عرض مصدر الدولة العيونية

{{عن|الدَّولة التي حكمها أفراد الأسرة العيونية|لمقالة التي تتحدث عن الأسرة نفسها|الأسرة العيونية}}
{{صندوق معلومات بلد سابق
| الاسم_المحلي = ٱلدَّوْلَةُ ٱلْعُيُونِيَّة
| الاسم الرسمي = ٱلإِمَارَةُ ٱلْعُيُونِيَّة
| سنة البداية = 1076
| سنة النهاية = 1238
| بلد سابق1 = قرامطة
| علم بلد سابق1 = Qarmatians.png
| بلد سابق2 = إمارة آل عياش
| علم بلد سابق2 = خريطة إمارة آل عياش.png
| بلد لاحق1 = الدولة العصفورية
| علم بلد لاحق1 = Map of Usfurid Emirate.png
| بلد لاحق2 = سلغوريون
| علم بلد لاحق2 = Flag of Great Seljuk Empire.svg
| خريطة = Map of Uyunid Emirate.png
| تسمية الخريطة = خريطةٌ توضحُ النُّفوذ الجُغرافِيّ للعيونيين في [[إقليم البحرين]].
| سميت باسم = [[الأسرة العيونية|العيونيون]]
| العاصمة = [[الأحساء]] (1076–1126 / 1184–1208)<br/>[[القطيف (مدينة)|القطيف]] (1126–1143)
| نظام الحكم = [[ملكية وراثية|إمارةٌ وِراثيّة]]
| اللغة = [[اللغة العربية|العربيّة]]
| الديانة = [[الإسلام]] على المذهب [[الشيعة|الشِّيعي]]
| لقب الحاكم = [[أمير]]، عِماد الدِّين، قوّام الدِّين
| الحاكم1 = [[عبد الله بن علي العيوني|عبدُ اللّٰه بن عليّ العيونِيّ]]<sup>1</sup>
| فترة الحاكم1 = 1076 - 1126
| الحاكم2 = [[غرير بن منصور العيوني]]<sup>2</sup>
| فترة الحاكم2 = 1154 - 1160
| الحاكم3 = [[محمد بن أحمد العيوني]]<sup>3</sup>
| فترة الحاكم3 = 1202 - 1208
| الحاكم4 = [[محمد بن محمد العيوني]]<sup>4</sup>
| فترة الحاكم4 = 1230 - 1238
| الفترة التاريخية = [[العصر الذهبي للإسلام]]
| حدث البداية = [[الدولة العيونية#خلفيَّةٌ تاريخيَّة والتَّأسيس (465 – 469 هـ)|تاريخُ التَّأسيس]]
| حدث1 = [[الدولة العيونية#الاستقرار (469 – 538 هـ)|استقرار]]
| تاريخ حدث1 = 1076 - 1143
| حدث2 = [[الدولة العيونية#الانحدار (538 – 580 هـ)|انحدار]]
| تاريخ حدث2 = 1143 - 1184
| حدث3 = [[الدولة العيونية#الانتعاش (580 – 605 هـ)|انتعاش]]
| تاريخ حدث3 = 1184 - 1208
| حدث4 = [[الدولة العيونية#سقوطُ الدَّولة (605 – 636 هـ)|انهيار]]
| تاريخ حدث4 = 1208 - 1238
| حدث النهاية = [[الدولة العيونية#سقوطُ الدَّولة (605 – 636 هـ)|تاريخُ السُّقوط]]
| العملة = الدِّينار والدَّرهم
| اليوم = {{قائمة مخفية
|title = 6 دول
|1 =          {{علم|الأردن}}
|2 =          {{علم|البحرين}}
|3 =          {{علم|السعودية}}
|4 =          {{علم|العراق}}
|5 =          {{علم|الكويت}}
|6 =          {{علم|قطر}}
}}
| ملاحظة 2 = 1: أوَّلُ أُمراء العيونيين
| ملاحظة 3 = 2: يُلقب بـ«قوّام الدين»
| ملاحظة 4 = 3: يُلقب بـ«عماد الدين»
| ملاحظة 5 = 4: آخرُ أُمراء العيونيين
}}
'''ٱلدَّوۡلَةُ ٱلۡعُيُونِيَّةُ'''{{للهامش|أ}} أو '''ٱلۡإِمَارَةُ ٱلۡعُيُونِيَّةُ'''{{للهامش|ب}} هي دولةٌ سابقةٌ في [[شبه الجزيرة العربية|شبهِ الجزيرة العربية]] استمرت ما بين ([[469 هـ|469]] – [[636 هـ]] = [[1076]] – [[1238|1238 م]]) وسُميت بهذا الاسم نسبةً إلى «'''[[الأسرة العيونية]]'''»{{للهامش|ت}} الّتي تنتمي إلى قبيلة [[عبد القيس]]، قلَّ نفوذ [[قرامطة|القرامطة]] في العراق والشام ما حفز كثيرًا من القبائل العربية للخروج من حُكم القرامطة مما جعل نفوذ القرامطة مستقرًا فقط على مدينة الأحساء التي سقطت مؤخرًا على يد الأسرة العيونية تحت قيادة أميرهم [[عبد الله بن علي العيوني]] سنة [[469 هـ]] والذي امتدَّ نفوذه من كاظمة شمالًا في الكويت إلى قطر جنوبًا والتي أعلنت تبعيتها [[الدولة العباسية|للخلافة العباسية]] في أواخر عمرها.

تمزقت الدولة العيونية إلى سُلطَتين في [[القطيف (مدينة)|القطيف]] و[[الأحساء]] بعد وفاة [[محمد بن الفضل العيوني]] لفترةٍ طويلة ونتج من ذلك تنافسٌ بين الطرفين في مختلف المجالات الحضارية ولكن سرعان ما زاد سفك الدِّماء بين الأمراء العيونيين، وهذا ما أدى إلى نهوض شخصية [[شكر بن منصور العيوني]] الذي كان يطمح لتوحيد أسرته وبلادته الذي آلمه رؤية وضعها المزري وبدأ في ذلك سنة [[580 هـ]] واستطاع فيها توحيد البلاد مرة أخرى وتولى بعده [[محمد بن أحمد العيوني]] الذي قويَ نفوذه حتى وصل أطراف العراق والشام.

سرعان ما انقسمت الإمارة من جديد بعد وفاة محمد بن أحمد العيوني والذي أصبحت بلاده في حالة فوضى سياسيَّة يتحكم فيها الطرف الخارجي ومنها انطلقت مرحلة سقوط الدولة العيونية التي كانت على يد أبناء عمومتهم [[بنو عامر بن صعصعة|بنو عامر]] وبدأت مرحلة السقوط من الأحساء ثم تلتها القطيف واستقر العيونيون لفترةٍ من الزمن في جزيرة أوال حتى سقط نفوذهم فيها على يد [[سلغوريون|أتابكة فارس]] سنة [[636 هـ]] وبذلك سقطت الدولة العيونية.

امتازت الدولة من جوانبها الحضارية في الاقتصاد والأدب لتزداد الحركة العلمية والتجارية في المنطقة في عهد العيونيين وما يشير إلى ذلك هو نشوء الأديب المؤرِّخ [[علي بن المقرب العيوني|عليّ بن المُقَرَّب العيونِيّ]] بين الأسرة العيونية والذي أرَّخَ تاريخ بلاده ودوَّنَ حالتها الإجتماعية والدينية وخصوصًا الحالة السياسية، ومن الناحية الاقتصادية فمتازت الدولة بسك عملتها الخاصة التي تداولت بين سكان منطقة الأحساء ما يشير إلى تطورٍ ملحوظ للحالة الاقتصادية في عهد الأسرة العيونية.

== التَّاريخ ==
=== خلفيَّةٌ تاريخيَّة والتَّأسيس (465 – 469 هـ) ===
{{مفصلة|قرامطة|العهد العباسي الثاني}}
[[ملف:Qarmatian Republic-ar.png|تصغير|يمين|خريطة تُظهِرُ أقصى اتساعٍ جغرافيّ [[قرامطة|لِلقرامِطة]] في عهدِ [[أبو طاهر الجنابي]].]]
بدأ الضَّعفُ يجوب في [[قرامطة|القرامِطة]] بعد وفاة القائد العسكري [[الحسن الأعصم]] في سنة [[367 هـ]] وتدخلَ [[الدولة العباسية|العباسيون]] و[[الدولة الفاطمية|الفاطميون]] في شؤون الدَّاخلية مما أدى إلى تفكك وحدة الدَّولة القرمطية،<ref>{{استشهاد مختصر|الشرعان|2002|ص=41}}</ref> هذا الضعف حفز الكثير من القبائل العربية في الانقلاب ضد نفوذ القرامطة في عُمان وجنوب العِراق والبحرَين وتلك التمردات من القبائل المحلية شجعت بعض أمراء القبائل في إقامة دولهم على أرض الأحساء وعلى رأسهم [[عبد الله بن علي العيوني]]،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=87}}</ref> في الجانب الأخر من منطقة الأحساء كانت منطقة [[الشرق الأدنى|المشرق الإسلامي]] تملؤها الفوضى السِّياسيَّة لا سيما استيلاء [[الدولة البويهية|البويهيين]] على السُّلطة في [[بغداد]] من أيدي العباسيين، ولكن سرعان ما تغيرت تلك الأوضاع بعد ظهور [[الدولة السلجوقية|السَّلاجقة]] في مسرح الأحداث الشرقية وكان نفوذهم ممتد إلى [[بلاد ما وراء النهر]] و[[خراسان الكبرى|خراسان]] و[[طبرستان]] و[[جرجان]]، أدت سيطرة البويهيين لبغداد إلى استدعاء السُّلطان السَلْجوقي [[طغرل بك]] إلى دخول بغداد سنة [[447 هـ]] واستطاع إسقاط البويهيين من السُّلطة.<ref>{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=71}}</ref>

كان للقبائل المحلية محاولاتٍ لإسقاط حُكم القرامطة قبل ظهور قوة [[عبد الله بن علي العيوني]]، وتلقت تلك القبائل المساعدات العسكرية من السلاجقة في بغداد. من هذه القبائل هي قبيلة بنو الزجّاج الذين استطاعوا تأسيس [[إمارة آل الزجاج|إمارةٍ تابعةٍ للخلافة العباسية]] بقيادة [[أبو البهلول العوام]] في جزيرة [[جزيرة البحرين|أوال]] وذلك عندما طلب العوام من القرامطة بناء [[مسجد|جامع]] في أوال بمبلغٍ قدره ثلاثة آلاف دينار فوافق القرامطة وفي أول جمعة للجامع أعلن العوام وأخيه [[مسلم بن محمد آل الزجاج|مسلم]] العصيان وخروجهم عن طاعة القرامطة،<ref>{{استشهاد مختصر|الملا|2014|ص=136}}</ref> ليس بعيدًا عن أوال كذلك ظهروا [[إمارة آل عياش|آل عياش]] في [[القطيف (مدينة)|القطيف]] بقيادة [[يحيى بن العياش|يحيى بن عياش]] وكان يحيى يطمح للاستيلاء على جميع بلاد الأحساء فبدأ يخطط في ضم أوال إلى نفوذه ولكنه مات قبل تنفيذها فأوصى ابنه [[زكريا بن يحيى آل عياش|زكريّا]] لتلك المهمة وبالفعل استطاع زكريا قتل العوام وإلحاق الهزيمة لجيشه وضم أوال إلى إمارته،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=79}}</ref> وبعد سقوط نفوذ القرامطة في أوال والقطيف لم يبقى لهم سوى مدينة [[الأحساء]] وتحصنوا بها لغاية سقوطهم.<ref>{{استشهاد مختصر|الشرعان|2002|ص=42}}</ref>

ظهر عبد الله بن علي العيوني في بلاد الأحساء بعد تدهور أوضاع البلاد وأراد التَّخلص من القرامطة بعد ما رأى حالتهم الضعيفة، اعتمد عبد الله بشكلٍ كامل على أسرته وأبناء عمومته من قبيلة [[عبد القيس]] الذي يُقدَّر عددهم أربع مئة رجل وبدأ بمحاربة القرامطة بهذا العدد وحصلَ على تأييدٍ من السُّكان الكارهين لنفوذ القرامطة وبدأ عبد الله في حصار مدينة الأحساء واستمر حصاره قُرابة سبع سنوات،<ref>{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=85-86}}</ref> على الرُّغم من مساعدة الأُسرة العيونية وإمدادها بالمال لعبد الله العيوني إلا أنه واجه صعوبةً في إزالة نفوذ القرامطة وخاصتًا أنَّ القبائل المُعارضة لم تساهم معه في حملاته العسكرية، فلم يكن هُناك خيارٌ لعبد الله سوى الاستعانة بقوةٍ خارجية لذلك استعان عبد الله بالخلافة العباسية في بغداد سنة [[465 هـ]] بعتبارها من البلدان التي تضررت من هجمات القرامطة وكان العباسيين والحُكام الفعليين الأتراك السلاجقة يكرهون القرامطة؛ وخاصتًا سُلطان السلاجقة [[جلال الدولة ملك شاه|ملك شاه]] الَّذي عُرف بكراهيته للشيعة الإسماعيلية، فوجدت الخلافة العباسية من عرض عبد الله العيوني فرصةً كبيرةً أن تعود بلاد الأحساء إلى الحُكم العباسيّ مرة أخرى.<ref>{{ترقيم استشهادات|نمط الترقيم= عربي مغربي|م1={{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=89-90}}|م2={{استشهاد مختصر|الملا|2014|ص=151}}}}</ref>

أرسل السُّلطان السلجوقي قوةً قوامها سبعة آلاف رجل بقيادة [[أرتق بن أكسب|أكسك سلار]] سنة [[469 هـ]] استجابةً لطلب عبد الله العيوني، اتجه جيش أكسك سلار من بلادِ العراق إلى بلاد الأحساء وفي أثناء طريقه لعبد الله العيوني أحتلَ [[القطيف]] وطرد حاكمها ابن عياش إلى جزيرة أوال وأتجه إلى مدينة الأحساء واشترك مع جيش عبد الله العيوني في محاصرة القرامطة،<ref>{{استشهاد مختصر|الشرعان|2002|ص=48}}</ref> في أثناء حصار الأحساء قام أكسك سلار وجنوده بنهب المزارع المُحيطة بالأحساء وهاجم قبائلها وأخذ أموالهم وكان هدفه من ذلك هو إضعاف القرامطة اقتصاديًا،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=94}}</ref> طلب القرامطة الصُّلح من القائد أكسك سلار مُقابل المال لمدةِ شهر وأعطوه ثلاثة عشر رجل كرهائن، قَبِلَ أكسك سلار بهذا العرض فخرجوا القرامطة إلى أماكن كان يخبئون فيها الأطعمة واحتياجاتهم،<ref>{{استشهاد مختصر|الملا|2014|ص=153}}</ref> بعد جمعهم ما يكفيهم دخلوا مدينة الأحساء وأعلنوا نقض الصُّلح بينهم وبين القائد السلجوقي وشريكه عبد الله العيوني فبدأ عبد الله والسلاجقة حصارًا طويلًا على القرامطة وقتلوا الرهائن وحلَّ موسم الصَّيف الَّذي لم يستطع السلاجقة تحمل حرارة هذا الموسم فانسحب أكسك سلار وجيشه من الأحساء وأبقى أخاه البقوش وعلى رأسه قوةٌ صغيرةٌ في الأحساء لمساعدة عبد الله العيوني.<ref>{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=89}}</ref>

[[ملف:حملة عبد الله العيوني على إمارة بني العياش.png|تصغير|يمين|خربطةٌ تُظهرُ سير جيش [[عبد الله بن علي العيوني|عبد الله العيوني]] وابنه [[الفضل بن عبد الله العيوني|الفضل]] على [[إمارة آل عياش|إمارة بني العياش]]، ابتداءً من سير جيش عبد الله إلى القطيف ثُمَّ ارسال ابنه الفضل إلى جزيرة أوال ثُمَّ سير الجيشان إلى ميناء العقير.<br/>{{مربع لون
||1=279C2B#}} : نفوذ العيونيين السّياسيّ في الأحساء.<br/>{{مربع لون
|1=BDB18A#}} : نفوذ آل عيّاش السّياسيّ في القطيف وأوال.]]
قرر القرامطة، في ظل أوضاعهم المتدهورة، الاستعانة بقبيلة [[بنو عامر ربيعة|بنو عامر من ربيعة]] لمواجهة عبد الله العيوني وشريكه البقوش السَّلجوقي، ظهر بنو عامر بعددٍ كبير جدًا بالمقارنة مع أعداد جنود العيوني والسَّلجوقي حيث يتراوح عدد جنود بنو عامر ثلاثين ألف جُندي وعدد جنود العيوني والسَّلجوقي ستمائة جُندي، ومع هذا استطاع عبد الله العيوني وبمساعدة من السلاجقة أن يهزمَ القرامطة وبنو عامر في [[معركة الرحلين|موقعة الرحلين]] سنة [[469 هـ]] ودخلَ قصر القرامطة في الأحساء ليعلن سُقوط دولة القرامطة ونُشوءَ دولته في منطقة الأحساء،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=101}}</ref> منعَ عبد الله العيوني دخولَ السّلاجقة إلى قصر القرامطة خشيةً من تدخلهم في أنظمة الحُكم وأخذ أموال القصر لنفسه الذي يُفتَرض أن تكون للدولة العباسيّة، وأراد تثبيت أركان دولته ولكي يفعلها أحتاجَ للتَّخلص من السّلاجقة وأنصار القرامطة الذين كانوا يشكلون خطرًا على حُكمه.<ref>{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=91}}</ref>

حاربَ بنو عامر حُكم عبد الله العيوني عندما رفضَ طلبهم [[مال|للعوائد]] التي كانوا يتلقونها من القرامطة لقاء تأييدهم من جهة وكف أذاهم من جهة أخرى،<ref>{{استشهاد مختصر|الشرعان|2002|ص=51}}</ref> استطاع العيوني هزيمتهم في موقعٍ بين نهري محلم وسليسل، ثُمَّ توجهَ نحو الشمال إلى موقعٍ ما بين قصر الخندق وباب الأسفار لمواجهة القرامطة الَّذين أظهروا العصيان لحُكمهِ و[[معركة باب الأسفار|تعاركَ]] الطّرفان سنة [[470 هـ]] وانتصر العيوني في المعركة وأسرَ عددًا كبيرًا منهم ورحَّلَ من بقي منهم إلى عُمان لكثرةِ الغدر ونقض العهود،<ref>{{ترقيم استشهادات|نمط الترقيم= عربي مغربي|م1={{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=94-95}}|م2={{استشهاد مختصر|الملا|2014|ص=158}}}}</ref> بدأت العلاقة بين عبد الله العيوني وقائد السلاجقة في الأحساء البقوش تزداد سوءًا نظرًا لطمع البقوش في زيادة نفوذ حُكم السلاجقة في الأحساء واتخاذ عبد الله العيوني ل[[الشيعة|مذهب]] الفاطميون لنشر دعوته [[علويون (طائفة)|العلوية]] أدت إلى خلق مشاكل بين القائدان حتى دفعَ عبد الله العيوني إلى قتلِ البقوش،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=112}}</ref> سارعت الخلافة العباسية والدولة السلجوقية بتجهيز جيشٍ بقيادةِ ركن الدين بعد وصول أخبار مقتل البقوش ووصلَ جيش ركن الدين إلى الأحساء وحاصرها قُرابة سنة حتى ملَّ الجنود السلاجقة فخرج لهم عبد الله العيوني وهزمهم فتراجعوا من الأحساء.<ref>{{استشهاد مختصر|الشرعان|2002|ص=52}}</ref>

لم تكن الأوضاع الدَّاخليّة مُستقرة عند آل عياش في القطيف وأوال نظرًا لعداوة الحسن بن يحيى آل عياش حاكم أوال مع أخيه [[زكريا بن يحيى آل عياش]] حاكم القطيف، كان زكريا يطمح في إزالة حُكم أخيه في أوال ثم التوجه إلى الأحساء لضمها إلى نفوذه وكان كارهًا لسياسة أخيه الحسن الذي كان يحاول تعزيز العلاقات مع العيونيين فخطط لقتل أخيه بُناءً على نصيحة وزيره [[العكروت]]،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=128-129}}</ref> وبالفعل قتلَ زكريا أخاه ومنها اتسع نفوذه في أوال وجهز جيشًا للزحف على الأحساء فوصل إلى قريةٍ تُسمى ناظرة وبدأ في نهب مزارعها والقرى حولها ووصلت أخبار النهب إلى عبد الله العيوني فجهز جيشًا من أسرته وأبناء عمومته من [[عبد القيس]] متوجهًا إلى ناظرة ودارت [[معركة ناظرة|معركة]] بين الطرفين أدت إلى هزيمة زكريا وانسحابه إلى القطيف،<ref>{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=98}}</ref> تبعَ عبد الله جنود زكريا حتى القطيف واستطاع السيطرة عليها ثم هرب زكريا إلى أوال فأرسل عبد الله جيشًا وسفنًا بقيادة ابنه [[الفضل بن عبد الله العيوني|الفضل]] إلى جزيرة أوال والتقى جيشه بجيش زكريا وانتصر الفضل فهرب زكريا إلى [[ميناء العقير|العقير]] والتقى بجيش عبد الله بن علي فتمكن عبد الله من قتلِ زكريا سنة [[470 هـ]] وبذلك وحدَ عبد الله العيوني مُعظم بلاد الأحساء تحت حُكمه،<ref>{{استشهاد مختصر|الشرعان|2002|ص=53-54}}</ref> وعيَّنَ ابنه [[الفضل بن عبد الله العيوني|الفضل]] أميرًا على [[القطيف (مدينة)|القطيف]] وابنه [[علي بن عبد الله العيوني|عليًا]] على جزيرة [[جزيرة البحرين|أوال]] وجعل [[الأحساء]] عاصمةً للبلاد.<ref>{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=106}}</ref>

مع أن عبد الله العيوني وحَّد بلاد الأحساء تحت رايته إلا أنَّهُ كانت تواجهه تدخُّلاتٌ خارجيةٌ من السلاجقة وذلك أنَّ السُّلطان السَّلجوقي [[جلال الدولة ملك شاه|ملك شاه]] لم ينسى مقتل البقوش من عبد الله العيوني فأرادَ الانتقام منه والإطاحة بحكمه، فأمر [[كرمان شاه|كرمان بن قارود بك]] حاكم [[سلاجقة كرمان|كرمان]] بتجهيز حملة عسكرية على الأحساء وبالفعل نفذ كرمان الأمر وتوجهَ إلى الأحساء لإخضاعها للنفوذ السلجوقي سنة [[474 هـ]]، بعد وصول الجيش السلجوقي إلى الأحساء رأى عبد الله العيوني أنه لا يقدِرُ على مواجهة هذا الجيش لكثرة عدده وقِلة عدد جيشه لذلك أظهر ولائه وخضوعه للسلطنة السَّلجوقية والخلافة العبّاسيّة حتى لا تتعرض أملاكه وأملاك العيونيون للخطر،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=137}}</ref> أراد عبد الله التَّخلص من نفوذ السلاجقة حول الأحساء لذلك حثَّ عبد الله العيوني على أمراء السلاجقة على غزو [[إمامة عمان|عُمان]] واقتنع الأمراء السلاجقة بالفكرة خصوصًا بعد إظهار العيوني الولاء لهم وبذلك استطاع العيوني تأمينَ مُلكه من السلاجقة.<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=138}}</ref>

=== الاستقرار (469 – 538 هـ) ===
{{انظر أيضا|بنو عامر ربيعة|ت1=بنو عامر}}
[[ملف:Qatif Map.png|تصغير|يسار|خريطةٌ جُغرافيّةٌ لمنطقةِ [[محافظة القطيف|القَطِيف]]، اتَّخذها العيونيون عاصمةً للبلاد في عهد [[محمد بن الفضل العيوني|مُحمَّد بن الفضل]].]]
بدأ عبد الله العيوني بعد استقرار الأوضاع في ضبط الأمور الإدارية وولى أبناءه على القطيف وأوال وولى سلطان بن داود على المناطق الشمالية ما بين البصرة والأحساء وكانوا أمراء المناطق لا يحضونَ بسلطةٍ مُطلَقةٍ وكانوا يرجِعونَ إلى عبد الله العيوني،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=146}}</ref> كذلك ضبطَ الأوضاع الاقتصادية للبلاد وبالتالي تنعمت طرق قوافل التجَّار والحُجَّاج بأمانٍ واستقرارٍ من هجمات البدو وضبطَ الأوضاع الدينية بإزالة مُعتقدات القرامطة وبناء المساجد والمدارس الدينية ذات الصبغة الشيعية [[عمارة سلجوقية|بعمارةٍ سلجوقية]]،<ref>{{ترقيم استشهادات|نمط الترقيم= عربي مغربي|م1={{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=147-148}}|م2={{استشهاد مختصر|الملا|2014|ص=50}}}}</ref> استطاع عبد الله تحسين علاقته مع الخلافة العباسية حيث كان يدين الولاء لهم وكانت الخُطَب في المساجد تُقام باسم الخليفة العبّاسِيّ وبذلك اعترفت الخلافة العبّاسيّة والسّلطنة السَّلجوقيّة بالأمير عبد الله العيوني حاكمًا على بلاد الأحساء.<ref>{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=107}}</ref>

حكمَ [[الفضل بن عبد الله العيوني|الفضل]] بلاد الأحساء بعد والده وكَثُرت عليه الرِّوايات حول حُكمه، ذهبَ البعض أنه كان حاكمًا للقطيف وأوال في عهد والده فقط ولم يحكم البِلاد كاملًا؛ وهذا ما يتضح من رأي الباحث عبد الرَّحمٰن المديرس في مسألة تولي حُكم محمد بن الفضل،<ref>{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=108}}</ref> وذهب البعض أنه حكمَ البلاد كاملًا بعد وفاة والده، وهذا الرأي الذي وافقه الباحث عبد الرَّحمٰن الملا؛<ref name=":1">{{استشهاد مختصر|الملا|2014|ص=169}}</ref> والرأي الأخير حكمَ البلاد من قِبلِ والده بعد ما أحس بعدم مقدرتهِ لإدارة الحُكم؛ وهذا الرأي الذي وافقه الباحث محمد محمود خليل،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=152}}</ref> اتصف حُكم الفضل بالحماية للبلاد والمستضعفين وأدارَ البلاد بالحزم والقوة<ref>{{استشهاد مختصر|الشرعان|2002|ص=55}}</ref> وأنعش الحياة الاقتصادية في البلاد عن طريق حماية بضائع التُّجار من قُطاع الطُّرق ما جعلَ النّاس يقبلونَ على الانشغال في الزِّراعة والتّجارة،<ref name=":1" /> أيضًا يُشار للأمير الفضل أنه كان كثير التَّنقل في بلاده ولا يستقر في مكانٍ واحدٍ وعادةً ما يُقيم في الصَّحراء المتواجدة شمال البلاد،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=154}}</ref> وجاء يوم استقرَّ الفضل في جزيرة [[تاروت (جزيرة)|تاروت]] و[[اغتيال|قُتلَ]] فيها على يد أحد خدمه سنة [[520 هـ]].<ref>{{استشهاد مختصر|الملا|2014|ص=170}}</ref>

تولى [[محمد بن الفضل العيوني|محمّد بن الفضل]] حُكم البلاد بعد وفاة والده ونقلَ عاصمة البلاد من الأحساء إلى القطيف وعزلَ عميه [[الحسن بن عبد الله العيوني|الحسن]] و[[علي بن عبد الله العيوني|علي]]  من حُكم أوال والأحساء وعَيَّنَ خلفهما [[شكر بن علي العيوني|شكر بن علي]] على الأحساء و[[غرير بن الفضل العيوني|غرير بن الفضل]] على أوال ما أدى إلى غضب الأعمام وكانا ينتظران الفرصة المناسبة للتخلص من محمد،<ref>{{استشهاد مختصر|الملا|2014|ص=173}}</ref> ولفعل ذلك حرَّضوا بنو عامر وزعيمهم غفيلة بن شبانة على محاربة محمد بن الفضل في القطيف، وبالفعل اتجه غفيلة ومن معه إلى القطيف وتحرك الجيش العيوني بقيادة محمد بن الفضل إلى معسكر غفيلة وأدى ذلك إلى هزيمة الجيش العيوني وانسحاب محمد إلى القطيف، أحسَّ محمد بن الفضل أن عميه الحسن وعلي لهما دورٌ في هذا الصراع خصوصًا وأن غفيلة وجيشه اتجهوا نحو الأحساء بعد القتال؛<ref>{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=110}}</ref> ولقوا ترحيبًا من الأمير شكر ومن الحسن وعلي،<ref>{{استشهاد مختصر|الملا|2014|ص=174}}</ref> وبذلك اتهم محمد بن الفضل أعمامه بالتّآمر مع غفيلة ضده وجهز جيشًا لمواجهتهم في الأحساء سنة [[538 هـ]] فخرج له عماه ودارت المعركة بين الطرفين وانتهت بمقتل الأمير محمد بن الفضل وأخوه جعفر،<ref>{{استشهاد مختصر|الشرعان|2002|ص=60}}</ref> وعلى الرُّغم من هذه الخلافات في عهد محمد بن الفضل إلا أن عهده أمتاز بمجالس الأدب والشِّعر وكان الأمير مُحبًا للشعر والشُّعراء ومبالغًا في إكرام من يفد إليه من أهل الأدب.<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=163}}</ref>

=== الانحدار (538 – 580 هـ) ===
{{انظر أيضا|محافظة القطيف#الدولة العيونية|ت1=العيونيون في القطيف}}
[[ملف:مسجد الشيخ سبسب.jpg|تصغير|يمين|صورةٌ لمسجدِ الشّيخ سبسب، المسجد الذي أُغتيل فيه [[علي بن الحسن العيوني]] لينتج منها سلسلةً من الاغتيالات لأفراد [[الأسرة العيونية]] والتي استمرت حتى عهد [[شكر بن منصور العيوني]].]]
شَكَّلَ مقتَلُ الأمير محمد بن الفضل منعطفًا خطيرًا في تاريخ الدولة العيونية حيث تقسَّمت الدولة إلى ثلاثِ دُوَلات، ففي الأحساء كانت السُّلطة في يد الأمير [[علي بن عبد الله العيوني]]، وأمّا القطيف فكانت في يد أخ محمّد وهو [[غرير بن الفضل العيوني]]، وأمّا جزيرة أوال فكانت في يد [[الحسن بن عبد الله العيوني]]،<ref>{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=115}}</ref> حاول غرير بن الفضل إصلاح شؤون القطيف بعد ما أصابها من أضرارٍ أثناء قتال محمد مع أعمامه بالإضافة إلى أنه كان يُعِدُّ العُدَّة للانتقام من أعمامه الَّذين قتلوا أخاه محمّد،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=172}}</ref> اتجه غرير بجيشه إلى الأحساء والتقى بجيش علي في موقعٍ قُرب الأحساء يُدعى السليمات واستطاع غرير إلحاق الهزيمة على جيش علي فتراجع جيش علي إلى الأحساء وتحصنوا بها، وأمّا غرير وجيشه فنهبوا مزارع الأحساء ثمَّ تراجعوا إلى القطيف بعد القِتال ويبدو أن غرير رضيَ بهذا الانتصار وحقق ما رغِبَ به وهو الانتقام لمقتل أخيه،<ref>{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=116}}</ref> لم يستمر حُكم غرير طويلًا فقد توفي سنة [[539 هـ]] وقيل قُتِلَ على يد أحد أبناء أخيه محمد وتولى الحُكم من بعده ولا تذكر المصادر اسم هذا الأمير إلا أنه لم يستمر في الحُكم طويلًا هو الأخر نتيجة صُغر سنه وسوء إدارته، واستغل حاكم أوال الحسن بن علي العيوني ضعف هذا الأمير واضطراب أحوال القطيف ما جعله يستولي على القطيف،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=175}}</ref> وبذلك تنتهي سلسلة حُكم آل الفضل بن عبد الله العيوني في بلاد الأحساء وخلَّفهم في ذلك أبناء علي بن عبد الله العيوني في الأحساء وأبناء الحسن بن عبد الله العيوني في القطيف وأوال.<ref>{{استشهاد مختصر|الشرعان|2002|ص=62}}</ref>

; القطيف
هاجم حاكم جزيرة [[كيش (جزيرة)|قيس]] باكرزاز بن سعد على رأس جيش كبير أوال سنة [[539 هـ]] بعد استيلاء الحسن على القطيف، كان لهذا الهجوم مطامع اقتصادية وكذلك استغلال الأحوال السّياسية بين أفراد الأسرة العيونية، أرسلَ الحسن جيشًا من القطيف بقيادة ابن أخيه [[شكر بن علي العيوني]] إلى أوال لمواجهة باكرزاز والتقى الجيشان في جزيرة [[سترة (البحرين)|سترة]] وبالتالي انتصر شكر وانسحبَ باكرزاز ومن معه إلى جزيرة قيس،<ref>{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=118}}</ref> اتَّخذَ الحسن القطيف عاصمةً لحُكمه وعلى الرُّغم من أنّ مدينة الأحساء كانت تحت حُكم أخيه علي إلا أنَّ المصادر تُشير أن علي وأبناءه كانوا يدينون بالولاء للحسن إسميًّا وبذلك تكون مُعظم بلاد منطقة الأحساء تحت سيطرة الحسن،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=177}}</ref> وازدهرت القطيف في عهده من ناحية المعيشة والسياسة والتجارة وكانت مصدر تجاذبٍ لسكان منطقة الأحساء بل إن مُعظم رجال الدولة العيونية وأهل بيت الحسن تركوا مدينة الأحساء ورحلوا إلى القطيف،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=179}}</ref> توفي الحسن سنة [[549 هـ]] تاركًا خلفه فراغًا سياسيًا وكان أبناءه صغارًا لم يستطع أحد منهم تولي حُكم البلاد ما ساعد الطمَّاعين على الحُكم في الوصول إليها.<ref>{{استشهاد مختصر|الشرعان|2002|ص=69}}</ref>

[[غرير بن منصور العيوني]] كان من هؤلاء الطامعين وانتهز الفرصة للاستيلاء على الحُكم، وفي عهده تعرضت أوال لهجومٍ من قبل حاكم قيس سنة [[549 هـ]] واستولى عليها لفترة قصيرة ثم نهبها وخرج منها،<ref>{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=119}}</ref> استمر حكم غرير لسبعِ سنوات حتى قُتِلَ على يد ابن عمه [[هجرس بن محمد العيوني]] سنة [[556 هـ]] واستولى على الحُكم لكنه لم يستمر طويلًا إذ توفي سنة [[557 هـ]] وتذكر المصادر أنه كان ضعيفًا في الحُكم وكانت البلاد مضطربة في عهده،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=186}}</ref> تولى حُكم البلاد [[شكر بن الحسن العيوني]] بعد وفاة هجرس، حاولَ شكر تثبيت أركان دولته وساعده في ذلك أخوته وفي عهده حاول حاكم قيس الهجوم على أوال ولكنه فشل، تولى حُكم البلاد [[علي بن الحسن العيوني]] بعد وفاة شكر سنة [[575 هـ]]، لم يحكم علي وقتًا طويلًا إذ أنه قُتِلَ على يد أخيه [[الزير بن الحسن العيوني]] في مسجد سبسب سنة [[575 هـ]]،<ref>{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=120}}</ref> بعد وفاة علي كَثُرَ القتل والصراع بين أفراد الأسرة العيونية في القطيف وأوال من أجل السُّلطة<ref>{{استشهاد مختصر|الشرعان|2002|ص=70}}</ref> ونتُجَ من هذه الاغتيالات عدم رضا أهل القطيف بالأسرة العيونية وقد سئموا من صراعتهم لذلك عيَّنوا أميرًا عليهم من خارج الأسرة العيونية ولكنه لم يستمر في الحُكم طويلًا إذ أنه استقالَ منها وتركها لأحد أفراد الأسرة العيونية.<ref>{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=121}}</ref>
; الأحساء
لم تؤثر هذه الفترة المرتزقة لتاريخ الدولة العيونية في الأحساء على عكس القطيف حيثُ كان الأُمراء العيونيين في الأحساء أكثر استقرارًا من الأمراء في القطيف وأوال، عانت الأحساء في عهد [[شكر بن علي العيوني]] لأزمةٍ اقتصادية نتيجة نهب جنود غرير بن الفضل لمزارع ومحاصيل الأحساء، لحل هذه الأزمة سارعَ شكر لفتح خزائن الدولة وتوزيع الحبوب والبذور للرَّعية وتذكر المصادر أنه بالغَ في كرمه ما جعله يخرج الحبوب للطُّيور حتى لا تهلك جوعًا لندرة الحبوب،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=196}}</ref> وكان الأمير شكر يخضع لأمر عمه الحسن بن عبد الله في القطيف ويتبين ذلك هو مشاركة شكر في إحدى معارك حاكم قيس في أوال إلى جانب عمه الحسن وتحت أمرته،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=197}}</ref> تولى حُكم الأحساء [[محمد بن منصور العيوني]] بعد وفاة شكر في سنة [[556 هـ]] ووصِفَ بالشِّدَّة والقوة والحزم وأُشتُهرَ عهده بالأمان والاستقرار في مدينة الأحساء حيث أوقفَ تعديات البدو على أهل المدينة، ويذكرُ ديوان ابن المُقَرَّب شيئًا عن قوته وهو أنَّ أعداء الأسرة العيونية في الأحساء اجتمعوا عند شيخهم شبانة بن غفيلة يحرضوه على قتال محمد بن منصور ولكنه رفض لقوة العيوني وحثَّهم على الصبر حتى وفاته،<ref>{{استشهاد مختصر|الملا|2014|ص=184}}</ref> ومن هذه الحادثة لم تتمكن القبائل من مهاجمة الأحساء في عهد محمد بن منصور العيوني وتوفي في سنة [[580 هـ]].<ref>{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=123}}</ref>

=== الانتعاش (580 – 605 هـ) ===
{{انظر أيضا|العراق#الدولة العباسية|ت1=العراق في العهدِ العبّاسِيّ}}
[[ملف:Map of Uyunid Emirate (3).png|تصغير|يسار|خريطةٌ جُغرافيّةٌ توضحُ نفوذ العيونيين في عهد [[محمد بن أحمد العيوني]].<br/>{{مربع لون
||1=38822C#}} : نفوذ العيونيين السّياسيّ في الأحساء وبادية الشّام.<br/>{{مربع لون
|1=74B868#}} : سير جيش محمد بن أحمد العيوني في جنوب العِراق.]]
تولى الحكم [[شكر بن منصور العيوني]] في الأحساء بعد وفاة أخيه محمد وكان له عزمٌ على توحيد بلاده المتفرقة فأعدَّ جيشًا بقيادة أخيه عبد الله ليسير إلى القطيف وأوال واستطاعَ قتل أمير القطيف الحسن بن شكر العيوني وضم القطيف إلى حُكم شكر،<ref>{{استشهاد مختصر|الملا|2014|ص=190}}</ref> تذكر بعض المصادر أن عبد الله استعانَ بقوة عسكرية من حاكم قيس شاه بن باكرزازفي أثناء غزوه لجزيرة أوال، حيثُ استطاع عبد الله إلى جانبه قوّةٌ من قيس الاستيلاء على أوال سنة [[580 هـ]] وبذلك زادَ نفوذ حاكم قيس في أوال وكان عبد الله يدفع عوائد مالية مُقابل تلك المساعدة،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=201}}</ref> بعد تلك الحملات العسكريّة لتوحيد بلاد الأحساء اتَّخذَ شكر مدينة الأحساء عاصمةً للبلاد<ref>{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=124}}</ref> ووُصِفَ الأمير شكر بالكرم والعدل حيثُ قام بإسقاط جميع الضرائب على الرَّعية وكذلك حاول إصلاح شؤون البلاد ونهوضها بالتِّجارة، ولكن بعض من الأُمراء العيونيين كانوا غير راضين عن الأمير شكر وذلك بأنه استعان بقواتٍ خارجية لتوحيد بلاده ما أضعفَ الدّولة سياسيًّا ليؤدِّي بذلك إلى اعتراض بعض أفراد الأسرة العيونية لتأييد ومناصرة الأمير شكر.<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=201-202}}</ref>

كان الأمير [[محمد بن أحمد العيوني]] من هؤلاء المُعارضين وكان حاكمًا للدولة سابقًا وعندما رأى أوضاع البلاد تزداد سوءًا سارعَ في انتزاع السُّلطة من عبد الله وشكر وابتدأَ مع عبد الله فهاجم القطيف سنة [[587 هـ]] واستولى عليها ثُمَّ استولى على جزيرة أوال وهرب عبد الله إلى أخيه شكر في الأحساء،<ref name=":2">{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=129}}</ref> جهزَ الأميران عبد الله وشكر جيشًا للدِّفاع عن الأحساء ولكن الأمير محمد لم يكن متسرعًا في أخذ الأحساء وأراد في البداية تثبيت حُكمه في القطيف وأوال وبادية منطقة الأحساء واستطاع محمد قتلَ الأميران في إحدى المعارك والاستيلاء على مدينة الأحساء سنة [[599 هـ]] وبذلك أصبحت بلاد الأحساء خاضعتًا لمحمد بن أحمد العيوني،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=209}}</ref> شهدت الدولة العيونية في فترة حُكم محمد بن أحمد ازدهرًا كبيرًا اقتصاديًّا<ref>{{استشهاد مختصر|الشرعان|2002|ص=72}}</ref> واعتبره المديرس المؤسس الثاني للدولة العيونية بعد [[عبد الله بن علي العيوني|عبد الله بن علي]]،<ref name=":2" /> كذلك شهدت الدولة في فترة محمد نفوذًا واسعًا واستطاعَ إخضاع إقليم [[نجد]] وجنوب العِراق وأطراف [[بلاد الشام|الشّام]] وعُمان إلى نفوذ دولته، كذلك أقام علاقاتٍ ودِّيّة مع الخليفة العبّاسيّ [[أحمد الناصر لدين الله|الناصر لدين الله]] وكان الخليفة يتولى الأمير محمد على الأمن في جنوب العراق.<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=210}}</ref>

تُشير بعثة رسول الخليفة العبّاسيّ إلى الأمير محمّد ليطلب منه تأديب دهمش بن سند والقبائل العربية المناصرة له لنهبهم أموال الحُجّاج سنة [[598 هـ]] إلى هذه العلاقة الطيبة بين الطرفين. جهزَ محمد جيشًا كبيرًا من قبائل الأحساء والعِراق تحت قيادته وانضمت له قبائل [[خفاجة]] و[[قبيلة المنتفق|المنتفق]] وعبادة لتأديب دهمش وأنصاره والتقى الطرفان في موقعٍ قُرب [[الكوفة]] وانتهى القتال بانتصار محمّد،<ref>{{استشهاد مختصر|الملا|2014|ص=193}}</ref> وبذلك استطاع محمد بسطَ نفوذه في هذه المناطق فأمنَ الحُجَّاج وازدهرت التجارة فيها وبالتالي عظُمَ شأنه عند الخليفة الناصر ففرض له رسمًا معلومًا يصرف له تقديرًا لما يفعله تجاه الخلافة،<ref>{{استشهاد مختصر|الشرعان|2002|ص=71}}</ref> امتدَ حُكم الأمير محمّد قُرابة ثمانية عشر سنة خلالها نعمت البلاد بالاستقرار والازدهار الاقتصادي، ولكن الخلافات بين الأمراء العيونيين بدأت تظهر في أواخرِ حُكم محمّد وكان لشيوخ [[بنو عامر بن صعصعة|بنو عامر]] تدخلٌ واضحٌ في نزاعات العيونيين، ومن أبرزهم شيخ [[بنو عقيل|بني عقيل]] راشد بن عميرة الذي كان يطمح للحصول على مميزاتٍ اقتصادية وسياسية لم يتلقاها من الأمير محمّد فأرادَ التَّخلُّص منه، أتفق الشيخ راشد مع الأمير [[غرير بن الحسن العيوني]] الذي كان يطمح للوصول إلى السُّلطة على اغتيال محمّد مُقابل حصوله على المميزات التي رغِبَ بها وبالتالي تولية غرير على القطيف وأوال، نُفِّذت هذه المؤامرة وقُتِلَ محمد سنة [[605 هـ]] وتولى غرير بن الحسن حُكم القطيف وأوال من بعده.<ref>{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=133}}</ref>

=== سقوطُ الدَّولة (605 – 636 هـ) ===
{{انظر أيضا|الدولة العصفورية}}
[[ملف:Map of Usfurid Emirate.png|تصغير|يمين|خريطةٌ جُغرافيّةٌ توضحُ نفوذ [[الدولة العصفورية|العصفوريُّون]] في شبهِ الجزيرةِ العربيّة.<br/>{{مربع لون
||1=38822C#}} : نفوذ العصفوريون السّياسيّ في الأحساء.<br/>{{مربع لون
|1=74B868#}} : نفوذٌ قويٌ.]]
أثر مقتلُ محمد صدمةً كبيرةً للخليفة الناصر وكان يسارع إلى إمداد أبناء الأمير محمد بالمساعدات اللَّازمة لاستعادة سُلطتهم،<ref>{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=134}}</ref> ويتَّضح من ذلك دعم الخليفة العبّاسي [[الفضل بن محمد العيوني|للفضل بن محمد العيوني]] الذي أراد الانتقام لوالده فأعدَّ جيشًا من أنصاره وأمدَّهُ الخليفة بالمال والأسلحة والجنود وبعد الإمدادات سار الفضل من بغداد إلى القطيف واستطاع السيطرة عليها واغتيال غرير سنة [[606 هـ]]،<ref>{{ترقيم استشهادات|نمط الترقيم= عربي مغربي|م1={{استشهاد مختصر|الملا|2014|ص=197}}|م2={{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=230}}}}</ref> وكان لحاكم قيس غياث شاه بن جمشيد دورٌ في هذه الصراعات إلى جانبِ الفضل حيث وقَّع اتفاقية معه ليمدّه بالجنود ومساعدته في تثبيت أركان حُكمه في القطيف وأوال مما زاد نفوذ حاكم قيس في الخليج وأضعفَ العيونيّون سياسيًّا،<ref>{{استشهاد مختصر|الشرعان|2002|ص=73}}</ref> زاد نفوذ قبيلة بني عامر بشكلٍ واضحٍ نتيجة الصراع بين الأمراء العيونيين وخضوعهم لمتطالبتهم وهذا ما يتضح نفوذهم القوي في أنظمة حُكم العيونيين،<ref>{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=138}}</ref> بعد اغتيال محمد بن أحمد تولى حُكم الأحساء من بعده [[محمد بن ماجد العيوني]] ولم يستطع الفضل الاستيلاء على الأحساء منه نظرًا لتأييد بنو عامر والقبائل المحيطة بالمنطقة له، لذلك تواصل مع الأمير [[مسعود بن محمد العيوني]] لتدبير انقلابٍ عسكري ونُفِّذَت سنة [[615 هـ]] واستطاع فيها مسعود قتل محمد وتولى حُكم الأحساء.<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=232}}</ref>

لم تكن الأوضاع جيدة عند الأسرة العيونية في الأحساء على الرُّغم من ظهور بعض الأُمراء حُسن السيرة والّذين ذُكر حُكمهم الجيد للبلاد، ولكن الضَّعف السّياسيّ للبلاد واعتمادهم الكامل على بنو عامر أدى ذلك إلى إنهاء حُكمهم من قِبل بنو عامر، حيث عيَّنُ أميرًا منهم يُدعى [[عصفور بن راشد]]{{للهامش|ث}} الذي أنهى حُكم العيونيين في الأحساء واستولى على ممتلكات الأسرة وأخر أميرها سنة [[630 هـ]]،<ref>{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=141}}</ref> تلتها سقوط مدينة القطيف على يد أحد شيوخ بني عامر سنة [[630 هـ]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الشرعان|2002|ص=74}}</ref> وبذلك لم يتبقى لدى العيونيين غير جزيرة أوال واستطاعوا حماية نفسهم فيها من الأعداء الخارجيين وبدأت الدولة العيونية تسقط تدريجيًّا بعد سقوط مدينة القطيف خاصتًا وأنها كانت مركزهم في دعم العسكري، وكان للتنافس التِّجاري بين حاكم قيس وأمير [[مملكة هرمز|هُرمُز]] أثرٌ واضح على سقوط الدولة، حيث قبل سقوط القطيف كان أمير هُرمُز يتلقى العوائد التي كانت تدفع لحاكم قيس من قبل الأمير العيوني آنذاك [[منصور بن علي العيوني|منصور بن علي]]، تدخل أتابكة فارس في هذا الصراع نتيجة استغاثة أهل قيس للأتابك فارس أبو بكر السلغري الذي استجابَ لاستغاثتهم لتوسعة نفوذه واستطاع الاستيلاء على الجزيرة سنة [[628 هـ]] وكان الأمير منصور يدفع له العوائد هو الأخر.<ref>{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=146}}</ref>

اتجهَ الأمير [[محمد بن محمد العيوني]] إلى جزيرة أوال بعد سقوط مدينة القطيف وطرد ابن عمه منصور واستولى على الحُكم فيها مُستَعينًا بالخلافة العبّاسيّة في عهد [[منصور المستنصر بالله|المستنصر بالله]]، خلال عهد محمد نتجَ بينه وبين أتابكة فارس صراعٌ استمر حتى سقوط الدولة وتعرض لحملتين بحريتين من أبو بكر السلغري ولكن الأمير العيوني استطاع صدَّ الحملتين،<ref>{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=147}}</ref> استطاع محمد هزيمة قوات أبو بكر سنة [[631 هـ]] في أثناء حملته الأولى ويرجع ذلك إلى قوة تحصينات جزيرة أوال، وذلك لم يوقف عزم أبو بكر السلغري على سيطرتهم فإنه سارعَ في تجهيز حملته الثانية على الجزيرة والتي نُفِّذَت سنة [[633 هـ]] وشارك معه عدد كبيرٌ من العرب ولكنه هُزم مجددًا أمام القوات العيونية والتي دافعت دفاعًا مستميتًا عن جزيرة أوال تحت قيادة الأمير محمد بن محمد العيوني، إلا أنَّ هذا الدفاع القوي لم يستمر طويلًا نظرًا لقلَّةِ الموارد وضعف الإمكانيات العسكريّة لذلك استطاع أبو بكر السلغري السيطرة على جزيرة أوال سنة [[636 هـ]] وقتل الأمير العيوني وصادرَ أملاكه وبذلك أنهى الحُكم العيوني في بلاد الأحساء كاملًا.<ref>{{ترقيم استشهادات|نمط الترقيم= عربي مغربي|م1={{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=314}}|م2={{استشهاد مختصر|الملا|2014|ص=236}}}}</ref>

ظهرت محاولة من الأمير [[الفضل بن محمد بن مسعود العيوني]] في إعادة إحياء الدولة العيونية في [[الأحساء]] سنة [[645 هـ]] حيث استغلَ الفضل انشغال العصفوريون في استعادة مدينة [[القطيف (مدينة)|القطيف]] من أتابكة فارس واستعانَ بأمير [[منطقة عسير]] حسان بن سُلَيمان الأُمَوي، وقد دعمَ الأمير حسان الفضل بقوات من قبائل عسير و[[قحطانيون|قحطان]] و[[قبيلة يام|يام]] و[[بنو خالد (قبيلة)|بني خالد]] وصاحَبَهُ في هذه الحملة حتى مدينة الأحساء، وبفضل القوات الكثيرة المُصاحبة للأميرين حسان والفضل وغياب العصفوريين عن مدينة الأحساء استطاع الفضل استعادة مُلكه في الأحساء وأمضى فيها سنتين وساعده الأمير حسان في إدارة شؤونها وترك له حامية وترك بعض القبائل المتألفة من جيشه في الأحساء وعاد الأمير حسان لمنطقة عسير،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=362-363}}</ref> إلا أنَّ هذه المُساعدات لم تساعد في حل مشاكل الأمير الفضل فإنَّ الأمير الفضل واجهَ مشاكل اقتصادية؛ خاصةً وأنَّ جميع ممتلكات أسرته من مزارع وأملاك أصبحت مِلكَ [[بنو عقيل|بنو عُقيل]] والذين معلنين ولائهم للعصفوريين وكذلك واجهته مشكلة مع سُكان الأحسائيين الذي عارضوا حُكمه وناصروا بني عُقيل ضده، وبسبب هذه العوامل لم يمضي حُكم الفضل طويلًا حتى وصلت القوات العصفورية إلى الأحساء وأطاحت بحُكمه وقتلته سنة [[647 هـ]] وعادت الأحساء إلى نفوذ العصفوريين مُجددًا.<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=363-364}}</ref>

== الحضارة ==
=== الدِّين ===
{{أنظر أيضا|الشيعة في البحرين}}
كان مذهب العيونيين محلَّ خلافٍ بين الباحثين على مر العصور ووَرَدَ في بعض الباحثين القدماء أنَّ مذهب العيونيين هو المذهب [[أهل السنة والجماعة|السُّنّي]] نظرًا لعلاقتهم مع الخلافة العبَّاسيَّة والسَّلاجقة الذين كانوا متعصبين لمذهبهم السُّني،<ref>{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=182}}</ref> وكان هذا المتعارف عليه بين الباحثين حتى ظهرت النُّقود العيونية تحت دراسة نايف الشرعان سنة [[1423 هـ]] والذي استطاع الكشف عن مذهب العيونيين الذين كانوا يعتنقون المذهب [[الشيعة|الشِّيعي]] على عكس ما كان وارد في السابق وذلك لوجود شعارات [[شهادة ثالثة|التَّشيع]] في النقود،<ref>{{ترقيم استشهادات|نمط الترقيم= عربي مغربي|م1={{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=350}}|م2={{استشهاد مختصر|الشرعان|2002|ص=224}}}}</ref> كذلك أظهرت المراجع الحديثة تشيع العيونيين منذ بداية تأسيسهم وذلك يتضح من علاقة عبد الله بن علي العيوني مع [[الدولة الفاطمية|الخلافة الفاطميَّة]] الشيعية التي زدادت مع الوقت على عكس علاقته مع [[الدولة العباسية|الخلافة العبّاسيّة]] السّنّيّة التي ساءت الأمور بينهم حتى وصل الأمر لمحاولة الخليفة العباسي بالإطاحة للحكم العيوني مستعينًا بالسلاجقة.<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=298}}</ref>

=== الآداب ===
{{انظر أيضا|العلم في عصر الحضارة الإسلامية}}
[[ملف:علي بن المقرب العيوني.png|تصغير|يسار|إطارٌ مُخطَّط بخطِّ الثُّلث على [[علي بن المقرب العيوني]]، من أُدباء ومؤرِّخين الدولة العيونية.]]
اقتصرت الحركة العلمية في البلاد العيونية على الأدباء والشُّعراء والتي أظهرت فعاليتها فقد أنجبت الحركة العلمية عددًا من الأدباء والشعراء غير ابن المقرَّب وذلك من تشجيع الأمراء العيونيين لهم وهذا ما يتضح من مديح شعراء العراق و[[اليمامة (إقليم)|اليمامة]] على الأُمراء العيونيين، من هؤلاء الشُّعراء [[أبو الحسن العبدي البصري]] الذي التقى مع الأمير قوَّام الدين غرير بن منصور العيوني واشتهر بذمِّهِ لجزيرة تاروت تحت حُكم العيونيين في إحدى أبياته،<ref>{{ترقيم استشهادات|نمط الترقيم= عربي مغربي|م1={{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=189}}|م2={{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=183}}}}</ref> كذلك أنجبت الدولة الأديب [[موفق الدين البحراني|أبو عبد الله موفق الدين البحراني]] الذي ساهم في مختلف المجالات العِلمية وكان لأبياته الشعرية مدحًا لبعض الحكام مثل [[صلاح الدين الأيوبي]]، وعلى الرغم من أن هذه الشخصية عاشت في بلاد الأحساء إلا أنه لا يُذكَر للشَّاعر علاقةٌ مع أحد الأُمراء العيونيين،<ref>{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=186-187}}</ref> أيضًا أنجبت الدولة في القطيف الشاعر [[إبراهيم السكوني|أبو إسحاق إبراهيم السكوني]] وتعلم الشعر من أبو الحسن العبدي البصري عندما ألتقى به في القطيف سنة [[557 هـ]] واشتهرت أبياته بالمديح للأُمراء العيونيين،<ref name=":3">{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=183}}</ref> كان لهؤلاء أثرٌ واضحٌ في إثراء الحركة الفِكرية في بلاد الأحساء خلال العهد العيوني.<ref>{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=201}}</ref>

وأشهر أُدباء هذه الدولة إثراءً هو [[علي بن المقرب العيوني]] الشهير بابن المقرب الذي أثرى عصره من ديوانه الشِّعري وبلغ أهميته في مجال الشِّعر و[[تاريخ|التاريخ]]، ويُعتبر ديوان ابن المقرب المصدر الرئيسي لتلك الحقبة التاريخية في [[المنطقة الشرقية (السعودية)|شرق شبه الجزيرة العربية]] بشكلٍ عام وتاريخ الدولة العيونية بشكلٍ خاص وأثرى فيها من حوادث وقعت آنذاك ونزاعات الأسرة العيونية على السُّلطة وأسماء المُدن في زمانه.<ref>{{استشهاد مختصر|المناعي|1982|ص=241}}</ref>

=== الاقتصاد ===
{{أنظر أيضا|النشاط الاقتصادي في القطيف}}
[[ملف:درهم الدولة العيونية.jpg|تصغير|يمين|رسم توضيحي لدرهم من الدولة العيونية ضرب سنة [[544 هـ]]، يحمل اسم [[الحسن بن عبد الله العيوني]] ولقبه «جمال الدنيا والدين»، ويحمل [[الشهادتان|الشَّهادتان]] و[[شهادة ثالثة|الشهادة الثّالثة الشِّيعيّة]].<ref>{{استشهاد مختصر|رمضان|2008|ص=326}}</ref>]]
اعتمد الاقتصاد العيوني بشكلٍ كبيرٍ على التِّجارة والزِّراعة لطبيعة المنطقة المحيطة التي كانت مركزًا تجاريًا للقوافلِ التِّجارية البرية الآتية من جنوب شبه الجزيرة العربية إلى الشَّام والعِراق كذلك مركزًا للقوافل البحرية الآتية من [[الهند]] و[[إفريقيا]]،<ref>{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=165}}</ref> حظيت المنطقة بعلاقاتٍ تجاريةٍ واسعة مع الهند وسواحل إفريقيا في الصُّومال فكانت [[تصدير|الصَّادرات]] العيونية تنتج اللُّؤلؤ والتُّمور والأثاث والتوابل والعُطور وبعض المعادن كالزُّمرد والحديد والأواني النُّحاسية وتُباع هذه المُنتجات لهم وفي المناطق المجاورة في العراق والشام وأحيانًا تُباع في مِصر،<ref>{{استشهاد مختصر|الملا|2014|ص=74}}</ref> ثُمَّ يأتي النَّشاط الزِّراعي الذي اشتهر بزراعة النَّخيل وكثرة أنواع التُّمور حتى قيل أن أنواعها تصل [[800 (عدد)|لثمانمائة]] نوع وإلى جانبها تُزرع العديد من الفواكه المختلفة والقطن والحنطة والشَّعير،<ref>{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=171}}</ref> لم يقتصر الاقتصاد العيوني على التجارة والزراعة فقط فقد كان للصِّناعة العيونية دورٌ بارزٌ في الحياةِ الحضارية للمنطقة وخاصتًا في الأمور الحياتيَّة والتِّجارة، من ضمن هذه الصناعات كانت صناعة السُّفُن والتي كانت تُستخدم في التجارة وتُبنى في جزيرتي أوال و[[دارين (القطيف)|دارين]] وأيضًا لم تخلوا هذه الصناعات من لوازم الحياة والمُعدَّات اللازمة للزراعة والصيد، واشتهرت مدينة القطيف في العهد العيوني بانتاجها للمعدات الحربية والتي كانت تُنتج فيها السُّيوف والرِّماح والدُّروع.<ref>{{استشهاد مختصر|الملا|2014|ص=76-77}}</ref>

تطوَّرَ الاقتصاد العيوني حتى امتلك عملةً خاصةً به وظهر سك النُّقود العيونية في ثلاث مدنٍ أساسية وهي أرض الخط ومدينة القطيف وجزيرة أوال وكانت النقود مُخطَّطة [[خط كوفي|بالخطِّ الكوفي]] و[[خط النسخ|خطِّ النّسخ]] ومعظمها منقوشة بالخط الكوفي وعادةً ما يزخرف خط النسخ في عبارات التشيع،<ref>{{استشهاد مختصر|الشرعان|2002|ص=165-166}}</ref> وظهرت شعارات التشيع في جميع نقود الدولة والتي كانت تحمل لقب واسم الأمير الحسن بن عبد الله العيوني ومن هذه الشعارات استنتج الباحث نايف الشرعان تشيّع [[الأسرة العيونية]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الشرعان|2002|ص=199}}</ref> وعلى الرُّغمِ من تبعية العيونيين للخلافة العباسية فإن نقود العيونيين لم تحمل اسم الخليفة العباسي على عكس بعض الدول التي تُدِينُ بالولاء للعباسيين.<ref>{{استشهاد مختصر|الشرعان|2002|ص=201}}</ref>

== قائمة الأُمراء العيونيين ==
{| class="wikitable"
! colspan="2" |القائمة<ref>{{استشهاد مختصر|المديرس|2002|ص=214-218}}</ref>
|-
! الأمير
! فترة الحكم
|-
|align="center"|[[عبد الله بن علي العيوني|عبد الله بن علي]]
|align="center"|[[469 هـ|469]] – [[520 هـ]]<br/>[[1076]] – [[1126|1126 م]]
|-
|align="center"|[[محمد بن الفضل العيوني|محمد بن الفضل]]
|align="center"|[[520 هـ|520]] – [[538 هـ]]<br/>[[1126]] – [[1143|1143 م]]
|-
|- bgcolor="#d9d9d9"
|colspan=2 align="middle"|بعد مقتل محمد بن الفضل تمزقت الدولة إلى جزئين، جزءٌ تحت حُكم عمه علي بن عبد الله العيوني في الأحساء وجزءًا تحت حُكم أخيه غرير بن الفضل العيوني في القطيف، ونتيجةً لهذا التّمزق ضلَّت الدولة في صراعٍ داخلِيّ لفترةٍ طويلة حتى اتحدت من جديد في سنة 580 هـ.
|-
! الأحساء
! القطيف
|-
|align="center"|[[علي بن عبد الله العيوني|علي بن عبد الله]]<br/>[[538 هـ]] – [[1143|1143 م]]
|align="center"|[[غرير بن الفضل العيوني|غرير بن الفضل]]<br/>[[538 هـ|538]] – [[539 هـ]]<br/>[[1143]] – [[1144|1144 م]]
|-
|align="center"|[[شكر بن علي العيوني|شكر بن علي]]<br/>غير معروف – [[556 هـ]]<br/>غير معروف – [[1160|1160 م]]
|align="center"|[[الحسن بن عبد الله العيوني|الحسن بن عبد الله]]<br/>[[539 هـ|539]] – [[549 هـ]]<br/>[[1143]] – [[1154|1154 م]]
|-
|align="center"|[[محمد بن منصور العيوني|محمد بن منصور]]<br/>[[556 هـ|556]] – [[580 هـ]]<br/>[[1160]] – [[1184|1184 م]]
|align="center"|[[غرير بن منصور العيوني|غرير بن منصور]]<br/>[[549 هـ|549]] – [[556 هـ]]<br/>[[1154]] – [[1160|1160 م]]
|-
|
|align="center"|[[هجرس بن محمد العيوني|هجرس بن محمد]]<br/>[[556 هـ|556]] – [[557 هـ]]<br/>[[1160]] – [[1161|1161 م]]
|-
|
|align="center"|[[شكر بن الحسن العيوني|شكر بن الحسن]]<br/>[[557 هـ|557]] – [[575 هـ]]<br/>[[1161]] – [[1179|1179 م]]
|-
|
|align="center"|[[علي بن الحسن العيوني|علي بن الحسن]]<br/> [[575 هـ]] – [[1179|1179 م]]
|-
|
|align="center"|[[الزير بن الحسن العيوني|الزير بن الحسن]]<br/>[[575 هـ|575]] – [[577 هـ]]<br/>[[1179]] – [[1181|1181 م]]
|-
|
|align="center"|[[محمد بن أحمد العيوني|محمد بن أحمد]]<br/> [[577 هـ]] – [[1181|1181 م]]
|-
|
|align="center"|[[الحسن بن شكر العيوني|الحسن بن شكر]]<br/>[[577 هـ|577]] – [[580 هـ]]<br/>[[1181]] – [[1184|1184 م]]
|-
|- bgcolor="#d9d9d9"
|colspan=2 align="middle"|بعد وفاة محمد بن منصور تولى حُكم الأحساء من بعده أخوه شكر بن منصور وكان شكر يطمح إلى استعادة قوة بلاده، فأرسل أخوه عبد الله بن منصور للاستيلاء على القطيف وأوال من أبناء عمه وفعلًا قتل عبد الله ابن عمه الحسن بن شكر واستولى على القطيف وأوال، ووُحِّدت بلاد الأحساء على يد شكر حتى 605 هـ مُتخذًا الأحساء عاصمةً للبلاد.
|-
! الأمير
! فترة الحكم
|-
|align="center"|[[شكر بن منصور العيوني|شكر بن منصور]]
|align="center"|[[580 هـ|580]] – [[599 هـ]]<br/>[[1184]] – [[1202|1202 م]]
|-
|align="center"|[[محمد بن أحمد العيوني|محمد بن أحمد]]
|align="center"|[[599 هـ|599]] – [[605 هـ]]<br/>[[1202]] – [[1208|1208 م]]
|- bgcolor="#d9d9d9"
|colspan=2 align="middle"|بعد اغتيال محمد بن أحمد انقسمت الدولة إلى سلطتين، سُلطة في الأحساء تحت حُكم محمد بن ماجد العيوني، وسُلطة تحت حُكم غرير بن الحسن العيوني في القطيف وأوال، ونتيجةً لهذا الانقسام ضعُفت الدولة حتى سقطت سُلطة العيونيون في الأحساء على يد بنو عامر لتُنشأ الدَّولة العُصفورية في الأحساء وتلتها القطيف، ثمَّ سقوط سُلطة العيونيون في أوال على يد الأتابك السلغري سنة 636 هـ.
|-
! الأحساء
! القطيف وأوال
|-
|align="center"|[[محمد بن ماجد العيوني|محمد بن ماجد]]<br/>[[605 هـ|605]] – [[615 هـ]]<br/>[[1208]] – [[1218|1218 م]]
|align="center"|[[غرير بن الحسن العيوني|غرير بن الحسن]]<br/>[[605 هـ|605]] – [[606 هـ]]<br/>[[1208]] – [[1209|1209 م]]
|-
|align="center"|[[مسعود بن محمد العيوني|مسعود بن محمد]]<br/>[[615 هـ]] – غير معروف<br/>[[1218]]م – غير معروف
|align="center"|[[الفضل بن محمد العيوني|الفضل بن محمد]]<br/>[[606 هـ|606]] – [[616 هـ]]<br/>[[1209]] – [[1219|1219 م]]
|-
|align="center"|[[علي بن ماجد العيوني|علي بن ماجد]]<br/>غير معروف – غير معروف
|align="center"|[[مقدم بن ماجد العيوني|مقدم بن ماجد]]<br/>[[616 هـ|616]] – [[620 هـ]]<br/>[[1219]] – [[1223|1223 م]]
|-
|
|align="center"|[[محمد بن مسعود العيوني|محمد بن مسعود]]<br/>[[623 هـ|623]] – [[626 هـ]]<br/>[[1226]] – [[1229|1229 م]]
|-
! القطيف
! أوال
|-
|align="center"|[[منصور بن علي العيوني|منصور بن علي]]<br/>[[626 هـ|626]] – [[627 هـ]]<br/>[[1229]] – [[1230|1230 م]]
|align="center"|[[منصور بن علي العيوني|منصور بن علي]]<br/>[[627 هـ|627]] – [[630 هـ]]<br/>[[1230]] – [[1233|1233 م]]
|-
|align="center"|[[محمد بن محمد العيوني|محمد بن محمد]]<br/>[[627 هـ|627]] – [[630 هـ]]<br/>[[1230]] – [[1233|1233 م]]
|align="center"|[[محمد بن محمد العيوني|محمد بن محمد]]<br/>[[630 هـ|630]] – [[636 هـ]]<br/>[[1233]] – [[1238|1238 م]]
|- bgcolor="#999999"
|colspan=2 align="middle"|سقوطُ الدَّولة العُيونية سنة 636 هـ.
|}

== انظُر أيضًا ==
{{روابط شقيقة}}
; الأقاليمُ التّاريخيّة
* [[تاريخ الأحساء]]
* [[تاريخ البحرين|تاريخ البَحرَين]]
; الدُّوَلُ التّاريخيّة
* [[قرامطة|الدَّولَةُ القُرمُطيَّة]]
* [[الدولة العباسية|الدَّولَةُ العبَّاسيَّة]]
* [[الدولة السلجوقية|الدَّولَةُ السَّلْجوقيَّة]]
* [[الدولة العصفورية|الدَّولَةُ العُصفُوريَّة]]
; القبائلُ التّاريخيّة
* [[بنو عامر بن صعصعة|بنو عامر]]
* [[عبد القيس|بنو عبد القيس]]

== المراجع ==
=== هوامش ===
*'''{{هامش|أ}}:''' يُشار تسمية بلاد العيونيين إلى مصطلح «الدولة العيونية» في أغلب المراجع الموثوقة.
*'''{{هامش|ب}}:''' أُطلِقت على بلاد العيونيين أسماءً عديدةً في المصادر ووِصفت بمملكة وسلطنة، ولكن يرى الباحث عبد الرحمٰن الملا أن تسمية «الإمارة العيونية» هي أفضل تسمية للدولة بحكم النطاق الجُغرافي المحدود للعيونيين وقال في بحثه: «أرى أن وسم هذه الدولة بالإمارة هو الإختيار الأفضل لمحدودية النطاق الجُغرافي الذي تشغله سلطتها».<ref>{{استشهاد مختصر|الملا|2014|ص=163-164}}</ref>
*'''{{هامش|ت}}:''' يرجع تسمية الأسرة بهذا الاسم نسبةً إلى مدينة [[العيون (السعودية)|العيون]] التي كانت تسكنها الأسرة قبل تأسيس دولتهم.<ref>{{استشهاد مختصر|الملا|2014|ص=53}}</ref>
*'''{{هامش|ث}}:''' يعود تأسيس وتسمية [[الأسرة العصفورية|العصفوريين]] نسبةً إلى هذا الأمير.<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=355}}</ref>
=== فِهرِس المراجع ===
{{بداية المراجع}}
{{مراجع}}
{{نهاية المراجع}}

=== بَيانات المراجع ===
; <small>الكُتُب مُرتَّبة حَسب تاريخ النَّشر</small>
{{بداية المراجع|2}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q123828377|مرجع=المناعي1982}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q118072568|مرجع=المديرس2002}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q118247592|مرجع=الشرعان2002}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q118669529|مرجع=خليل2006}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q120170526|مرجع=رمضان2008}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q118210223|مرجع=الملا2014}}
{{نهاية المراجع}}

== وصلاتٌ خارجيَّةٌ ==
{{بداية المراجع}}
* {{استشهاد ويب|مسار= http://www.alwasatnews.com/news/1237572.html|عنوان=أسباب تفكُّك الدولة العيونية|تاريخ=12 مايو 2017|موقع=[[صحيفة الوسط البحرينية|صحيفة الوسط]]|ناشر=|الأخير=محمد|الأول=حسين|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200203064514/http://www.alwasatnews.com:80/news/1237572.html|تاريخ أرشيف=2020-02-03}}
* {{استشهاد ويب|الأخير=المعاضيد|الأول=خالد|عنوان=الدولة العيونية|تاريخ أرشيف=28 يونيو 2023|مسار =https://khalidalali.qa/%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae-%d9%82%d8%b7%d8%b1/%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%8a%d9%88%d9%86%d9%8a%d8%a9/|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20230628132901/https://khalidalali.qa/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D9%82%D8%B7%D8%B1/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9/}}
{{نهاية المراجع}}
{{بداية صندوق}}
{{s-hou}}
{{صندوق تعاقب|سبقه=[[قرامطة|الدَّولَةُ القُرمُطيّة]]|العنوان=[[تاريخ الأحساء|تاريخُ الأحساء]]|الأعوام=1076 - 1238|تبعه=[[الدولة العصفورية|الدَّولَةُ العُصفُوريّة]]}}
{{نهاية صندوق}}
{{الدول التاريخية الإسلامية}}
{{الدول المبكرة قبل السعودية}}
{{شريط بوابات|الإسلام|التاريخ الإسلامي|الدولة العباسية|شبه الجزيرة العربية|شيعة}}
{{شريط محتوى متميز|1=جيدة|التاريخ=22 أكتوبر 2023|النسخة=65079572|تاريخ مراجعة الزملاء=21 أغسطس 2023}}
{{لا للتصنيف المعادل}}

[[تصنيف:العيوني|*]]
[[تصنيف:تاريخ الأحساء]]
[[تصنيف:تاريخ البحرين]]
[[تصنيف:دول سابقة في العالم الإسلامي]]
[[تصنيف:دول سابقة في الشرق الأوسط]]