تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
حافظ وهبة
حافظ وهبة | |
---|---|
معلومات شخصية | |
تعديل مصدري - تعديل |
حافظ وهبة (15 يوليو 1889 - 1967) مستشار الملك عبد العزيز آل سعود ولد في مصر وعمل في الكويت معلما في المدرسة المباركية ومن الكويت انتقل إلى الرياض حيث عمل مع الملك عبد العزيز مستشارا سياسيا في ديوان الملك عبد العزيز، ثم سفيرا للمملكة في بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية.
حياته
خدم الدولة السعودية في بدايات تأسيسها، بعد حضوره إثر دعوة تلقاها من الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، في أيام لم يكن العمل المؤسسي سهلا على واضعيه. أُبعد عن بلده الأم (مصر) ثم حل ضيفا على الملك المؤسس، فأصبح مستشاره وسفيره في مصر. ساعد على تطوير نظام تعليمي للدولة الناشئة، وألف كتابين يستند إليهما الكثير من الباحثين لأخذ معلومات تاريخية متعددة عن تلك المرحلة، ففي هذين الكتابين وثق رحلات الملك عبد العزيز، وحياة الشخصيات المؤثّرة من أبناء القبائل في الجزيرة العربية.
مولده ونشأته
ولد حافظ وهبة في حي بولاق في عام 1307هـ 15 يوليو 1889 ونشأ في أسرة متوسطة الحال المحافظة دينياً. دخل «الكتَّاب» وعمره ستة أعوام فتعلم الكتابة والحساب والقرآن وأتم حفظه وعمره 11 عاما، أدخله والده الأزهر ثم انتقل إلى مدرسة القضاء الشرعي وقد أخذ العلم على كثير من المشايخ منهم الشيخ محمد عبده، علي حسين البولاقي، محمد بخيت، محمد حسنين مخلوف والد مفتي الديار المصرية حسنين مخلوف، والشيخ الخضري.[1]
تنقلاته وحياته في الخليج
تنقل حافظ وهبة في دول الخليج من الكويت والبحرين بعد أن نفاه البريطانيون من مصر،[2] اشتغل بداية مدرسا للغة العربية وعمل بالتجارة وأدخل لاصقا طبيا أمريكيا إلى الخليج سمي فيما بعد بـ «لزقة حافظ»، وخلال وجوده في الكويت تعرف على الملك عبد العزيز ثم سافر إلى الهند ورجع بعدها إلى الكويت وحل ضيفاً على عيسى القناعي من رجالات الكويت الكبار، وتعرف على الشيخ يوسف بن عيسى القناعي فأقنعه بالإقامة في الكويت وكان يتردد على مساجد الكويت لإلقاء الدروس، ولقد تركز تأثير الشيخ في الكويت بالنقاط التالية: أولاً: مشاركته في التعليم في المدرسة المباركية منذ وصوله عام 1914م وكان أثره كبيرا فيها وفي إدارتها وتطويرها. ثانياً: مشاركته بالوعظ والإرشاد في مساجد الكويت ولاسيما المسجد الجامع أكبر مساجدها. ثالثاً: إسهامه في توعية الناس لخطر الاحتلال الأجنبي ومقاومته.[3]
دعوة الملك عبد العزيز له
سمع حافظ وهبة الكثير عن النجديين (أسرة آل سعود) وعن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من الشيخ محمد عبدة عندما كان يحضر دروسة ومجلسه مما جعله يتعلق بالدعوة وأصبح شغوفاً بمعرفة المزيد وفي أثناء تواجده في الكويت عام 1916 قُدر له أن يلتقي بالملك عبد العزيز لأول مرّة في الوقت الذي كان فيه عبد العزيز قد سمع عن حافظ وهبة مما حدا بحافظ وهبة إلى إرسال رسالة مطولة للملك عام 1920 احتوت على بعض النصائح والأفكار للملك الذي بدوره رحب وكان سعيداً بما جاء في الرسالة. بعد هذه الرسالة بفترة ليست بالطويلة أرسل عبد العزيز برسالة لحافظ وهبة يمتدحه ويثني عليه ويبين له أنه بحاجة ماسّة إلى أمثاله من الرجال العقلاء المفكرين ذوي الخبرة والدراية وعرض عليه بأن يأتي إلى نجد للعمل مع أعضاء حكومته، وبعد تردد وتفكير وافق حافظ وهبة وشد الرحال إلى نجد.[4]
حياته العملية
عين حافظ وهبة سفيرا للمملكة في بريطانيا تحت اسم وزير مفوض سعودي في لندن في عام 1930م، فواصل الطرفان علاقاتهما وفق الإطار الدبلوماسي والسياسي، وتمكنا من حل كثير من الإشكالات والمواقف السياسية من خلال الحوار والتفاوض، كما تمكنا من الارتقاء بالتعاون السياسي والاقتصادي والعسكري بين البلدين إلى مستويات عالية، وإن جملة من مستشاري الملك عبد العزيز وبالأخص حافظ وهبة، ومن معه في تلك الحقبة من أمثال خالد الحكيم، القرقني، والدكتور عبد الله الدملوجي، قد أوفدوا في مهمات سياسية إلى زعماء دول مجاورة أو صديقة أو للمشاركة في مباحثات حدودية أو نحوها وممثلين له.
كما كان حافظ وهبة وزيراً مفوضاً في البداية ثم صار عام 1948م سفيراً لها لمدة 30 عاما، طيلة بقية عهد الملك عبد العزيز، كما عين وزيرا مفوضا في هولندا 1350هـ، وقد كان حافظ وهبة مهتماً بتوثيق العلاقات بين الملك عبد العزيز ومصر، كما قام وهبة المبعوث السعودي لدى بريطانيا في ذلك الوقت، بزيارة اليابان لحضور افتتاح مسجد طوكيو. وزار المبعوث الياباني لدى مصر «ماسايوكي يوكوياما» السعودية عام 1939م كأول مسؤول ياباني يزور المملكة، والتقى بالملك عبد العزيز في الرياض.كما أصبح هو والشيخ عبد الله الطريقي الذي يعد أول وزير بترول سعودي أول شخصيات سعودية أعضاء في مجلس إدارة شركة أرامكو.[5]
التعليم المنتظم
حافظ وهبة هو أول من أسند إليه القيام على برامج التعليم المنظم في المملكة [بحاجة لمصدر]، وقد تحدث عن الصعوبات التي واجهت التعليم عند بدايته، وعن تطوره بعد ذلك، فقال في إحدى مؤلفاته: «لم تكن توجد في البلاد مدارس تذكر في زمن الأتراك، وما وجد منها كان ابتدائياً قليل النفع، ففي إقليم الأحساء لم يؤسس بعد إعلان الدستور العثماني إلاّ مدرسة صغيرة واحدة، ولم يكن الوضع في الحجاز أحسن بكثير، فلما أتى الملك عبد العزيز عمل على نشر العلوم والمعارف، وفتح المدارس، وأنشأ المعاهد العلمية غير عابئ بما لقيه في هذا المضمار من معارضة شديدة وصعوبات جمة». وأكمل حافظ كلامه «ولقد صمم جلالته على وضع الخطوات السليمة في سبيل إيجاد تعليم يخدم أمته وبلاده لقد بذر جلالته» وبفضل الله ثم جهود الملك عبد العزيز ومستشاره حافظ وهبة تنعم المملكة اليوم بـ 28 جامعة عملاقة، ورئاسة عامة وكبيرة لتعليم البنات، وعشرات الكليات والمعاهد، وألوف المدارس، وملايين من الطلاب والطالبات.
إمام مسجد
الشيخ حافظ وهبة كان أول إمام يؤم المصلين بعد تشييد مسجد في شرق لندن عام 1910م على يد عدد من الشخصيات الإسلامية البارزة مثل القاضي سيد أمير علي، وهو أول مستشار هندي في مجلس الشورى، والمقدم سير حسن سهراوردي واثنين من مترجمي القرآن الكريم إلى الإنجليزية وهما عبد الله يوسف علي، ومحمد مرمادو كبيكتهول، وتم تحويل منزلين في كومرشالرود شرق لندن إلى مسجد ومركز ثقافي إسلامي.
وفي عام 1944م كان حافظ وهبة من الأعضاء المؤسسين للمركز الثقافي الإسلامي والمسجد المركزي في لندن، ووضع حجر أساسه الملك جورج السادس ملك بريطانيا حينذاك. نشأت فكرته منذ سنة (1361هـ - 1942م) عندما افتتح الملك جورج أحد مساجد العاصمة البريطانية، وتبرع نظام حيدر آباد حاكم إمارة حيدر آباد (سابقا) بمبلغ 85 ألف جنيه إسترليني لبناء مركز إسلامي بلندن.
وعمل القائمون على هذا المركز بجد ونشاط فقاموا بتأسيس مكتبة ضخمة تضم آلاف الكتب المتنوعة، كما عملوا على تجهيز قاعة للصلاة تتسع لآلاف المصلين، وقاموا بتهيئة بقية أجزاء المبنى لأعمال المعهد الثقافي الإسلامي، كما قاموا بالإعداد لإصدار مجلة دينية ثقافية باللغة الإنجليزية تصدر بانتظام، وقد عُهد بتحريرها لسكرتير المعهد الثقافي الشيخ «علي عبد القادر» فكان المركز أشبه ما يكون بخلية نشيطة تواصل عملها بالليل والنهار، وبقي هذا المركز الإسلامي الضخم يمثل المسلمين في بريطانيا إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية حيث بدأ المسلمون ومجلس أمناء لندن يفكرون بإنشاء مسجد ضخم وجامع يمثل العالم الإسلامي أجمع.
في سنة (1364هـ - 1944م)، تأسست هيئة لهذا الغرض من سفراء السعودية ومصر والعراق والأردن، وقامت بشراء دار متواضعة لهذه الغاية في وسط لندن، وبعد هذه المرحلة تمت الموافقة بصعوبة على تصريح البناء.
وفي العام 1969م قام سفراء الدول الإسلاميةبتحريك المشروع ثانية فطرح بناء المسجد من جديد وقدموا عدة تصاميم لعرب وبريطانيين للجنة التحكيم فاختارت تصميمًا لأحد المهندسينالبريطانيين، وبالفعل كان تصميمه مشروعًا أنيقًا بديعًا ولكن اللجنة المؤلفة من ثلاثة أعضاء مختصين بينهم مسلم واحد أجرت عليه بعض التعديلات الطفيفة. كمركز مؤقت ظل حتى سنة (1393هـ - 1973م)، وبعد الحصول على تصريح البناء بدأ العمل الفعلي بالبناء.
لاقت فكرة بناء المسجد قبولًا عامًا في لندن، وبدأ القائمون على المشروع يعدون العدة الاقتصادية والفنية، وقاموا بإعداد تصميم للبناء المقترح قدمه المهندس المصري «رمزي عمر»، وأُرسي حجر الأساس فعلًا عام 1954م إلا أن تنفيذ البناء تأخر نظرًا لعدم توافر الأموال اللازمة التي قدرت بربع مليون جنيه، وزاد أمد هذا التأخير بعض الأحداث السياسية كحرب السويس عام 1956مفاضطر القائمون على المشروع إلى الانتظار حتى عام 1959م حيث جمعوا الأموال وهيئوا الظروف للبدء بالبناء إلا أن بلدية لندن ولجنة الفنون الجميلة رفضت مخطط البناء بحجة أنه يخالف الهيئة العامة للمدينة ولا ينسجم مع الطراز المعماري الإغريقيللمباني المحيطة بحي «ريجنت» فتوقف العمل من جديد وثبطت الهمم حتى عام 1969م.
بدأت أعمال البناء مطلع عام 1974 مع مجمع المسجد المبنى الرئيسي الذي يضم قاعات الصلاة للرجال والسيدات الرئيسية، المكتبة، واكتمل العمل في شهر يوليو 1977 عن التكلفة الإجمالية 6.5 مليون جنيه استرليني.
حيث كانت بداية بناء المركز الإسلامي الجديد في لندن، وقد تم بناء المركز الثقافي الإسلامي بلندن في سنة (1397هـ - 1977م)، وموقعه بالقرب من حدائق (ريجنت)، وقدرت التكاليف بحوالي خمسة ملايين جنيه إسترليني، وأسهمت المملكة العربية السعودية بمليونين، واشتركت في التمويل دولة الإمارات العربية المتحدة، والكويت، وبعض الدول العربية والإسلامية، وقد تعهدت المملكة العربية السعودية برصد بعض الأموال لتكون بمثابة وقف دائم للإسهام في مصاريف المركز الإسلامي بلندن.
كانت التكلفة العامة لهذا المشروع عالية جدًا حيث وصلت إلى ستة ملايين جنيه ما كان يمكن تأمينها لولا فضل الله الذي سخر بعض الحكومات الإسلامية التي تعلم جيدًا الأهمية الحضارية والثقافية والدينية لمثل هذا المسجد الكبير في لندن عاصمة الإمبراطورية البريطانية السابقة.
مؤلفاته
من أهم مؤلفاته: جزيرة العرب في القرن 20، وكتاب 50 عاماً في جزيرة العرب. فقد وثق في الكتابين حياة الملك عبد العزيز ورحلاته، وكذلك حياة الملك سعود وأخيه الملك فيصل، ووثق كل مقولة قالها الملك المؤسس، وجميع أعماله، وقد كان شديد الملاحظة وانتقائه لكلماته في تأليف كتبه، حتى أصبح هذان الكتابان مرجعين أساسيين للمؤرخين والباحثين عن علم التاريخ وخاصة تاريخ الجزيرة العربية.
وفاته
توفي الشيخ حافظ وهبة في مدينة روما عاصمة إيطاليا سنة 1387هـ الموافق 1967 م عن عمر يناهز 80 عاما.
روابط خارجية
مراجع
- ^ "حافظ وهبة... النسر المهاجر". الشرق الأوسط. مؤرشف من الأصل في 2022-02-02. اطلع عليه بتاريخ 2022-02-01.
- ^ Alexei (1 Sep 2013). The History of Saudi Arabia (بEnglish). Saqi. ISBN:978-0-86356-779-7. Archived from the original on 2021-11-08.
- ^ "من هو حافظ وهبة ؟ و قصتة مع الملك عبدالعزيز". المرسال. مؤرشف من الأصل في 2021-01-18. اطلع عليه بتاريخ 2022-02-01.
- ^ حافظ،، وهبة،؛ Wahbah، Ḥāfiẓ (1 يناير 1960). خمسون عاما في جزيرة العرب. مصطفى البابي الحلبي،. مؤرشف من الأصل في 2019-12-15.
- ^ الجوادي، د محمد. "الشيخ حافظ وهبة.. السياسي المصري الكويتي السعودي". www.aljazeera.net. مؤرشف من الأصل في 2022-02-03. اطلع عليه بتاريخ 2022-02-01.
- دبلوماسيون سعوديون في القرن 20
- أعضاء هيئة تدريس مدرسة المباركية
- خريجو جامعة الأزهر
- دبلوماسيو القرن 20
- دبلوماسيون سعوديون
- سعوديون متجنسون
- سعوديون من أصل مصري
- سفراء السعودية لدى المملكة المتحدة
- سياسيون سعوديون
- سياسيون سعوديون في القرن 20
- سياسيون من القاهرة
- مصريون مغتربون في المملكة العربية السعودية
- منفيون مصريون
- وفيات 1967