينتي]] من قبل [[يهود|اليهود]]، تم اتهام [[يهود|اليهود]] في [[العالم المسيحي|أوروبا المسيحية]] أحيانًا ب[[فرية الدم]] مما أجج أجواء [[معاداة السامية]].]]
العلاقة بين [[اليهودية|الديانة اليهودية]] و[[المسيحية]] معقدة ومتشعبة، فالمسيحية نشأت وأخذت مفاهيمها الأولية من بيئة يهودية صرفة؛<ref name="مولد تلقائيا2">[http://www.civilizationstory.com/civilization/ قصة الحضارة] ويل ديورانت، المجلد الثالث، الكتاب الخامس، الفصل الرابع، ص. 3921 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171205084553/http://www.civilizationstory.com/civilization/ |date=05 ديسمبر 2017}}</ref> وإتسمت العلاقة الإنسانية بين الطرفين بالتقلب؛ تعود أصول معاداة السامية في المسيحية إلى اتهام [[يهود|اليهود]] بصلب [[يسوع]] واضطهاد تلاميذه في القرون المسيحية الأولى مستندين بذلك على قول [[يهود|اليهود]] أثناء محاكمة يسوع: «دمه علينا وعلى أولادنا». وتطورت البلاغة المسيحية والكراهية تجاه اليهود في [[العصر الرسولي|السنوات الأولى للمسيحية]] وتم تعزيزها من خلال الاعتقاد بأن اليهود قد قتلوا يسوع وازدادت إجراءات معادية لليهود على مدى القرون التالية. تضمنت الإجراءات التي اتخذها المسيحيون ضد اليهود أعمال النبذ والإذلال والعنف والقتل الذي بلغ ذروته خلال [[الهولوكوست]].<ref name=HarriesAfter>Richard Harries. After the evil: Christianity and Judaism in the shadow of the Holocaust. Oxford University Press, 2003. {{ردمك|978-0199263134}}</ref>{{صفحات مرجع|21}}<ref name=Kung>Hans Küng. On Being a Christian. Doubleday, Garden City NY, 1976 {{ردمك|978-0385027120}}</ref>{{صفحات مرجع|169}} حيث وعلى الرغم من أن [[نازية|النازية]] لم تكن ظاهرة مسيحية ولم تكن نتيجة «حتمية للمسيحية»، فقد شارك عدد من المسيحيين مع النازيين أو كانوا متعاطفين معهم.<ref name=Dawidowicz>Lucy Dawidowicz ''The War Against the Jews, 1933-1945''. First published 1975; this Bantam edition 1986, p.23. {{ردمك|0-553-34532-X}}</ref> وعلى الجانب الآخر احتج عدد من المسيحيون ضد الفظائع النازية، حيث كان [[الحزب النازي]] معروفًا [[اضطهاد المسيحيين|بإضطهاده للكنائس المسيحية]]؛ مثل [[بروتستانتية|الكنيسة البروتستانتية]] المعترف بها و[[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية]]،<ref>Gill, Anton (1994). An Honourable Defeat; A History of the German Resistance to Hitler. Heinemann Mandarin. 1995 paperback {{ردمك|978-0-434-29276-9}}; p.57</ref> وكذلك [[جمعية الأصدقاء الدينية|الكويكرز]] و[[شهود يهوه]]، حيث ساعدوا وأنقذوا اليهود الذين كانوا مستهدفين من قبل النظام المعادي للأديان.<ref name="Gottfried2001">{{استشهاد بكتاب|الأخير=Gottfried|الأول=Ted|عنوان=Heroes of the Holocaust|مسار=https://books.google.com/books?id=sdKyZVcVmuQC&pg=PA25|تاريخ الوصول=14 January 2017|سنة=2001|ناشر=Twenty-First Century Books|isbn=9780761317173|صفحات=24–25|اقتباس=Some groups that are known to have helped Jews were religious in nature. One of these was the Confessing Church, a Protestant denomination formed in May 1934, the year after Hitler became chancellor of Germany. One of its goals was to repeal the Nazi law "which required that the civil service would be purged of all those who were either Jewish or of partly Jewish descent." Another was to help those "who suffered through repressive laws, or violence." About 7,000 of the 17,000 Protestant clergy in Germany joined the Confessing Church. Much of their work has one unrecognized, but two who will never forget them are Max Krakauer and his wife. Sheltered in sixty-six houses and helped by more than eighty individuals who belonged to the Confessing Church, they owe them their lives. German Catholic churches went out of their way to protect Catholics of Jewish ancestry. More inclusive was the principled stand taken by Catholic Bishop Clemens Count von Galen of Munster. He publicly denounced the Nazi slaughter of Jews and actually succeeded in having the problem halted for a short time. ... Members of the Society of Friends—German Quakers working with organizations of Friends from other countries—were particularly successful in rescuing Jews. ... Jehovah's Witnesses, themselves targeted for concentration camps, also provided help to Jews.| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200312161138/https://books.google.com/books?id=sdKyZVcVmuQC&pg=PA25 | تاريخ أرشيف = 12 مارس 2020 }}</ref>

وقد عززت معاداة السامية في [[التأثير الحضاري للمسيحية|الثقافة المسيحية]] من خلال العديد من العوامل بما في ذلك الاختلافات اللاهوتية، والمنافسة بين [[كنيسة|الكنيسة]] و[[كنيس|الكنيس]]، والحركات المسيحية [[تحويل اليهود|لتنصير اليهود]]،<ref>{{استشهاد بكتاب |مؤلف=Nancy Calvert Koyzis |عنوان=Paul, monotheism and the people of God : the significance of Abraham traditions for early Judaism and Christianity
|سنة=2004 |ناشر=Continuum International Publishing Group |isbn=0-567-08378-0
|مسار=https://books.google.com/books?id=FsDxt4E_4UMC&pg=PA119&lpg=PA119&dq=judaism+proselytization| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20160427212540/https://books.google.com/books?id=FsDxt4E_4UMC&pg=PA119&lpg=PA119&dq=judaism+proselytization | تاريخ أرشيف = 27 أبريل 2016 }}</ref> والتي كانت مدفوعة من [[الإرسالية الكبرى]]، وسوء فهم المعتقدات والممارسات اليهودية، والعداء اليهودي المتصوَّر [[معاداة المسيحية|تجاه المسيحيين]]. وقد تعززت هذه المواقف في الوعظ المسيحي والفن والتعليم الشعبي لمدة ألفي سنة، والتي تحتوي كانت على ازدراء لليهود،<ref name=JCPSHorst>Jerusalem Center for Public Affairs. May 5, 2009. [https://jcpa.org/article/the-origins-of-christian-anti-semitism/ The Origins of Christian Anti-Semitism: Interview with Pieter van der Horst] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180726170352/http://jcpa.org/article/the-origins-of-christian-anti-semitism/ |date=26 يوليو 2018}}</ref> وكذلك القوانين التي تم تصميمها لإذلال اليهود ووصمهم.

لقد تم وصف معاداة السامية الحديثة على أنها في المقام الأول كراهية ضد اليهود كعرق وإثنية مع تعبيره الحديث المتأصل في النظريات العنصرية في [[القرن 18|القرن الثامن عشر]]، في حين يوصف المعاداة لليهود بأنه عداء للدين اليهودي، ولكن في [[مسيحية غربية|المسيحية الغربية]] تم دمجها بفعالية في [[معاداة السامية]] خلال [[القرن 12|القرن الثاني عشر]].<ref name=HarriesAfter/>{{صفحات مرجع|16}} ناقش بعض الباحثين كيف لعبت اللاسامية المسيحية بشكل غير مباشر دورًا في الرايخ النازي الثالث، و[[الحرب العالمية الثانية]] والمحرقة. ودفعت المحرقة الكثيرين داخل المسيحية إلى التفكير في العلاقة بين اللاهوت المسيحي، والممارسات، والإبادة الجماعية.<ref name="Susannah_Heschel_2008">Heschel, Susannah, [https://books.google.com/books?id=fiCJeNJIhoAC&dq The Aryan Jesus: Christian theologians and the Bible in Nazi Germany], p. 20, Princeton University Press, 2008 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160505040113/https://books.google.com/books?id=fiCJeNJIhoAC&dq |date=5 مايو 2016}}</ref>

بحسب دراسة قام بها [[رابطة مكافحة التشهير]] عام 2014 وجدت أن 24% من المسيحيين في العالم يملكون معتقدات [[معاداة السامية|معادية للسامية]]، بالمقارنة مع 49% من [[مسلم|المسلمين]] وحوالي 21% من [[لادينية|اللادينيين]]. ووجدت الدراسة أن [[مسيحيون|المسيحيين]] في [[كاثوليكية|البلدان الكاثوليكية]] و[[الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية|الأرثوذكسية الشرقية]] أكثر احتمالاً لإيواء آراء معادية للسامية من تلك في البلدان [[بروتستانتية|البروتستانتية]]. وبحسب الدراسة كان [[المسيحية في لبنان|مسيحيي لبنان]] أكثر مسيحيي العالم ممن شملهم الاستطلاع معاداة للسامية مع 75% منهم يملكون معتقدات [[معاداة السامية|معادية للسامية]]، يليهم [[المسيحية في اليونان|مسيحيي اليونان]] (67%) و[[المسيحية في كوريا الجنوبية|مسحيي كوريا الجنوبية]] (60%)، في حين كان [[المسيحية في هولندا|مسيحيي هولندا]] أقل مسيحيي العالم ممن شملهم الاستطلاع معاداة للسامية مع 3% منهم يملكون معتقدات [[معاداة السامية|معادية للسامية]]، يليهم [[المسيحية في الفلبين|مسيحيي الفلبيين]] (3%) و[[المسيحية في السويد|مسيحيي السويد]] (4%) و[[المسيحية في المملكة المتحدة|مسيحيي المملكة المتحدة]] (6%).<ref>[http://global100.adl.org/ الستقصاء رابطة مكافحة التشهير حول معادة السامية] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20181013190422/http://global100.adl.org/ |date=13 أكتوبر 2018}}</ref>

== تاريخ ==
[[ملف:Petrus alphonsi dialogues.jpg|يسار|200بك|تصغير|مخطوطة بلجيكية تَوضيحية مِن القرن الثالث عشر لِحوار بين اليهودي "موسى" (في قبعة يهودية مُدببة) والمسيحي بيتروس ألفونسي.]]
العلاقة بين [[اليهودية|الديانة اليهودية]] و[[المسيحية]] معقدة ومتشعبة، فالمسيحية نشأت وأخذت مفاهيمها الأولية من بيئة يهودية صرفة؛<ref name="مولد تلقائيا2" /> أما عن العلاقة الإنسانية بين الطرفين فقد اتسمت بالتقلب: بدأت مع اضطهاد اليهود للمسيحيين منذ أيام [[يسوع]]،{{شواهد الكتاب المقدس|يوحنا|22/9}} ودورهم في صلبه،{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|2/22}} ثم يذكر [[أعمال الرسل|سفر أعمال الرسل]] اضطهاد اليهود للمسيحيين،{{شواهد الكتاب المقدس|أعمال|1/8-3}} ولاحقًا قام [[ذو نواس]] اليهودي بقتل مئات الألوف من المسيحيين في [[اليمن]] حسب بعض الباحثين،<ref>[http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/20.htm كيف تطورت العلاقة بين اليهود والنصارى من العداوة إلى الصداقة؟] صيد الفوائد، 29 أيلول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170708003255/http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/20.htm |date=08 يوليو 2017}}</ref> لكنه وبدءًا من [[القرن 4|القرن الرابع]] أخذت المسيحية باضطهاد اليهودية، فطرد اليهود أولاً من [[الإسكندرية]] وعاشوا خلال [[الإمبراطورية البيزنطية]] خارج المدن الكبرى، وفرض عليهم بدءًا من [[القرن 11|القرن الحادي عشر]] التخصص بمهن معينة؛ ثم صدر عام [[1492]] مرسوم طردهم من [[إسبانيا]] في حال عدم اعتناقهم المسيحية، الأمر الذي كان فاتحة طرد اليهود من [[أوروبا]] برمتها: فطردوا من [[فيينا]] سنة [[1441]] و[[بافاريا]] [[1442]] و[[بروجة|بروجيا]] [[1485]] و[[ميلانو]] [[1489]] ومن [[تسكانة|توسكانا]] [[1494]]، وأخذوا يتجهون نحو [[بولندا]] و[[روسيا]] و[[الدولة العثمانية|الإمبراطورية العثمانية]]،<ref>النزعات الأصولية، مرجع سابق، ص.22</ref> ورغم تحسن أوضاع [[يهود|اليهود]] مع استقلال [[هولندا]] [[ليبرالية|الليبرالية]] وقيام [[الثورة الفرنسية]] لكن [[القرن 18|القرن الثامن عشر]] حمل الكثير من [[معاداة السامية]] لليهود،<ref>النزعات الأصولية، مرجع سابق، ص.41</ref> ولا يمكن تحميل السلطات المسيحية أو الكنيسة مسؤولية جميع هذه المجازر، بيد أنها تقع على عاتق الحكومات والدول المسيحية.

=== موقف الكنيسة ===
صدر المرسوم الأول في عام [[1120]] من قبل البابا [[كاليستوس الثاني|كاليكستوس الثاني]] والذي كان يهدف إلى حماية اليهود. كان الدافع وراء إصدار المرسوم [[الحملة الصليبية الأولى]]، حيث تم ذبح أكثر من خمسة آلاف يهودي في [[أوروبا]]. وقد استخدم البابا [[غريغوري الأول]] في كلمة موجهة إلى أسقف [[نابولي]]، كلمة ([[اللغة اللاتينية|باللاتينية]]: ''Judæis''، [[نقحرة]]: ''جوديوس'') والتي تعني «بالنسبة لليهود». وفي ذلك الوقت أكد البابا [[غريغوري الأول]] ([[590]]-[[604]]) أن اليهود يحق لهم «التمتع بحريتهم المشروعة».<ref name="thurstonCE">[[Herbert Thurston|Thurston, Herbert]] (1912). [https://www.newadvent.org/cathen/14761a.htm "History of Toleration"] in ''The Catholic Encyclopedia''. Vol. 14. New York: Robert Appleton Company. Accessed 12 July 2013. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180717064735/http://www.newadvent.org/cathen/14761a.htm |date=17 يوليو 2018}}</ref>
صدر المرسوم الأول في عام [[1120]] من قبل البابا [[كاليستوس الثاني|كاليكستوس الثاني]] والذي كان يهدف إلى حماية اليهود. كان الدافع وراء إصدار المرسوم [[الحملة الصليبية الأولى]]، حيث تم ذبح أكثر من خمسة آلاف يهودي في [[أوروبا]]. وقد استخدم البابا [[غريغوري الأول]] في كلمة موجهة إلى أسقف [[نابولي]]، كلمة ([[اللغة اللاتينية|باللاتينية]]: ''Judæis''، [[نقحرة]]: ''جوديوس'') والتي تعني «بالنسبة لليهود». وفي ذلك الوقت أكد البابا [[غريغوري الأول]] ([[590]]-[[604]]) أن اليهود يحق لهم «التمتع بحريتهم المشروعة».<ref name="thurstonCE" />

وأكد مرسوم حماية اليهود من قبل العديد من الباباوات بما في ذلك [[البابا ألكسندر الثالث]]، و[[سلستين الثالث]] ([[1191]]-[[1198]])، و[[إينوسنت الثالث]] ([[1199]])، و[[هونريوس الثالث]] ([[1216]])، و[[غريغوري التاسع]] ([[1235]])، و[[إنوسنت الرابع]] ([[1246]])، و[[ألكسندر الرابع]] ([[1255]])، و[[أوربان الرابع]] ([[1262]]) و[[البابا غريغوري العاشر|غريغوري العاشر]] (عام [[1272]] وعام [[1274]])، و[[نيكولا الثالث]]، و[[مارتين الرابع]] ([[1281]])، و[[هونيروس الرابع]] ([[1285]]-[[1287]])، و[[نقولا الرابع]] ([[1288]]-[[1292]])، وكليمنت السادس ([[1348]])، و[[أوربان الخامس]] ([[1365]])، و[[بونيفاس التاسع]] ([[1389]])، و[[مارتن الخامس]] ([[1422]]) و[[نقولا الخامس]] ([[1447]]).<ref>Deutsch, Gotthard; Jacobs, Joseph (1906). [http://www.jewishencyclopedia.com/articles/12273-popes-the "The Popes"] in ''The Jewish Encyclopedia'', KTAV Publishing, New York. Accessed 12 July 2013. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20111014002916/http://jewishencyclopedia.com/view.jsp?artid=438&letter=P |date=14 أكتوبر 2011}}</ref><ref>Simonsohn, Shlomo (1988). ''The Apostolic See and the Jews, Documents: 492-1404''. Pontifical Institute of Mediaeval Studies, pp. 68, 143, 211, 242, 245-246, 249, 254, 260, 265, 396, 430, 507.</ref> ومنع المرسوم البابوي المسيحيين إجبار اليهود على التحول إلى المسيحية، وإيذاء اليهود، وأخذ ممتلكاتهم، وإزعاجهم خلال الاحتفال بأعيادهم، ومن التدخل في مقابرهم. وتم فرض عقوبة [[حرمان كنسي|الحرمان الكنسي]] على المسيحيين الذين يقومون بمضايقة اليهود. ولم يكن مرسوم عام 1120 أول تعبير بابوي ضد سوء معاملة اليهود. في عام [[1065]]، على سبيل المثال، كتب [[ألكسندر الثاني (بابا)|البابا الكسندر الثاني]] لكل من الفيكونت ناربون، وأسقف مدينة [[أربونة]]، رسالة مشيداً لهم لأنهما منعا مذبحة ضد اليهود في منطقتهم، وقام بتذكيرهم بأن الله لا يوافق على سفك الدم. وفي عام [[1065]] أيضاً، قام [[ألكسندر الثاني (بابا)|البابا الكسندر الثاني]] بتنبيه ألكساندر لاندولف السادس من بينيفنتو «أن تحويل اليهود لا يمكن أن يكون بالقوة».<ref>Simonsohn, pp 35–37.</ref>

منذ وقت مبكر من [[العصور الوسطى]]، أيدت [[الكنيسة المسيحية]] ''[[البيان الرسمي حول اليهود]]'' ([[اللغة اللاتينية|باللاتينيَّة]]:Constitution pro Judæis) والذي نص على:

{{اقتباس خاص|''يُعلن المرسوم بأنه لا يجوز لأي مسيحي استخدام العنف لإجبارهم -اليهود- على [[معمودية|المعمودية]]، طالما أنه يرفض أو لا يريد. ... بدون حكم السلطة السياسيَّة على الأرض، لا يجوز لأي مسيحي جَرح أي يهودي أو قتله أو سلب أمواله أو تغيير العادات الجيدة التي كان يتمتع فيها حتى الآن في المكان الذي يعيش فيه.''| 25px|25px|البيان الرسمي حول اليهود<ref name="BaskinSeeskin2010">{{استشهاد بكتاب|مؤلف-الأخير1=Baskin|مؤلف-الأول1=Judith R.|مؤلف-الأخير2=Seeskin|مؤلف-الأول2=Kenneth|عنوان=The Cambridge Guide to Jewish History, Religion, and Culture|مسار=https://archive.org/details/cambridgeguideto0000unse_x8r8|تاريخ الوصول=14 January 2017|تاريخ=12 July 2010|ناشر=Cambridge University Press|isbn=9780521869607|صفحة=[https://archive.org/details/cambridgeguideto0000unse_x8r8/page/120 120]}}</ref>}}

=== العصور الحديثة ===
تبنت [[جمهورية هولندا]] إثر استقلالها عن [[إسبانيا]]، المذهب البروتستانتي [[كالفينية|الكالفيني]] كمذهب رسمي وتبنت نظامًا [[ليبرالية|ليبراليًا]] ما جعلها بنوع خاص موئلاً لمختلف الأقليات المضطهدة خصوصًا [[يهود|اليهود]].<ref>النزعات الأصولية، مرجع سابق، ص. 34 - 35</ref> وعلى خلفية المبادئ المعادية لليهود في [[الكنيسة الروسية الأرثوذكسية]]،<ref name=Beller>Steven Beller (2007) Antisemitism: A Very Short Introduction. Oxford University Press 2007.
{{ردمك|978-0192892775}}</ref>{{صفحات مرجع|14}} إتبعت [[الإمبراطورية الروسية]] سياسات مييزية تجاه اليهود تكثفت عندما أدى [[تقاسم بولندا|تقسيم بولندا]] في [[القرن 18|القرن الثامن عشر]]، ونظرًا لِأنَّ اليهود كانوا يعيشون في مُجتمعاتٍ شبه مُنغلقة ويتبعون أساليب حياةٍ مُختلفة عن أساليب حياة الروس المسيحيين، فكانت خلفيتهم الثقافيَّة وديانتهم وعاداتهم وتقاليدهم مُختلفة عن خلفيَّة سائر الشعب. وتخوَّفت [[كاترين الثانية]] وحاشيتها من هجرة اليهود من المناطق التي يقطنوها بعد أن ضُمَّت إلى روسيا إلى المناطق الوُسطى من الإمبراطوريَّة ذات الغالبيَّة المسيحيَّة، بناءً على هذا، أصدرت كاترين الثانية أمرًا بِإنشاء إقليمًا خاصًا لِسُكنى اليهود سنة 1791م، بحيثُ لا يُسمح لهم بِمُغادرته والسكن خارجه إلَّا لو تنصروا واعتنقوا المذهب الأرثوذكسي، وضمَّ ذلك الإقليم جميع المُقاطعات البولونيَّة التي كان يسكُنها اليهود قبل ضمِّها إلى روسيا، إلى جانب مناطق السُهوب القريبة من سواحل البحر الأسود.<ref>''[[:ru:Каменский, Александр Борисович|Каменский А. Б.]]'' [http://his.1september.ru/article.php?ID=200400307 «Царство разума» и «еврейский вопрос»: Как Екатерина Вторая вводила черту оседлости в Российской империи] // История. — 2004. — № 3. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160304125348/http://his.1september.ru/article.php?ID=200400307 |date=04 مارس 2016}}</ref> وأخذت العلاقة تتحسن بين اليهود و[[بروتستانتية|الطوائف البروتستانتية]] في [[القرن 19|القرن التاسع عشر]] ومن ثم [[القرن 20|القرن العشرين]] وتوّج هذا التحسن بنشوء [[صهيونية مسيحية|الصهيونية المسيحية]] في [[الولايات المتحدة|الولايات المتحدة الأمريكية]] ودعمهما لقيام [[إسرائيل]] لأسباب دينية؛<ref>[https://isteve.blogspot.com/2009/10/episcopalians-v-jews-on-iq.html Episcopalians v. Jews on IQ (بالإنجليزية)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180105081808/https://isteve.blogspot.com/2009/10/episcopalians-v-jews-on-iq.html |date=05 يناير 2018}}</ref> وقد نشأت [[صهيونية مسيحية|المسيحية الصهيونية]] في [[إنجلترا]] في القرن السابع عشر، حيث تم ربطها بالسياسة لا سيما بتصور قيام [[دولة يهودية وديمقراطية|دولة يهودية]] حسب ما يروه لنبوءة [[الكتاب المقدس]]، ومع بدء الهجرات الواسعة إلى [[الولايات المتحدة]] أخذت الحركة أبعادا سياسية واضحة وثابتة، كما أخذت بعدا دوليا يتمثل في تقديم الدعم الكامل للشعب اليهودي في [[فلسطين]].

أستحوذت [[قضية مروتارا]] وهي قضية رأي عام على اهتمام الكثير في [[أوروبا]] و[[الولايات المتحدة]] في سنوات [[1850]] و[[1860]]. دارت أحداث القضية في [[الدولة البابوية]] حيث تم أخذ الطفل اليهودي ادجارد مروتارا البالغ من العمرة ست سنوات من حضن عائلته [[اليهودية]] في مدينة [[بولونيا (توضيح)|بولونيا]]، عقب شهادة المربية أنها أجرت له [[معمودية]] عندما كان مريضًا وهو رضيع.{{sfn|Hearder|2013|pp=287–288}} وعلى خلفية [[قانون كنسي|القانون الكنسي]] الذي يقول أن الأطفال المعمدين الكاثوليك يجب تربيتهم في أحضان أسرة كاثوليكية ليحظى تربية كاثوليكية، قامت الشرطة البابوية بنقل الطفل إلى روما تحت حماية البابا [[بيوس التاسع]]، والذي رفض النداءات اليائسة لوالدين الطفل لعودته. عندما بلغ الطفل اليهودي ادجارد مروتارا أصبح في نهاية المطاف كاهن كاثوليكي وعمل في التبشير بين اليهود.{{sfn|Kertzer|1998|pp=x–xi}} أثارت القضية حفيظة الأوساط الليبرالية المحلية والدولية ضد سياسة [[الدولة البابوية]] والتي ساهمت في سقوطها عقب [[توحيد إيطاليا]].

كانت حركة [[نازية|النازية]] و[[ألمانيا النازية|الرايخ الثالث]] معادية للدين و[[معاداة المسيحية|معادية للمسيحية]]،<ref>Steigmann-Gall 2007,</ref><ref name="Koehne">Koehne, Samuel, [https://www.abc.net.au/religion/hitlers-faith-the-debate-over-nazism-and-religion/10100614 Hitler's faith: The debate over Nazism and religion], ABC Religion and Ethics, 18 Apr. 2012 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170806134752/http://www.abc.net.au/religion/articles/2012/04/18/3480312.htm |date=06 أغسطس 2017}}</ref><ref name="Conway-3">Conway 1968</ref> ونظرت للأخلاق المسيحية في ازدراء لأنها تتعارض مع وجهة نظرة النازية وهي «البقاء للأصلح».{{Sfn|Bullock|1999|pp=385, 389}} كما قام النظام النازي في [[اضطهاد الكنيسة الكاثوليكية على يد النازية|اضطهاد الكنيسة الكاثوليكية]] وسجن القساوسة ومصادرة أملاك الكنائس والأديرة.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://org.law.rutgers.edu/publications/law-religion/articles/RJLR_3_1_2.pdf|تنسيق=PDF|عمل=[[جامعة روتجرز]]|عنوان=The Nazi's persecution of religion as a war crime: The OSS's response within the Nuremberg Trials Process|مؤلف=Claire, Hulme|مؤلف2=Salter, Michael| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20120722094429/http://org.law.rutgers.edu/publications/law-religion/articles/RJLR_3_1_2.pdf | تاريخ أرشيف = 22 يوليو 2012 }}</ref> ولكن وفقاً للاهوتي [[هانس كونج]] «إن مناهضة اليهودية النازية كانت من عمل مجرمين لادينيين ومعادين للمسيحية. ولكن لم يكن ممكناً بدون ما يقرب من ألفي عام من التاريخ المعاصر لمناهضة اليهودية» المسيحية"...".<ref name=Kung />{{صفحات مرجع|169}} وتم إصدار وثيقة من قبل أكثر من 220 من الحاخامات ومفكرين من جميع فروع اليهودية في عام 2000 كبيان حول العلاقات اليهودية المسيحية ونصت الوثيقة أن المسيحية كديانة غير مسؤولة عن [[نازية|النازية]] أو [[الهولوكوست]]، حيث تنص الوثيقة «لم تكن النازية ظاهرة مسيحية. لكن من بدون التاريخ الطويل للمسيحية المعادية لليهودية والعنف المسيحي ضد اليهود، لم يكن بإمكان الأيديولوجية النازية الإستيلاء على الحكم. لقد شارك الكثير من المسيحيين مع النازيين أو كانوا متعاطفين معهم. ولم يرتكب مسيحيون آخرون احتجاجًا كافٍ ضد هذه الفظائع، لكن النازية نفسها لم تكن نتيجة حتمية للمسيحية».<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://advocacy.ou.org:443/ |عنوان=Statement by Dr. David Berger Regarding Dabru Emet Ad – September 14, 2000 – OU/IPA Interactive Center at |ناشر=Ou.org |تاريخ=2000-09-14 |تاريخ الوصول=2009-07-30| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20110606072732/http://www.ou.org/public/statements/2000/betty25.htm | تاريخ أرشيف = 6 يونيو 2011 }}</ref> خلال [[الهولوكوست]] كانت الكنيسة البروتستانتية المعترف بها، أول جماعة معارضة مسيحية ضد النازية وذلك في في عام [[1934]]. تلاها أدانة الكنيسة الكاثوليكية رسمياً النظرية النازية للعنصرية في ألمانيا في عام [[1937]] مع المرسوم الكنسي «بقلق شديد»، والذي وقعه البابا [[بيوس الحادي عشر]]، وقاد الكاردينال مايكل فون فولهابر المعارضة الكاثوليكية ضد النازية، التي دعت إلى مناهضة العنصرية ومعاداة اليهودية. وأصدر البابا [[بيوس الحادي عشر]]، عام [[1937]]، منشور وأدان الأيديولوجية النازية، وبحسب الباحثين يعتبر «أول وثيقة رسمية رسمية كبيرة تجرؤ على مواجهة وانتقاد النازية» و«واحدة من أعظم الإدانات الصادرة عن الفاتيكان على الإطلاق».<ref>Bokenkotter, pp. 389–392, quote "And when Hitler showed increasing belligerence toward the Church, Pius met the challenge with a decisiveness that astonished the world. His encyclical ''Mit brennender Sorge'' was the 'first great official public document to dare to confront and criticize Nazism' and 'one of the greatest such condemnations ever issued by the Vatican.' Smuggled into Germany, it was read from all the Catholic pulpits on Palm Sunday in March 1937. It denounced the Nazi "myth of blood and soil" and decried its neopaganism. The Nazis retaliated by closing and sealing all the presses that had printed it and took numerous vindictive measures against the Church, including staging a long series of immorality trials of Catholic clergy."</ref> أعتبر البعض البابا [[بيوس الثاني عشر]] مثيرًا للجدل موقفه من [[الهولوكوست|الهولوكست]] مقابل من اتهمه «بالصمت أمام إبادة اليهود في العالم»، بالمقابل أشاد المجتمع اليهودي في [[روما]] بجهود البابا بحماية اليهود،<ref>Bokenkotter, Thomas (2004). A Concise History of the Catholic Church. Doubleday. pp. 480–481, quote: "A recent article by American rabbi, David G. Dalin, challenges this judgment. He calls making Pius XII a target of moral outrage a failure of historical understanding, and he thinks Jews should reject any 'attempt to usurp the Holocaust' for the partisan purposes at work in this debate. Dalin surmises that well-known Jews such as Albert Einstein, Golda Meir, Moshe Sharett, and Rabbi Isaac Herzog would likely have been shocked at these attacks on Pope Pius. ... Dalin points out that Rabbi Herzog, the chief rabbi of Israel, sent a message in February 1944 declaring 'the people of Israel will never forget what His Holiness ... (is) doing for our unfortunate brothers and sisters in the most tragic hour of our history.'" Dalin cites these tributes as recognition of the work of the Holy See in saving hundreds of thousands of Jews."</ref> وقد أجرى المؤرخ الإسرائيلي بينكاس لبيد مقابلة مع الناجين من الحرب، وخلص إلى أن [[بيوس الثاني عشر]] «كان له دور أساسي في إنقاذ 700,000 يهودي على الأقل، ولكن ربما يصل الرقم إلى 860,000 يهودي تم انقاذهم من الموت المؤكد بين أيدي النازيين».<ref>{{harvp|Lapide|1967}} cited in {{harvp|Dalin|2005|p=11}}</ref> وأشاد القادة اليهود لعمل [[بيوس الثاني عشر]] في إنقاذ الآلاف من اليهود، من بينهم العالم [[ألبرت أينشتاين]]، و[[جولدا مائير|غولدا مئير]]، و[[موشيه شاريت]]، والحاخام الأكبر اسحق هليفي هيرزوغ.<ref>{{استشهاد ويب |الأول=David, Rabbi |الأخير=Dalin |عنوان=A Righteous Gentile: Pope Pius XII and the Jews |وصلة مؤلف=David Dalin |ناشر=Catholic League |تاريخ=26 February 2001 |مسار=https://www.catholicleague.org/a-righteous-gentile-pope-pius-xii-and-the-jews/| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181026222507/https://www.catholicleague.org/a-righteous-gentile-pope-pius-xii-and-the-jews/ | تاريخ أرشيف = 26 أكتوبر 2018 }}</ref> وقامت [[الكنيسة البلغارية الأرثوذكسية]] بمساعدة النازحين اليهود أو على الهرب خلال [[الحرب العالمية الثانية]]، وقد رفضت الكنيسة إرسال اليهود إلى مخيمات الإبادة.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://newpol.org/content/rescue-bulgarias-jews-world-war-ii|عنوان="The Rescue of Bulgaria's Jews in World War II, by Rossen Vassilev."|عمل= Newpol.org. 2010. Web.|تاريخ الوصول=29 June 2015| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190109085003/http://newpol.org:80/content/rescue-bulgarias-jews-world-war-ii | تاريخ أرشيف = 9 يناير 2019 }}</ref><ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://bghelsinki.org/bg/campaigns/konferencija-da-opoznaem-minaloto-si|عنوان=Berenbaum, Michael. "How Are We to Understand the Role of Bulgaria."9 Apr. 2012|عمل=Past.bghelsinki.org.|تاريخ الوصول=30 June 2015| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20160305164209/http://past.bghelsinki.org/past-bhc/uploads/2012/09/04_Facing_Our_Past_-_Summary_M.Berenbaum.pdf | تاريخ أرشيف = 5 مارس 2016 }}</ref> أعتبر 12 كاهن يسوعي بشكل رسمي من شهداء الهولوكست ومن أبطال الذاكرة في [[القدس]]، لموتهم لقاء إنقاذ حياة المدنيين اليهود خلال الهولوكست. هناك عدد أكبر من الكهنة اليسوعيين الذين ساعدوا نازحين يهود أو قاموا بمساعدتهم على الهرب من ألمانيا خلال [[الحرب العالمية الثانية]]، وقد قتل النازيون 152 راهبًا وكاهنًا يسوعيًا نتيجة مقاومتهم الهولوكست بشكل غير مباشر. وحسب البعض من الباحثين أمثال جون بولارد فإنّ «النظام النازي، اعتبر الرهبنة اليسوعية من ألّد الأعداء، فلم يكن هناك من معارضة أشرس للفلسفة النازة من الرهبنة اليسوعية». خصوصًا في كلية مدينة إنسبروغ، التي اعتبرت مما قبل الحرب أحد أهم معاقل مقارعة النازية، حتى قامت السلطات بإغلاقها عام 1938، إلى جانب نفي الكثير من الرهبان وإبعادهم عن ألمانيا، مما قبل الحرب.

=== الوضع الحالي ===
غير أن علاقات اليهود مع [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] لم تتحسن حتى عهد [[بابا (توضيح)|البابا]] [[بولس السادس]] الذي برئ اليهود من تهمة لاحقتهم طويلاً وهي قتل يسوع صلبًا، وقد جاءت التبرئة استنادًا إلى [http://www.enjeel.com/bible.php?ch=23&op=read&bk=42 إنجيل لوقا 48/23] وغيره من المواضع،<ref>فيما يخص الاعتراضات على تبرئة اليهود من دم المسيح والردود عليها انظر [http://coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9MzIyOA== تبرئة اليهود من دم المسيح بقلم: الأب الدكتور يوأنس لحظي جيد للأقباط الكاثوليك] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20090315195451/http://coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9MzIyOA== |date=15 مارس 2009}}</ref> وجاء [[المجمع الفاتيكاني الثاني]] ليؤكد ما ذهب إليه البابا وطالب بعلاقات طبيعية مع اليهود:

{{اقتباس خاص|''وإن تكن سلطات اليهود وأتباعها هي التي حرضت على قتل المسيح، لا يمكن مع ذلك أن يعزى ما اقترف أثناء آلامه إلى كل اليهود اللذين كانوا يعيشون آنذاك دونما تمييز ولا إلى يهود اليوم. إن المسيح بمحبته الفائقة قدّم ذاته طوعًا للآلام والموت بسبب خطايا جميع الناس لكي يحصلوا جميعًا على الخلاص، وهذا ما تمسكت به الكنيسة ولا تزال.''| 25px|25px| [[المجمع الفاتيكاني الثاني]]|بيان في علاقات الكنيسة مع الأديان غير المسيحية<ref name="في عصرنا">انظر المجمع الفاتيكاني الثاني، [http://198.62.75.1/www1/ofm/1god/concili/vaticano-II/nostra-aetate/index.htm  في عصرنا] بيان في علاقات الكنيسة مع الأديان غير المسيحية، المادة عدد 42 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120131010135/http://198.62.75.1/www1/ofm/1god/concili/vaticano-II/nostra-aetate/index.htm |date=31 يناير 2012}}</ref>}}

غير أن هذه الدعوات لن تدخل حيّز التطبيق إلا عقب عام [[1993]] إذ تمّ تبادل التمثيل الديبلوماسي بين [[الفاتيكان]] و[[إسرائيل]]، تلاها زيارة [[بابوية كاثوليكية|البابا]] [[يوحنا بولس الثاني]] إلى [[القدس]] سنة [[2000]]؛ ورغم هذا التحسن فلا تزال بعض الخلافات قائمة في العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية وإسرائيل حول ملكية بعض المقدسات المسيحية، وبعض النصوص الطقسية التي تقرأ عادة في [[أسبوع الآلام]] تصف اليهود بأوصاف مشبوهة. وأصبح في العالم البروتستانتي شعبية لمصطلح [[التراث اليهودي المسيحي]] في الآونة الأخيرة، وهو يعني أن ثمة تراثاً مشتركاً بين [[اليهودية]] و[[المسيحية]]، وأنهما يكوِّنان كلاًّ واحداً. ويعتبر التراث اليهودي المسيحي من المكونات الرئيسية للحضارة الغربية.<ref name="Orlandis">Orlandis, ''A Short History of the Catholic Church'' (1993), preface.</ref><ref name="How The Catholic Church Built Western Civilization">[http://books.google.it/books?id=zVDR2ZePzvUC&printsec=frontcover&hl=iw#v=onepage&q&f=false How The Catholic Church Built Western Civilization] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180120070152/https://books.google.it/books?id=zVDR2ZePzvUC&printsec=frontcover&hl=iw |date=20 يناير 2018}}</ref><ref>This is one way in which Jews influenced Western civilization.</ref> لطالما يُشار في الآونة الأخيرة على نحو متزايد إلى التراث المسيحي أو اليهودي-المسيحي وارتباطه مع الهوية الثقافية في [[أوروبا]] و[[الولايات المتحدة]] و[[الحضارة الغربية]] بشكل عام؛ وذلك بسبب الطابع والجذور المسيحية وتأثير كل المسيحية واليهودية عن طريق [[العهد القديم]] على العالم الغربي و[[الحضارة الغربية]]. وتباعًا خلال عقد 1980 تنكرت الكنائس [[لوثرية|اللوثرية]] من تصريحات [[مارتن لوثر]] حول اليهود، ورفضوا استخدامها للتحريض ضد [[يهود|اليهود]] أو ضد [[اليهودية]] بأي شكل من الأشكال.<ref>''Synod deplores and disassociates itself from Luther’s negative statements about the Jewish people and the use of these statements to incite anti-Lutheran sentiment'', from a summary of [http://www.ctsfw.edu/bsmith-cts/etext/lcms/Synod/resolutions.pdf Official Missouri Synod Doctrinal Statements] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120212234557/http://www.ctsfw.edu/bsmith-cts/etext/lcms/Synod/resolutions.pdf |date=12 فبراير 2012}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref><ref>Lull, Timothy ''Martin Luther's Basic Theological Writings, Second Edition'' (2005), p. 25</ref>

أما في ما يخص الكنيسة الأرثوذكسية؛ فتاريخيًا كانت العلاقة بين الكنيسة [[الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية|الأرثوذكسية الشرقية]] واليهودية كانت جيدة بالمقارنة مع غير الطوائف المسيحية الأخرى، وبينما تقف الكنيسة الأرثوذكسية في الشرق بشدة ضد أي تحسن في العلاقات مع اليهود على خلفية [[الصراع العربي الإسرائيلي]]، أخذت مواقف هذه الكنيسة في الغرب و[[أوروبا الشرقية]] بالانفتاح. علمًا بأن معظم المسيحيين، يرفضون تحميل اليهود مسؤولية دم المسيح.<ref name="في عصرنا"/>

== المصالحة ==
{{مفصلة|المصالحة المسيحية اليهودية}}
يشير مصطلح [[المصالحة المسيحية اليهودية]] إلى الجهود التي تبذل لتحسين التفاهم والقبول من قبل [[مسيحيون|المسيحيين]] تجاه [[يهود|الشعب اليهودي]] والديانة [[اليهودية]] والقضاء على [[معاداة السامية]] ومعاداة اليهودية بين المسيحيين. وقد أحرز تقدم كبير في المصالحة في السنوات الأخيرة، ولا سيما من قبل [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]]، ومن قبل الجماعات المسيحية الأخرى أيضًا. وجهت الكنيسة الكاثوليكية في [[القرن 20|القرن العشرين]] اعتذارًا عن مآسي اليهود التي حصلت بسببها أو «بسبب تقصيرها في حمايتهم»، ثم تكاثرت التصريحات، على سبيل المثال تصريح يوحنا بولس الثاني عام 1986، الذي يعتبر جزءًا من التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية: «بالنسبة إلينا، ليست الديانة اليهودية ديانة خارجية، بل إنها تنتمي إلى قلب ديانتنا، وعلاقتنا بالديانة اليهودية مختلفة عن علاقتنا بأي دين آخر. أنتم إخوتنا الأحباء ونستطيع القول ما معناه، أنتم إخوتنا الكبار».<ref>التعليم المسيحي للشبيبة الكاثوليكية، ص.84</ref>

في [[28 أكتوبر]] [[1965]] أذاع البابا [[بولس السادس]] وثيقة المجمع الفاتيكاني الثاني بعنوان «في علاقات الكنيسة مع الديانات غير المسيحية» وتطرقت إلى اليهودية واعتبرت الأكثر إيجابية وانفتاحًا في تاريخ علاقات الكنيسة الكاثوليكية مع [[اليهودية|الديانة اليهودية]] الذين أشار إليهم المجمع الفاتيكاني الثاني بأنهم يتقاسمون مع المسيحيين «تراثًا مشتركًا حضاريًا وساميًا» ممثلاً [[العهد القديم|بالعهد القديم]]،<ref name="مجمع">[http://198.62.75.1/www1/ofm/1god/concili/vaticano-II/nostra-aetate/index.htm في عصرنا، بيان المجمع الفاتيكاني الثاني حول العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية والديانات غير المسيحية]، الموسوعة العربية المسيحية، 24 يناير 2012. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120131010135/http://198.62.75.1/www1/ofm/1god/concili/vaticano-II/nostra-aetate/index.htm |date=31 يناير 2012}}</ref> كما أقرّ ما نسب لهم من تحمل مسؤولية «دم المسيح» وذلك استنادًا إلى جملة تفاسير لاهوتية وتاريخية لنصوص الكتاب المقدس، فضلاً عن عدم الدمج بين اليهود بأسرهم و[[سنهدرين|مجلس حكماء اليهود]] و[[فريسيون|الفريسيون]] عمومًا الذين لعبوا الدور البارز في محاكمة يسوع وفق نصوص العهد الجديد، كما التقى البابا حاخام روما الأكبر وزار [[إسرائيل]] غير أنه رفض الاعتراف بها.

في عام [[1979]] زار البابا [[يوحنا بولس الثاني]] [[معسكر أوشفيتس|معتقل أوشفيتز]] الألماني في بولندا، حيث لاقى العديد من اليهود البولنديين حتفهم خلال الاحتلال النازي لبولندا في [[الحرب العالمية الثانية]].<ref name = "NationalCatholic">{{استشهاد ويب |مسار=https://legionariesofchrist.org/eng/articulos/articulo.phtml?lc=id-15265_se-91_ca-264_te-193 | مؤلف=Pentin, Edward – National Catholic Register | ناشر=Legion of Christ | عنوان=Faith and Football | تاريخ الوصول=1 January 2009| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20150512050036/http://www.legionariesofchrist.org/eng/articulos/articulo.phtml?lc=id-15265_se-91_ca-264_te-193 | تاريخ أرشيف = 12 مايو 2015 }}</ref> في عام [[1998]] أصدر البابا منشورًا بابويًا بعنوان «نحن نتذكر: تأملات في المحرقة» أوجزت تفكيره حول [[الهولوكوست|المحرقة اليهودية]]، كما كان أول بابا يقوم بزيارة بابوية رسمية [[كنيس|لكنيس]] عندما زار الكنيسة اليهودي في روما يوم [[13 أبريل]] [[1986]].<ref name="Cassidy">{{استشهاد ويب|مسار=http://www.vatican.va/roman_curia/pontifical_councils/chrstuni/documents/rc_pc_chrstuni_doc_16031998_shoah_en.html|عنوان=We Remember: ‘A Reflection on The Shoah’|الأخير=Cassidy|الأول=Cardinal Edward Idris|تاريخ=16 March 1998|ناشر=Vatican archives|تاريخ الوصول=1 January 2009| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190222123630/http://www.vatican.va:80/roman_curia/pontifical_councils/chrstuni/documents/rc_pc_chrstuni_doc_16031998_shoah_en.html | تاريخ أرشيف = 22 فبراير 2019 }}</ref><ref name="OneAnother">{{استشهاد ويب|مسار=http://www.blessingexhibit.org/|عنوان=A Blessing to One Another – Pope John Paul II & The Jewish People|ناشر=2007,2009 A Blessing to One Another |تاريخ الوصول=1 January 2009| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190115083350/http://www.blessingexhibit.org:80/ | تاريخ أرشيف = 15 يناير 2019 }}</ref> وفي عام [[1994]] أقام البابا [[يوحنا بولس الثاني]] علاقات رسمية بين [[الكرسي الرسولي]] و[[إسرائيل]] بعد [[اتفاقيات أوسلو]] التي كان من المقرر أن تفضي إلى سلام في [[الشرق الأوسط]]،<ref name="ADL">{{استشهاد ويب|مسار=http://www.adl.org/Pope/pope_intro.asp|عنوان=Pope John Paul II: ‘In His Own Words’|عمل=http://www.adl.org/|ناشر=Anti-Defamation League|تاريخ الوصول=1 January 2009| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20120929194700/http://www.adl.org/Pope/pope_intro.asp | تاريخ أرشيف = 29 سبتمبر 2012 }}</ref> ولهذه المناسبة أقام البابا حفلاً حضره حاخام روما الأكبر ورئيس جمهورية إيطاليا والناجين من المحرقة في جميع أنحاء العالم.<ref name="Fandango">{{استشهاد ويب|مسار=http://www.fandango.com/papalconcerttocommemoratetheholocaust_v204415/summary|عنوان=Papal Concert to Commemorate the Holocaust Synopsis |ناشر=2009 [http://www.fandango.com/ Fandango]|تاريخ الوصول=1 January 2009| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20090604100841/http://www.fandango.com/papalconcerttocommemoratetheholocaust_v204415/summary | تاريخ أرشيف = 4 يونيو 2009 }}</ref><ref name="Nightline">{{استشهاد بخبر|مسار=http://abcnewsstore.go.com/webapp/wcs/stores/servlet/DSIProductDisplay?catalogId=11002&storeId=20051&productId=2004330&langId=-1&categoryId=100031|عنوان=Nightline: Paying Respect|تاريخ=4 May 2005|ناشر=2005,2009 [http://abcnews.go.com/ ABCNews] Internet Ventures|تاريخ الوصول=1 January 2009| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180315134117/http://abcnewsstore.go.com/webapp/wcs/stores/servlet/DSIProductDisplay?catalogId=11002&storeId=20051&productId=2004330&langId=-1&categoryId=100031 | تاريخ أرشيف = 15 مارس 2018 | وصلة مكسورة = yes }}</ref> خلال زيارته إسرائيل عام [[2000]] زار البابا نصب ياد فاشيم، وهو النصب التذكاري للمحرقة اليهودية في إسرائيل، كما أنه زار [[حائط البراق|حائط المبكى]] الذي يعتبر واحدًا من أقدس المواقع في [[اليهودية|الديانة اليهودية]]، ووضع هناك - حسب العادات اليهودية - رسالة دعا خلالها للصفح عن الإجراءات التي تمت ضد اليهود. في [[يناير]] [[2005]] أصبح البابا أول حبر أعظم ينال بركة من [[حاخام]] أثناء زيارة الحاخام بنيامين بليش للقصر الرسولي.<ref name="BBCIsrael">{{استشهاد بخبر|مسار=http://news.bbc.co.uk/onthisday/hi/dates/stories/march/26/newsid_4168000/4168803.stm|عنوان=2000: Pope prays for Holocaust forgiveness|تاريخ=26 March 2000|عمل=BBC News |تاريخ الوصول=1 January 2009| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170419063304/http://news.bbc.co.uk/onthisday/hi/dates/stories/march/26/newsid_4168000/4168803.stm | تاريخ أرشيف = 19 أبريل 2017 }}</ref> ومباشرة بعد وفاته، أصدرت جمعية آي.دي.إل اليهودية بيانًا قالت فيه أن البابا [[يوحنا بولس الثاني]] قد أحدث ثورة في العلاقات الكاثوليكية اليهودية، وقالت التحسينات التي وقعت خلال ثمانية وعشرين عامًا من باباويته لم تحصل خلال ألفي عام من قبل.<ref name="ADL2">{{استشهاد ويب|مسار=http://www.aijac.org.au/updates/Apr-05/040405.html#Article%202|عنوان=Pope John Paul II: ‘An Appreciation: A Visionary Remembered’|الأخير=Jacobson|الأول=Kenneth|تاريخ=2 April 2005|ناشر=Anti-Defamation League|تاريخ الوصول=1 January 2009| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20070904155150/http://aijac.org.au/updates/Apr-05/040405.html | تاريخ أرشيف = 4 سبتمبر 2007 }}</ref>

كان لل[[البابا فرنسيس|بابا فرنسيس]]، منذ أن كان رئيسًا للأساقفة، علاقات وثيقة مع اليهود في الأرجنتين، وقد حضر صلوات يهودية في كنيس بيونس آيرس عام 2007 <ref name="jta">[https://www.jta.org/news/article/2013/03/13/3121966/new-pope-francis-i-is-argentinian-cardinal-jorge-maria-bergoglio "New Pope, Jorge Mario Bergoglio of Argentina, has Jewish connections,"] JTA, 13 March 2013. Retrieved 14 March 2013 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20130510160024/http://www.jta.org/news/article/2013/03/13/3121966/new-pope-francis-i-is-argentinian-cardinal-jorge-maria-bergoglio |date=10 مايو 2013}}</ref>، حيث قال خلال زيارته "أنا حاج معكم، أيها الإخوة الأكبر" "<ref name="jta"/> وهي العبارة التي أطلقها يوحنا بولس الثاني عام 1987 في وصف اليهود. في عام 1994 وبعد تفجير بيونس آيرس الذي استهدف مقر إحدى الجمعيات اليهودية وأفضى إلى مقتل 85 شخصًا، كان البابا أول شخصية عامة توقع على عريضة إدانة الهجوم والدعوة لتحقيق العدالة. العديد من القيادات اليهودية في جميع أنحاء العالم، وليس فقط في الأرجنتين، عبّرت عن شكرها "لمستوى التضامن العالي مع المجتمع اليهودي في الأرجنتين" في أعقاب هذا الهجوم.<ref name="jta"/> كذلك، فقد تعاون [[البابا فرنسيس]] خلال رئاسته الأساقفة في بيونس آير مع الرئيس السابق للمؤتمر اليهودي العالمي، إسرائيل سنغر، خلال بداية العام 2000 في توزيع المساعدات لفقراء المجتمع، كجزء من برنامج مشترك بين اليهود والكاثوليك؛ وقد عبّر سنغر عن إعجابه بتواضع برجوليو. وقد شملت خطوات البابا الأخرى العديدة من دعم المجتمع اليهودي، استضافته في كاتدرائية بيونس آيرس الكبرى، للنصب التذكاري ضمن احتفالات [[ليلة البلور]] اليهودية التي تعتبر من ذكريات [[الهولوكوست|الهولوكست]]. وكان منأول أعماله، أو كتب رئالسة إلى حاخام روما دعاه فيها لحضور قداس التنصيب الحبري.<ref>[https://www.adnkronos.com/AKI/Arabic/Religion/?id=3.1.4281675037 البابا فرنسيس يأمل بتعزيز العلاقات بين الكاثوليك واليهود]، آكي، 3 أبريل 2013. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160304140424/http://www1.adnkronos.com/AKI/Arabic/Religion/?id=3.1.4281675037 |date=04 مارس 2016}}</ref><ref>[https://zenit.org/ar/articles/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AE%D8%A7%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%B2%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%A7-%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%B3-%D8%B3%D9%8A%D8%B9%D9%85%D9%84-%D8%AC%D8%A7%D9%87%D8%AF%D8%A7-%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%AB%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9 البابا فرنسيس سيعمل جاهدًا لتعزيز العلاقات اليهودية الكاثوليكية]، زينت، 3 أبريل 2013. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200323211023/https://ar.zenit.org/articles/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AE%D8%A7%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%B2%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%A7-%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%B3-%D8%B3%D9%8A%D8%B9%D9%85%D9%84-%D8%AC%D8%A7%D9%87%D8%AF%D8%A7-%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%AB%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9 |date=23 مارس 2020}}</ref>

== معاداة اليهودية ==
بحسب عدد من المسيحيين لا تعتبر معاداة اليهودية مساوية لمعادية السامية أو [[معاداة السامية|كراهية اليهود]]، حيث تعتبر معاداة اليهودية وفقاً لهم اختلاف لأناس مخلصين دينياً مع معتقدات الديانة اليهودية، بينما معاداة السامية هي حالة عاطفية أو كراهية لا تستهدف الدين تحديدًا. وفي ظل هذا النهج، لا تعتبر معاداة اليهودية جزء من معاداة السامية لأنها ترفض فقط الأفكار الدينية اليهودية ولا تتضمن عداءً فعليًا للشعب اليهودي. ويرى آخرون أن مناهضة اليهودية هي رفض أو اعتراض على المعتقدات والممارسات بسبب مصدرها في الديانة اليهودية ولا تتضمن كراهية مرتبطة بالشعب اليهودي.

الموقف من أن ّ«اللاهوت المسيحية المناهض لليهودية هي ظاهرة مختلفة عن معاداة السامية الحديثة، ة المتجذرة في الفكر الاقتصادي والعنصري، بحيث لا تكون التعاليم المسيحية مسؤولة عن معاداة السامية»،<ref name="Susannah_Heschel_2008"/> قد تم التعبير عنها، من بين أماكن أخرى، في مرسوم [[يوحنا بولس الثاني|البابا يوحنا بولس الثاني]] في «نتذكر: تأملات في المحرقة»، والإعلان اليهودي عن المسيحية.<ref name="Susannah_Heschel_2008"/> لكن العديد من الباحثين اليهود، بما في ذلك سوزانا هيشل،<ref name="Susannah_Heschel_2008"/> وغافن لانغمور تحدى هذا الموقف،<ref name="Susannah_Heschel_2008"/> مجادلين بأن مناهضة اليهودية أدت مباشرة إلى معاداة السامية الحديثة. وعلى الرغم من أن بعض المسيحيين في الماضي لم يعتبروا أن مناهضة اليهودية هي مخالفة للتعليم المسيحي، إلا أن هذا الرأي لم يتم التعبير عنه على نطاق واسع من قبل القادة والأشخاص العاديين. في كثير من الحالات، ساد التسامح العملي تجاه الدين اليهودي واليهود. بعض الجماعات المسيحية، ولا سيما في السنوات الأولى، أدانت المعادية اللفظية ضد اليهود.

== التبشير بين اليهود ==
{{مفصلة|تحويل اليهود}}
تعتبر بعض الجماعات المسيحية [[التحول إلى المسيحية#من اليهودية|تحويل اليهود إلى المسيحية]] ضرورة حتمية وملحة وأسست جمعيات ومؤسسات تبشيريّة لتحقيق ذلك. ومع ذلك، تعتبر جهود تحويل اليهود إلى المسيحية في بعض الأحيان بأنها [[معاداة السامية|معادية للسامية]].<ref>[https://web.archive.org/web/20090728062438/http://ejpress.org/article/29965 US group denounces call by evangelical alliance for conversion of European Jews (Archive)]. ''European Jewish Press''. Published September 5, 2008. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200406170518/https://web.archive.org/web/20090728062438/http://ejpress.org/article/29965 |date=6 أبريل 2020}}</ref> أعلنت عدد من [[مسيحية تقدمية|الطوائف المسيحية التقدميّة]] علنًا أنهم لن تقوم بالتبشير بين اليهود.<ref>[http://www.jcrelations.net/en/?id=1499 Ecumenical Considerations on Jewish-Christian Dialogue] (World Council of Churches) {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160312044038/http://jcrelations.net/en?id=1499 |date=12 مارس 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref><ref>[http://www.religioustolerance.org/chr_jcon3.htm Policies of mainline and liberal Christians towards proselytizing Jews] (religioustolerance.org) {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170312200948/http://www.religioustolerance.org/chr_jcon3.htm |date=12 مارس 2017}}</ref> في حين أن الكنائس المسيحية المحافظة والكنائس [[البروتستانتية الخط الرئيسي]] الأخرى تواصل جهودها لتنصير اليهود، مدعية أن هذا العمل ليس معاديًا للسامية.<ref>[https://www.christianitytoday.com/ct/2008/march/31.76.html Why Evangelize the Jews?] By Stan Guthrie. ''[[كريستيانتي تودي]]''. Published March 25, 2008. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170607120149/http://www.christianitytoday.com/ct/2008/march/31.76.html? |date=07 يونيو 2017}}</ref>

== انظر أيضاً ==

* [[العهد الجديد ومعاداة السامية]]
* [[المسيحية واليهودية]]

== مراجع ==
{{مراجع}}

*
{{المسيحية واليهودية}}
{{ديانات إبراهيمية}}
{{تذييل يهود ويهودية}}
{{شريط بوابات|الإنجيل|إسرائيل|الأديان|اليهودية|المسيحية}}

[[تصنيف:الدين والعرق]]
[[تصنيف:العهد الجديد]]
[[تصنيف:المسيحية ومعاداة السامية]]
[[تصنيف:مسيحية مبكرة]]